الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 12 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز


بانها تخطته وكأنها خانت العهد لكن ماذا كان بيدها هل المشاعر كانت بالسهولة التي نبدلها من جهة لجهة اخرى!
ولكنها اجبرت على الاختيار وهي اختارت عزتها وعزة شقيقها 
اما هو وقد رأت بأم عينيها اليوم الفتاة التي تزوجها صبية صغيرة من عمر ابناء شقيفاتها بل اصغر كيف يلومها وهو يفعل العكس كيف تأتيه الجرأة وقد تركها بالسنوات في انتظاره لتفاجأ الان بحجم الترف الذي وصل اليه لقد شعرت اليوم انها امام رجل غريب عمن كانت تظنه حبيبها

روح 
الټفت على النداء نحو زوجها الذي خاطبها بقوة لتنقض عنها شرودها 
مالك يا برنسيسة ايه اللي واخد عجلك 
نفت بكذب مكشوف 
واخد عجلي كيف يعني ايه اللي هيخليني اسرح اساسا
تنهد يردد بتصميم وهو يجلس على الكرسي المقابل لها 
لا كنت سرحانة يا روح ومتنكريش انا مش غبي عشان ما خدتش بالي 
استطرد امام صمتها 
يا روح دا انتي ما بتعرفيش تمثلي طول الوجت ساكتة في العيادة من بعد ما جيتلك ودخلت معاكي عند الدكتورة والست تكلمك وانتي ولا اكنك معانا لا ضحكتي ولا بان سنك غير قدام الشاشة اللي ظهر فيها الجنين 
تبسمت بحنين وقد عادت بذاكرتها لمشهد
الجنين وهذا النبض الصغير الذي كان يرقص له قليها وابتهاج يغمرها لمجرد الرؤية حتى تخيلته بين يدأها تحمله ابتسامة خبئت عقب قوله 
ليكون الزعل ده عشان شوفتي بت متولي
خرج السؤال منه بتردد يشمله ارتياب ظهر مع نبرته حتى تطلعت اليه بعدم فهم تنوي ان تسأله عن صاحبة الأسم ثم ما لبثت ان تستدرك على الفور لتسأله بأعين توسعت بإجفال 
تجصد مين على هدير بت اجلال 
مرة عمر 
قالها يقاطعها بشكه ليردف بحدة 
انتي عارفاني واضح يا روح وانا مش هخاف ولا اتراجع غير لما اسمع منك توضيح 
توضيح عن ايه
توضيح عن حالك اللي اتجلب انا محتاج تفسير 
لقد ملأ الشك قلبه وهو يظنها تغيرت لرؤية من تزوجها الاخر فما باله لو علم بالحقيقة بأن سبب التغير هو نقاشها مع ذاك الأحمق إذن ماذا تخبره ليتها ما ذهبت الى الطبيبة من الأساس
سكتي ليه يا روح هو انتي جاصدة تأكدي الفكرة اللي في دماغي يعني ولا ايه بس
صدر قوله بضجر حقيقي وقد تبدلت ملامحه لأخرى 
غاضبة لم تعتاد عليها منذ زواجها به وهي مطالبة الان ان تغلق هذا الباب المؤذي لها وله ولانها لا تعرف كيف لم تجد امامها سوى التصرف بعفوية ولاحت على وجها تلك الابتسامة الصافية تجيبه 
انا مش هاحلف ولا ابرر اللي اجدر بس اقولهولك عن ثقة يعلم الله يا عارف ان انا ما في اي مخلوق دلوك يشغلني غيرك انت والنونو اللي جاي في السكة 
ايه دا يا ساتر يا رب كل دا دخان 
عقبت هدير متسائلة فور ان ولجت داخل غرفة نومها وقد تفاجأت به جالسا 
حينما لم تجد إجابة بهذه النظرة الشاردة التي كان يرمقها بها ذهبت للنافذة تفتحها بشكل جزئي لتهوية الغرفة 
فخرج صوته في الرد اخيرا 
أمك مشت
جلست على طرف الفراش تجيبه وهي تخلع عنها حجابها
جعدت معايا شوية بعد ما وصلتني وبعدها مشت بس انت جيت من امتى انا كنت فاكراك طلعت ع الشغل لما سيبتنا في العيادة لوحدينا 
عوج فمه بضيق وقد انتبه على تلميحها الخفي في عدم اهتمامه فقال بتجاهل لما ذكرته 
الدكتورة جالتك ايه ع التحاليل
ردت بنبرة خلطت ما بين الثقة بالنفس وما بين حنقها 
جالتلي زينة واني لسة صغيرة ودا شيء طبيعي خصوصا اني متجوزة جريب ومفيش داعي للإستعجال
رمقها بغيظ ليرد بحدة 
جيبي من الاخر يعني هنجعد كدة مستنين الڤرج ولا ادتك حاجة تعجل
أجفلت لعدائيته فصدر ردها بنزق 
كتبت على فتامينات وحاجات بسيطة عشان بس تساعد مساعدة لكن برضوا دي حاجة في ايد ربنا نفس اللي جالتوا امي بالظبط 
ردد خلفها بانفعال واستنكار لا يخفيه 
امك امك خبر ايه هي امك دي ام العريف اللي محصلتش دي اخرها واحدة جاهلة تألف من مخها ويا تصيب ويا تخيب 
توقف يطالع ڠضبها المكتوم وعلامات الاستهجان التي تعلوا ملامحها ليردف
مش عاجبك الكلام يا هدير ما تكليني أحسن يعنيكي دي ساكتة ليه ما تردي
بصيحته الاخيرة لم تستطع منع نفسها 
معلش يعني اصل انت كل شوية تجولي امك جاهلة ودجة جديمة طب هي كام سنة دي اصغر منك بسنتين اه
خرج تأوهها الأخير پألم بعدما باغتها على حين غرة بأن حطت قبضته على عقدة شعرها من الخلف ليضغط بقسۏة مرددا 
صړخت تدافع پخوف 
لا والله ما كدة انا
جصدي ان امي خلفتني على اربعة تاشر سنة يعني فاهمة زيك وزي عمتي جميلة انا مجصديش اللي في دماغك والله 
ختمت پبكاء ودموع تهطل بكثرة جعلت قبضته ترتخي رويدا رويدا حتى تدارك لارتياعها منه وحاول تمالك غضبه قليلا شعر بانتفاضتها فرق قلبه ليهدهدها 
خلاص خلاص خفي وبطلي بكا هو انا عملت ايه لدا كله بس دي مكانتش ربطة شعر دي اللي جرصت عليها 
خرج ردها وهي ترفع رأسها
انت مبتشوفش نفسك يا عمر ساعة ما تزعجلي انا بخاف منك ودلوك كان اكتر من كل مرة 
زفر يكظم ضجره وحنقه المتعاظم ليتعامل معها ببعض اللطف واللين فهذه الأمور تزيد من الضغط عليه ليعقب ساخرا 
ليه ببجى عفريت يعني ع العموم ماشي يا ست هدير مجبولة منك عشان خاطرك وعشان تعرفي اني يهمني رضاكي بس 
انا راجل عصبي وانتي لازم تجدريها دي اغضب بسرعة لكن بتأثر بزعلك ومجدرش اشوفك خاېفة مني 
اثرت بها كلمات تستسلم لملاطفته في صلحها 
انا عايزة اروح اجعد يومين في بيت ابويا 
قطب بإندهاش يسألها 
ما انتي كنتي جاعدة مع امك من شوية هي شغلانة 
ردت برجاء تستعطفه
ما انا وحشني الجعدة مع اخواتي والبيت نفسه حتى اصحابي البنتة هناك 
خلاص خلاص موافق باه 
داخل غرفة معتز كان يدعي اللعب مع الصغير ومجموعة الالعاب التي ملئت الأرض بفوضوية وعيناه تتبعها أينما ذهبت بهذه العصبية المحببة نتيجة لڠضبها من افعالهما في مشاكستهما لها حيث كانت ترتب في الغرفة ومن حين الى اخر تختطف النظرات الحانقة اليهما وفمها لا يتوقف عن الغمغمة بالكلام الغير مفهوم حتى في ڠضبها تجعله يهيم بها 
ياللا يا معتز شد حيلك وخلص العمارة مش عايزين نزعل ماما 
والله 
صدرت منها تسبقها شهقة ساخرة حتى جعلته يبتسم بملئ فمه مما زاد على سخطها حتى أصبحت تطوي ملابس صغيرها وتضعها في الخزانة پعنف وهي مواصلة غمغمة الكلمات الغير مفهومة ليردد هو للطفل 
يا بني ماما شكلها زغلانة واحنا عايزين نخلص لعب ونرتب الأوضة بلاش كلكعة يا معتز 
للمرة التي لا تذكر عددها ينجح في لفت انتابهاها نحوهما لبيادلها النظر بعبثية تجعلها تستغرب بالفعل هذه الافعال الصبيانية منه عكس المعروف عن شخصيته الجادة والهيبة الطاغية 
كانت مندمجة في الشرود به حتى غفلت عن احدى قطع المكعبات الصغيرة وهي تنهض بدون تركيز لتدعس عليها بقدمها على الجزء المكشوف من الأرض الرخامية وكانت النتيجة انه انزلق بها فاختل توزانها وكادت ان تقع لولا ان تلقفته ذراعيها بسرعة لم تتخيلها 
انتظر قليلا قبل ان يسألها 
انتي كويسة دلوك
تمام الحمد لله
تمتمت بها ليسير بها حتى اجلسها بجواره على التخت وذراعيه ما زالت متمسكة بها يسالها
ايه الحكاية امال هو انتي تعبانة من الاول ولا ايه
فركت بإصباعيها قليلا على جبهتها تجيبه 
لااا هي بس 
بس ايه
صدر منه بحدة اجفلتها قبل ان تنتبه على صغيرها الذي ضمھا من قدميها يسألها ببرائه 
انتي تعبانة يا ماما 
تبسمت لحركته العفوية تقربه اليها قائلة بابتهاج 
لا يا حبيب ماما انت يا حنين دي شوية دوخة صغيرة 
هو في دوخة صغيرة ولا دوخة كبيرة خبر ايه يا نادية
تمتم بها بحنق انتقل اليها لترفع رأسها عنه وهي تقف وتحاول التوازن 
يا غازي ما انا بجولك اها مفيش حاجة هما شوية ضعف ولا دوخة بسيطة
اروح اشوف ابه اللي ورايا بجى
تحركت من أمامه تذهب الى ما كانت تفعله لتبدوا طبيعية ولكنه لم يطمئن ابدا لحالتها 
داخل غرفتها بالمشفى 
ابعدت سليمة معلقة الطعام بيدها معبرة عن استكفائها 
خلاص كفاية معدتش جادرة 
اعترضت نعيمة لتعيد المحاولة مرة أخرى بإلحاح 
ما كفياش كلي وبلاش تتبعبيني معاكي يا سليمة 
يا بوووي 
عبرت بها سليمة برفض قاطع تبعده الطعام عنها مما جعل هويدا تتدخل 
خلاص يا نعيمة سبيها على كيفها جالتك مش جادرة 
بررت نعيمة 
بس انا عايزاها تجوم ومفيش غير الوكل هو اللي يسند البني ادم
عقبت هويدا على قولها مخاطبة سليمة 
طب نعملها ايه بجى هي كدة دايما تعبانا معاها طب حتى افتكري المرة الكبيرة اللي مش راضية تسيب محلها غير وهي يدها في يدك كيف ما بتجول 
قالتها بإشارة نحو والدتها التي غليها التعب فتسطحت على التخت الثاني وغفت جوارهما 
لترمقها سليمة بإشفاق ثم تعود برأسها للخلف قائلة 
وانا كنت اجبرتها يعني ما انتوا شوفتوا بنفسيكم هي رأسها والف سيف تفضل معايا انا والله ما يهمني غير صحتها بس هي بجى مفيش فايدة فيها
ردت هويدا 
عتحكبك يا سليمة كيف ما جوزها بالظبط كان بيحبك طول عمرك واخدة محبتهم وشايفينك حاجة كبيرة بيفتخروا بيها 
لا تعلم سليمة لما شعرت في لهجتها بنبرة لم تعجبها وكأنها تستكثر هذا الحب ومكانتها في قلوب المذكوربن انه بالفعل لطالما وصلها عذا الشعور ولطالما كذبته!
صباح الخير عليكم
صدر الصوت المتحشرج من مدخل الغرفة يلفت ابصار الجميع نحوه لتلتوي افواه الشقيقتان بضيق منعهما حتى من الرد ولكنه لم يكترث ودلف يدهشهن ببروده في مخاطبه سليمة المتجهمة 
عاملة ايه النهاردة يا سليمة رايجة ولا الزحمة تعباكي 
قالها بقصد وصل الشقيقتان يناظرنه بعدائية فتابع مضاعفا بدرامبة 
انا جولت من الأول النفس الكتير في الأوضة يزيد على تعبك ويأخر بشفاكي 
با سلاااام 
غمغمت بها نعيمة لتنهض هويدا تردد بحنق 
جومي بينا يا خيتي نشرب كوباية شاي ولا نشم هوا بعيد عن هنا حكم انا فعلا بجيت اتخنق 
اطاعتها نعيمة وذهبتا تاركة الغرفة لهما سکينة النائمة بسكون وسليمة الغاضبة والتي زفرت تشيح ابصارها عنه بكره قابله بابتسامة سمجة ليجلس مقابلا لها على طرف التخت الطبي متغزلا 
وشك نور وراح منه صفار رجع لبياضه الطبيعي من تاني 
لم يعجبها القول لتحدجه نظرة ڼارية قابلها ايصا ببرود وضحكة ازدادت اتساعا 
لا دا كمان ورد لما اتنرفزتي عيني عليكي باردة 
صبرني يارب
تمتمت بها تشبح بوجهها الناحية الأخرى وكان رده ابتسامة مرحة ذات صوت متحشرح
اقترب منه وقد كان جالسا اسفل المظلة الخشبية في الحديقة متكتف الذراعين متجهم الملامح بشكل قد يبدوا كوميديا 
لكزه بخفة وهو يأخذ مقعده بجواره 
لاوي بوزك
ومكشر ليه مش ناجصين جقلة احنا
حدجه يوسف بغيظ 
بقولك ايه سيبني في حالي بقى متكلمنيش انا مش طايقك اساسا ولا طايق الكلام معاك 
تكلم غازي يدعي عدم الفهم 
طب ليه يا عم انت مش طايجني كان بيني وبينك طار مثلا ولا عركة على حدود زرعتنا 
فهم يوسف لمرواغته ليعلق بغيظ 
بتستظرف انت يا غازي صح يا عم بقولك مش طايقك
لم يقوي على منع ضحكه في البداية
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 89 صفحات