الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق )

انت في الصفحة 22 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز

حين
يزول سخطها منه فتحت التلاجة تأخذ منها ما تحتاجه لتحضير الأفطار وحين اغلقت بابها والتفتت بجسدها أصدرت شهقة مرتفعة وانتفضت واقفة بهلع ثم ابتلعت ريقها وأخرجت زفيرا مضطرب لتجده يهتف بقسۏة متوقعة منه 
لتكوني صدقتي نفسك فعلا وإنك عروسة عارفة الساعة كام دلوقتي !!
أصدرت تأففا حارا ثم ازاحته بهدوء من أمامها لتتجه نحو الحوض وتقوم بغسل الطماطم الطازج والحمراء تحت الماء مولية إياه ظهرها متمتمة ببرود 
عارفة وبعدين إنت هيفرق معاك إيه صحيت بدري ولا متأخر فارقة معاك أوي مثلا !!
قبض على خصرها من الخلف يضغط عليه بقسۏة وعدم رحمة هادرا بشراسة وصوت مريب في أذنها 
إنتي هنا خدامة ووظيفتك خدمتي وبس تحضري
الأكل وتغلسي وتنضفي ومن هنا ورايح هيكون الأكل بمواعيد ولو اتأخرتي هيكون في عقاپ وخيم مفهووووم
لم تجيبه اغمضت عيناها تحاول تمالك ذمامها قبل أن تفقدها فهي يجب عليها استغلال زواجهم وتجرب معه كل الطرق لتسقطه في تعويذة العشق ! سمعته يهتف وهو يضغط على خصرها أكثر لتشتد عضلاتها وتنفرد في وقفتها من الألم 
ردي مفهوم ولا لا !
كان يتفنن في استخدام كل الوسائل التي تغضبها وتستفزها ويستمتع برؤيتها ذاعنة له يتلذذ بإذلالها وإھانتها ظنا منه أنه انتصر عليها ولكنها لا يدري
أنها هي التي تسمح بهذا الانتصار بكامل إراداتها ورغبتها خرج صوتها خاڤت بعد أن وجدت صعوبة في أن تقولها بكل هذا الهدوء 
مفهوم ممكن تبعد عني وتطلع برا بقى !
ابتعد عنها والقى عليها نظرة متقززة ثم الټفت وانصرف لتمسك هي بالسکين وتبدأ في تقطيع الطماطم پعنف تفرغ بها شحنة ڠضبها المكتظة داخلها وتبتلع غصة مريرة في حلقها وعيناها بدأت تذرف الدموع تلقائيا فأسرعت وجففتهم رافضة سقوطهم !! 
تبا لهذا القلب ! الذي يقسم دوما أن يجلب لصاحبه العناء والشقاء ويختار الأشخاص الخطأ فلا يجلبوا له سوى الألم هل هذا هو العشق !! يحزن ويقهر ويشقي صاحبه ! إن كان كذلك فيسعدها أن تقول أنها تكره هذا العشق ولا تريد أن تعشق أبدا وتفضل أن تكون طوال حياتها خالية الوفاض !!! 
كانت تجلس على طاولة صغيرة في أحد الكافيات وتطقطق أصابعها بخنق ثم التفتت للحارس الذي يقف خلفها وتهدر به منفعلة 
إنت سمعتني وأنا بتكلم وعرفت رايحة فين وفورا مضيعتش وقت وروحت اتصلت بيه !!
أجابها برسمية تامة دون أن ينظر لها 
كرم بيه منبه إن أي مكان حضرتك تروحيه يكون عنده علم بيه وهو قالي أجيبك هنا تستنيه وهو جاي دلوقتي
قالت في ضجر شديد 
المفروض إنه جايبك عشان تحميني مش تقوله على كل حاجة بعملها
لم يجيبها وكان صامتا تماما يحدق حوله منتظر قدومه حتى تنتهي مهمته ويرحل من جوارها أما هي فأخذت ټضرب كعب حذائها في الأرض پعنف مغتاظة ولتمر دقائق طويلة ثم تجده يقترب نحوهم ويشير بيده للحارس الذي يقف بجوارها أن ينصرف فغعل على الفور وسحب هو المقعد المقابل لها ليجلس عليه ويطالعها بأعين ساخطة لتهتف هي متوترة من نظراته 
متبصليش كدا !!
اتصل بيكي إمتى 
كان صوته خشنا وصلبا ولكنها التزمت الصمت المستفز ولم تجيبه ليكمل هو مغتاظا من إهمالها 
إنتي مش مدركة خطۏرة الموضوع صح !
قالت بخفوت وقلبا ممزقا 
مدركة كويس جدا وزي ما مدركة خطورته عليا مدركة كمان خطورته على اللي حواليا وأنا لازم اتحمل العقاپ وحدي عشان اتعلم من غلطتي ومثقش في حد تاني
لم يفهم سبب تصرفاتها المختلفة معه منذ أيام ولكنه لا يهتم كثيرا لطريقتها فكل ما يهمه هو حمايتها والعمل بوصية عزيز قلبه ! 
تنهد بعمق وغمغم بعد أن لانت نبرته وأصبحت أقل دقة وإحكاما 
ليه لما اتصل بيكي متصلتيش بيا
وقولتيلي عشان اتصرف !
اشاحت بنظرها عنه مغمغمة بجفاء 
لإني قولتلك امبارح مش عايزاك تتدخل تاني في الموضوع ده
وأنا رديت علي الكلام ده !
عادت بنظرها له مغمغمة في حزم 
وكمان أنا قولتلك إني مش عايزة حد يتأذي بسببي
تمتم في صوت رخيم 
ولو سيف الله يرحمه كان عايش كنتي هتقوليله كدا !! أكيد لا وأنا دلوقتي زيه ومكانه
لما يصر دائما على تذكيرها بأنه يتولى دور أخيها ويراها شقيقة له كلما يقول هكذا تلتهب النيران في قلبها فهي لا تراه أخا ويصعب عليها أنها لا تنظر له مثلما ينظر هو لها ! 
وجدت نفسها تهتف بنبرة شبه مرتفعة وقاسېة جدا غير متنبهة لما تتفوه به 
متقولش زيه إنت مش سيف ومحدش هياخد مكان أخويا
أماء بتفهم وقال بخفوت بنظرات طبيعية بعض الشيء 
عندك حق !!
القت عليه نظرة أخيرة ثم استقامت واندفعت لخارج المكان تحاول حبس دموعها التي تصرخ بالسقوط بينما هو فتنهد بعبوس وأخرج هاتفه يجري اتصال بالحارس الذي ينتظرهم بالخارج هاتفا بصلابة 
وصلها البيت
أجابه منصاعا لأمره ثم انهي معه الاتصال وانتظر خروجها وهو يفتح لها باب السيارة
فنظرت له شزرا وهمت بأن تذهب رافضة أن يقوم هذا الحارس بتوصيلها ولكنها سمعت صوته الأجش يهتف 
أنسة شفق لو سمحتي اركبي
توقفت للحظات مولية إياه ظهرها تفكر بالأمر من منظور سلامتها لأجل والدتها المړيضة التي تحتاج لمن يرعاها فوجدت أن من الأفضل أن تستمع لما يقوله وتصعد بالسيارة 
مدت يدها لعيناها تمسح الدموع المتجمعة بهم ثم تلتفت له وتعود لتستقر بالمقعد الخلفي ويذهب ليتولي هو مقعده الأمامي وينطلق بالسيارة عائدا بها للمنزل 
مع تمام الساعة السابعة مساءا 
كانت هي تقف أمام المرآة تلقي علي نفسها
النظرات
الأخير وتتأكد من حسن مظهرها ترتدي رداء طويلا وفضفاض من اللون المستطردة ليس به أي نقوش كان ممسوحا تماما إلا لمسات كلاسيكية وبسيطة تميزه وفوقه حجابها من إحدى درجات اللون البنفسجي المناسبة للون بشرتها وقد حرصت هذه المرة على عدم وضع أي مساحيق جمال حتى لا تعصي أوامره حول عدم وضعها لهذه المساحيق خارج المنزل 
باتت لا تستطيع تحديد حقيقة مشاعرها أهي سعيدة بأنها تخلصت من هذه الفاسق الذي كانت تعشقه وستتزوج برجل لا يمكن مقارنته به سوى أنه يستحق هذه الكلمة وبجدارة رجل أم حزينة لأنها إخرجته من حياتها وتعجز عن إخراجه من قلبها حتى الآن ويمثل هذا عائق بينها وبين زوجها الذي تريد أن تعطيه فرصة وأن تنعم بعشقه وتجرب مفهوم العشق معه كيف سيكون وبين كل هذا هي مع كامل الأسف تجد صعوبة في الوقوع بحبه نتيجة لأن المكان الذي يجب أن يكون هو فيه في قلبها مشغول لغيره فلا تستطيع أن تكن له في قلبها سوى الاحترام والثقة والإعجاب بشخصيته مما يسبب لها الكثير من المتاعب النفسية !! 
انتشلها من شرودها صوت رنين هاتفها فظنت أنه هو لتستنشق الهواء بعمق وتمسك بالهاتف لتجيب ولكن تجد المتصل صديقتها فتفتج بنفس مرتاحة أنه ليس هو 
أيوة يامي
اتاها صوت صديقتها المرح 
عاملة إيه ياعروسة مفيش مفر دلوقتي هتحكيلي كل حاجة بالتفصيل حصل إيه إمبارح
غمغمت ملاذ باسمة لحماس صديقتها المقربة 
مفيش حاجة حصلت والله يامي هو اخدني لمكتبة خاصة بيه واتكلمنها هناك وبعدين رجعنا
إزاي !! يعني مفيش حاجة كدا ولا كدا
لا مفيش ياحشرية
قالت مي بعبث ومزاح 
إيه ده يعني طلع محترم مع الناس ومعاكي !
تذكرت حديثها معه بالصباح فابتسمت على وصف صديقتها له ب المحترم فهذا الماكر يخدع الجميع وهو بداخله يخفي رجل منحرف ينتظر حتى تحين له فرصة الزواج ليخرجه هتفت ملاذ مشاركة صديقتها في المزح 
بصي هو عمليا محترم علميا لا
قالت الاخرى ضاحكة بقوة 
أممم عارفاه النوع ده بيبقى مايه من تحت تبن بس أنا شايفة إنك اخدتي عليه خلاص وده مؤشر حلو
تنفست الصعداء بشجون وهي تجيبها بخفوت مرير حتى لا يصل صوتها لأحد من أهلها 
مش عارفة يامي أحيانا كتير بحس إني غلطت لما وافقت وكملت ومش مطمنة حاسة إن في مصېبة هتحصل بسبب الغلط اللي ارتكبته ده واللي مخليني مضايقة إن زين بني آدم كويس جدا وألف بنت تتمناه يعني باختصار شايفة إنه خسارة فيا وفوق ده كله قلقي من أحمد وتفكيري فيه دايما لإنه ليه فترة طويلة مش بيكلمني زي ما كان بيعمل ويحاول يخليني اسامحه ولا حتى بشوفه وخاېفة يكون مسافر ولما يرجع ويعرف إني اتجوزت ويعملي مشكلة كبيرة
غمغمت مي في عصبية ونقم على هذا الماجن والوغد 
مش هيقدر يعمل حاجة خلاص ولو إنتي حابة تكملي في جوازك لازم تطلعيه من قلبك ياملاذ وتحبي جوزك لإن هو ده اللي يستاهلك بجد وحاولي تتقربي منه أكتر صدقيني هتحبيه لإنه باين عليه إنه شخصية جميلة وتستاهل تتحب لكن الحيوان
ده ميستهلش غير الحړق
همت بأن تجيب عليها ولكن سمعت صوت أشارة في هاتفها بأن هناك من يحاول الاتصال بها فتهتف على عجالة 
طيب يامي هكلمك بعدين عشان هو بيتصل دلوقتي
أنهت الاتصال مع صديقتها وأجابت عليه بهدوء وهي تتجه نحو شرفتها لتنظر منها وتتأكد من قدومه 
أيوة يازين إنت وصلت 
أيوة وصلت أنا مستنيكي تحت بالعربية إنتي خلصتي ولا لسا 
قالها في نبرة صوت ساحرة لتجيبه هي بإيجاب 
أيوة خلصت هلبس الشوز وأنزل
أسرعت وارتدت حذائها ثم ألقت نظرة أخيرة على مظهرها في المرآة وسحبت حقيبتها الصغيرة وهاتفها وانصرفت مودعة والدتها الكامنة في غرفتها بصوتها المرتفع حتي يصل لمسامعها تخبرها بأنه أتي وهي ستغادر فتجد الرد من أمها لطيفا موصية إياها كأي أم أن تنتبه لنفسها ثم ترحل وتصعد بمصعد البناية الخاصة بهم وبعد لحظات تجد نفسها أمام الطابق الأرضي فتخرج وتقود خطواتها للخارج
حتى وصلت لسيارته وفتحت باب المقعد المجاور له وتنحني بجزعة لتركب بجانبه وترسل له ابتسامة رقيقة فتقابل منه ابتسامة عريضة
وأول شيء يهتف به في مغازلة صريحة بها 
ماشاء الله إيه القمر ده بس
!
توردت وجنتيها بحمرة الخجل وأخفضت نظرها هامسة في استحياء 
شكرا
اتاها صوته الرجولي حازم والممتزج بابتسامته التي لطفت الجو 
شوفتي شكلك أحلى بكتير إزاي من غير الروج والمكياج !
ضحكت بخفة وقررت أن تتصرف معه على طبيعتها وعفويتها مع القليل من التحفظ في كلامها بالطبع فإن كانت لا تتمكن حتى الآن من الوقوع في حبه ربما يكون تصرفها معه بتلقائية كأنه أنه صديق لها ينجح في جعلها تحبه 
أنا
أساسا مش بحط مكياج وإمبارح ماما اللي يسامحها هي اللي غصبت عليا أحط والنتيجة إنها جابتلي الكلام وأخدت كلمتين حلوين منك إمبارح فأطمن كانت أول مرة وآخر مرة مش لازم تفكرني كل شوية بقى
كانت تتحدث بعفوية واضحة أحس بها مما أسعده أنها بدأت تتأقلم معه ونبرتها المرحة وطريقتها وهي تتحدث جعلته يطلق ضحكة رجولية مرتفعة نسيبا هاتفا في حدة مزيفة 
عارفة لو كنتي منقبة كنت أنا بنفسي اللي هقولك حطي لإن محدش هيشوفك غيري
عندما تحدث عن النقاب ابتسمت تلقائيا فهي كانت تود ارتدائه منذ زمن وحين عرضت الفكرة على خطيبها السابق لم يوافق وبالطبع كيف يوافق وهذا التقاب كان سيمنعه من
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 53 صفحات