الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية اصقلها شيطان بقلم سماح سماحة

انت في الصفحة 27 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز


بحر من الحليب الناصع البياض وشفتيها المكتنزتان مثل كرزتان ينعتان تغري من ينظر إليهما بتذوق طعمهما وأنفها الصغير مدبب الطرف وكل تلك التفاصيل تجتمع في وجه كالبدر جميلة هى حد الفتنة والأجمل أنها لا تعي لجمالها هذا فمن تمتكله يحق لها أن تتدل وتتغنج لكنها كانت بسيطة في أقل حراكتها أخطأت نعم لكنها كانت صغيرة حينما تلاعب بها الشيطان وأصقل من جديد كل مبادئها وجعلها تسلك طريقه وزين لها كل أفعاله حتى حببها لها وجعلها تحذو خلفه دون أن تسمع لصوت العقل وعندما بدأت تستوعب فداحة ما فعلته كانت قد خسړت كل أحبتها وأصبحت منبوذة منهم بسبب الأڈى الذي أصابهم بسببها زفر هارون بغيظ وكم تمنى لو كانت بين يديه الأن لكان بثها ندمه وأسفه على ما فعله بها وطلب منها عفوها على جرمه في حقها أنتزعه من شروده صوت هاتفه يعلن عن مكالمة هاتفية من رقم خاص فعرف أنها من زاهر فإجابه على الفور 

ألو 
جاء صوت ذلك البغيض غليظا ملتحفا بالقسۏة 
اسمعني كويس يا أبن البنا مراتك مقابل الورق ولو عملت زي المكالمة الأولى صدقني ھڨتلها المرة دي ومش هيفرق معايا حاجة انا كدا كدا لو أتقبض عليا داخل السچن مش أقل من عشرين سنة مفيهاش حاجة لو بقوا أربعين ولا حتى أعدام المهم عندي يا أطلع منها زي الشعرة من العجينة يا أحرق قلبك على حبيبة القلب قولت ايه 
زفر هارون بقوة متمالكا غضبه 
وايه اللي يضمن ليا أنها لسه عايشة مش يمكن قټلتها وجاي تتفاوض معايا وتلعب عليا لعبة ۏسخة زي لعبك ديما 
هدر زاهر بصوت مرتفع 
مفيش ضمان تسلم الورق تستلم مراتك دا اللي عندي 
هز هارون رأسه وخرج صوته غير مباليا 
براحتك انا قولت اللي عندي اشوف مراتي عايشة اولا اتفق معاك على تسليم الورق مشوفتهاش ملكش كلام معايا 
جز زاهر على أسنانه پغضب وقام بغلق المكالمة دون أن يضيف حرف واحدا أغمض هارون عينيه وهو يمني نفسه أن يراها حية حتى لا يعيش الباقي من عمره في ندم وحصره
على ضياعها منه وبسبب عداء لا ذنب لها فيه في ذلك الوقت دخل عليه حمدي وعلى وجهه تبدو الصدمة متجليه ويشير بيده ناحية باب الغرفة يسأله 
صحيح الكلام اللي قالته منار دا يا هارون 
أومئ هارون بصمت وهو يزفر أنفاسه المثقلة دفعة واحدة 
أه يا حمدي صح زاهر خطڤ سدرة وبيهددني بقټلها لو مسلمتوش أصول المستندات اللي تدينه 
أتسعت عين حمدي پذعر 
دا أكيد أتجنن أزاي يعمل كدا وبعدين سدرة ذنبها أيه ولا هى مالها باللي بينك وبينه 
رفع هارون كفيه ثم انزلهما فلا علم لديه 
انا معرفش روح اسأله هو السؤال ده 
ضيق حمدي عينيه مستفسرا 
هارون أنت أكيد مش هتسيبه يأذي سدرة صح 
رفع هارون حاجبه الأيسر وقال ساخرا 
أنت شايف ايه يا حمدي 
أقترب حمدي منه ونطق بتردد وحزن 
سدرة ملهاش ذنب يا هارون ومهما كان الخلاف بينك وبينها في الأخر هى كانت مراتك ومتخليش اللي حصل منها قبل كدا يمنعك من أنك تساعدها وتسيب الحقېر دا ېقتلها 
ثم أكمل وعيناه تلمع بعبرات متحجرة 
أنت عمرك ما تخليت عن حد محتاج لك مهما كان بينك وبينه وهى في أشد الأحتياج ليك ياريت كنت أقدر أنقذها لوحدي مكنتش اتأخرت عنها لحظة 
ضيق هارون عينيه يسبر أغواره ثم أتسعت عن أخرهما پغضب عندما لمس مشاعره المتجسدة في نظرة عينيه لسدرة وخوفه عليها المبالغ فيه ونبرة صوته المخټنق بالعبرات نهض من خلف مكتبه وأقترب منه 
أتمنى أن الأحساس اللي وصلي من ورا كلامك ميكونش صح يا حمدي 
زفر حمدي بضيق وهو يشيح بوجهه بعيدا عنه يضع سبابته وابهامه على عينيه يغلقهما بهما ويمسح ما فيهما من عبرات ثم رجع ينظر له وهو يسحب شهيقا بجانب واحد من أنفه 
متخافش يا هارون مش انا اللي أخون أخويا أحساسي ناحية سدرة أحساس أخوة مش أكتر أنت أخويا وهى مرات أخويا أو كانت يعني عمري ما هفكر فيها وانا عمري ما كنت قليل الأصل يا أبن خالتي 
رفع هارون يده وأمسك كتف حمدي بقوة ونطق بنبرة غليظة 
كانت ومازالت انا رديت سدرة لعصمتي يا حمدي ودلوقتي جه دور سؤالي انا ليك 
نظر حمدي له بأعين مليئة بالألم على حب ملئ قلبه دون أن يشعر لكنه مضطرا لوئده ومحاربته حتى لا يصبح وصمة عار تلطخ جبينه طيلة عمره 
قول يا هارون عايز أيه 
نظر هارون لعينيه نظرات ممېتة 
هتساعدني أرجع سدرة من إيدين الحقېر ده ولا هتتخلى عني 
هز حمدي رأسه بنفي 
لأ يا هارون مش هتخلى عنك وإيدي بإيدك لغاية ما ترجع مراتك بالسلامة من أيد المچرم ده 
أومئ هارون برضا وترك كتفه ووقف في مقابلته 
دا اللي كنت منتظره منك 
جاء لهارون تنبيه بمكالمة فيديو واردة جعلته يفتح هاتفه سريعا وينظر به ووقف حمدي بجواره يشاركه الرؤية فوجد سدرة تنام على جانبها فاقدة وعيها أرضا وخصلات شعرها تغطي وجهها ويديها مکبلة خلف ظهرها أقترب منها أحد
 

26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 53 صفحات