رواية وسقطت بين يديه بقلم مي علاء
وهو يبتسم
امشي لتروح تفتن للشيطان و تبقي وقعتي في مصېبه
نهضت و هي تقول و على وجهها إبتسامه صافية
ماشي همشي بس معرفتش حضرتك مين
هستناكي تجيلي في اي يوم و هبقى اقولك اكمل بتحذير بس من دون ما حد يعرف و إلا اكيد عارفه العواقب
اومأت برأسها و قالت ببعض من المزاح
ماشي عن اذنك بقى عشان الحق اهرب قبل ما اتقفش
هستناكي يا ريحانة
عادت للجناح وهي شاردة الذهن بعض الشيء و في طريق عودتها قابلت زهرة التي تقدمت منها بلهفة و قلق و هي تقول
كنتي فين دورت عليكي و ملقتكيش
نظرت لها ريحانة بهدوء و هي تقول بكذب
كنت بدور على الشيطان
اها هتلاقيه في مكتبه
اومأت ريحانة برأسها و قالت بتساؤل
كنتي بدوري عليا ليه في حاجة !
قالت جملتها بهمس فنظرت لها ريحانة بفضول و هي تقول
باعت اية
اتفضلي
قالتها وهي تخرج ظرف من جيبها و تعطيه لها فأخذته ريحانة وهي تتحسس الظرف بإستغراب وهي تقول
اية دة
معرفش بس سيدنا جلال بينبه عليكي انك تخبي اللي في الظرف كويس و تستعمليه في الوقت اللي هيحدده معاكي
هيحدده !
وحشتيني
عرفته من صوته فإرتسمت إبتسامه صغيرة خجولة على وجهها وهي تخفض رأسها قليلا تسارعت دقات قلبها
لم تكن ترى وجهه بسبب الظلمه التي تعم المكان وهو ايضا ابتعد عنها و اشعل احدى الأضواء الخافته فشهقت من منظره بينما هو ضحك بخفة و هو
يقول
متنكر بقى اعمل اية !
نظرت له بتدقيق فهو كان يرتدي مثل العاملين في الأرض جلابية و طاقية إبتسمت عندما اكمل
مش حلو و لا اية!
اقتربت منه و قالت بخجل
انت حلو بكل حالاتك
يا بكاشه
ضحكت بخفه و سعادة ومن ثم نظرت له و قالت بجدية
ازاي دخلت لهنا دخلوك كدة عادي! مشكوش فيك !
يشكوا في مين بس دة انا جلال و مخطط لكل حاجة
قالها بتهكم اومأت برأسها و قالت و هي تخرج الظرف من جيب الجاكيت التي ترتديه
صحيح اية دة! و كنت عايز تقولي اية
نظر للظرف و من ثم لها و قال بمزاح
و غمز لها فضړبته بخفه على صدره و قالت
عيب اللي بتقوله و غيركدة متضمنش ايه اللي يحصل ممكن حد يدخل او يحسوا بينا
إبتسم و اومأ برأسه و صمت لبرهه قبل ان تظلم عينيه بغرابه و قال
دة سم
نعم!
تلاشت إبتسامتها و حدقت به لبرهه غير مستعوبه ما يقول حيث اكمل هو
السم دة عايزة يتحط للشيطان و انتي اللي هتحطيه
اسفه مش هعمل اللي بتطلبه مني دة مقدرش اموت حد
قاطعها بهدوء وهو يحضتن وجهها بكفيه
مش هتموتيه انتي بس هتحطيله السم و هو ھيموت لوحده
انا اللي حطتله السم يعني انا اللي مۏته يا جلال اسفة مش هقدر انا نفذتلك و هنفذلك اي حاجة بس اموت حد اموت روح لا
قالت الأخيرة بإرتباك و خوف من الفكرة
تنهد و اعاد يديه لجانبه و عاد للخلف ببضع خطوات وهو يقول بحزن مصتنع اتقنه
الشيطان مش روح يا ريحانة و لا إنسان حتى دة ناوي ېموت ٢٠٠ شخص من اهل القرية عارفة يعني اية يعني ھيموت روح و إنسان مستخسرة فيه المۏت
نظرت له وهي تشعر بالحيرة و التخبط بينما اكمل هو
دة شيطان متجسد على وجه الأرض بېموت الناس بدون ما يحس بالخۏف حتى او التردد و انتي شفتي لما حړق الشاب شفتي بعينك صح!
اومأت برأسها وهي تتذكر المشهد الأليم فأغمضت عينيها پألم و خوف بينما إبتسم جلال بالخفاء فهو بدأ في النجاح
اقترب منها و احضتن كفيها بين كفيها و قال بهدوء و استعطاف
انتي لما هتحطيله السم هتنقذي ٢٠٠ شخص من المۏت يا ريحانة
فتحت عينيها ببطئ وهي تهز رأسها ب لا بتردد فضغط علي كفيها بخفه و هو يكمل
لو معملتيش اللي بطلبه هتلاقي القرية دي ډم كلها ډم البشر و چثث
و من ثم ترك احدى كفيها و امسك بزجاجه السم الصغيرة و وضعها بين كفها و اغلق عليه و يديه فوق يديها
انتي اللي هتنقذيهم يا ريحانة انتي الوحيدة
و قال بحنان
فكري كويس سلام
و من ثم ترك كفيها و عاد خطوات للخلف و من ثم الټفت و ابتعد اكثر و وضع يديه على مقبض الباب و قبل ان يبرمه سمعها تقول بخفوت
هموته
إبتسم بإنتصار و اومأ برأسه و هو مازال يلويها ظهره و قال
يوم الخميس الصبح تحطيله السم في القهوة اللي بيشربها اهم حاجة انك تحطيله السم و تتأكدي انه شربه قبل ما يخرج من القصر فهمتي !
غمغمت و هي تومأ برأسها فألتفت برأسه ونظر لها من فوق كتفه و قال بتحذير
حاولي متخلهوش يشك فيكي بس بحدود فهماني اكيد
خطت خطواتها بإتجاهه و لكنه برم قبضه الباب و خرج بحذر دون ان يراه احد توقفت في مكانها لبرهه و هي تتنهد بعمق و من ثم غادرت الغرفة و هي شارده تفكر و تخطط بما ستفعل !
اسدل الظلام ستائره
بعد ان غادر صباحا لم تره لم تره بقيه اليوم ابدا حتى ظنت انه لن يأتي فشعرت بالراحه نهضت و فتحت الخزانة و اخرجت منها بعض الملابس و من ثم إتجهت للحمام لتأخذ حماما ساخنا ليساعدها على الأسترخاء قليلا فقد ارهقها التفكير
وضع يده اليمنى على مسندة الكرسي و نهض بتثاقل و خطا خطواته ببطئ إتجاه باب مكتبه و قطرات الډماء تسيل على يديه حتى تستقر على الرخام الأبيض
توقف امام الباب مباشرا وهو ينظر لتلك اللوحه المعلقه بجانب الأخير اقترب و وقف مقابلا لتلك اللوحه و هو يتعمق في النظر لها
نظرة عتاب_ألم_مرارة_غضب
كل تلك الأحاسيس اجتمعت في نظرة واحده هو يشعر بالتخبط لا يعلم امن المفترض ان يلوم و يعاتب ام يشعر بالألم و المرارة بسببها ام يغضب منها!
هي السبب في حالته هذه هي من تجعله يشعر بالتخبط وهو يكره هذا الشعور كثيرا
اللي عملتيه مش مسامحك عليه على فكرة بس بدوري انا هجبلك حقك من كل واحد ساهم في موتك ومش حقك بس حقي انا كمان
اغلقت صنبور المياة و من ثم خرجت من حوض الأستحمام و قطرات الماء تتساقط من على جسدها التقطت المنشفة و بدأت في تجفيف جسدها بها
بعد ان انتهت من ارتداء ملابسها خرجت و هي تجفف شعرها بالمنشفه لم تنتبه له حيث كان يقف مقابلا لها فأصطدمت به انتفضت في البدايه و لكن سرعان ما استعادت هدوءها او مثلت ذلك بينما كان هو ينظر بجمود ابتعدت بضع خطوات للخلف و هي تقول
امتى رجعت
نظر لها ببرود و قال
ملكيش دعوة
و تخطاها رفعت حاجبها ببلاهه و هي تستوعب هذا الموقف المحرج و من ثم التفتت پغضب و قد استفاقت من بلاهتها
فتحت فمها لتقول ما كانت تريده پغضب و لكنها تراجعت عن ذلك و هي تنظر ليده اليسرى بذهول يديه مچروحه الا يشعر بها!
اسرعت بخطواتها له و وقفت امامه و قالت
اديك مچروحه انت مش حاسس بيها
نظر لها ببرود و قال
لا
بتنزل ډم
ظلت تنظر له ببلاهه فقال بنفاذ صبر
ابعدي عن طريقي
و تخطاها فأسرعت و عاقت طريقه مرة و قالت
استنى
و تركته و إتجهت للكومود و فتحت احد ادراجه و اخرجت منه صندوق الأسعافات الأولية لقد لمحتها من قبل اخذتها و عادت له
وقفت امامه و نظرت له لبرهه قبل ان تمد يدها بتردد لتمسك بيده المچروحه بين كفيها نظر ليدها ومن ثم لها بجمود و قال
بتعملي اية
هعالج ايدك
قالتها بهدوء و هي تنظر له و من ثم نظرت ليديه و التقطت زجاجه مطهر الچروح و بدأت في وضعه على يده
كان ينظر لها بإقتضاب و إنزعاج من تصرفها هذا شعورة الذي بداخله الآن يشعره بالڠضب بل يألمه !
فجأة ابعد يدها بقسۏة آلمتها نظرت له بدهشة و قالت بإستغراب
مالك
نظر لها بحدة و ڠضب تخفي ما بداخله تماما و قال
متتخطيش حدودك
قطبت حاجبيها بإنزعاج و قالت
حدود! انا عملت اية
نظر لها بطرف عينيه و هو يتخطاها ولكنه توقف عندما سمعها تقول پغضب
انت اخر واحد تتكلم عن الحدود
أنت مش عامل حدود بينا اصلا و لما جيت اساعدك جاي تتكلم عن الحدود ! محسسني اني قالت الأخيرة بسخرية
و من ثم تنهدت بعمق و اكملت
انت واحد مريض و انا بشفق عليك اصلا
و تنهدت بعمق مرة آخرى و هي تقترب منه و بيدها الشاش الطبي و زجاجه المطهر و وقفت حلفه و قالت بهدوء
بس انا عندي انسانية و ضميري ميسمحليش اني اسيب حد محتاج مساعدة مني
و من ثم امسكت بيده اليسرى و اجلسته على حافة السرير و جلست مقابله له و نظرت له وقالت وهي تحدث نفسها ظنت انه لم يسمعها
مع اني مش شايفاك حد اصلا أنت شيطان
نقلت نظراتها ليديه و امسكت بها و بدأت في مداواتها و انشغلت فلم تلاحظ تلك النظرة التي ظهرت في مقلتيه نظرة إنكسار التي ظهرت بوضوح برغم محاولته لإخفائها بنظرته الباردة
إنتهت من مداواه جرحه فرفعت نظراتها له و قالت بإقتضاب
خلصت
و من ثم التفتت و نهضت و لم تخطي خطوتين حتى شعرت بيديه التي تجذب ذراعها من الخلف و وضعها خلف ظهرها و جذبها له فأرتطم ظهرها و هو يهمس في اذنها بطريقة غريبة
شكرا
و من ثم تركها و إتجه للخزانة و اخذ ملابسه و إتجه للحمام و ډخله
بعدما تركها وضعت يدها على صدرها الذي اصبح يعلو و يهبط من إرتباكها هزت رأسها پعنف لتتخلص من إرتباكها و إتجهت للسرير و اراحت جسدها عليه و وضعت الغطاء على جسدها و نامت سريعا دون ان تشعر
نظر لصورته المنعكسه على المرآة الذي غطاها بخار الماء الساخن فمد يده اليمنى و مسح ذلك البخار حتى توضح صورته و تعمق في النظر لصورته المنعكسه فأختلطت عليه صورته عندما كان صغير و الآن هناك فارق كبير بينهم و كأن ذلك الصغير شخص و هو شخص اخر
بدأت ذكريات كثيرة تتصور امامه اغمض عينيه بقوة فهو لا يريد ان يتذكر ماضيه لا يريد تذكر مرحله طفولته التي تشعره بالندم و الضعف ايضا
خرج من الحمام و مازالت ذكرياته تلاحقه إتجه للسرير و استلقى عليه بجانبها و اسند