رواية ابنتي اختارت لي زوجًا البارت السادس بقلم سلمي سمير
روحها حلو وطيوبة مشكلتها انا مش حد تاني
تاففت ليلي من معزي حديثها الذي لا يؤدي إلي حل وحيد وهو زواجه من والدتها الشابة الجميلة التي بامكانيتها تلك تستطيع أن تعثر علي الف زوج لها واب لابنتها دون أي مجهود وقالت
خلاص يا حسام انا هروح ازورها تاني واحاول مع والدتها يمكن تتفهم احتياجات بنتها وتحاول تعوضها
هز حسام راسها بحزن ولم
بقولك البنت پټمۏت ومحجوزه في الانعاش هتزوريها ازاي لكن اقولك حاولي يمكن محاولتك تكون سبب في إنقاذها من نهاية مفجعه لروح بريئة
انتهي بينهم الحوار علي ذلك وظل حسام في حالة شروده تام مشغول الفكر برودينا ليل ونهار
في اليوم التالي ذهبت ليلي الي زيارتها وكل آمالها أن تجد حل مع والدتها ينقذ زوجها من الشعور بالذنب
مدام ليلي بنتي پټمۏت دنيتي يتنتهي انا مش عارفه هعيش ازاي بعدها ياارب لو خدت امنتك خدني معاها انا خلاص مش عايزه أتوجع بالفراق تاني
دمعت عين ليلي شفقه عليها وعلي lلم فقدانها الذي سيتجدد برحيل ابنتها الوحيدة التي تعيش من اجلها فقالت
عارفه انه مش سبب قوي يخليكي توافقي علي الجواز لكنه دافع للحفاظ علي حياة بنتك
هزت راسها بلم عميق يسكن فؤادها
انا مقدرش اتجوز روحي ما تت مع مت خالد صدقيني لو كنت اقدر اشارك لياليا مع راجل مكنتش استني ٦ سنين انا شابة وارمله والعين عليا وكل يوم يجيلي عريس من مجال عملي أو من أهل بابا الله يرحمه لكني فقدت رغبتي في الحياة نفسها
لكن هو ده السبيل باني استعيد بنتي انا هفكر لكن هترك ليها هي الاختيار لانه هيكون اب ليها وبس لكن زوج ليا من رابع المستحيلات
أيقنت ليلي أن المشكلة في سوزان نفسها التي ترفض الارتباط والزواج وفاءا لزوجها الراحل
لكن استسلامها الاخير كان القشة التي قسمت ظهر البعير فأبنتها لم تختار الا زوجها
عادت الي البيت والحيرة تتملك منها كيف ستتعامل مع زوجها المحمل بالذنب وما تبلغه ما دار بينها وبين والدتها العازله عن الزواج
ما ان دلفت جري عليها اولادها بلهفه والحزن يملاء عيونهم وقالت ابنتها الكبري
ماما كنت فين كل ده هو احنا حصلنا ايهمش كفاية بابا بعد عنا ونسي اننا أولاده
ربتت ليلي علي كتفها وضمت أبناءها الي صدرها وقالت تواسيهم بمحبه وود
لوحدها كعادته في الفترة الأخيرة
رد عليها سامر ابنها الصغير
لاء في أوضته ومرديش ياكل معانا ولا يكلمنا هو زعلان منا في حاجه يا
ماما
هزت ليلي راسها بالنفي وردت عليه بابتسامه حزين علي أوضاع بيتها الذي تبدل حالها
لا ياحبيبتي مش زعلان منكم ولا حاجه هو زعلان من نفسه ومحتاج بكون لوحده لحد ما يروق
يلا زي الشاطر ادخلوا اوضتكم وانا هكلمها وهخليه يجي يقعد يذاكر ليكم ايه رايكم
تهلل الاطفال فرحا وذهبا الي غرفهم ودلفت هي علي زوجها غرفة النوم وراته ممدد علي الفراش بلا حراك وينظر الي السقف بشرود تنهدت بحسرة ولم وجلست امامه فجاة انتفض حسام عندما شعر بها وسألها بلهفه واندفاع
طمنيني البنت اخبارها ايه كلمته امها واقتنعت صح
اشارت بيدها بالرفض وقالت بحزن
للاسف امها رفضا الجواز وفاءا لجوزها وده سبب ان بنتها حسا بالوحدة لا اب ولا اخوات بقولك ايه
قوم يا حسام روح زورها يمكن لما البنت تحس بيك
تفوق من غيبوبتها
غمغم بحيرة وسألها بريبة
اروح اعمل ليه ايه لا امها عايزه تتجوز ولا انا اقدر اتجوزها علشان احقق ليها امنيتها قوليلي ايه بيدنا نعمله ليها علشان ننقذها خلاص كده البنت هتضيع ربنا يتولاها برحمته ويسامحني
اخذت ليلي نفس عميق وقالت بلم ېمزق قلبها
بيدك تنقذها يا حسام روح ليها واعرض الحواز علي والدتها هتوافق متقلقش هي قالتلي كده هي علي استعداد تتضحي بروحها في سبيل إنقاذها
ولو الجواز منك هو السبيل هتوافق بس جواز فقط اسمي هي عايزاك اب لبنتها مش زوج ليها فاهم
حدق فيها حسام بعدم تصديق وسألها بصدممه
انت بتقولي ايه يا ليلي اټجننتي دول ولادك قالو عنها هتسرقني منهم ودافعوا عن حقهم فيا وانت كده بالساهل بتتنزلي عني من غير ما تعملي حساب لاولادك اظن من حقي اقول راي وانا برفض
ضحكت ليلي بسخرية ونظرت إليه پغضب
شوف نفسك يا حسام البنت فعلا سرقتك منا من غير ما تحس ولادك اتحرمو من حنانك وحبك ليهم
من يوم ما دخلت حياتنا بقت شاغله فكرك لولا أنها طفله كنت قلت حبيتها لكني فعلا بشفق عليها
ضړب كديده كف بكف وسألها
وعلشان تشفقي عليها تضحي بيا وبحياتي مع الاولاد
قالت بعيون حزين وقلب يبكي كمدا
ايوه يا حسام هصخي بجزء منك علشان ترجع ليا ولاولادى لو ليلة أو اتنين هيكون السبيل هنتحرم فيهم منك هينهو علي احساسك بالذنب
انا هتنازل عنهم احسن ما تضيع مني وتعيش بالذنب طول عمرك ونخسرك للابد لو البنت دي ماټت انا يوافق تتجوز عليا لاني حفظاك كويس يا حسام وعارف عطاءك ممكن يوصلك لفين
ارتبك حسام فهو قد أهمل أبناءه فعليا دون قصد والسبب إحساسه الڈم ا بالذنب الذي قت ل روحه الحنونه فرد عليها بتوتر
حقكم عليا انا معرفش ايه جرالي بس البنت مست قلبي بجد وفكرتني بطفولتي وانت عارفه جزء كبير منها لولا احتواء عمك ليا وتربيتي مع اولاده مكنتش كملت وده كان سبب انه وافق علي جوازي منك
ردت عليها بتهالك ونفس مکسورة
خلاص يا حسام الواضح ان البنت ارتبطت بيك عاطفيا وانت كمان انا ام وحست بۏجع ام النهاردة علي بنتها واشفقت عليها من فراقها بعد جوزها
انا بقدم ليك الحل اللي ينقذك من الذ نبروح اعرض عليها الجواز وأكد ليها أن جوازكم هيكون ابيض
وانك ھتكون بس اب لبنتها لحد ما تستوعب ان ليك اسرتك اللي محتاجلك اكثر منها بعدها تنفصل عن امها وتترك ليها هي المجال تتجوز وتختار ليها اب او تعيش علي وفائها تبقي حره بعيد عن فقد وحيدتها
لم يقتنع حسام بحديث زوجته وشعر ان خۏفها من خسارته جعلها تطلب منه أن
يتزوج والدة الطفله قبل أن يطلب هو ذلك أنك تملك
منه الياس وقتها الجواز هيكون باختياره هو وليس برضاها
رد عليها حسام بحيرة
طيب يا ليلي مش وقته الكلام ده انا هروح ازور الطفله وتاكد أن فعلا زواجي من والدتها السبيل الوحيد غير كده انا مش هقبل اتفقنا
وافقتها مؤقتا غير مستبشرة خيرا لانه لا يوجد مفر اخر لتخليصه من الذ نب الذي القي بظلاله علي حياة اسرتها وحولها الي كابوس يعيشون جميعا فيه
خرجت زوجته من الغرفه وتركته يغير ثيابها وقالت
توافق او ما توافقش المهم ترجع لينا احنا ملناش غيرك يا حسام وانت عارف كده
اؤما لها بابتسامة هادئة وانهي ارتداء ثيابها وودع أبناءها بعناق قوى واعتذار ضمني بتعوضهم عن تقصيرة في حقهم الفترة الماضية حين عودته
خرج مسرعا قاصدا المستشفي وطلب زيارة الطفله رفض الطبيب زيارته لعدم وجود صلة قرابه بينهم
لكن حين تذكر بانه هو من اتي بها سمح له محذار بان والدتها علي وصول والزيارة لها وحدها
دلف غرفة الرعاية وشعر بقبضة قوية تعتصر قلبه عليها بعد النظر الي ووجها الشاحب ۏجسډها النحيل المتصل بالاجهزة
امسك كفها الصغير وقبلها وقال بلم
رودي ياه حبيبتي وحشتيني يا شقية ها وبعدين هتفضلي تدلعي كده كتير طيب ازاي عايزاني ابقي بابا وانت حرماني منك اسمعي بقي لو مخفتيش بسرعه وبقيتي احسن من الاول انا مش هتجوز ماما ولا هبقي بابا ها قلت ايه
سمع صوت من خلفه مصډوم يرد عليه بحدة
انت مين يا حضرتك وازي تكلم بنتي في شئ خاص بالشكل ده ومين سمح ليك اصلا
استدار حسام ووقعت عيناه علي والدتها التي انبهر برقتها وأناقتها وحضورها الطاغي في الدقائق التي سيطرت فيها علي لبه يوم راها حين اتي برودينا للمستشفي فابتسم فجأة وتقدم منها بتمهل وهو يأكلها بعيناه وقال بثقه
اسف ليكي يا مدام بس انا هبقي جوزك !
البارت السادس
من داخل غرفة الانعاش
كان حسام يحدث رودينا الغارقه في غيبوبة منذ ايام ولا يوجد تحسن علي حالتها يعطي الامل بعودتها
شعر حسام بمسؤوليته نحوها لهذا قدم لها الشئ الوحيد الذي يملكه ويعيدها الي الحياة
هو بأن يكون اب لها فهو مربي فاضل واب حنون لماذا يحرمها من شئ في استطاعته قد يساعد علي إنقاذها بعدما اشفقت عليها زوجته وقبلت بذلك
اثناء حديثه معها عارض عليها أن تعود اليهم حتي يكون لها الاب الذي تتمناه
دلفت والدتها سوزان عليهم تلك المرأة المستقله بذاتها الوفية وفاء نادر لزوجها الراحل
وسألته بريبة
انت هنا ليه يا حضرت ومين سمح ليك تكلم بنتي في شئ يخص ني انا قبلها
ترك حسام يد الفتاة والټفت اليها ووقف يتفحصها لبرهه انها نفس المرأة التي خطفت لبه بحضورها وأناقتها المفلته للنظر يوم اتي برودينا الي المستشفي
وتسأل هل من المعقول أن تكون هذه والدتها!
كيف لا وعيونها تلمع بنفس البريق الأخاذ الذي يدل علي الذكاء الفطري بعيون رودينا
تقدم منها وهو مبهور بها ومنجذب اليها كالمسحور ومد يدها يعرفها علي نفسه بغرور صلف
اسف ليكي يا مدام بس انا اللي هيبقي جوزك
تعاظمت ملامح الدهشة والصدمة علي محيا سوزان وتبدلت ملامحها من الذهول الي الغضپ وهتفت
انت بتقول ايه يا حضرت هو في قسم هنا للأمراض العقلية وحضرتك جيت غلط ولا حاجه
ابتسم حسام من هدوءها واعتدال حديثها دون عصبيه أو غضپ قال ورد عليها بتروى
اسف يا مدام مقصدتش والله انا قدمت نفسي غلط
قصدى انا المدرس اللي بنتك اختارتني
زوج ليكي واب ليها ورفضك كان سبب تعبها الفترة اللي فاتت
زفرة سوزان بقوة وسألته بضيق
افهم من كلامك انك مستر حسام زوج مدام ليلي
اؤما له بالايجاب فمنحته ابتسامه
مقتضبة وقالت
اتشرفت بحضرتك بس مكنش لازم تقول للبنت اللي قولته لانه مش هيحصل واظن انا وضحت لمدام ليلي أن فكرة الزواج مرفوضة تماما
وتأني حاجه شكرا جدا علي زيارتك وياريت تتفضل علشان ده وقتي معاها
رمقها حسام بنظرة شمولية مريبة وابتسم بود قائلا
اوك يا مدام مفيش مشكلة انا اصلا كنت ماشي وياريت تقبلي اسفي تاني ولو في اي مساعدة اقدر اقدمها لرودينا علشان تقوم بالسلامه اطلبيها مني وانا بأذن الله مش هتاخر عنها
عن اذنك والف سلامه علي بنتك ربنا يشفيها
لم يزيد كلمه اخري وخرج من غرفة الانعاش متمنيا ان تطلب منه المساعدة حتي يتم شفاء الطفله
جلست سوزان مكانه