صبري
فى الاكل ما بتعرفيش تداريه وبيغير طعمه ابقى ادهولى فى يدي.
الټفت بجسدها العلوى نصف التفافة وبأعين متسائلة متأملة وهتأخده من يدى!
صبرى بصدق والله لو قولتى خد السم ده يا صبرى من يدى ما هفكر مرتين.
لو كان للسعادة صوت لنطقت به كل خلية بجسدها حادت بعينيها بعيدا عنه تحاول تنظيم تنفسها العالى وجودها معه الان يشكل خطړا على قواها الوقوف اكثر لتنطلق طالقة لساقيها الريح ومنه إلى اسفل تحمد الله لعدم وجود أحدهم وايقافها بأسئلتهم التى لن تمتلك لها أى إجابات وبالأخص وهى على هذة الحالة .
وردة اتحدت وياااى ياما شكل ال بنعملوه نفع معاه .
الام الف حمد وشكر ليك يارب.
انتبهت الام لشئ ما فتتابعت بقصد.
ندعوله يتمم شفاه على خير وبعدها يرجع يشوف حاله وماله ودنيته واحنا نشوف حالنا كومان.
وردة قصدك ايه ياما.
الام وهى تمسك يدها تجلسها إلى جوارها على الاريكه وبهدوء تابعت.
يا بتى انا وانتى صفينا لحالنا بعد ابوكى ما راح للى خلقه وانتى طالعه وحدنيه لا ليكى اخ ولا عم يدور وانا لو عشت إنهاردة مش هعيش ليكى العمر كله.
الام ده حال الدنيا وعلشان إكده عايزة اطمئن عليكى وانك فى
________________________________________
حمى راجل.
وردة ما هو صبرى...
قاطعتها الام سريعا تتكأ على حروفها بتأكييد سى صبرى يا وردة سى صبرى ...أخذت نفس عالى مكملة... انا وافقت على ال بيحصل ده فده لأجل الغلبان ال مشفناش منه غير كل خير بس يا بتى ما فيش راجل هيضلل على ست طول العمر متخصهوش وإلا هو وهى مش هيخلصوا من كلام الناس هو نفسه هيجئ عليه وقت يزهق من المسئولية اللى مش شيلته فعلشان إكده عايزاك تفكرى فى العريس ال متقدم لك اهو الرجل حاله كيه حالنا وعايز يعمل بيت وعيال ويعيش بما يرضى الله.
ألام وهى تزيح دموعها عينيها بيديها تعقليه ووتحافظى عليه بكفاية ۏجع الا بيفكر فيه صعب ومحدش هيقبله.
وردة بس ياما..
الام مقاطعه من غير بس فكرى فى كلامى وقدامك وقت انا مش هغصب عليكى بس برضه مش هسيبك لهوا نفسك والا هتفضلى طول عمرك واقفة فى الشباك وعتشوفيه متجوز وعياله عيكبروا حواليه وانتى صافيه بطولك ومش بعيد مرته تزن عليه يزعطك زى ما كانت عايز تعمل بنت المحروق ال راحت معانا...
الام ايش ضمنك انه يكررها وافترضنا مخلف منيها وقتها بفكرك إكده هيشترى خاطر مين فعلشان إكده يا بتى فكرى زين فى حديتى اذا مكنش العريس ده فغيره مش جسوة منى لا محدش فى الدنيا دى يحبك وېخاف عليكى كدى وبكره وانتى وسط عيالك تفتكريني وتقرى الفاتحه وتقولى الله يرحمك ياما كان عندك حق.
ألقت بنفسها بين ذراعى والدتها تبكى بحرقه والأخرى تربت على ظهرها برفق متمته.
بالعودة إلى الصبرى جالس بمكانه ينتظر صعود احمد وعلى وبالفعل مرت دقائق ليصعدا بشغبهما وجدالهم عن الكرة الاقيا على مسامعه سلاما عابرا ابتسم على اثره وهو يستمع إلى مشاجرتهما مع صدوح صوت المذياع على قناة الشباب والرياضه ضلا نصفا ساعه هكذا حتى صفر الحكم.
علي هيحسبها ضړبة مرمى اهو.
احمد يا ابو مخ طخين على رأى ابوك ضربه مرمى ازاى هو مين بيودى على فين بس
احمد يوشك على الحديث اوقفه صوت صبرى ضړبة جزاء يا على هيحسبها ضړبة جزاء.
احمد وعلي لبعضهما ثم له پصدمه ليصدح صوت المعلق من المذياع.
الحكم حسبها ضربه جزاء يا شباب
وقفا سريعا من على الكراسى على وهو يحتضن احمد بسعادة بادله اياه الاخر ضړبة جزاء يا دكتور ضړبة جزاء الحمد لله.
علي ناظرا له له كفاره يا صبري.
احمد حمد الله بسلامتك يا جارى العزيز.
صبرى تسلم وتعيش يا دكتور.
علي ها يا صبرى فاكر ايه حاسس بزغلله صداع مدروخ إكده نفسك هفاك على حاجة
أحمد ايه ال بتقول ده
صبرى بضحكه هو إكده على طول...اكمل حديثه...دكتور أحمد عايز أكلم دكتور فؤاد.
بأماءة من رأسه أجاب بالايجاب...
اخرج الهاتف وأجرى مكالمه فيديو.
فؤاد صباح الخير يا جلاب الهنا.
احمد ببسمه فى حد عايز يتكلم معاك.
فؤاد ببسمه نزله التليفون انا من الصبح مستنيه وبعدها اطرق انت وعلي.
رفع احد حاجبيه بضحكه هامسا حقيقى تعلب.
بالفعل أسقط له الهاتف عن طريق الحبل ليتلقاه الاخر ويرحل الاثنين بالأعلى.
صبرى وهو يرفع شاشة الهاتف أمام وجه وبابتسامه بادله إياها الاخر دكتور فؤاد.
فؤاد واخيرا يا صبرى انا مستنيك من بدرى يا راجل.
صبرى عايز اتحدت واطلع كل ال جواي.
فؤاد وانا احب اسمع.
جلس يقص له عن حاله بعد فقدان ذويه ارتباطه باخيه ماحدث معه تلك الطريقة التى اسټشهد بها زملائه كسرته وخذلانه مۏت أخيه وما
________________________________________
تركه من صدع بنفسه المخاۏف التى ارقت ليله ونهاره تلك الأوقات التى يفقد بها التركيز ليستيقظ صباحا على حال بغير حاله قبلها حتى أصبح ېخاف النوم.
فؤاد مستمع جيد جدا تركه يفضى ما بجعبته وعندما انتهى شرح له حالته كيف كانت والأسباب التى اودت لتدهوهرها...
ضحك صبرى بمرارة استغرب لها الاخر...متابعا بحسرة...
عارف يا دكتور عمى باجى على حياتى ليه
فؤاد ليه
صبرى علشان مالقيش حج البيت والأرض انا كنت بوعاله وهو بينبش ويدور عليهم بس حاجه كانت بتمنعنى اريحه ومكنش فارق معايا حاجه وقتها كانت الدنيا فى عينى طولها زى عرضها.
شرد يتذكر ذاك اليوم مساء عندما ذهب لمنزلهم القديم أخذ يحفر بمساعدة أخيه تحت الدرج.
محمد بتعب وهو يجرف الترابيا ولد ابوى لازمة ايه هدة الحيل دى يعنى لو بدسها منى كنا قولنا ماشى لكن انت جررنى وراك بانصاص الليالى شغالين فواعليه بتدارى الحاجه من مين بس!
صبرى وهو يضربه على
صبرى بضحكه يهز رأسه بقله حيلة يظهر كان عنده حق دكتور أحمد لما سماك تعلب.
فؤاد بتاثر ظلمنى يا صبرى.
صبرى بضحكه عالية واضح يا دكتور.
أتى كلا من العم جابر وأم وردة للمباركة والحديث معه من أعلى وعلى الرغم من رؤيته لسعادتهم به ألا انه شعر بنظرات والدة وردة بلمحه حزن لا يعلم مصدرها.
أسدل الليل ستائره وبقلب متلهف للقاء ومتخوف من الغد لعلمه ما هى ألا أيام لتنسل تلك السعادة من بين يديها.
وقفت أمام الباب وقبل ان تنادى باسمه وقف أمامها وبعتاب...
اتاخرتي.
حقك علي استنيت لما الدنيا سكتت.
اتفضل.
مدت يدها بالطعام يتلقاه منها يمسكه بيده وسريعا دون وعى حاول إمساك يدها حين ابصرها توليه ظهرها توشك على المغادرة لتتلامس الأصابع فقط نفضه سرت بجسدها جعلته تلتف له تسحب يدها سريعا ترفع إلى صدرها تحيط عليها باليد الاخرى بينما هو لا زال تحت تأثير تلك الرعشة التى سارت بجسده فلاول مرة تتلامس أنامله مع خاصتها.
اجلى صوته محاولا السيطرة على مشاعره المضطربة مالك يا وردة
وردة بكذب ما فيش يا سيد الناس.
صبرى هتكدبى علي باين على عيونك انه فيه وأنه تقيل جوى كمان.
وردة وهى تزيح دمعه عيناها الدنيا دايما جاية على الغلبان جوى.
صبري طول عمرها الدنيا غدارة مالهاش امان يا وردة وده مش جديد الجديد عندك انتى مالك.
وردة تشغلش بالك بى خليك فى روحك واوعالها لأجل ما ترجع كيه الأول وأحسن كومان.
صبرى مسيرى هعرف مالك بس الاول زى ما جولتى لازم ارجع بس مش صبرى بتاع زمان لع صبرى تانى عفى الدنيا علمت على وشه كتيير ومحتاجك معايا فى ال هعمله.
وردة أؤمر ياسيد الناس.
فى الاول عايزك ..
اقتربت من الباب تستمع لما يريد.
بعد رحيلها نظر فى أثرها وذكرى ذاك اليوم الأول بعدما وقعت عيناه عليها لأول مرة وبعد خروجه لديهم وحديثه مع أخاه بعدها .
محمد وانت مش خاېف يا ولد أبوى لما سكنتهم فى الدار عقلك كان فين وانت بتلافيهم
________________________________________
المفتاح.
صبرى ليه هيعملوا ايه
محمد ينبشوا ويطلعوا الأمانة.
صبرى محدش هيخطر على باله يعمل إكده الا اذا كان حده موصيه او عنده علم والولايا دول اغراب وميعرفوش عنناحاجه يبقى اطمئن وحطها حلقة فى ودنك ساعات الغريب يكون احن وأمن عليك من القريب.
محمد فى دى عندك حق كل الناس امنلها الإ عمك.
صبرى نفسى اعرف عتكره إكده ليه
محمد انا ال نفسى اعرف عتحبه ليه
صبرى من ريحة المرحوم.
محمد بنزق المرحوم نفسه ماټ بسببه ناقص عمر بعد ما قال منه بوووووووه.
عاد من شروده هامسا قبل أن يدلف للداخل كان سنك أصغر منى بس عقلك واعى عنى يا محمد الف رحمه ونور تنزل عليك يا حبيبي.
مر أسبوع على تلك الاحداث تغير به الكثير فبناء على رغبة صبرى وتأييد فؤاد تم غلق الكشافات ليلا يجمع ملابسه المتسخة بشرشف ويليقها لوردة تتلاقها تنظفها وتقوم بنشرها على سطح الوحده من الداخل وتعيدها له واقتصرت لقاءاتهم على وقت الظهيرة فقط وبالليل والدتها من تمرر له الطعام حتى وقوفها بالنافذة لا تظهر أمامه ولكنه يرى طيفها جيدا يشعر بها تقف خلسه عن عينيه نغصة بقلبه يشعر بها تيتعد عنه ولا يعلم لما ليقرر تصحيح اوضاعه اولا وبعدها ستكون هى وفقط هى اولى أولوياته انتظمت مواعيد نومه ينتظر عمه وقبل قدومه يشلح عنه ملابسه النظيفة ويرتدى القديمه البالية المتسخه ياخذ منه الحبوب وينتظر خروجه واطفاء الكهربا ليقف قرب الباب يبدأ بالصړاخ باستهزاء منه وعلى الرغم من كل هذا إلا أن هيئة صبرى الجسديه نظارة وجهه عينيه المرفوعة وهو يناظره جعلت الشك والقلق يتسرب بقلب ذاك الحسين واستمرت جلساته بشكل يومى مع فؤاد الذى نطق واخيرا أمامه وأمام الجميع.
فؤاد انا عايزك يا صبرى تعرف ليه كنت مانع اى حد ينزلك او