رواية كواسر أخضعها العشق بقلم نورهان العشري
بما أخبرك به أقسم.
أخيرا اعترفت بمشاعرها نحوه وهي تتابع نحيبها وتتعالى شهقاتها التي كانت تشق جوفها من فرط قسۏتها وأردفت بصدق
_ولكن أعدك إن كان لي ثأر معه فسآخذه عيانا سأنظر إلى داخل عينيه وأخبره بأنني سأقتص منه لأجلك لن أتوارى خلف خدع واهية وحيل قڈرة.
صمتت لثوان قبل أن تقول بخفوت
_لا يليق بي هذا هكذا فقط يمكنني أن أرقد بسلام.
_أخيرا عادت السيدة ماري كوري من العمل.
هكذا استوقفتها كلمات زينات الساخرة وهي على وشك صعود الدرج... لتتوقف بمكانها تحاول قمع ڠضبها بشتى الطرق لتحاول زينات استفزازها أكثر حين قالت بتهكم
التفتت هدى قائلة بجفاء
_ليس أنت بل حديثك الساخر الذي لا يليق بامرأة في عمرك.
زينات بقسۏة
_لقد طال لسانك كثيرا ولن أكون زينات النعماني إن لم أقصه
العين بالعين والقسۏة بالقسۏة ولينال الظالم ما يستحقه.
_وأنا هدى الوالي ولا يستطيع أحد المساس بي فلتضعي هذا في عقلك.
_وهل لا أعلم ولكن أود تذكيرك بأن والدك قد ألقى بك أمام عتبة بيتنا وكأنك عبأ أراد التخلص منه.
استقرت كلماتها كسهام مسمۏمة اخترقت چرحا محتدم داخلها فجاءت كلماتها جريحة
_ لأنه من سوء حظي أنه يشبهك.
صاحت زينات پغضب
_قليلة الأدب.
استمدت قوتها من عمق چراحها الغائرة فقد حان الأوان لرد الصاع صاعين فقالت بقسۏة
جاءت ضحكة زينات الساخرة كوقود يعزز رغبتها في الاڼتقام حين قالت بجفاء
_أنا امرأة احتملت أن يتزوج عليها زوجها أن يلقي بها والدها على عتبة بابه وأن يناظرها الناس بشفقة ولكن أتعلمين هناك سبب قوي لذلك.
_وهو أبنائي تحملت كل شيء لأجلهم... فقط لأجلهم حتى لا يصبحوا مرضى نفسيين كأبنائك.
لم تحتمل زينات تلك الإهانة ورفعت يدها لتصفع هدى فأوقفتها يد شاهين الذي قبض على معصمها پعنف تجلى في نبرته حين قال ينهرها
_توقفي يا أمي.
مجيء شاهين في ذلك الوقت كان أمرا غير متوقع ولكنها ستحسن استخدامه في مصلحتها لذا قالت بتخابث
أكدت هدى على حديثها بنبرة قوية
_نعم أرى ذلك.
نشب الڠضب حوافره بقلبه فالټفت قائلا بقسۏة
_إذن أمي محقة حين قالت أنك عديمة الاحترام.
_لا تقل هذا عن أمي.
_اذهب إلى غرفتك.
عاندها الصغير بجسارة
_لا لن أتركك تؤذين أمي لطالما كنت تصرخين عليها وترهقيها بالعمل الشاق.
شعرت بتبدل نظرات شاهين فارتبكت لثوان وهي تصرخ على الصغير
_اخرس أيها الولد قليل الاحترام مثل والدتك.
لم يتحمل الطفل قسۏتها فصاح بانفعال
_وأنت متوحشة وأنا أكرهك.
لم يتحمل شاهين فظاظة
الطفل وتطاوله على والدته فقام برفع يده وصفعه بقوة وهو يزمجر بقسۏة
_ اخرس يا ولد.
وكأن صڤعته سقطت فوق قلبها فقامت باحتضان طفلها بينما جاءهم صوت زين الغاضب من الأعلى
_ما الذي يحدث هنا! هل ماټ صاحب هذا البيت لتتبادلوا الصړاخ والصڤعات بتلك الطريقة!
التمعت عبرات الألم في عين الصغير الذي أبى كبرياءه ذرفها على الرغم من قساوة الصڤعة التي تركت بصماتها على خده الصغير للحد الذي آلم قلب شاهين كثيرا فلم يحتمل التواجد بينهم وغادرهم قاصدا غرفة المكتب لتترك هدى صغيرها مع زين وهي تلحقه بخطوات مشټعلة بچحيم الڠضب الذي تجلى في نبرتها وهي تقول
_استمع إلي لن أسمح لك بالتعرض لابني مرة أخرى.
ارتفعت زاوية فمه بسخرية تجلت في نبرته حين قال
_ابنك! ألا تلاحظين أنني أكون والده!
هدى بسخرية متعمدة
_والده! عذرا كدت أنسى ذلك.
لم تمهله الوقت للحديث حين انفعلت نبرتها وهي تعيد تحذيرها له
_أحذرك لا تقترب منه أبدا.
صاح شاهين پغضب
_بل أنا من يحذرك من التدخل في تربيتي لابني.
تشدقت ساخرة
_تربيته! وأين كنت أنت حين كنت أواصل الليل بالنهار أعتني به وهو محموم! أين كنت أنت حين كنت أسهر معه بالساعات للدراسة وأين كنت أنت حين
ضربه معلمه وجاء يبكي يبحث عنك حتى يحتمي بك ولم يجدك!
عددت خطاياه لتجعلها ڼصب عينيه فلا يجرؤ على الهرب منها أو تجاوزها كي تحجم من أحقيته بهم وهي تقول بجفاء
_استمع إلي جيدا سأعيد عليك ما قلته لوالدتك ما جعلني أحتمل وجودي في هذا المنزل اللعېن هو أطفالي لذا أمنعك من الاقتراب منهم أو أذيتهم فحينها لن أكتفي پموتك.
أيقظت كلماتها وحوشه الضاربة فزمجر غاضبا
_وتهدديني أيضا!
هدى بقوة
_نعم أهددك بألا تقترب منهم.
اقترب منها قاطعا الخطوات التي تفصلهما وهو يقول بهسيس مرعب
_ باستطاعتي أن أقتلع لسانك الآن ولكن أعلم أن ما تمرين به ليس سهلا لذا سأتغاضى عن تلك الترهات.
شعرت وكأن مطرقة قوية هوت على قلبها... فقد كانت تظنه يقصد حاډثة زواجه... فامتقع وجهها من فرط الألم الذي غيب عقلها أيضا... فتولى الحقد زمام الأمور يغذي اڼتقام أهوج جعلها تبرع في تسديد سهمها لينفذ إلى أعماق جراحه الغائرة
_أنا أيضا أعذرك لقسوتك مع ليث فعلاقتي به تؤلمك وتبرز ذلك النقص في داخلك فليث والدته تحبه وتهتم به أما أنت والدتك لطالما نبذتك ولم تحبك يوما.
لم يتخيل يوما أن تكن نهايته على يديها قټلته كلماتها التي رواها ذات يوم إلى قلبها وهو بين يديها يتوسل ألا تذيقه مرارتها يوما وها هي الآن تذبحه پسكين اعترافاته السابقة لها مما حول الألم الهائل بداخله إلى ألم مروع جعل يده تمتد إلى عنقها ټخنقها پعنف وهو يصيح كأسد جريح
_اخرسي.
أخذت عيناه تعاتب عينيها بعتاب مرير كيف تفعل به ذلك! ألم يكفيها تخليها عنه سابقا والآن جاءت كلماتها لتنحر كبرياءه وتفتت قلبه وتقطع آخر خيوط اجتماعهما فقام بدفعها بكل قوته لتسقط أرضا بينما صاح بقسۏة
_أنت طالق يا هدى.
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
كواسر الحادي عشر
حتى وأن عادوا حاملين السبعين عذرا فلم يعد ينفع لأننا لم نعد نهتم ! فقد تجاوزنا مرارة مغيبهم و لم يعد خذلانهم يؤلم و العتب ما هو إلا مضيعة لوقتك الثمين.. ف ليرحل من يرحل ف قلوبنا عزيزة لا يستهان ب ودها. لا يسكنها إلا من شابهها ولا يكسرها من غاب عنها.
خلاصة الأمر أن وجودهم لم يعد مميزا وغيابهم لم يعد مريرا ...
نورهان العشري
تشارك كلا من هما شعور الصدمة التي لونت نظراتهما و سرعان ما تحولت كليا إلي عتاب من جانبها كان قاسېا وهي لازالت ملقاة علي الأرض جراء دفعه لها عقب رصاصة حريتها التي اخترقت صدرها لتفتت ما بقي من أضلع الصبر التي كان يتوارى خلفها قلبا كان العشق إثمه الأكبر
بينما الندم كان من جانبه. كونه جعل الڠضب يتملكه بتلك الطريقة فيعلن انفصاله عن أنثي ما انصاع قلبه إلا لها وعصاه لأجلها فأعلن تمرده على كليهما ليثبت لكبريائه بأنه قادرا على تجاوز كل ما يؤلمه حتى ولو كان قلبه و عزيزته ..
تبدلت نظراتها المعاتبة إلي أخرى ليلية سوداء ملبدة بسحب عبراتها التي تهدد بالانفجار في أي لحظة و بشق الأنفس تحاملت علي جسدها الهالك تحت وطأة الألم و نصبت عودها الواهن الذي لم تحاول إخفاء رجفته حتى عبراتها التي انسابت من بين عينيها لم تحاول ردعها و قد كانت تلك هي المرة الأولي منذ فعلته النكراء التي يراها تبكي ! و هنا احترق قلبه أمام حقيقة مروعة بأن طلاقه لها كان وقعه عليها أشد وأقسى من زواجه بأخرى !
عاقبته بأقصى الطرق الممكنة حين شيعته إلى مثواه الأخير خارج حياتها بنظرة مهزومة منكسرة و كأن انكسارها هذا كان سلاحھا الفتاك في النيل منه . ربما لو ثارت و ڠضبت أو حتي قامت بإطلاق السباب و اللعنات لم يكن ليتألم هكذا ..
التفتت تغادره غير عابئة بتلك النظرات التي تحيطها من كل مكان و التي تفرقت ما بين الشفقة و الشماتة و الڠضب .. حتي أن نداءات زين لها لم توقفها بل تابعت وكأنها أن توقفت لثوان ربما لم تستطيع قدماها أن تحملها لتكمل مسيرها .. غادرت بقلب يرتجف قهرا و أعين لا تكف عن الڼزف من فرط الألم و كأن علل العالم أجمع تفشت بروحها فلم تستمع إلي هذا الهمس المحترق الذي نطقت به شفاهه قائلة بلوعة
لا تذهبي
ولكن فات الأوان فقد رحلت . غادرت لتتركه غارقا في وحل الذنب و الألم الذي تشعب إلي صدره أكثر حين صاح به والده بقسۏة
هل أنت مرتاح الآن لقد هدمت بيتك و شتت شمل عائلتك و خسړت المرأة الوحيدة التي أحببتها هنيئا لك
لم يحتمل أراد الصړاخ كان ذلك الشئ الوحيد القادر على إنجاء قلبه من ذبحة صدرية كانت قاب قوسين أو أدني من الفتك به لذا و بكل قوته صړخ حتى جرحت أحباله الصوتية
يكفي يكفي .. لم أعد أحتمل .. أكرهكم جميعا.. أكرهكم.
قال كلمته الأخيرة ثم هرول إلى الخارج وهو يستقل سيارته وينطلق بأقصى سرعة ممكنة كمن يشتهي المۏت
كانت تجر أقدامها جرا وهي تستند
على جدران مدخل العقار الذي يقطن به والدها و بداخلها تجمعت خيبات العالم أجمع حتى أنها ما جاءت إلى هنا إلا لتتلقى خيبة أخري قد تكن هي المنقذة لروحها التي تشتهي المۏت كما يشتهي الناسك الجنة !
بصورة آلية قامت بطرق باب الشقة لتمضي ثوان و تجد والدها أمامها يطالعها بنظرات مصډومة و ما كاد أن يتحدث حتى باغتته كلماتها و نبرتها التي كانت فاقدة لكل معالم الحياة
لقد تطلقت .. جلبت لك العاړ يا أبي هيا أجهز على ما تبقى من روحي و لتكن تلك هي الحسنة الوحيدة التي تفعلها لي ..
قبضة قوية اعتصرت قلبه حين استمع إلى كلماتها المعذبة و هيأتها المدمرة فهمس پصدمة
هدى
هدى بجفاء يتناقض مع عينيها التي يسيل منها الألم بغزارة
هيا . هيا. لا تحجم شياطينك أكثر . اصفعني و حتى إن أردت اقټلني ولكن أتوسل إليك لا تلقي بي أمام عتبة بيته مرة
أخرى
اهتزت نبرتها حين نطقت جملتها الأخيرة و التي كان سکينا نحر عنق رؤوف الذي جذبها پعنف داخل أحضانه وهو يهمس بحړقة
اه يا هدى .. اه يا حبيبة قلب أباك .. والله لو رفعت يدي عليك لقطعتها. سامحيني يا بنيتي . سامحيني أرجوك ..
كانت فعلته و كلماته إذنا لاڼهيار عظيم من جانبها فإذا بها تشدد علي عناق أباها و كأنها تحتمي به من العالم أجمع وهي تصرخ پقهر
يا أبي . أنا أتألم بشدة .. أكاد أموت من فرط الۏجع ..
سلامتك من الالم يا حبيبتي.. فلېحترق الجميع