رواية وتين بقلم ياسمين الهجرسي
وراءه وأسندت رأسه على صدرها وأعطته الأدوية وشرعت له في عمل الكمادات البارده
وبعدما نام في سبات عميق كانت تمرر يدها على وجهه و بين خصلات شعره الكثيف وتحدثه
انت بعد ما قلبي قسى عليك وقلت خلاص لازم أحاول أعيش من غير أمان مستحملتش خصامك ليا
وجتلك المكتب عشان أقولك أنا هسيب الشغل في المجموعة بعد خناقتي مع يونس والكلام البايخ اللى قالهولى
حسيت ان قلبي هيتشال من مكانه رجعت مكتبى بعد تفكير بلغت مدير الأمن يفضل وراك ويبلغنى بتحركاتك
تفتكر انا اقدر اعيش من غيرك بس عارف انا مش خاېفه على نفسي عشان لو مۏت هبقى سعيده انك رضيت عليا ومش زعلانه مني
شرعت ټنهار في البكاء اكثر واكثر واسندت رأسها على صدره تبكي بحرقه وتحدثه ارجوك يا ابيه قوم عشان خاطرى مش مستحمله تعبك
اوعدك إيه بس دا أنتى بنت عمري واختي وكل دنيتي
وأبتلع ريقة
بصعوبه وآلم اوعديني
انك تخرجي بره الاوضه دي عشان ما تتعديش منى روحي المستشفى أعملى ماسحه و تاخذي كل الأحتياطات اللازمه عشان سلامتك ارجوكى يا وتين
ابتعدت عنه مستحيل ابعد عنك اصلا الا لما تخف نهائي
انت لحقت تزهق مني ولا علشان انا جبت مراتك الصفراء ام بهلول دى من شعرها ورمتها بره اوضتك وبعدين دى طويله ومافيهاش أنوثه خالص
ايه رأيك مش انا احلا منها وظلت تدور حول نفسها بذمتك انا ولا هيا
أقدمت اليه وجلست بجواره وأمسكت يده وقبلتها حبيبي يا أخويا وفر كلامك وبطل تتكلم وأتفضل خدنى في حضنك لأن بكل الأحوال انا أكيد أخدت العدوه منك ومستحيل اسيبك
أبتسمت وتكورت في حضنه دثرها بالغطاء وقبلها من رأسها وأغمض عينه وذهب في ثبات عميق
في مزارع الموالح لكبير كفر السيوفي
كانت تقف هي وبعض المهندسين الزراعين تنهرهم كيف لهم أن يتركه دوده تأكل المحصول بهذا الشكل وأشارت إلى مهندس المسؤول وهتفت
هو انا مش حظرتك من اللى حصل دا تعرف ان دى اول مره تحصل معايا وأنك انت السبب في الخساره دى المفروض انا اعمل معاك إيه
هتف المهندس بحرج منها بعتذر اكيد عن اللى حصل واوعدك انى اعالج الموقف بسرعه ادينى يومين بس
صدح صوت ذكورى غليظ وهتف بجمله بالنسبالها مستفزه عاش يا وحش وعشان كده انا جايلك تشرفي علي زراعه أرضى
أقتربت منه ونظرت له بسخريه ممكن اعرف مين انت ومين سمحلك تتكلم معايا بالأسلوب دا
ضحك ونظر الى رجاله التى تقف خلفه انا خلف السباعى وانتى لازم تجى تشوفى المحصول بتاعى
ردت عليه صفا انت شكلك مش عارفه انا اللى مين وهتفت ولا عارف انت واقف فين وشكلك بتلعب فى عداد عمرك وانا مش بشتغل عند حد وأتفضل من مكان ما جيت
وأعطته ظهرها وخطتت عده خطوات ووقف عندما سمعت كلامه
رد عليه انت هتجى تشوفي المزارع بتاعتى ورجلك فوق دماغك
لفت له وتحدثت بسخرية وأشارت اليه بتكبر
انا اللي دماغى فوق راسى ماشى انت شخص غبي مش عارف انت واقف فين ولا ارض مين بس بسيطه قليل الأدب نربيه
واخرجت من جنبها سلاح مرخص واطلقت عده طلقات في الهواء تجمع حولها مجموعه من الغفراء وهتفت طلعه الحساله دى بره ولو شفتوهم اضربوهم بڼار يالا
ومرت من جواره ووقف عكسه واقتربت من إذنه وهتفت
المره الجايه ړصاصه هتبقى في نص دماغك
يا شاطر يالا خد شويه العيال دى وروح العب بعيد يالا
وتركته وغادرت المزرعه
اخذ رجاله وذهب وهو يتوعد لها
الحلقه التاسعه
وتين
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اعلم أن إيمانك لا يكتمل ما لم تحب لأخيك ما تحب لنفسك
أخوك هو الذي يسير في الشارع قبلك ليمهد لك الطريق
الأخ هو الشخص الذي لا يسمح لدموعك أن تسقط والصديق هو من يمسح دموعك إذا رآها
الأخ هو الشخص الذي يمكنك الاستناد عليه مهما كان ثقل همك
في صعيد مصر وتحديدا في دوار كبير كفر السيوفى
فى المساء يجلس وسط تجمع العائله يستمع الى ما حدث مع حفيدته في مزرعته بعد ان أخبره رئيس الغفر عن اطلاقها الڼار على احد الرجال عند دخولهم المزرعه
كان يجلس بهيبته الموقره وملامح وجهه المجعده التي يظهر عليها الوقار والهيبه وتقدم العمر وفي يده عصا يتاكئ عليها وبجواره زوجته الحاجه فردوس التي ترسل الى حفيدته نظرات تطمئنها
وفي مقابله ابنه جلال على يمينه زوجته كريمه التى ترتجف