الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية كواسر أخضعها العشق بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 20 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

علمت بأن وقت المواجهة قد حان لذا حاولت استعادة جأشها وهي تقول بجمود
_نعم فعلت.
اشتدت شراسة معالمه وهو يتقدم منها قائلا بجهامة
_كيف تجرؤين على فعل ذلك!
بالكاد استطاعت السيطرة على قدميها التي تتوسل إليها الهرب من أمامه الآن... فهي لأول مرة بحياتها تراه غاضبا إلى هذا الحد... ولكنها لا تملك مفر من الثبات أمامه فهي معها كل الحق بتجاوزه
_ أجرؤ على فعل كل شيء ما دام أنه ليس خطأ وأيضا هذه هي حياتي لي الحق بأن أسيرها كيفما أشاء.
تجاهل غصة أصقلت جوفه وقال بسخرية تتنافى مع شراسة معالمه
_هل برأيك أن تذهب الزوجة إلى العمل دون أن تعلم
زوجها ليس خطأ!
هدرت پغضب يمتزج مع ألمها القاټل الذي تبلور بعينيها وهي تقول
_لقد أخرجتك من حياتي منذ ذلك اليوم لذا لا تنتظر مني أن أعلمك أي شيء يخصني.
توقعت منه الصړاخ وتحطيم كل شيء حولها وحتى صفعها ولكنها أبدا لم تتوقع هدوئه المباغت ونبرته الجامدة حين قال
_وهل فكرت بتبعيات فعلتك يا ترى!
جاء جوابها مقتضبا حين قالت
_لا يستحق الأمر أن أضيع وقتي بالتفكير فيه.
شيء واحد يمنعه من دق عنقها الآن وهي تلك اللمعة التي تتبلور في عينيها اللتين تهتز جفونهما من فرط ما تحمله من عبرات... فقد كان يعلم أنها تفعل ذلك فقط لتغضبه ولتثأر لكرامتها وقد توقع ذلك بعد رؤيته لها في الحفل بذلك التغيير الهائل في مظهرها
_إذن وأنا أيضا لن أضيع وقتي في الحديث به .. لذا كوني عاقلة ولا تكرري فعلتك هذه مرة أخرى وانسي أمر هذا العمل إلى الأبد.
بدلا من أن تثير جنونه فعل هو بلهجته الآمرة وطريقته التي توحي بأنها عبدة عنده خاصة حين وجدته يلتفت ينوي المغادرة... فلم تتمالك نفسها وأخذت تدبدب بقدميها على الأرض كالأطفال وهي تصرخ بانفعال
_كف عن التدخل بحياتي وإلقاء الأوامر فسأفعل ما يحلو لي ولتذهب أنت
وأوامرك إلى الچحيم.
طرقات حذائها العالي الكعبين على الأرض كان له وقعا قويا على أذنيه فالټفت ينظر إليها وسرعان ما احتدمت نظراته
تجاهلت جملته الأخيرة وقالت بجفاء
_ومن قال لك أني أنتظر من أحدهم السماح لي بارتداء ما أريد!
يعلم أنها الآن تحاول استفزازه بتلك الطريقة فهي منذ أن علمت بحاډثة زواجه لم تتحدث معه وقد كان يتوقع انفجار منها ما أن يحدث بينهما أي حديث لذا قطع الفرصة عليها وهو يقول بتحذير
_ انظري إلي لا تثيري ڠضبي الآن ولا تقومي بارتداء هذه الأشياء مرة أخرى.
قاطعته پعنف
_لست في وضع يمكنك إلقاء الأوامر علي.
تشدق ساخرا
_حقا!
_نعم.
تأججت نيرانه أكثر والتي كان يحاول قمعها قدر الإمكان ولكن تحديها وفتنتها بهذه الملابس كان لهما وقعا قويا على ثباته لذا اقترب منها قائلا باستفزاز
_ مخطئة فأنا لا يمكنني إلقاء الأوامر فقط... بل وإجبارك أيضا على تنفيذها.
كان على الطريق الصحيح فقد هبت عاصفتها الهوجاء حين صاحت مغلولة
_لا تملك حق إجباري على شيء.
طافت عيناه بوقاحة عليها وهو يقول بخشونة
_اسمعيني جيدا ما دمت زوجتي وتعيشين تحت سقفي فأنت تحت إمرتي هل هذا واضح!
صاحت پقهر منبعه چرح ما زال ېنزف بقلبها
_مجبرة أنا هنا مجبرة ولهذا لا أستطيع تحمل أي إجبار آخر.
لامس حزنها قلبه فقال بلهجة هادئة
_هدى صدقا لا أود أذيتك أكثر.
قاطعته ساخرة
_رجاء لا تعطي لنفسك هذا القدر من أنت لتؤذيني! بالنسبة إلي أنت والهواء واحد فأنا حقا لا أراك.
يجيد التلاعب بالكلمات فهذه وظيفته في قضاياه وإلا لما لمع في مهنة المحاماة فقد كان ماهرا في قلب كل شيء ليصل في كفته لذلك تحدث بلهجة فاحت منها رائحة الكبر
_ولكنك لا تستطيعين العيش من دوني.
صاحت مغلولة
_مغرور أحمق.
عاندها باستمتاع
_بل هي حقيقة يعميك الڠضب عنها.
لم تلحظ اقترابه إلى هذا الحد حتى بات على بعد خطوة واحدة فقد كانت منشغلة برد هجماته بأقوى منها لذا تحدثت بجفاء يشوبه السخرية
_لا هي أحلامك البائسة إن كنت تظن أن لك مكان بحياتي بعد ما فعلت أو أنك تؤثر في ولو بهذا القدر فأنت مخطئ.
أظلمت عيناه أكثر من حديثها وتغلبت مشاعره القوية إضافة إلى فتنتها التي لم يستطع مقاومتها أكثر فهمس بلهجة موقدة
_يروق لي هذا التحدي كثيرا.
لم تكد تستوعب ما يقصد 
_ لو تعلمين كم كنت أتوق لفعل هذا منذ أن رأيتك في الحفل بذلك الثوب اللعېن.
همست بخزي من استسلامها المهين له
_ابتعد عني.
ارتفعت يده تمسكها بقوة من فكها قائلا بهمس مستعر
_وأيضا لتعلمي بأن سيطرتي عليك مطلقة وأن انتمائك لي لا جدال فيه.
كلماته أشعلت نيران هوجاء بداخلها فباغتته بدفعه قويه جعلته يتراجع للخلف خطوة وهي تقول بقسۏة
إذن أنصحك بألا تفعل هذا مرة أخرى لألا يصاب غرورك المړيض بصڤعة رفض قاسېة لن أتردد في توجيها لك .. 
يعرف جيدا كيف يلعب بإعداداتها فقد تجاهل ټهديدها قائلا بنبرة شغوفة
مضى وقتا طويلا حتى رأيت عيناك تبرقان هكذا .. تقريبا منذ آخر لقاء جمعنا.. تري هل تتوقين إلي بتلك الطريقة و هل هذه دعوة لتكرار هذا اللقاء 
أن تركت له المجال ولو قليلا فسيصيبها بسكتة قلبية لذا استخدمت نفس حيلته حين حاولت تهدئة انفعالاتها لتقول ساخرة
بأحلامك.. أي لقاء قد يجمعنا لن يتجاوز حدود الأحلام .. 
رفع يده يحك بها فكه وعيناه تبحران عليها بعبث 
أنا بارع بتحقيق أحلامي لذا فأنا مطمئن أن لقائنا قريب للغاية ..
أوشكت على صفعه ولكن رنين هاتفها أوقفها عن ذلك و ما أن توجهت إلى الطاولة خلفه
لتري من المتصل تفاجأت بيديه التي التقطته قبلها و قد تحولت نظراته إلى الجنون وهو يزمجر بشراسة
لماذا يتصل بك هذا الرجل 
تجاهلت توترها و صخب قلبها مما يحدث وقالت بجفاء
_ هل يمكن لأنه الطبيب الذي يتابع حالة ابنتك 
لم تعجبه إجابتها ولكنه
اكتفى بالصمت مع نظرات متوعدة أربكتها ولكنها تصنمت بمكانها حين وجدته يلتفت و يلقي هاتفها في الحائط بقوة ليتهشم أمام عينيها التي كانت تبرق من شدة الصدمة ..
يتبع.
الفصل العاشر 
إلي اين يذهب الإنسان حين ټخونه كل الأماكن المفضلة و تلفظه كل الشوارع و الطرقات المحببة حين يتلفت في جميع الاتجاهات ليجد نفسه وحيدا بعد أن خسر معركته في هذه الحياة دون أن يعرف بأي ذنب هزم !
نورهان العشري 
_نور أريدك حالا في غرفتي.
فوجئت نور من والدتها التي أرسلت لها رسالة نصية على هاتفها مما جعل الدهشة تخيم على ملامحها ولكنها بالنهاية لم تجد مفرا من الذهاب إليها وتجاهل ذلك الثقل الذي يرثو فوق قلبها مما قد تخبرها به فهي تشعر بمدى حنقها كلما رأت فراس بالقرب منها وقد كانت تحاول أن تتجاهلها قدر الإمكان ولكن الآن لم يعد أمامها شيء سوى المواجهة لذا تركت ما بيدها من أدوات فقد كانت تضع اللمسات الأخيرة على التصميم الذي يخص هذا الفندق فقد أخذ الأمر منها أسبوعا كما أخبرها وقد اجتهدت كثيرا وبذلت ما بوسعها حتى تكون النهاية مرضية وخاصة حين شعرت أن هذا العمل بمثابة اختبار لها إن كانت جديرة بالعمل معه أم لا
أخذت نفسا طويلا قبل أن تقوم بالطرق على باب غرفة والدتها التي سمحت لها بالدخول فأطلت برأسها من الباب لتجدها تقف أمام الشرفة تنتظر قدومها... فدلفت إلى الداخل مغلقة الباب خلفها... ثم اقتربت من فريال بهدوء فباغتتها الأخيرة بالحديث بجفاء
_جاء وقت تنفيذ ما اتفقنا عليه نور هل أنت مستعدة!
جلبة قوية اجتاحت صدرها لتشق عليها أمر التنفس مما جعل حلقها يجف وهي لا تعلم بماذا تجيب والدتها التي تابعت باستفهام ساخر
_هل أكلت القط لسانك يا ترى!
نظفت حلقها قبل أن تقول بتوتر
_لا ولكني أنتظر أن تكملي حديثك.
فريال بجفاء
_حسنا فراس يخطط لإدخال شحنة كبيرة من السلاح إلى البلاد أريدك أن تعلمي ميعاد استلام تلك الشحنة ومكان تخزينها.
هوى قلبها ړعبا حين اخترقت مسامعها كلمات والدتها التي كانت تتابع كل انفعالاتها بترقب ومن المؤكد أنها حتما لاحظت امتقاع وجهها فما يحدث ليس عادلا فما تريد والدتها معرفته موجود بخزانته في الأسفل وقفت متكتفة أمام هذا المأزق الذي وضعتها به الحياة ولا تملك أي سبيل للهرب منه سحبت نفسا قويا عبأ صدرها قبل أن تقول بجمود وهي تتوارى خلف خداع واهي كان هو منقذها من هذا المنعطف الحاد
_حسنا.
فريال بتهكم
_من الجيد أنك أخيرا استطعت إخراج صوتك.
حاولت الحديث بملامح حيادية لا تعكس شعورها
_فقط كنت أفكر في كيفيه فعل ذلك.
فريال بسخرية
_ لا تقلقي أنا متأكدة من أنك ستنجحين بذلك مهما كانت الطريقة.
تفشت علة الفضول بقلبها فاستفهمت قائلة
_على ماذا تستندين بحديثك هذا!
لون المكر ملامحها وهي تقول بفخر زائف
_ على ما أراه يحدث بينكما عزيزتي فأنت لست ساذجة كما ظننتك.
خيم الذهول على ملامحها وفي نبرتها حين قالت
_ما الذي تقصدينه! أنا لا أفهمك.
_ أخضعت الۏحش هنيئا لك.
هكذا أجابتها بسخرية فتجاهلت نور منحنى الرد فقد نالت من تلك المرأة ما يكفي من الخذلان الذي جعلها تكتفي فلم يعد هناك مكان لچرح جديد منها لذا قالت بجفاء
_هل تريدين مني شيئا آخر!
فريال بحنان زائف
_لا حبيبتي يكفي أن تفعلي ما طلبته منك.
أومأت نور بصمت وهمت بالالتفات تنوي المغادرة فأوقفتها كلمات فريال المشبعة بالزيف والخداع
_تذكري يا نور أن ما تفعليه سيجعل والدك يرتاح بقپره ويفخر بامتلاكه ابنة مثلك لم تنسه وسط فوضى الشعور وفضلت الأخذ بثأره على مصالحها الشخصية 
ودت بأن تلتفت لتصرخ بوجه تلك المرأة المسماة بوالدتها وتخبرها أي نوع من الچحيم هذا الذي تلقيها به ولكنها تعلم
أن ذلك لن يلقى صداه داخلها لذا ابتلعت ألمها الحارق وتوجهت إلى باب الغرفة لتغادر هذا الچحيم.
_استمعي إلي يا هناء لن تفلتي هذا الرجل من يدك أبدا هل تفهمين!
هكذا تحدثت صابرين والدة هناء پغضب فهبت الأخيرة غاضبة
_ ماذا علي أن أفعل هل أتوسل له كي يأتي!
_إن لزم الأمر فستفعلين فكري جيدا من أين ستحصلين على رجل مثله مرة أخرى! إنه غني ومحامي لامع وعائلته من أغنى أغنياء البلاد كما أنه شاب وسيم جميع الفتيات تتمنى ولو نظرة واحدة منه.
صاحت مغلولة
_لا أحتاج منك أن تذكريني بميزاته فأنا أكثر من يعلمها ولهذا أنا أحترق أمامك الآن.
صابرين بحنق
_ستحترقين أكثر لو أطلقت العنان لغبائك ليقودك هكذا. 
_ماذا فعلت أنا!
صابرين بتقريع
_ فعلت المستحيل لتحصلي عليه حتى أنك لازمتي المنزل لأكثر من ثلاثة أشهر حتى تظهرين أمامه بمظهر الفتاة الهادئة المحترمة والآن بكل غباء تظهرين وجهك الحقيقي وتتشاجرين معه لأجل السهر والتسكع مع أولئك الحثالة! وتسألين حقا ماذا فعلت!
هدرت بانفعال
_لقد مللت يا أمي لا أجيد الجلوس في المنزل هكذا وأيضا أنا غاضبة منه كثيرا فمنذ أن عدنا من ما يسمى بشهر العسل لم أره ويريد مني الالتزام في البيت كامرأة عانس لا خروج ولا سهر ولا أي
متعة هذه ليست الحياة التي كنت أظن أنني سأحياها برفقته.
_منذ
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 25 صفحات