رواية خطوات نحو الهاوية بقلم منال سالم
المشاعر
نظرت له بيأس حزين أنا لا أريدك سوى أن تعود إلى سابق عهدك معي لا أكثر ولا قليل همست بصوت أقرب للاختناق.
وأنا لم أطلب منك سوى القليل من الاهتمام
زفر متسائلا بتثاؤب
أخبريني هل الطعام جاهز فمعدتي تصرخ جوعا!
أزعجني تجاوزه لتلك المسألة ببساطة أنا أحدثه عن الاهتمام بي وهو يطلب مني الطعام أدركت أنه لا جدوى من الحديث معه تنهدت مجيبة إياه
رد بحماس ظاهر
عظيم لنأكل سويا فأنا على عجلة من أمري
تعقدت ملامحي متسائلة
لماذا
أجابني عفويا
سأخرج مع رفاقي لبعض الوقت.
ازدادت تعابير وجهي تجهما وسألته بنبرة شبه مزعوجة
ألم تكن معهم بالأمس
أجابني دون تردد
نعم ولكن هؤلاء رفاق قدامى لم أرهم قبل فترة واتفقنا اليوم على التجمع في منزل أحدهم وقضاء السهرة معا
هتفت معترضة بضيق مقروء على كل تفصيلة في وجهي
قاطعني بجدية
ناردين إنها ليلة واحدة ولن أتأخر
رددت باحتجاج.
ولكنك قلت لي هذا بالأمس وأول أمس وقبلها طوال بقائك هنا تخرج كل ليلة مع رفاقك الذين لا ينتهي عددهم
امتعض وجهه معلقا
وماذا أفعل إن كانوا كثر أليس من حقي الترويح عن نفسي
هتفت فيه بحدة
روح عن نفسك ولكن لا تنسى حقوقي
رد باستنكار
صمت للحظة مانعة نفسي من الرد عليه فالتقصير من وجهة نظره يعني تبادل الأجساد للحب بشغف وبالنسبة لي يعني أعمق من ذلك بكثير إبداء الاهتمام الاحتواء المشاركة حذرته وأنا أكاد أنهار باكية
الإهمال ېقتل المشاعر الجميلة تذكر ذلك جيدا
نظر لي باستخفاف قبل أن يرد متهكما
أي إهمال وأي مشاعر تتحدثين عنها كل تلك الثورة الفارغة لمجرد خروجي لبضع ساعات
لا يا حبيب
رد بجمود أضنى قلبي وأتعبه
وعدتك ألا أتأخر وسأفعل لا تعدي الطعام فقدت شهيتي!
هتفت عاليا
افعل ما تريد!
ثم تركني في مكاني ليختفي بداخل الغرفة رغما عني تساقطت دمعاتي المقهورة دفنت وجهي بين راحتي متذكرة الرسالة الموجودة في جيبي أخرجتها منه لأمزقها والألم يفتك بقلبي.
نظرت له نظرة معاتبة مليئة باللوم ومغطاة بالدمعات همست وأنا أوليه ظهري
حسنا
غط في سبات عميق بعد دقائق وبقيت أنا مستيقظة أبكي على وسادتي پقهر منكسر وضعت يدي على فمي لأمنع شهقاتي الغادرة من الخروج من جوفي لتفضح أمري فأنا لا أريد شفقته ولا اهتمامه الزائف أريد فقط لحظة صادقة من الماضي الذي بات بعيدا عني.
تأقلمت مع غيابه المعتاد وإهماله المقصود لي دون عتاب فقد مللت من الإشارة إلى ذلك وسئم حبيب من جدالي معه لينتبه لصغائر الأمور التي تخصني ضاق به ذرعا من شكواي وحملني الذنب في اختلاق وسائل النكد تسرب إلي وقتها إحساسا عميقا بأن حبي له لم يكن إلا من جانبي منحته ما لن يقدر اقترب موعد ميلاده فعمدت إلى عدم إفساد تلك المناسبة بتصيد الأخطاء فربما هي فرصة طيبة لإصلاح الشرخ في مشاعرنا الفاترة قررت أن ابتاع له شيئا مميزا بالطبع لاحظت اهتمامه بالعطور ووضعها طوال الوقت فاقتطعت جزءا من راتبي الشهر لأشتري له عطرا خاصا ما إن يضعه يتذكرني دار في خلدي أن أحضر له