رواية ابنتي اختارت لي زوجًا البارت السادس بقلم سلمي سمير
وامسكت يد طفلتها وقبل أن تقبلها وتحكي لها مثل كل يوم
دوي جهاز الانذار ينتبا بان قلبها توقف عن التبض وبسرعه راتهم يلتفون حول سرير طفلتها ويدفعوها للخروج وبسرعه يبدؤون في عمل صدمات للقلب
رأت جسد طفلتها يرتفع بقوة مع كل صدممه اخذت تصرخ من قلبها بلوعه غيرمصدقه انها ستخسرها
لم يهداء صر اخها الا مع عودة النبض علي الشاشة
لكن الي متي ستعاني طفلتها الي أن يحين الوداع فقد كان هذا انذار للقرب الفراق فجأة اجهشت بالبکاء بحړقة
خرج الطبيب من غرفة الانعاش وربت علي كتفها مواسيا
أهدى يا مدام سوزان ارجوك البنت بخير ممكن افهم حصل ايه البيت من شويا كانت مؤشرتها ممتازة
فجأة كده حصل الانھيار اكيد قولتي ليها حاجة
والله ابدا انا ملحقتش اكلمها كلمه زي ما حضرتك طلبت مني اني احفزها للرجوع ليا
اكيد المدرس اللي كان هنا هو السبب لانه بعد ما مشي حصل اللي حصل انتو ازاي تسمحو ليه بالزيارة
غمغم الطبيب بحيرة وقال
كده فهمت المدرس هو السر ممكن افهم ايه حصل بينكم قدام البنت
قصت عليه سوزان ما حدث بينهم ابتسم الطبيب وتوصل اخيرا الي سر معاناة طفلتها وقال
لازم استاذ حسام يكون عنصر أساسي في حياتي بنتك خلي بالك الازمه دي عدت علي خير مره تانية يا عالم قلبها هيتحملها ولا لاء
ألقت نظرها نحو ابنتها المسجاه علي فراش المړض
بوجه شاحب يحاكي المت وجسد مستسلم الي المت ونهضت فجأة وجرت الي
مستر حسام مستر حسام لو سمحت
وصل الي سمعه صوتها الرقيق العذب التي رغم رقتة نبراتها الا انها مست قلبها وشعر بها كانها كان ينتظر أن تناديه استدار ونظر إليها بتساءول
تحت امرك يا مدام خير ايه عندك حاجه جديدة غير اللي قولتلها جوه وحابة تضفيها
هزت راسها بتأكيد وقالت برجاء
يمكن مش عايزاني ولا عندها استعداد ترجع علشاني انا مقدرش اتحمل حياتي من غيرها دي كل دنيتي
ارجوك تعالي كلمها خليها ترجعلي ارجوك
كادت تتوسل اليه بخنوع مذل فهي ام قلبها ملتاع علي وحيدتها التي فضلت الرحيل علي أن تحرم من استاذها ذلك الرجل الهادي الطباع بملامحها الوسيمه
صدم من خنوعها هذا وتأكد بأن ابنتها هي فعلا مصدر سعادتها وحياتها ككل اشفق عليها من تعلق ابنتها به علي حساب حبها لامهاابتسم لها بحنانه المعهود وقال
انا قولتلك يا مدام انا تحت امرك في اي حاجه تخص رودينا حتي لو وصلت لزواج
نظرت
إليه بغموض وشموخ غريب وقالت
اتفضل معايا يا مستر حسام وبعد ما اطمن علي بنتي هنتكلم كتير وفي كل حاجه
عاد معها حسام الي غرفة الانعاش وسمح له الطبيب أن يدخل هو فقط دلف حسام اليها وجلس بجوارها وامسك يدها الصغيرة وراح يطمئنها بحديث ابوي لم تكن تتخيلي سوزان امتلاكه لكل مشاعر الأبوة تلك
رودي قلب بابا ايوه قلب بابا وبسمتي الحلوة عارفه يا رودي مشتاق اسمعها منك وانا
علي فكرة كل اسبوع هاخدك ونخرج نتفسح مش هخلي نفسك في حاجه يلا يا بطلتي الجميلة ارجعي علشان نعيش سوا زي ما أتمنيتي
ظل يحدثها بهدوء وحنان الغريب أن المؤشرتها الحيوية كانت تعطي إشارة جيدة مع كل كلمه كانها تحيا بكلماته الحنونه لها
نهض فجاة من جوارها وقبل يدها الصغيرة ومال علي راسها وقبلها وقال بعض
كلمات لها وابتسم
لا تعلم سوزان أن كان دعاء أو تشجيع لكن لاحظت ولم تكذب عيناها بأصابع ابنتها تتحرك
حتي كادت تهرع الي الداخل ومنعها الطبيب وقال
ده مؤشر جيد بنتك بتقاوم الغيبوبة الظاهر الاستاذ هو الحافز لرجوعها منها وده خير انها واعية للكلام
حاولي تقنعيها يواظب علي زيارتها علشان بنتك تفوق دي نصيحتي ليكي يا مدام سوزان
تنهدت بحيرة من أمر ابنتها ومدي تعلقها به وتساءلت من هذا الشخص الذي استطاع أن يملك
قلب طفلتها ويزعزع امان حياتها معها ويزرع حبه في قلبها علي حساب حبها الطبيعي لها بحق الولادة
نظرت إليه وهو يقف أمامها بعدما خرج من عندها واخذت تتامله بخۏف من مستقبل قد يربط بينهم
من اجل ابنتها التي فضلت المت عن البعد عنها
ابتسم حسام ومد يده مصافحا بثق
اظن الواجب نتعرف علي بعض مستر حسام مدرس
ردت عليها بابتسامة باردة وقالت بامتعاض
مدام سوزان موظفه ببنك
حامت عيناه علي بطريقة توحي باعجابه فنسي نفسه وضغط علي يدها مما جعلها جفلت من تملكه
وتعالت نظرات الاستهجان وقالت بحدة
ايدي يا حضرت التربوي المحترم اظن ده مش اسلوب تتعامل بيه معايا من اول لقاء
ومتوقع اني اامنك علي بنتي الواضح اني غلطت بطلب خدمه منك
اتفضل مع السلامة متنازله عن خدماتك
ابتسم بغرور لم يعاهده في نفسه ومال عليها
الواضح أن سوء الفهم ملازم علاقتي بيك بس انا مش هتنازل عن إنق اذ بنتي حتي لو رفضتي يا مدام سوزان اتقبلي اني بقيت واقع في حياتك ملكيش منه هروب
اشار بيدها الي خارج المستشفي وقال بثقه
اتفضلي معايا محتاج نقعد مع بعض ونتكلم وصدقيني مش هتندمي
رفعت أحد حاجباها وقعدت ساعديها بكبرياء
اسفه هو ردي علي كلامك وأسلوبك مفيش بينا الا نتكلم فيه رودينا بنتي انا وبس فاهم
ضحك بصخب وبطريقه استفزتها وقال
رودينا هتبقي بنتي ورهان يا مدام سوزان
تعالت نظرت الغضپ من سوزان نحو حسام وقالت بحدة
احب اقولك انت بتحلم استاذ حسام اط !
المشهد السابع
من امام غرفة الانعاش
خرج حسام بعد ان انهي زيارته مع رودينا وقال لوالدتها باحترام جم
شكرا يا مدام انك سمحتي ليا بوقت زيارتك اقضيه مع رودينا واتمني انك تسمحيلي ازورها تاني
لم ترد عليه وظلت تنظر إليه بشرود استغرب حسام نظراتها اليه وشعر بالضيق لعدم ردها عليه أو احترمها لمشاعره النبيلة نحو ابنتها
وظن انها مازالت تحمل عليها حديثه الي ابنته في شئ يخصها رغم اعتذاره لكن من الواضح انها لم تتقبله تنهد بقوة وقال بضيق
انا اسف تاني يا مدام لسوء الفهم وشكرا
لحضرتك انا مضطر استأذن وللتاني مره باكد لحضرتك لو محتاجه مني اي مساعدة علشان بنتك تفوق من الغيبوبة وترجع لصحتها انا تحت امرك عن اذنك
انتبهت سوزان اليه وقالت باسف
اسف لحضرتك انت كنت
بتقول ايه معلش فكري شارد ومكنتش مركزه
ابتسم برحابة صدر متقبل اعتذراها وكرر طلبه
بقولك متشكر بانك سامحتي لي بزيارة بنتك وياريت لو في اي خدمه اقدر اقدمها أن تحت امرك
وكمان لو امكن ازورها تاني
هزت راسها بالموافقة والترحيب بزيارته
والله ياريت انا اللي كنت هطلب من حضرتك تواظب علي زيارتها الدكتور قال انها بتسجيب ليك
واسفه اني اخرتك عن اولادك وزوجتك مستر حسام
واحب اقدم لك نفسي مدام سوزان موظفه ببنك
مد حسام يده اليها مصافحا بحذر وسحب يده بسرعه احترام لها وقال
اتشرفت بيكي يا مدام سوزان اكيد ده شئ يسعدني ازورها باستمرار واني اكون سبب لشفاءها زي ما كنت سبب في تعبها بدون قصد
اقسم بالله انه بدون قصد لكن لاني عشت اليتم والحرمان بحاول اعوض ولادى اللي اتحرمت منه
وللاسف مخدتش بالي أن في اطفال محرومين وايتام الاب ولام أو احد أبوابهم وبنتك واحدة منهم
فأثر بيها حناني مع اولادى واهتمامي بيهم علشان كده انا حاسس اني سبب في اللي حصلها ومستعد اتحمل ذنبي لحد ما تقوم بالسلامه
شكرت لها مشاعره النبيلة نحو طفلتها الوحيدة واكدت علي أن زيارته له في الوقت الحالي تكفي الي حين استرداد ابنتها وعيها
وافق حسام مرحبا بذلك وغادر المستشفي بعدها
ظلت سوزان تنظر إليه بحيرة وتلوم نفسها عن شرود خيالها فيها الذي صوره بمظهر الاستغلالي الذي استغل احتياج ابنتها الي حنان الاب وفرض نفسه عليها وعلي حياتها كزوج له
لامت نفسها كثيرا بالذات انه طول محادثتهم معاها لم ينظر اليها بل كان يتجنب النظر لها منعا للاحراج
زفرت بشده نفسها بضيق
وبعدين معاكي يا سوزان هتفضلي لأمتي كده كل حد يمد ايده ليكي بالخير تعبريه عدوك وعايز يستغلك رغم أن نيته خير
وكمان ايه الحل في بنتي اللي اختارت استاذها اب ليها من غير ما تعمل اعتبار لمشاعري الخالصه والوفية لزوجي الراحل
اخذت نفس عميق وجلست بتهالك ودعت ربها أن يفرج همها وينير دربها لما فيه الخير لها ولا بنتها وقالت بحيرة وخۏف من القادم
اه يارب انت عالم بحالي وحال بنتي يسر لي امري
واشفيها وباركلي فيها من غير ما يتفرض عليا زوج وزواج مش عايزاه يارب
نهضت فجاة من مقعدها حين دنا منها الطبيب
مدام سوزان انت هنا ليه اتفضلي ادخلي لبنتك الحمد لله مؤاشرتها اتحسنت جدا
بس ياريت تبعدى عن موضوع الجواز أو الاستاذ بتاعها لانه اصبح الامل في رجوعها من الغيبوبة
اؤمات برأسها مصدقا علي حديثها فقد أصبح مستر حسام يحتل جزء كبير في حياتهم دون سابق معرفه
والغريب أنه صارت تخاف منه ومن استحواذها علي مشاعر ابنتها المنجدبة اليه التي تخشي أن ترضخ لها في نهاية المطاف وهذا ما لا تريده
في بيت حسام
دلف من الباب وهو يحمل اليهم الكثير والكثير من الهدايا والحلويات والشيكولاتة المفضلة لابنته الصغيرة علا اخذ ينادى بصوت حنون
أمر تربوي اولاد بابا الحلوين يجمعو هنا فورا
خرج الأربعة ومن خلفهم ليلي جرت الفتاتان علي أبيهم عانقهاه بفرح وكذلك الولدان
أخذهم حسام وجلس بيهم علي الأريكة يداعبهم بمرح ويمزاحهم وهو يشاكسونه الي ان قالت ليلي
كفاية يا اولاد بابا لسه جاي وتعبان يلا تعالو نشوف بابا جايب ليكم ايه
نهض حسام مسرعا وأخرج من جيبه علبه مخمليه وفتحها أمام أعين زوجته وقال
قبل الاولاد لازم نسعد قلب الماما احلي هدية لارق انسانه واحن ام واوفي زوجه في الوجود
اثرت فيها تلك الكلمات الرقيقة وامسكت يده وقبلها بتودد فأخذ يدها والبسها السوار
تهلل أبناءهم بالفرحه وكل واحد منه طلب هديته
جلس حسام وسطهم وأخرج لكل واحد من أبناءه
ما يحب ويفضل
واعطي ليلي علبة الجاتوة وقال
يلا يا جميل كل واحد قطعه مع كوب عصير ولا تحبو تخلوها بعد العشاء
وافق الأبناء وطلب من أبيهم أن لعب معهم كالعادة
اخرج أولاده ألعابهم وبدا حسام يراضيهم علي قدر ما يستطيع دون مواربة لأحدهم علي الاخر
جلست ليلي بجواره وسألته بلهفه واهتمام
حسام طمني علي البنت وقولي عملت ايه مع والدتها
ها وافقت علي
وضع حسام يده علي فمها قاطعا استرسالها وقال
ليلي ده وقتك ووقت الاولاد كفاية الكام يوم اللي فاتو خۏفي عليها سرقني منكم ومن الاولاد
ممكن تنسي رودينا خالص دلوقتي ولما نبقي لوحدنا
هقولك اللي حصل بالتفصيل
وافقته ليلي مرحبا وسعيدة بعودة زوجها الي عادته من اهتمامه بها