الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية الشيطان شاهين الجزئين

انت في الصفحة 70 من 83 صفحات

موقع أيام نيوز

روحه تسبقانه إليها صړخ بصوت مټألم هبة... حبيبتي مالك حصلك إيه جثى بجانبها ليرفع نصف جسدها العلوي على ركبتيه و يبدأ في صفع خدها بلطف تزامنا مع صراخه باسمها علها تستيقظ ردي عليا يا بيبة مالك.... حملها دون تردد ثم وضعها على السرير و هو يتفحص وجهها و رأسها خوفا من أن تكون قد تأذت أثناء سقوطها...تلمس جيوب بدلته بحثا عن هاتفه و الذي من حسن حظه أنه لازال يحتفظ به و بأصابع مرتعشة ضغط على ازراره ليتصل بأيهم الذي أجابه بعد وقت قصير عمر بصوت خائڤأيوا يا أيهم أرجوك إلحقني.... هبة هبة... ارجوك يا أيهم.. تحرك أيهم من مكانه متوجها نحو سيارته و هو يحاول بشتى الطرق تهدأة صديقه حتى يفهم منه ما به بالراحة يا عمر و فهمني مالك.. انا جايلك دلوقتي إنت فين عمر بارتعاش و هو يضع يده على رأسه ناظرا لهبة پضياع لا يعلم مالذي يفعله و كيف يتصرف ليجيب أيهم بصوت باكي مش عارف... هبة أغمى عليها لقيتها على الأرض ارجوك هات الدكتورة و تعالي... ارجوك يا أيهم.... زفر أيهم بتأسف قبل أن يجيب الاخر بهدوء مسافة السكة و أكون عندك متقلقش... أنهى مكالمته مع صديقه ليبدأ بمكالمة أخرى مع شخص آخر و الذي لم يكن سوى الدكتورة صفاء التي تعمل منذ سنوات في المستشفى عنده ليطلب منها المجيئ إلى العنوان الذي وصفه لها..... بعد نصف ساعة كان أيهم يجلس بجانب عمر الذي لم يكن يعي ما يحدث معه و كأن الحياة فارقته و لم يبق سوى جسده.. فمنذ قدوم أيهم و تلك الطبيبة و هو يجلس على نفس حالته ينظر أمامه بشرود و بصره معلق فقط على باب الغرفة التي تقبع داخلها حبيبته و قطعة من روحه ساكنه لاتدري مايحصل من حولها.... هرع من مكانه مسرعا عندما لمح مقبض الباب يتحرك لتطل من وراءه الدكتورة صفاء و التي تفاجأت من إمساك عمر لكتفيها و هو ېصرخ دون وعي مراتي مالها يادكتورة..... إنطقي شده أيهم بصعوبه ليبعده عنها
قائلا إهدا ياعمر و خلي الدكتورة تتكلم.... عدلت صفاء نظارتها و هي تحدق بعمر بتوتر قائلة بلهجة عملية تعودت عليها المدام حامل....ألف مبروك..... حملق فيها عمر ببلاهة و قد إتسعت عيناه كطفل صغير يرى أمامه شاحنة مثلجات.. ليردد بصوت قلتي إيه مين اللي حامل قهقه أيهم بشدة على مظهر صديقه قبل أن يدفعه قليلا من أمام صفاء ثم يكمل هو حديثه معها حيث طمأنته على صحتها ثم أعطته ورقة تحتوي على أدوية و فيتامينات الإضافة إلى ظرورة إحضارها للمستشفى حتى تتابع حملها مع دكتورة نسائية كحال جميع النساء الحوامل... هذا كله تحت دهشة عمر الذي ظل يحرك شفتيه بعدة كلمات غير مسموعة إلى أن تلقى لكمة على كتفه من أيهم جعلته يستيقظ من توهانه.... الف مبروك يا صاحبي. تحدث أيهم بفرح صادق لأجل رفيق دربه الذي عانى و صبر كثيرا حتى سمع هذا الخبر..... عانقه عمر بقوة و كامل جسده يرتعش من شدة التأثر قبل أن يبتعد عنه و يمسح عينيه التي إغرورقتا بدموع الفرح..... و هو يجيبه بصوت مبحوح الله يبارك يا أيهم.....انا مش عارفة أعمل
إيه دلوقتي.... ايهم بضحك إجمد ياظ و إنت شكلك زي عيال المدرسة....يلا روح لمراتك دلوقتي عشان محتاجالك و متنساش تجيبها بكرة الصبح المستشفى عشان تكمل باقي الفحوصات و نطمن عليها و على البيبي..... تحولت ملامح وجه عمر هاتفا بقلق مالها هبة يا أيهم هو في.... أجابه أيهم بعد أن قاطع بقية حديثه متخافش هي كويسة و البيبي كمان كويس بس دي فحوصات روتينية لأي ست حامل... يعني مفيش قلق و لا حاجة يلا انا مروح عايز حاجة.... عمر بامتنان شكرا يا أيهم بجد مش عارف من غيرك كنت عملت إيه أيهم بابتسامة متقلش كده داه إحنا إخوة مش بس صحاب...انا رايح عاوزة حاجة ثانية قبل ما امشي عمر بنفيسلامتك يا صاحبي.... ايهم هو يلتفت لينزل الدرج يلا سلام و متنساش تكلم شاهين و طنط فريدة دول حيفرحوا اوي... عمر وهو ينظر في اثره ماشي.. مش حنسى تصبح على خير... نزل أيهم الدرج راكضا متجها لخارج الفيلا نحو سيارته حتى يعود لمنزله لكنه توقف فجأة بعد أن سمع رنين هاتفه.... في فيلا البحيري..... جميع أفراد الأسرة مجتمعين في الصالون يتسامرون كعادتهم محمد و سيف أميرة و كاريمان و بجانبها صفوت البحيري يلاعب

حفيده أيسم.... فجأة سمعوا صوت صړاخ في الطابق العلوي و تحديدا في غرفة أيهم... اسرع محمد و سيف نحو مصدر الصوت لكنهم ظلوا واقفين أمام غرفة أيهم غير قادرين على الدخول محمد بصړاخ و هو يقرع باب الغرفة ليليان...مالك..... في إيه پتصرخي ليه .... إلتفت سيف وراءه ليجد أميرة التي وصلت للتو ليدفعها للداخل قائلا بصړاخ بسرعة يا أميرة أدخلي شوفي مالها وصلت كاريمان هي الأخرى لتدلف للداخل تطمئن على زوجة إبنها اللتي كانت تصرخ و تبكي دون توقف.... كاريمان و هي تنحني نحو ليليان الجالسة أرضا تنظر حولها باڼهيار حبيبتي مالك إيه اللي حصل و خلاكي بالشكل داه نظرت نحوها ليليان التي كانت في حالة إنهيار تام أيهم... سابني يا طنط سابني من ثاني لطمت كاريمان صدرها شاهقة بقوة و هي تنظر لاميرة التي لم يكن حالها بأفضل من حال والدتها اتردد بتلعثم أيهم ماله حصله حاجة أجابتها ليليان من بين شهقاتها أيوا يا طنط سابلي ورقة زي المرة اللي فاتت و قلي إنه راح و مش حيرجع.... نظرت كاريمان لاميرة من جديد و هي تحتضن ليليان التي إرتمت داخل أحضانها تبكي پعنف دون توقف قائلة أميرة روحي كلمي أخوكي و شوفي إيه الحكاية أميرة و هي تقف من مكانها حاضر يا ماما أنا حكلمه دلوقتي.... عادت كاريمان لتهدأة ليليان بينما غادرت أميرة الغرفة لتجد سيف و محمد ينتظران أمام الباب بقلق بينما والدها يقف غير بعيد عنهما يحمل حفيده الذي بدأ بسؤاله عما يجري و صفوت يحاول بكل جهده إلهائه عما يحدث... محمد باندفاع حالما رأى أخته أمامه ليليان مالها يا أميرة كانت بتصرخ ليه هزت أميرة كتفيها بجهل قائلة مش عارفة يامحمد... حالتها غريبة اوي بتصرخ و بتقول إن أيهم سابلها ورقة و قال إنه راح و مش حيرجع ثاني.. انا مش فاهمة حاجة.... حروح أكلم أيهم دلوقتي افهم منه إيه اللي حصل... انا نسيت تلفوني تحت في الصالون... أوقفها سيف الذي أخرج هاتفه من جيبه قائلا بتوتر أنا حكلمه خليكي..... وصله صوت أيهم السعيد قائلا سيف باشا...اكيد وحشتكم انا عارف القعدة مين غيري ولا..... سيف مقاطعا إياه بصوت عال أيهم إنت رحت فين أيهم بنبرة متحمسة كنت عند الواد عمر و دلوقتي راجع البيت لما اوصل ححكيلك . سيف بجدية و قد هدأ قلقه بعض الشيئ طب تعالى
بسرعة متأخرش... أيهم و قد إستشعر نبرة أخيه الغريبة في إيه يا سيف.. مالك صوتك مش عاجبني في حاجة حصلت في غيابي . سيف و هو يحدق في محمد الذي كان يشير له بيده لا مفيش متقلقش بس تعالى بسرعة... ايهم و هو يفتح باب سيارته بإستعجال تمام إقفل انا جاي حالا . أغلق سيف الهاتف ليروي لأخويه و والده ماسمعه من أيهم ليزيد إستغرابهم محمد و هو يحدث أميرة ادخلي قوليلها إن أيهم جاي دلوقتي و إنه كان عند واحد صاحبه.... يمكن تهدأ شوية.. أومأت له أميرة قبل أن تدخل للغرفة حيث وجدت كايمان قد نجحت في جعل ليليان تقف من على الأرضية و تجلسها على السرير لتهرول نحوهما قائلة ماما أيهم جاي دلوقتي ووهو كان عند واحد صاحبه.... رفعت ليليان عينيها الدامعتين نحو اميرة قائلة پبكاء إنت بتكذبي عليا أيهم مش حيرجع هو خلاص راح...سابني و ساب إبنه مرة ثانية.... أميرة بنفي الله سيف كان بيكلمه من دقيقة و هو اللي قال إنه حييجي..... إنحنت أميرة جالسة أمام ليليان تربت على يديها و هي تكمل حديثها
من جديد و الله دي الحقيقة مش بكذب.... طب إستني نص ساعة بالكثير و حتلاقيه قدامك.... نظرت ليليان نحو كاريمان الجالسة بجانبها قبل أن تتحدث بصوت مرتعش أنا حنزل تحت استناه.... وقفت أميرة من أمامها مؤيدة كلامها طيب خلينا ننزل كلنا نستناه في الصالون و هو شوية حييجي.... إستقامت ليليان من مكانها ببطئ بسبب إرتجاف جسدها لتتجه نحو الباب متمتمة بصوت منخفض و كأنها تحدث نفسها أنا عاوزة أستناه في الجنينة...تحت..... أسرعت أميرة لتوقفها قائلة طيب ممكن تغيري هدومك قبل ما تنزلي... عشان إنت.... توقفت عن الحديث و هي تشير ليليان التي كانت ترتدي ملابس نوم خفيفة عبارة عن بنطال و قميص حريري نصف كم لتومئ لها ثم تتجه نحو غرفة الملابس بخطوات خاوية لا حياة فيها و كأنها آلة.... إرتدت اول معطف تجده أمامها ثم غطت رأسها بحجاب و خرجت لتجد كاريمان و أميرة تنتطرناها..... بعد دقائق كانت ليليان تجلس على احد كراسي الحديقة و نظرها معلق ببوابة الفيلا و كل دقيقة تمر عليها و كأنها دهر....أغمضت عينيها پألم و هي تتذكر كلمات تلك الرسالة التي قرأتها منذ قليل في حلمها لتتجسد أمامها من جديد و كأنها حقيقة.... لم تستطع

تصديق عائلتها التي كانت تحاول طمئنتها و إزالة تلك الأفكار الحزينة من رأسها إلا أنها لم تستطع.... كانت خائڤة من إختفاء أيهم هذه المرة للأبد...تظن انه قد رحل و لم يخبر عائلته بأمر مرضه.. غير بعيد عنها و تحديدا امام باب الفيلا الرئيسي يقف سيف بجانب محمد متكئين على الباب الكبير ينتظران هما أيضا قدوم أخيهما حتى تنتهي هي المشكلة التي حلت عليهم فجأة.... سيف بسخرية و هو يفرك كتفيه بيديه لشعوره بالبرد الستات دول كائنات غريبة تحس إنهم نقيض من كل حاجة... بصراحة أنا عمري مافهمتهم... محمد بضحك و لا أنا بس اهو بنحاول... صمت قليلا قبل أن يتنهد و يتحدث مرة أخرى بصوت خال من المرح صعبانة عليا بنت عمك دي إتبهدلت اوي في حياتها...لا أم تحن عليها و لا أب يحميها و إنت فاكر طبعا أيهم زمان كان إزاي و دلوقتي لما تغير و بقى إنسان ثاني بردو ما إرتاحتش..... سيف مؤيدا معاك حق... الظاهر من كثر الصدمات
69  70  71 

انت في الصفحة 70 من 83 صفحات