رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق )
ابتسامة واسعة
جميلة اوي ياكرم بجد هو كان بيحب الصورة دي أوي ليكم
توجه ناحيتها ووقف خلفها مغمغما في حنو ودفء استشعرته في صوته
فعلا بس لو إنتي كل ما تدخلي الأوضة وتشوفيها هتعيطي كدا أنا ممكن اشيلها
التفتت له بجسدها كاملا وهتفت تنهاه بسرعة وهي تجفف دموعها بظهر كفها
لا لا اوعى متشيلهاش هزعل منك أوي بجد لو شلتها شكلها جميل خالص
الضحك وتارة الجدية في أحاديث أخرى إلى أن دخلت غرفتها وبدلت ملابسها وارتدت بيجامة منزلية مريحة ورفعت شعرها الناعم لأعلى بشيء تثبته به لتنسدل بعض خصلاته على وجهها من الأمام وعنقها من الخلف وسرعان ما انتفضت واقفة في فزع عندما سمعت طرقه على الباب وصوته فتوترت بشدة وترددت قبل أن تفتح ولكنها حسمت أمرها واتجهت لتفتح له ولم يكن وضعه يختلف عنها كثيرا ولاحظت توتره في نبرة صوته وهو يقول
ظهرت علامات الأسى والخنق على محياها وهي تقول في يأس
إنت هتنام في الأوضة التانية !
أطال النظر في محياها لثلاث ثواني قبل إن يهتف في لطف
آه لو إنتي حابة أنام معاكي مفيش مشكلة
ارتبكت وهزت رأسها بالنفي وهي تقول متلعثمة
لا لا براحتك مقصدش كدا أنا كنت بسأل بس
ردت عليه في ابتسامة مزيفة رسمتها بمهارة وإنت من أهله ثم اغلقت الباب ببطء واتجهت ناحية فراشها لتجلس عليه وهي تلوي فمها بحزن وتسمع صوت عقلها الذي لا يكف عن تأنيبها لما
الحزن وفري حزنك فهذه البداية فقط زفرت بشجن وعدم حيلة ثم جففت الدموع التي ركضت لعيناها وتمددت على الفراش متدثرة بالغطاء وهي تغمض عيناها لتهرب من أحزانها عن طريق النوم
ابتسم بساحرية وهتف مازحا
ده اعتبره طرد بس بشياكة يعني ولا إيه !!
لعنت نفسها على حماقتها وما قالته لتقول مصححة
قصدها في ارتباك
لا والله أكيد مقصدش كدا انا استغربت بس إنك غيرت رأيك بسرعة يعني !
اجابها مخترعا كڈبة محترفة مكملا مزاحه
بيني وبينك أنا دايما
متعود لما باجي الشقة بنام في الأوضة دي فاتعودت خلاص عليها وطلاما اتعودت على أوضة معينة مش بعرف أنام في مكان تاني متقلقيش نومي هادي ومش هزعجك والله
وكنتي ناوية بقى تقعدي عند أهلك لغاية إمتى !
قالت في هدوء تام
لغاية ما الاقي نفسي عندي القدرة إني استحمل تصرفاتك من تاني ياحسن لإن اللي حصل وكلامك في اليوم إياه كافي إنه يخليني مش طيقاك لشهر كمان مش أسبوع
استند بساعده على رخامة المطبخ وغمغم في ابتسامة غير مبالية ووقاحة معتادة منه
تقدري تنكري إن إنتي اللي استغليتي وضعي طاب أنا ومكنتش في وعي ولا عارف أنا بعمل إيه إيه وإنتي كمان مكنتيش في وعيك !! إنتي كنتي قادرة تمنعيني بس اللي حصل كان يمزاجك قبل ما يكون بمزاجي أنا
كلماته الهبت النيران من جديد واشعلت ماقد اخمدته الأيام السابقة حيث التقطت السکين ورفعتها في وجهه هاتفة في ڠضب عارم
إنت اللي مستغل واستغليت حبي ليك وسيطرت عليا بكلامك لغاية ما ضعفت للأسف قدامك فمتقولش إنه كان بمزاجي عشان إنت غدار ومحدش يديك الآمان خدعتني بكلامك وإنت داخل عليا وزعلان على الحيوانة اللي خدعتك وغفلتك وللأسف كان جزاء شفقتي عليك وعلى وضعك إنه اللي حصل وكلامك بعدين في الصبح اللي بيوضح قد إيه إنت معندكش ډم وحقېر
انزل يدها وهو يحدجها في عدم اكتراث لعصبيتها ويتمتم
لا أنا مش حقېر أنا بقول الحقيقة اللي إنتي مش عايزة تتقبليها وخلاص بقى ملوش لزمة نعاتب بعض اللي حصل حصل ومش هنقدر نغيره يامدام يسر !
ضغط على آخر كلمتين وهو يلفظهم من بين شفتيه قاصدا إثارة چنونها أكثر ليستمتع به وبالفعل وجدها تحدق به بأعين لا تبشر بخير ولكنه لم تكفيه النظرات فقط حيث أراد أن يرى أسوأ ما في هذه الشرسة فهتف في كلامات تحمل معاني منحطة وهو يغمز بعيناه في لؤم
بس تصدقي مكنتش متوقع إنك جامدة كدا !!
نجح ووصل إلى ذروة چنونها حيث تحول وجهها إلى كتلة نيران متوهجة وأحمرت عيناها ثم التقطت كأس الشاي وهي تقول بنبرة صوت توضح مدى شدة عاصفتها
المرة اللي فاتت كانت القهوة وجات سليمة المرة دي الشاي فاير يعني هتتسلق ياحسن
أطلق ضحكة شبه مرتفعة وجذب الكأس من يدها وهو يرتشف منه ويقول ببرود مقصود
ده ليا !!!! شكرا يامزتي ابقي اعملي واحد تاني بقى ليكي
ثم استدار وانصرف من أمامها لټضرب هي بقدمها الأرض وترفع كفها ضاغطة عليه بشدة وتجز على أسنانها مصدرة أصواتا تدل على شدة غيظها من كتلة الثلج المتحركة الذي تعيش معه !!
فتحت عيناها مع صباح يوم جديد وتسللت آشعة الشمس من خلف الستائر إلى عيناها فمدت يدها تحجبها عنها ثم القت نظرة بجانبها لتجد مكانه فارغ فتنهدت بهدوء وهبت جالسة وهي تفرك عيناها ثم اتجهت إلى المرآة وعدلت من وضعية ملابسها وكذلك شعرها الذي سرحته سريعا وغادرت متجهة نحو الحمام لتغسل وجهها ويديها ثم خرجت واتجهت إلى الصالون لعله يكون فيه ولكن لا أثر له فظنت بأنه في غرفة المكتب الصغير الذي يوجد بها الصورة وذهبت باحثة عنه
ولكنه ليس فيها أيضا لتعقد حاجبيها باستغراب فلا يعقل أن يكون ذهب للعمل !!
اخذت تبحث عنه في المنزل الكبير حتى وقفت أمام المطبخ وابتسمت عندما رأته يقف أمام آلة كبيرة نوعا ما تبدو لتحضير القهوة موضوعة على الرخامة كانت آلة عصرية وحديثة لم يسبق لها وأن رأت آلة مثلها ولكنه كان يتقن التعامل معها انتبه لوجودها فالټفت برأسه لها وتمتم مبتسما
صباح الخير
ردت عليه في خفوت جميل
صباح النور
هتف بنفس نبرته السابقة وتعبيرات وجهه الدافئة
تحبي اعملك معايا
هزت رأسها نافية وأجابته ببساطة وابتسامتها لا تزال تزين شفتيها
لا لا مش عايزة
عاد وأكمل تحضيرها حتى وجدها تقترب وتقف بجواره تتفحص الآلة بعيناها في فضول لمعرفتها ليأتيها صوته وهو يقول
دي مش من مصر سافرت استراليا من حوالي تلات سنين وشوفتها بالصدفة ومترددتش إني
اشتريها
هزت رأسها بتفهم وهي تتابعه وهو يتعامل معها حتى هتفت بصوت رقيق
بس اللي أعرفه إنها مضرة لما تشربها كتير وخصوصا لو على معدة فاضية
انتهي أخيرا ووضع الكأس بجوار الآلة وهو يجيبها بنبرة صوت لا تفشل كل مرة في أثرها
متقلقيش متعود على كدا
أخذت نفسا عميقا تستعيد ثقتها وشجاعتها بعد أن فقدتهم بسبب نبرته وابتسامته وتمتمت في خفوت مشجع وصوت انوثي ساحر
يعني مش هتفطر
التقت فنجان القهوة خاصته وهمهم في لطف وحنو
هو
أنا مش جعان الصراحة بس عادي ممكن اكل حاجة بسيطة معاكي عشان متاكليش وحدك
حبست أنفاسها ومجرد ما ولاها ظهره وانصرف اخرجته زفيرا قوي وهي تهز رأسها بالنفي فهو كالتعويذة التي تسحب الفتيات فقط لوحله وهي تفقد السيطرة على قلبها المتيم به كلما تنظر له وترى ابتسامته وتسمع صوته الهاديء الذي يعزفه على اوتار قلبها كسمفونية غرام ونظراته تغرقها في بحور عشقه الذي لا نهاية لها وفجأة عصفت بذهنها كلمات رفيف لها كرم بيعزك جدا ياشفق والله وإنتي ليكي معزة خاصة في قلبه ولو وافقتي واتجوزتوا هتقدري بسهولة تكسبي قلبه صدقيني دي فرصة جاتلك ولو ضيعتها مش هتجيلك زيها تاني
فمتهدريهاش وحاولي تستغلي الفرصة لصالحك استغلال الفرصة !! وهي أفضل من يستغل الفرص وللمرة الأولى ستكون انانية في عشقها ولن تسمح للظروف والأسوار والحصون أن تحول بينها وبين عشقها ستبذل قصارى جهدها في البحث عن مفتاح قلبه الذي امتلكته زوجته وتمكنت من الدخول بسهولة وستكون هي الشفق الذي يبشر بقدوم ليالي مليئة بالعشق والغرام !!
بعد مايقارب النصف ساعة انتهت من تحضير الإفطار ثم بدأت في نقل الصحون إلى الطاولة واتجهت إليه في الشرفة تخبره بأن الطعام جاهز فأماء لها بالإيجاب وبعد لحظات انضم لها على الطاولة ونظر إلى أنواع الطعام المختلفة ثم جلس وبدأ في الأكل وهو يستطعم مذاق الطعام فيجده ألذ مما توقعه أما هي فكانت تعلق نظرها عليه تتابع قسمات وجهه وقد قررت من اليوم أن تتوقف عن الخجل منه وتتحلى بدهاء النساء وانوثتها وتجد حلا لمشكلة خجله وتوتره منها وتمحوه نهائي حيث هتفت باسمة
يوم لما عزمك سيف الله يرحمه قبل ما يتوفى أنا اللي كنت عاملة الأكل كله لإن في اليوم ده ماما تعبت ومقدرتش تقف في المطبخ وحظك كان دايما إن لما سيف يعزمك عندنا كانت ماما بتتعب وكنت أنا اللي بعمل الأكل
رفع نظره لها ولاحت بشائر الابتسامة على شفتيه ثم قال ضاحكا
إنتي بتتكلمي جد !
آه والله كانت بتبقى صدفة في كل مرة سبحان الله وفي الغالب لما كان سيف بيعزم حد ماما هي
اللي بتعمل الأكل وأنا مبحبش أعمل الأكل بخاف الأكل ميعجبش الضيوف فكنت بكتفي بإني اساعدها لكن دايما في اليوم اللي بتاجي فيه إنت كانت بتتعب فجأة وبضطر أنا احضر الأكل وكنت ببقى خاېفة جدا يكون في حاجة مش مظبوطة وبمجرد ما كنت تمشي كنت بسأل سيف لو الأكل فيه حاجة
ضحك بخفة وهتف في تلقائية متحدثا معها وكأنها صديق له
لا مكنتش متوقع إنك شيف محترفة كدا تسلم إيدك ياشفق والله من هنا ورايح عايز من الأكل اللي كنتي بتعمليه ده كتير
شقت ابتسامتها طريقها وهي تجيبه شبه ضاحكة
من عنيا !
ثم عادت تكمل