الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ابنتي اختارت لي زوجًا البارت السادس بقلم سلمي سمير

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

وعيونها عسلي بيضاء البشرة ذو غمازة تزين خدودها فزادت من جمالها البرئ الهادى لكن عيونها كان يملاؤها حزن عميق أربكها وجعلها تتعاطفت معها دون أن تعرف سبب هذا الحزن
رحبت بها سوزان بتعجب وقالت
اهلا وسهلا سعاد قالت انك والدة اصدقاء بنتي في المدرسة وجاية تطمني عليها بس بناتك اكبر من بنتي بكتير ممكن اعرف حضرتك مين وعايزه ايه
ابتسمت ليلي لها بود من سرعة البديهة لدية وحسن بيانها وردها الدبلوماسي دون احراج لها وقالت
بس فعلا اولادى اصدقاء لبنتك ويعرفوها كويس وكمان انا زوجة مدرسها بالفصل وهو قلقان عليها جدا
ابتسمت لها سوزان بحزن
اه كده فهمت فعلا رودينا بقالها اسبوع مريضه ومحدش عارف سبب مرضها اتفضلي زورها يمكن ولادك يقدرو يخرجوها من عزلتها
دلفت ليلي الي زيارتها واشفقت علي الطفلة التي كانت شاحبة وعيونها باكية بحزن عميق جلست امامها وامسكت يدها بمودة وربتت عليها فلاحظت حرارة چسدها العالية فسألتها 
عارف انا مين يا رودينا
اؤمات برأسه أماءه بسيطة واشاحت بنظرة بعيدا عن بناتها وقالت بحزن
ايوه حضرتك مرات مستر حسام لان دول اولاده صح
هزت راسها تاكيدا علي صدق حدسها وتاكدت من فطنة الطفله وذكاءها تقدمت منها سمھا وقالت لها بڼدم
حقك علينا يا رودينا اسفين لو كنا زعلناكي بس انت طلبك كان غريب اووي واحنا بنحب بابا وملناش غيره
ردت رودينا بصوت متعب حزين ومتالم
ولا يهمكم واجب عليكم تدافعو عن حقكم في باباكم يابختكم بيه ربنا يخليه ليكم وما تتحرمو منه ابدا
مسدت ليلي يدها وقالت بعقلانية
اسمعي يارودينا انا عارفه ان حنان جوزي علي أولاده كان سبب في انك تتمنيه اب ليكي
بس ده حق ماما وحدها هي بس اللي ليها تختار زوجها وكمان هي اللي قادرة تشوف مين يستاهل يكون اب ليكي انت اختيارك عاطفي بناء علي قد احتياجاتك من غير ما تفهمي عواقب اختيارك وده مش سليم 
وكمان سؤال انت تقبلي حد يجي يقولك انا عايز مامتك تبقي مامتي هتقبلي تستغني عنها لغيرك مهما حصل 
هزت راسها برفض تام وردت عليها بياس
خلاص يا طنط انا عرفت غلطي اسف لحضرتك ولأولادك وبلغي المستر اني اسفه ليه وليكم كلكم
نهضت ليلي وقبلت راسها وقالت
لا ياحبيبتي متتاسفيش علي حاجه انت مفصدتيش بيها الذي حد انت بتدوري علي الحنان اللي افتقدته بمت ابوكي ولما لقتيه طلبتيه من غير ما تفهمي أنه مش من حقك
عمتنا لو فعلا عايز مستر يحبك ويسامحك لازم تخفي بسرعه وترجعي لمدرستك وتفوقك من تاني اتفقنا
وافقت الطفله مرغما وقالت لها بقلة حيلة
حاضر يا طنط هرجع المدرسة وهريحكم كلكم شكرا ليكي علي زيارتك واشكر لي مستر حسام وخليه يسامحني
ابتسمت لها ليلي براحه فقد ظنت انها أنجزت مهمتها وابعدت الطفله من التفكير في اختيار زوجها كاب لها وزوج لامها
واثناء مغادرتها حدثت والدتها عن مشكلة ابنتها واخبرتها سبب ما تعاني منه من وحده واحتياجها الي اب يرعاها ويحرص
علي الاهتمام بها 
فكانت صدمت سوزان لا تقلق عن صدمة أبناءها حين سمعو طلبها واكدت لزوجته انها لا تفكر بالزواج مطلقا وأنها تعيش لطفلتها فقط ولن تقبل أن يحل أحد مكان زوجها الراحل
غادرت ليلي شقة الطفلة ونزلت الي زوجها وأخبرته بما كان لم يستطيع حسام الاعتراض علي ما قامت به زوجته فهي من حقها أن تحافظ علي بيتها من الخړاب
أما سوزان فقد تفهمت مشكلة ابنتها لهذا ذهبت الي مدرستها في اليوم التالي وطلبت نقلها الي فصل اخر
وقد تم لها ما أردت حتي تعود ابنتها الي دراستها دون الوقوع في مشاكل نفسيها تعوق تفوقها
بعد مرور اسبوع اخر عادت رودينا الي مدرستها وهي لاتزال تعاني من آثار الحمي
والغريب كان عزوفها عن اللقاء باستاذها الي انها ذات يوم لاحظ حسام بان احد
يراقبه من خارج الفصل
خرج مسرعا ليري من يراقبه فراي رودينا ابتسم لها ودنا منها وهاله شحوب وجها البرئ ۏجسډها الذي فقد وزنها وسألها
رودينا حمدالله بالسلامه عاملة ايه دلوقتي ورجعتي امتي وليه مدخلتيش الفصل تحضري دروسك
ملست رودينا علي خده بعيون باكية حزينه وقالت
مينفعش ادخل الفصل ماما نقلتني لفصل تاني ورجعت من يومين بس انا جيت ليك حبيت اودعك قبل ما امشي واسيبكم واريحكم كلكم
لم يشعر حسام بنفسه الا وهو شاعرا بحنان جارف نحوها يجذبه اليه وخۏف لا يعرف سببه وسألها بقلق وارتباك
تودعينا ليه هو انت هتسيبي المدرسة كلها يا رودي
رفعت راسها عن صدره وبكت بحرقه واردت قائلة
لاء مش هسيب المدرسة لكن هروح لبابا علشان يكون ليا بابا بتاعي لوحدى اللي محدش يقدر يحرمني منه تاتي
وتركت وجرحت مسرعا بعيدا عنه ولم تكمل عدت أمتار وافترشت الأرض بچسدها ! 
المشهد الخامس
صدم حسام من وداع رودينا الڈم ي له والذي أعقبه انھيار چسدها وافتراشه الأرض بمشهد يوجع القلب
جري اليها وحملها 
كانت كالطائر الصغير الذي اسلم الروح هز فيها بكل قوته لكنها قد کرهت الحياة فاستسلمت براحه الي عالم اللاوعي لعلها تستيقظ في عالم لا تحرم منه من الاب الذي لم تعيش في كتفه يوما
دلف بها حسام الي غرفة المدير وصاح فيه
استاذ فكري الحقني بالاسعاف البنت جسمها متلج ونفسها مقطوع الحقها بسرعه ارجوك
اتصل مدير المدرسة بالاسعاف واستدعي الطبيبة المدرسية لتساعد في إنقاذه او
استرداد وعيها
لكن كل المحاولات باءت بالفشل الي ان اتت سيارة الإسعاف وحملتها وأصر حسام علي رافقتها هو والطبيبة لمراقبة مؤشرتها الحيوية
وصلت سيارة الإسعاف الي المستشفي وكانت رودينا مازالت غائبة عن الوعي
بسرعه تم عمل كافة الاجراءات وادخلوها الي غرفة الرعاية المركزة بعد أن تسربت البرودة الي چسدها 
ظل حسام في الخارج بانتظار أن يطمئنه الطبيب عن حالته راجيا من الله أن تنجو وتعود الي الحياة
بعد اكثر من نص الساعه خرج الطبيب والوجوم علي محياه وقال باسف
للاسف البنت حالتها سيئة جدا نقص حاد في سوائل الجسم مع هبوط حاد بالدورة الدموية
احنا قدرنا ننعش قلبها لكن الوضع سئ ولو فضل چسدها يرفض الاستجابة مش هيمر عليها ٤٨ ساعه
دون أن يشعر نزلت دموعه حتي ظن الطبيب انها ابنته من لهفته عليها وسأله
هي بنتك بتعاني من أمراض مناعه أو اتعرضت لحمي شديدة من فترة قريبة
تنهدت حسام بحزن يتجرعه lلم وحسرة
ايوه كانت مصاپة بحمي بقالها اسبوعين تقريبا اظن مخفتش لسه منها وقبل ما تستغرب انا ازاي معرفش وضعها الصحي انا مش والدها انا استاذها بالمدرسة
أؤما الطبيب متفهما موقفه 
وقال بجدية
طيب احنا محتاجين حد من أهلها بسرعه علشان نقدر نعرف ابعاد حالتها من خلال تاريخها المړضي
البنت حرفيا
علي شفير المت
اشارحسام بيده هلع احتجاج واعتراض ورفض قاطع للواقع المحتوم بسبب سوء حالتها وقال
بعد الشړ عليها ان شاء الله هتشفي وتقوم بالسلامه
كل بيانات الطالبة في المدرسة اكيد اتصلوا بوالدتها وزمانها علي وصول
هنا تدخلت الطبيبة المدرسية وقالت لحسام
يبقي احنا ملناش لزمه هنا ياريت يا استاذ حسام توصلني المدرسة في سكتك اذا سمحت
وافق حسام علي مضض فهو لم يكن يريد تركها الا بعد حضور والدتها للاطمئنان لكن ليس بيده حيله
رافق حسام الطبيبة وغادر المستشفي اثناء حضور سوزان التي مرت من امامه فانبهر بحضورها وليس جمالها فقط فقد كانت أناقتها ملفته للنظر
لحقتها عيناه ولم يخطر في باله بانها والدة الطفله التي عرضت عليه الزواج منها 
دخلت سوزان مسرعا الي غرفة الانعاش وسالت عن الطبيب المسؤول عن حالته ابنتها
اخذتها احد الممرضات الي مكتبه وسألته بلهفه
بنتي جرالها ايه دي لسه ملحقتش تشفي من الحمي
صدممها الطبيب بسوء حالة ابنتها وقال
للأسف بنتك حالتها سيئة جدا جسمها فقد سوائلة وبتعاني من جفاف حاد ادي لهبوط في الدورة الدموية مع عامل نفسي غامض ادي لرفضها الحياة
حدقت فيها پذعر وصر خت بعوبل
يعني ايه خلاص عايزه تسيبني والله ما قصرت معها انا عايشه علشانها وليها
ارجوك يا دكتور اسمح ليا ازورها انا ھموت لو حصلها حاجه خلاص حياتي من بعدها ملهاش لزمه
وافق الطبيب علي زيارتها لها شاعرا بالشفقه عليها وعلي فقدها لطفلتها الجميلة المستسلمه الي المت
سمح لها بزيارة خمس دقائق فقط تسالت سوزان عندها هل حكم عليها القدر أن تقضي وقتها مع ابنتها بالدقائق اي ۏجع هذا الذي ستتعايش معه
دلفت اليها حين رات چسدها المتصل بالاجهزة بكت بحرقه وجلست بجوارها وامسكت يدها وانتحبت
كده بارودينا هيهون عليكي تسبيني طيب اعيش لمين وليه ارحميني يا رودي
عايزه بابا حاضر هجيب ليكي بابا لو كان السبيل برجوعك ليا اشارك حبك مع حد تاني انا موافقة
لكن صدقيني عمري ما هعيش غير ليكي انت وبس
انا طول عمري وحيدة معاكي بيقت امك واختك وصديقتك وعوضتتي فراق ابوكي شريك روحي
ليه عايزه تسبيني وتكسريني وتموتيني بالحياة
ارجعيلي يا رودينا انا بمت ياقلب امك ارجعيلي وافديكي بعمري كله بس ارجعيلي
اخذت الأجهزة تصدر أزيز عالي دخل علي أثرها الطبيب واتنين من معاونيه وطقم التمريض فطلب منهم اخرج والدتها وقام بعمل صدمات لإنعاش قلبها
اخذت سوزان تصر خ بلوعه وذعر الي ان عاد قلبها الي النبض فوقعت مڼهاره خوفا من لحظة الفراق
مرت ثلاث ايام وحالة رودينا لم تتغيرواصاب حسام حالة من الاكتئاب الحاد شاعرا بالذنب نحوها
حتي انه أصبح ڈم ا صامت شارد الذهن مهمل في كل عاداته مع أبناءه وزوجته
دلفت عليه ليلي وهو يغير ثيابه بعد عودته من المدرسة وسالت بريبة
مالك يا حسام وضعك بقي غريب عمري ما شفتك كده طول العشرة سنين عشرتي ليك فيك ايه فضفض وكلمني مين ليك غيري تتكلم معاه
نكس عيناه ارضا هاربا من النظر إليها وقال بفتور
معلش يا ليلي سامحيني محتاج انام يمكن ارتاح
رفضت أن يغفو وهو بهذه الحالة الغريبة وقالت
لاء يا حسام انا مش هسيبك تنام كده ويجرالك حاجه اتكلم معايا البنت اللي اسمها رودينا كلمتك تاني الاولاد قالو انهم شافوها من اسبوع بس في فصل غير فصلك اكيد والدتها نقلتها هو ده سبب زعلك ولا في حاجه تاني حصلت
زفر بقوة وثار عليها فجأة دون مبرر لذلك
ايوه حصلها البنت تقريبا پټمۏت وانا السبب محدش قادر يفهم شعورها بالحرمان ولا احتياجها
للاسف انا السبب انا عرفت اعوض حرماني اللي عشته وانا صغير
بحبي لأولادى ورضيت بقدري
لكنها مسكينه محرومه محدش فاهم المها النفسي
البنت پټمۏت يا ليلي وانا السبب علقتها بيا من غير ما حس انا مش هسامح نفسي لو جرالها حاجه
صدمت ليلي من ثورته عليها وإحساسه المتزايد بالذنب الذي من الجائز أن يقضي عليه وعلي علاقته لأولادها الذين يعشقونه جلست بجواره تواسيه كانه هو ابيها الذي سيفقدها وسألته
طيب قولي انت في ايدك ايه او تقدر تعمل ايه ممعملتوش يا حسام انت كده بتحمل نفسك فوق طاقته مش ملاحظ انك بقيت تهمل في نفسك وفينا
زفر بضيق ورد عليها بضيق 
معرفش بس انا نفسي أنقذها لنفسها البنت بريئة اووي

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات