رواية رائعة بقلم سارة محمد
هي بحنو
أنت اللي أنقذتها مش كدا ربنا يحميك لشبابك يا بني ومتشوفش حاجة وحشة أوي .. ما شاء الله عليك طول بعرض بجمال وعيون ملونة و آآآ
خلاص يا ماما فتحية !!!
قالت ملاذ بغيظ ليقهقه ظافر و هو يرد بلباقة
دة من ذوقك يا حاجة ..
يعني هو قالك أنه هييچي ياما طيب ميتى أمتى !!
قالت ملك بقلق لتردف والدتها بقلق أكبر
أشفقت ملك على والدتها لتومأ بالإيجاب جلبت هاتفها لتتحدث مع مشفى الهلالي .. أوصلت الممرضة الهاتف إلى أخيها الذي أستطرد بنبرة فاترة خير يا ملك في حاجة !!
صړخت ملك بفرحة و هي تقول
مازن الحمدلله أنك رديت .. أنت بخير يا اخوي !!
مازن .. وحشتني يا جلب أمك !!
تنهد مازن بحرارة ليتمتم
أنا كويس يا أمي متقلقيش و هخرج من المستشفى بكره أو بعده بالكتير ..
أنتفضت والدته بحنان أموي وهي تقول
بچد يا ضنايا !! أنا هبجى هبقى أقول لباسل أخوك يروح يچيبك يا حبيبي ..
أنا مش هاجي لوحدي يا أمي .. عاملكوا مفاجأة هتعجبكوا !!! أنا هقفل دلوقتي ..
أغلق الخط ولم ينتظر ردها ليلقي بالهاتف أمامه پغضب شديد ليمسك بذهنه يضغط عليه .. برزت الشعيرات الدموية داخل مقلتيه جازا على أسنانه كما لو أنه فقد عقله ..
نهض پعنف ليهادمه ذلك الدوار المفاجئ أستند على الكومود ممسكا بمقدمة رأسه عاد لإتزانه ليهرول نحو الباب دالفا إلى خارجها سار بخطوات سريعة إلى مكتب مدير مشفى الهلالي ليدفع الباب پعنف و عينان يتطايران منهما الشړ نهض المدير پخوف و هو يقول
أمسك مازن بتلالبيبه صارخا في وجهه بصرامة
هي فين !!!
م .. مين يا باشا !!!
قال المدير بتلعثم و هو يطالعه بغرابة أفرغ مازن شحنة غضبه بذلك المسكين ليكور كفه ملكما إياه طرح المدير أرضا ليزحف إلى الوراء متمتما برجاء حار
يا باشا قولي بس مين دي اللي بتسأل عليها و أنا هقولك ..
قال مازن و هو ينحنى بجزعه قابضا على عنقه لم يكن طبيعيا بالمرة عندما نطق أسمها من بين شفتيه عيناه محمرتان وأذنبه تنفس عن النيران الكامنة به شاش طبي محاوط رأسه ليزيد من الألم الفتاك الذي يشعر به أرتجف جسد المدير ليلهث بوجه محتقن
ف فريدة .. مين يا .. يا باشا سيبني أبوس إيدك !!! ..
نفضه مازن من يده ينظر له بتقزز وضع الأخير كفه على نحره يحكه پعنف و هو يسعل بحدة لم يكن مازن يعي ما يحدث .. عيناه غائمتان بشړ مخيف
كلي يا حبيبتي الدكتور بيقول انك مش بتهتمي بصحتك كويس ....!!
أدخلت فتحيه المعلقة الممتلئة بالحساء داخل فمها رغما عنها ابتعلت ملاذ المعلقة بصعوبة قائلة بمزاح
حرام عليكي يا ماما أفرضي كنت شرقت و مۏت دلوقتي !!!
ضړبت فتحية كتفها قائلة بتوبيخ حاد
بس يا ملاذ بعد الشړ عليكي من المۏت يحبيبتي ..!!!
وقف مستندا على جدار الباب عاقدا ذراعيه معا يراقبها بتفرس همست شفتيه بخفوت شديد و قد تبدلت ملامحه سريعا
بعد الشړ عليكي !!!
أمسكت ملاذ بكف فتحية التي تعيد الكرة لتجعلها تأكل رغما عنها همهمت ملاذ بإبتسامة بسيطة و عينان قويتان لاتهزم
روحي أنت يا ماما فتحية عشان تاخدي بالك من براءة مينفعش نسيبيها لوحدها كدا !!!
فرغت فتحية ثغرها للحظة .. بعد ما فعلته براءة بشقيقتها و
بعد أن جعلتها تخسر عملا مهم كهذا ما زالت ملاذ تفكر بها وبراحتها نكست عينان فتحية بحزن .. أشفقت بشدة على ملاذ فرت دمعة هاربة من بين عينان تلك السيدة البسيطة لتحاوط وجه ملاذ ترتب خصلاتها المموجة بإثارة و هي تقول بنبرة شارفت على البكاء
ربنا يحميكي يابنتي و يخليكي ليا و ميحرمنيش منك أبدا متقلقيش يا ضنايا براءة مع واحدة صحبتي من الجيران و بتاخد بالها منها كويس وبعدين مين اللي قالك اني هسيبك بس و انت في الحالة دي !!
لاء يا ماما فتحية .. انا عارفة براءة أختي مش بترتاح مع أي حد وهي بتحبك وبترتاح معاكي أنت بس ..
تظن أنك تقاوم ذلك الحزن الذي يدفعك على حافة الاڼهيار .. لكنك في الواقع تنطفئ مع كل بقعة من الحزن تكئب حياتك لتصبح كالذين قبضت أرواحهم .. ولكن أجسادهم لازالت تمش على الأرضية تتحدث بهدوء .. عيناه توحي قوة ليست باليسيرة و لكن داخلها خالقها وحده من يعلم كم تألمت روحها تمنت لو أن تصرخ باحضن إحدهم لو أن تفرغ ما به من حزن مكبوت ..