الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 13 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز


قبل ان يتخذ وضع الجدية في الحديث 
طب انا فاهمك يا سيدي ومش هستهبل بس برضك مفيش مرواح على بيت بسيوني 
سمع منه
الاخر ليضرب كفيه ببعضها مرددا بسخط 
لا حول ولا قوة الا بالله يارب تاني برضوا هتقفلي زي اللقمة في الزور وتمنعني يا بني بقولك مفيش بيني وبين البينت حاجة دا كلام عادي وهي البنت دماغها منفتحة وبتعرف تتحاور وتتكلم معايا ثم انا بروح لمين اساسا انا بروح لزينهم 

ء يا راجل!
غمغم بها غازي بسخرية منه ليستطرد حازما 
وانا للمرة الألف بجولها لا زينهم ولا غيره يا يوسف خليك عاجل وما تتعبنيش الله يرضى عنك اسيبك بجى عشان عندي مشوار لحاجة مهمة
قال كلملته ونهض يتركه ممتقع الوجه بيأس يفتك به لبتمتم بتوعد 
ماشي يا غازي ماشي
قال سند وهو يخاطب االرجل الغريب داخل محيط المنزل بصحبة عيسى ابن خالته داخل احدى الغرف التي تم الحفر بها 
ها بجى يا عم الشيح كدة احنا جربنا صح
دنى الرجل نحو العمق الكبير في الأرض بتمعن شديد ختى رفع رأسه قائلا 
لسة فاضل شوية 
اعترض عيسى يضرب الارض بقدمه 
فاضل فين تاني يا عم دا احنا ناجص نجيب بترول ما تجولوا حاجة يا عم سند احنا بجالنا كام يوم بلياليهم في الجرف ده لما اتهلكنا
ختم عبارته يشير على هيئته المزرية بملابسه المغبره وشعره ووجهه وجسده بالكامل 
فرد سند والذي كان يماثله في الهيئة 
زي بعضه يا واد خالتي خلينا نتحمل شوية مع الشيخ اللي رابط نفسه معانا هو كمان عشان يبشرنا بالخير اللي هيهل ولا ايه عم الشيخ 
قال الأخيرة مشددا عليها نحو الرجل والذي رد بهدوء يقارب المكر 
اكيد امال ايه احنا اساسا ماشين صح والكنز هنا مش تخمين ولا ضړب ودع دا علاماته باينة زي عين الشمس 
اومأ له سند بشبه ابتسامة فهتف عيسى بنزق 
طب همتك بالمتشفة الصغيرة بشرتها الندية وتفاح الوجنتين ټخطف الانغاس بهيئتها 
رمقته بنظرته عفوية منها ولكنها كادت ان تطيح بثباته 
عاملة ايه دلوك 
حمد لله مفيش حاجة تجلج ما انا جولت شوية دوخة عادية
قالتها ثم جلست لتصفف شعرها بالفرشاة فتجاهل مؤجلا النقاش ليزوم بفمه قبل ان يسألها 
اممم طب انا كنت عايزة اعرف منك هي سليمة دي عندها حد بيساعدها في شغل البيت ولا بتشتري اكل 
من برا 
قطبت باستغراب تاركة ما بيدها لتجيب عن السؤال بسؤال 
ليه بتسأل ما انت عارف انها وحدانيه مع جدتي نفيسةقاطعها بإلحاح 
انا بسأل عشان اعرف حكاية انها وحدانيه مع جدتك سکينة معروفه انا جصدي ليكون بتشتري حاجة معينة ولا بتبعت على وكل يجيلها جاهز مثلا اي اكل يجيلها من برا زي الفطير مثلا 
لا مفيش اكل هي بس بتشرب لبن بيجيلها مخصوص 
انتبه على قولها ليعيد على السؤال 
لبن مخصوص كيف يعني
لبن بيجي يوماتي من بيت الحاوي الجريب من البيت هناك هو في حاجة 
اومأ برأسه بتفهم وتفكير سريع لينفي بهز رأسه كاذا 
لا مفيش حاجة متشغليش نفسك انت 
تحرك يتناول شاله مرة اخرى وعلاقة مفاتيحه ليردف لها على عجالة قبل ان يتركها ويذهب 
انا ماشي ورايح مشوار ماتنسيش تاخدي الدوا اللي
جيبته عندك وشوفي الحاجة اللي معاه 
تطلعت في اثره باستغراب قبل ان تتناول الكيس تنظر في محتوياته لكن سرعان ما رفعت عيناه عنها مغمغمة بدهشة وذهول 
اختبار حمل جايبلي اختبار حمل يا غازي ېخرب عجلك
يتبع
الفصل السابع ج٢
وصل في ميعاده الصباحي اليومي ليباشر عمله في متابعة المزرعة الكبيرة لتربية الدواجن بعد ان أسسها ووظف بها عدد من أفراد البلدة ليس بالهين في خطوة اولى يتبعها العديد من الاستثمارات قد وعد وأعلن عنها سابقا لمساعدة العاطلين والمحتاجين كما يدعي.
دلف بهيبة اكتسبها حديثا تتبعه ابصار المعجيين والمنبهرين في روتين أصبح ينعشه لبعض الوقت قبل ان ينغمس في عمله.
وقعت عينيه على تلك المرأة التي قبل بتوظيفها على مضض ولغرض ما في نفسه تتمايل بخطواتها امام رئيس العمال بعدما وبخها كما يبدوا من هيئته المتجهمة لتتركه ذاهبة بعدم اكتراث حتى زادت من ڠضب الاخير ليغمغم من خلفها بازدارء وكلمات بدت واضحة
عبد الصبور. 
هتف عليه كي ينبئه بمجيئة مما جعل الرجل ينتفض بإذعان كي يلحق به حتى اذا دلف الى المكتب من خلفه تمتم له بالتحية مرددا بلهجة لم يجيد تحسينها
حمد الله ع السلامة يا عمر بيه
طالع الاخير ووجه المتغير وهذه الوجوم الذي اكتسى تعابيره ليعلق
مالك مجلوب ليه وبترد من غير نفس ليكون مش طايجني كمان
العفو يا بيه.
تمتم الرجل على الفور بأسف ثم ما لبث ان يردف معبرا عما يجيش بصدره بعدم احتمال 
معلش سامحني بس انا متغاظ من اللي اسمها نفيسة دي مرة مشجلبة لا تعرف خشا ولا حيا ولا حتى حرام ولا حلال انا عارف ايه اللي حدفها علينا عليا النعمة بخاف ع البنتة اللي شغالة معانا منها دي فالحة بس تتمايص وتلهي البنتة في سيرة فلانة ولا علاتة ولا بتعرف تسد في شغل ولا تجعد محترمة وفي حالها جاعدة بس لفجع مرارتي.
تبسم عمر بخفة لقول الرجل ويرد مخففا
معلش يا عبد الصبور هي مرة معوجة انا عارف بس دي وجعت في عرضي ان اشغلها عشان مش لاقية توكل نفسها كنت عايزني اردها خايبة الرجا يعني مش طبعي يا واد الناس.
جادله الرجل
يعني نسيبها كدة وسط البنات كيف البطاطسية 
رغم حدة الرجل والتشبيه المبالغ فيه إلا أنه كان يتحدث بعقلانية اجبرت عمر على مهادنته
لا يا سيدي واحنا مش هنسيبها تخسر البنات إنت شد عليها من بينهم ان شالله حتى تخصملها وخلينا ندوس عل نفسينا شوية ولو متعدلتش الباب مفتوح عشان تغور وتريحنا منها..
صمت عبد الصبور ليومئ له على مضض يدعي الاقتناع حتى صرفه ليخرج ويتركه يفكر في القادم على ضوء ما يلمسه من مستجدات
على جهاز الحاسوب الصغير كان يستمع لها ويدون به ما تمليه عليه من رؤى ورغبات تريدها في مشروعها الجديد وعلى ضوء ذلك يفعل هو دراسة الجدوى الخاصة به ويحدد حجم الدعم المادي المطلوب له وهي تتحدث بشغف يزيده هياما بها
عايزاه كبير يا عارف قسم للخياطة والمكن والأدوات الازمة تبجى كاملة من كله قسم للإشغال اليدوية وطبعا بأجهزته والمواد الخام قسم للأكل البيتي زي الفطير المشلتت وصواني الأكل والفراخ والمحشي والحلويات......
حيلك حيلك .
قاطعها فجأة ليردف بابتسامة غزت ملامحه
انتي مچنونة يا روح مالنا احنا بقسم الأكل والطبيخ طب الاعمال اليدوية والخياطة فهمنا عشان تساعدي البنات إنما الأكل بجى ليه
عشان العشية والغداوي يا عارف .
طالعها باستفهام فلم تتأخر عنه في الأجابة لتضيف شارحة
ما انت عارف عوايد البلد في الجواز والخطوبة والبلاوي اللي بتصرف ع العشية بس دا غير
الجهاز والشوار اشي اربيعين جوز حمام وكام كيلو لحمة دا
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 89 صفحات