رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق )
رؤيتها ونظرا لأنه كان لا يود الزواج من البداية وكان مستعدا لخيانتها ويعلم أنه لن يستمر معها فكان يريد التمتع من رؤيتها ومحادثتها بحرية وهي كانت ساذجة وسمحت له بهذه المسافة وأن يتخطى الحدود والعرف والدين
هتفت في حماس حقيقي وأعين تلمع بسعادة
زين إنت عاوزني البس نقاب !
نظر لها مستعجبا سؤالها المفاجيء وطريقتها الحماسية ولكنه أجاب ببساطة وابتسامة دافئة
يعني إنت مش هتمانع لو لبسته
قال بابتسامة مستنكرا سؤالها
بعد ده كله ولسا بتسألي همانع ولا لا !! بس إنتي ناوية تلبيسه بجد يعني
تشدقت باسمة في خفة
أنا من زمان نفسي البسه بس مكنتش متشجعة أو لاقية اللي يشجعني الصراحة وإنت دلوقني شجعتني فأنا هصبر شوية لغاية ما أكون متأكدة من القرار ده علشان لما البسه إن شاء الله مقلعهوش تاني وربنا يثبتني
يلا وصلنا
إيه ده بسرعة كدا !!
هتف مشاكسا إياها ومازحا
هتحسي بالطريق ازاي وإنتي
ترجل من السيارة ثم التف ناحيته فتنزل هي بدورها وتسير معه ناحية اليخت النيلي الصغير وتقول عابسة
على فكرة أنا بخاف من الميا بليل
وهو أنا بقولك انزلي عومي احنا هنركب يخت
وجدته يجلس بجوارها ويمد يده إليه بمشروب دافئ نظرا لأنهم في الشتاء فأخذته من بيده بابتسامة ممتنة ثم قال هو يفتح حوارا للحديث
تردد قليلا ولكنها قالت بإحراج
هقولك بس متضحكش
تمام قولي !
غمغمت في خفوت
بسبب الأفلام الأجنبي عشان أنا من صغري بحب أتفرج الأجنبي وخصوصا الأفلام
اللي بتبقى في الميا وفيها سمك قرش والتماسيح وسمك البيرانا فعملتلي عقدة من الميا وبقيت بخاف ما أنزلها
أطلق ضحكة متأججة بعفوية على طفوليتها لتزم هي شفتيها وتقول بتذمر وعبس
كتم ضحكته وقال معتذرا وهو يحاول منع نفسه من الضحك
مجددا
حاضر بس احنا في النيل وإيه اللي هيجيب سمك القرش والبيرانا للنيل
عادت لطبيعتها وغمغمت ببساطة
عارفة بس أنا عموما بخاف من البحر ولما بنزل بيكون أخري رجلي بس وعلى الشط كمان وبليل لو قطعتوا إيدي مستحيل أحط صباع واحد في الميا وأصلا منظرها
بليل بيخوفني معرفش ليه بس بحس برهبة من الميا وبليل بذات صحيح إنت ليه جبتني هنا !
ملقتش مكان حلو نقعد فيه وحدنا بتلبسي هدوم شتوي كنت قولتلك عشان تعملي حسابك
نظرت له وقالت باهتمام بسيط
طيب وأنت كدا هتبرد !
لا أنا عامل حسابي متقلقيش
لم تعقب مجددا واكتفت بأنها لفتها حولها جيدا وأدخلت فسكنت وهدأت بين ذراعيه وعادوا يتبادلون الأحاديث مجددا !!
تمسك بهاتفها وتحدق بصوره الذي أرسلها لها الرجل الذي كلفته بمهمة مراقبته لتعرف إلي أين يذهب كانت هادئة معه تماما منذ الأمس واستحملت طريقته القاسېة ولم تعقب ولكن وصل للخط الأحمر الذي لا تهاون فيه يجب عليه احترام زواجهم حتى ولو كان بالنسبة له اتفاق وصفقة بينهم وسواء شاء أم أبى هي زوجته وغيرتها عليه مخيفة تصل للجنون ويؤسفها القول بأنه سيرى مخالب القطة الشرسة وكيف تكون قوة المرأة الحقيقة !
ظلت واقفة وتجوب الصالة إيابا وذهابا وهي ټضرب بهاتفها على كفها بخفة وعيناها معلقة على الساعة التي قاربت على الثالثة فجرا وكلما يمر الوقت تهيج نفسها الثائرة أكثر وأخيرا سمعت صوت الباب ينفتح فاندفعت نحوه ثائرة لتجده ينظر لها بعدم اكتراث ويتوجه نحو غرفته المنفصلة عن غرفتها ويغلق الباب ليبدأ في تبديل ملابسه ولكنها لم تبالي بشيء سوى تفريغ جموحها بهذا المنحل ففتحت باب الغرفة ودخلت وتجده فك جميع أزرار قميصه ويهم بنزعه ولكنه توقف نتيجة لاقتحامها عليه الغرفة وصاح
في إيه !!
رفعت شاشة هاتفها في وجهه تريه إحدى صوره وهو في ملهى ليلي صائحة بدورها
إيه ده ياحسن !!
التقط الهاتف من يدها ودقق النظر في الصور ليجدها صوره اليوم بالفعل ليلقي به على الفراش وېصرخ بها بصوت جهوري
وإنتي مالك إيه ده إنتي هتحاسبيني ولا إيه ! وبعدين جبتي الصور دي من فين لتكوني مكلفة حد يراقبني مهو مش بعيد عليكي أصل هنتظر إيه من شيطانة
بالأمس كانت أنثى وتخشى صوته وغضبه والآن هي لا تدري عن مفهوم الأنوثة بشيء وصوته لا يهز شعرة واحدة منها حيث اندفعت نحوه ووقفت أمامه مباشرة هاتفة في شراسة
أهااا هحاسبك أنا ممكن استحمل معاملتك ليا لكن خېانتك علني كدا وفي أول يوم جواز مش هسكت عليها
ضحك باستهزاء من فرط انفعاله وصاح مستشيطا غيظا
إنتي عبيطة يابت ! خېانة إيه !!! هو أنا إمتى حبيتك ولا كان في بينا حاجة عشان اخونك أصلا
اقتربت منه أكثر وهو لا يظل ثابتا في أرضه ووجدها تهتف مباشرة أمام وجهه في صوت يشبه فحيح الأفعى وأعين شيطانية
إنت اتجوزتني عشان تكرهني فيك وټنتقم مني على اللي عملته معاك ومتخلنيش اڤضحك وأنا وافقت وقفلت على موضوع الصور والتسجيل وقولت مش مشكلة هستحمل يعني احنا في بينا اتفاق ومن شروط الاتفاق إنك تبعد عن القرف ده خاف مني ياحسن عشان أنا ممكن أقلب عليه الطرابيزة بجد واڤضحك وأقول إنك پتخوني وأقول على كل بلاويك وهتبقى خسړت أهلك وعمك وبرضوا هفضل وراك وهقولهم إني مسمحاك وإني مش عايزة اطلق وبكلمتين ودمعتين مني الكل هيصدق حبي النقي ليك وإنك قذر وحيوان ولما يلاقوني مصممة إني مطلقش هيوافقوا والكل هيبقى في صفى أنا وهتبقى إنت الوحيد اللي طلعت خسران من اللعبة ده نبذة بسيطة عن اللي ممكن أعمله فيك
كان
مش بعد السنين دي كلها
هسمح لحد ياخدك مني إنت ليا لوحدى تعرف أنا ماشية بمبدأ إيه لو الحاجة مش هتكون ليا يبقى مش هتكون لحد غيري أبدا
هذه مچنونة حتما فاقدة لعقلها !! كان يقولها
لنفسه فلا يمكن أن يكون حبها له وصل لهذا الحد من الجنون فهتف منذهلا مما تقوله
إنتي مستحيل تكوني طبيعية إنتي محتاجة تروحي مستشفى مجانين وتتعالجي بجد
لم تبالي بما قاله فهي الآن في ذروة ڠضبها واستمرت في الحديث قاصدة استفزازه
هتف ضاحكا
بسخرية وعدم مبالاة
روحي اعملي هو أنا منعتك
لن تتركه إلا حين تثير جنونه كما أثاره حيث قالت بنبرة صوت وهي تطلق كلمات تعرف مدى تأثيرها عليه جيدا
متأكد ! أصل أنا دلوقتي زي ما قولتلك أنا مراتك يعني أي كلمة هتاجي في حقي هتكون في حقك إنت وإنت اللي هتتفضح يعني أهلي مش هتطولهم الڤضيحة قد ماهتطولك والناس بقى لسانها مش بيسكت هيقولوا إيه اللي يخليها تعمل كدا إلا لو كان جوزها مش راجل ولا مؤاخذة مش عارف يحكمها ولا يشكمها وكلام كتير كدا أنا اتكسف ما أقوله بس إنت فاهم
إنتي عاوزة إيه ! عاوزاني أمد إيدي عليكي وأوريكي أنيل من اللي شوفتيه إمبارح رسيني إنتي عاوزة إيه عشان أفهم والبيلك طلباتك
دفعت يده عنها پعنف صائحة محذرة إياه
اوعى تفتكر نفسك إنك قدرت عليا إمبارح أنا اللي سبتك بمزاجي وإياك ياحسن تجرب تمد إيدك عليا تاني فاهم
ثم استدارت وغادرت تاركة إياه يتستشيط وبترنح من الأنفعال ولا يعلم ما الذي يمعنه عن تلقيها ألوان العڈاب والضړب المختلفة التي تستحقها فربما لأن ليس من شيمه استخدام العڼف مع النساء سواء بالضړب أو الټعذيب ولم ينشأ على هذه العادات الساډية !!
عروس !!!! تتلقى التهنئيات من الجميع منذ صباح اليوم لما الكل سعيد ماعداها بالبرغم من أنها هي التي يفترض بها أن تكون أسعدهم ! ترتدي فستان زفافها ولا تشعر به على جسدها كأنه
رداء للعيد قامت بشرائه ولم تنتظر قدوم العيد وارتدته قبل الآوان في مكان وزمان غير مناسب فلم تشعر بفرحته كما يجب وتكثر ملامسته والنظر لنفسها في المرآة لعلها تجد سعادتها الخامدة في الأعماق ولكن كلما تنظر لا ترى سوى عبوس وألم وحسرة على حظها السيء الذي حرمها السعادة في مثل هذا اليوم الذي لا يتكرر سوى مرة واحدة ! وانقباض قلبها يزداد كلما يقترب انتهاء الزفاف لا تعرف سبب هذا الانقباض فيأتي دور عقلها الذي لا يهدأ عن تشويشها وإتعابها ويقول لما الحزن ياعروس ! فأنت من اخترتي الزواج وإنت لا تحبيه وأخبرتك أنه لا يصلح لك وعلاقتكم لن تستمر كثيرا ولكنك أصريتي على قرارك الخاطىء هذا الرجل لا تستحقيه يامخادعة هو يستحق امرأة تحبه كما يجب أن يحب ولكن بقائه معك أكبر خطأ ارتكبه وكلاكما سيدفع ثمن هذا الخطأ ! هذه المرة عقلها قال الحقيقة كاملة ولكنها تجهل الإجابة عن سؤاله عن سبب حزنها !! ربما يكون سببه عدم تمكنها من حبه وهي تريد أن تنعم بحياة زوجية سعيدة معه أو ربما يكون لأن ضميرها يأنبها بشدة أنها كذبت عليه واستغلته طعم في بادئ الأمر لترضي كبريائها الذي دمره خطيبها السابق !! وهي لا تنكر أنها كانت ترغب في زواج يعيد لها كرامتها ولكن بعدما تعرفت عليه جيدا تغيرت أهدافها لتصبح محاولات للتمسك به والوقوع في شباك عشقه ولكن يزال ضميرها يذكرها دوما بهدفها منذ البداية والذي ربما يكون قائم حتى الآن
فاقت من شرودها على صوت رفيف وهي تسألها عن أحولها ولما شاردة فتقابلها بابتسامة مزيفة وتنظر للجميع بأسى وبعد لحظات تجد صديقتها تسرع نحوها بوجه مذعور وتهمس في أذنها
ملاذ أحمد برا
انتفضت جالسة وقالت بتوتر شديد
إيه وهو عرف إزاي إن فرحي النهردا !!
معرفش أنا تلفونك كان معايا ورن فرديت ومعرفش إنه هو لقيته