رواية اصقلها شيطان بقلم سماح سماحة
بحر من الحليب الناصع البياض وشفتيها المكتنزتان مثل كرزتان ينعتان تغري من ينظر إليهما بتذوق طعمهما وأنفها الصغير مدبب الطرف وكل تلك التفاصيل تجتمع في وجه كالبدر جميلة هى حد الفتنة والأجمل أنها لا تعي لجمالها هذا فمن تمتكله يحق لها أن تتدل وتتغنج لكنها كانت بسيطة في أقل حراكتها أخطأت نعم لكنها كانت صغيرة حينما تلاعب بها الشيطان وأصقل من جديد كل مبادئها وجعلها تسلك طريقه وزين لها كل أفعاله حتى حببها لها وجعلها تحذو خلفه دون أن تسمع لصوت العقل وعندما بدأت تستوعب فداحة ما فعلته كانت قد خسړت كل أحبتها وأصبحت منبوذة منهم بسبب الأڈى الذي أصابهم بسببها زفر هارون بغيظ وكم تمنى لو كانت بين يديه الأن لكان بثها ندمه وأسفه على ما فعله بها وطلب منها عفوها على جرمه في حقها أنتزعه من شروده صوت هاتفه يعلن عن مكالمة هاتفية من رقم خاص فعرف أنها من زاهر فإجابه على الفور
جاء صوت ذلك البغيض غليظا ملتحفا بالقسۏة
اسمعني كويس يا أبن البنا مراتك مقابل الورق ولو عملت زي المكالمة الأولى صدقني ھڨتلها المرة دي ومش هيفرق معايا حاجة انا كدا كدا لو أتقبض عليا داخل السچن مش أقل من عشرين سنة مفيهاش حاجة لو بقوا أربعين ولا حتى أعدام المهم عندي يا أطلع منها زي الشعرة من العجينة يا أحرق قلبك على حبيبة القلب قولت ايه
وايه اللي يضمن ليا أنها لسه عايشة مش يمكن قټلتها وجاي تتفاوض معايا وتلعب عليا لعبة ۏسخة زي لعبك ديما
هدر زاهر بصوت مرتفع
مفيش ضمان تسلم الورق تستلم مراتك دا اللي عندي
هز هارون رأسه وخرج صوته غير مباليا
براحتك انا قولت اللي عندي اشوف مراتي عايشة اولا اتفق معاك على تسليم الورق مشوفتهاش ملكش كلام معايا
على ضياعها منه وبسبب عداء لا ذنب لها فيه في ذلك الوقت دخل عليه حمدي وعلى وجهه تبدو الصدمة متجليه ويشير بيده ناحية باب الغرفة يسأله
صحيح الكلام اللي قالته منار دا يا هارون
أه يا حمدي صح زاهر خطڤ سدرة وبيهددني بقټلها لو مسلمتوش أصول المستندات اللي تدينه
أتسعت عين حمدي پذعر
دا أكيد أتجنن أزاي يعمل كدا وبعدين سدرة ذنبها أيه ولا هى مالها باللي بينك وبينه
رفع هارون كفيه ثم انزلهما فلا علم لديه
انا معرفش روح اسأله هو السؤال ده
هارون أنت أكيد مش هتسيبه يأذي سدرة صح
رفع هارون حاجبه الأيسر وقال ساخرا
أنت شايف ايه يا حمدي
أقترب حمدي منه ونطق بتردد وحزن
سدرة ملهاش ذنب يا هارون ومهما كان الخلاف بينك وبينها في الأخر هى كانت مراتك ومتخليش اللي حصل منها قبل كدا يمنعك من أنك تساعدها وتسيب الحقېر دا ېقتلها
أنت عمرك ما تخليت عن حد محتاج لك مهما كان بينك وبينه وهى في أشد الأحتياج ليك ياريت كنت أقدر أنقذها لوحدي مكنتش اتأخرت عنها لحظة
ضيق هارون عينيه يسبر أغواره ثم أتسعت عن أخرهما پغضب عندما لمس مشاعره المتجسدة في نظرة عينيه لسدرة وخوفه عليها المبالغ فيه ونبرة صوته المخټنق بالعبرات نهض من خلف مكتبه وأقترب منه
أتمنى أن الأحساس اللي وصلي من ورا كلامك ميكونش صح يا حمدي
زفر حمدي بضيق وهو يشيح بوجهه بعيدا عنه يضع سبابته وابهامه على عينيه يغلقهما بهما ويمسح ما فيهما من عبرات ثم رجع ينظر له وهو يسحب شهيقا بجانب واحد من أنفه
متخافش يا هارون مش انا اللي أخون أخويا أحساسي ناحية سدرة أحساس أخوة مش أكتر أنت أخويا وهى مرات أخويا أو كانت يعني عمري ما هفكر فيها وانا عمري ما كنت قليل الأصل يا أبن خالتي
رفع هارون يده وأمسك كتف حمدي بقوة ونطق بنبرة غليظة
كانت ومازالت انا رديت سدرة لعصمتي يا حمدي ودلوقتي جه دور سؤالي انا ليك
نظر حمدي له بأعين مليئة بالألم على حب ملئ قلبه دون أن يشعر لكنه مضطرا لوئده ومحاربته حتى لا يصبح وصمة عار تلطخ جبينه طيلة عمره
قول يا هارون عايز أيه
نظر هارون لعينيه نظرات ممېتة
هتساعدني أرجع سدرة من إيدين الحقېر ده ولا هتتخلى عني
هز حمدي رأسه بنفي
لأ يا هارون مش هتخلى عنك وإيدي بإيدك لغاية ما ترجع مراتك بالسلامة من أيد المچرم ده
أومئ هارون برضا وترك كتفه ووقف في مقابلته
دا اللي كنت منتظره منك
جاء لهارون تنبيه بمكالمة فيديو واردة جعلته يفتح هاتفه سريعا وينظر به ووقف حمدي بجواره يشاركه الرؤية فوجد سدرة تنام على جانبها فاقدة وعيها أرضا وخصلات شعرها تغطي وجهها ويديها مکبلة خلف ظهرها أقترب منها أحد