رواية اصقلها شيطان بقلم سماح سماحة
تروح مني ولا هسيب حد يأذيها وأن شاء الله هرجعها لينا تاني بالسلامة ممكن ما تقلقيش وترمي حمولك على ربنا ثم عليا وانا مش هخذل حضرتك بأذن الله
أبتسمت له ميسرة من بين عبراتها وهى تومئ له وكلها أمل في وجه الله أن ينجي سدرة ويجعل هارون سببا في أرجاعها لهم سليمة معافاة مرة أخرى
انا عارفة من كلام سدرة عنك ليا أنك راجل قد كلمتك ووعدك سيف على رقبتك وعارفة أنك طالما وعدتني ترجع ليا بنتي يبقى هتوفي بوعدك وانا هفضل أدعيلك أن ربنا يسترها معاك ويوفقك
انا سمعت حضرتك وأنت بتحكي لهارون بيه عن خطڤ مدام سدرة مټخافيش يا طنط أن شاء الله هترجع ليكم بألف سلامة
أومأت لها ميسرة وعينها تلمع بعبرات مخټنقة
حاضر يا طنط هدعلها وأن شاءالله ترجع بالسلامة
أن شاء الله مدام سدرة ترجع بالسلامة يا هارون بيه ولو في إيدي أي حاجة اساعد بيها انا مش هتأخر عن حضرتك
ود هارون لو لكمها على فمها الحقېر هذا كي يخرسها فصوتها يثير أشمئزازه لكنه أبطن ذلك الشعور داخله حتى لا ترتاب خيفة منه وتفر من بين يديه قبل أن تنال عقابها وهز رأسه لها بكلمات مقتضبة
ثم نظر لميسرة وحسان وأمسك بأكواب العصير يعطيها لهما
أتفضلي يا طنط أتفضل يا عم حسان
تناولت ميسرة الكوب بيد مهتزة فتناثرت بعض قطراته على الطاولة والأرضية رغما عنها فشعرت بالحرج منه فنظرت له تبرر فعلتها اللإرادية لكنها وجدته يمنحها ابتسامة حانية ومد يده ناحية يدها يمسكها بالكوب حتى هدأت أعصابها وأحكمت حركة يدها
أبتسمت ميسرة بمرارة وزفرت عدة مرات قبل أن تنظر له
ربنا يجبر بخاطرك يا أبني ولا يملك منك عدو
أغمض هارون عينيه يأمن على دعائها له والي منحه راحة تغمر نفسه
يارب اللهم آمين
تنحنح حسان برفق ليلفت أنتباههما له
أنت هتعمل ايه يا هارون بيه عشان ترجع سدرة من إيد المچرم دا
اولا يا عمي متقولش هارون بيه دي تاني انا هارون بس حضرتك في مقام والدي ماشي ثانيا انا لسه مش عارف هعمل أيه بس انا هستنى مكالمة من الحقېر دا يحدد فيها معاد نتقابل فيه وهكون مجهز ليه الورق اللي طلبه وأروح له وأبدل سدرة بيه
نظرت له ميسرة تستفهم منه
أومئ هارون بنفاذ صبر
أه مهم بس مش هيكون
أهم من حياة سدرة انا لو أعرف أنه هيعمل كدا مكنتش دخلت معاه في حرب من الأول
لم يكن من السهل على هارون قول ذلك مهما بلغت قوة عدوه لأنه لا يهاب غير خالقه لكنه مجبر على قوله لأنه يعلم أن تلك الحية تقف على باب مكتبه تستمع لكل حرف يلتفظ به وقد أرد أن توصل ما سيقوله لزاهر حتى يوقعه في فخه ثم يأتي به لوكره وملاعبته وجها لوجه نهض من مكانه متجها لمكتبه ورفع سماعة هاتفه الأرضي يستدعي إحد حرسه
مجدي تعال ليا حالا
ثم وضعها فوق الهاتف وخطى ناحية ميسرة وحسان بوجهه مبهم خالي من التعابير
انا مش عايزكم تقلقوا أن شاء الله سدرة هترجع وقريب قوي كمان مجدي اللي كلمته من شوية دا اكتر حارس شخصي عندي بثق فيه هو هياخدكم دلوقتي للقصر عندي تقعدوا هناك مع خالتي لغاية ما سدرة ترجع
أشار حسان معترضا بيديه
لا لا كتر خيرك يا هارون يا أبني احنا هنروح على بيتنا وهنكون معاك على التليفون تبلغنا بالجديد أول بأول
هز هارون رأسه برفض وأصر عليهما بالذهاب لبيته
مش هينفع يا عم حسان لأن أنتم كمان في خطړ ولازم حمايتكم على الأقل لغاية ما سدرة ترجع
أصر حسان ومعه زوجته على موقفهما وصاحت ميسرة تطمئنه
متخافش علينا يا هارون أحنا ولا علينا خطړ ولا حاجة وحتى لو فيه هنعرف نحمي نفسنا أن شاء الله ومتشغلش بالك غير برجوع سدرة بس
حاول هارون معهما مرارا لكنهما في كل مرة يصران أكثر من سابقتها وعندما يأس أرسل حارسه الشخصي معهما كي يوصلهما بأحدى سيارته لمنزلهما وكلفه بجلب حارسان أخران ووضعهم على منزلهما حتى يكونا في أمان أذ حاول زاهر التعرض لهما ثم جلس يمسك هاتفه وفتحه على معرض الصور وراح يتفقد صور سدرة عليه لم يجد غير أثنتان واحدة ألتقطت لها في حفلهما الأخير سويا وأخرى ألتقطها خلسه لها وهى تجلس شاردة في حديقة قصره ظل ينظر ويدقق لتفاصيل وجهها الجميلة فعينيها البنيتان كحبتي بندق تسبحان في