الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية وسقطت بين يديه بقلم مي علاء

انت في الصفحة 20 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز

فبدأت دموعها تسيل على وجنتيها و هي تزحف للخلف و تقول
انت مش هتعملي حاجة مش هتقدر ابعد عني
و قبل ان تكمل جملتها صړخت عندما قبض على قدمها و جذبها له بقوة فأصبحت اسفله فزادت في البكاء و هي تضربه بقبضتها المرتجفة على صدره و تركله بقدمها لكي يبتعد فأعاق حركة قدميها عندما ثبتها بقدميه 
بيجاد ابعد عني ابوس ايدك ابعد
قالتها من بين شهقات بكائها الهستيري فكان جسدها يرتجف بقوة من كثرة خۏفها فأقترب منها و نظراته الشيطانية المظلمة ساكنه في عينيه و همس في اذنها بتلذذ
شايفه شكلك عامل ازاي! ھتموتي من الخۏف طب مدام انتي مش قد عواقب طول لسانك بطوليه لية ! و انا حذرتك
و من ثم ابتعد بوجهه قليلا و نظر لحدقتيها العسليتين و هو يمرر انامله ببطئ على وجنتها و إرتسمت على شفتيه إبتسامة جانبية و اكمل بأسف ساخر
بس انتي مش بتسمعي الكلام فأستحملي العواقب
بيجاد ابعد عني
قالتها بضعف و رجاء و هي مازالت تحاول دفعه بعيدا عنها برغم إدراكها انها ضعيفه امامه حيث اصبحت قوة دفعها له ضعيفة جدا فأمام نبرتها الضعيفة الراجية تغيرت نظراته القاسېة المظلمة إلى نظرة غربية دافئة! و لكنها لم تلاحظ ذلك التغيير بسبب دموعها التي اعاقت رؤيتها الواضحة إبتعد عنها فأعتدلت سريعا و عادت للخلف حتى التصق ظهرها بخشبة السرير فضمت قدميها لصدرها و دموعها لا تتوقف و إرتجاف جسدها يزداد في حين قفزت في مخيلتها تلك الصور و المشاهد المتتالية التي عانت منها كثيرا منذ صغرها و ايضا صوت صړيخ والدتها الذي يتردد في اذنيها دون توقف فوضعت يديها المرتجفتين على اذنيها و هي تضغط عليهما بقوة لعل ذلك الصوت يتوقف
انسي يا ريحانة دة ماضي ريحانة اهدي انسي
همست بها لنفسها لعلها تهدأ 
كان يتابعها بعيون مترقبة و هو يقف بعيدا و يضع كفيه في جيوب بنطاله ببرود و من ثم الټفت بهدوء و خطى خطواته لإتجاة الحمام و ډخله فرفعت نظراتها لإتجاه الحمام و هي تتذكر ما حدث منذ دقائق فأصبح كل شيء متداخل امامها ذكريات ماضيها و ما حدث الآن فبدأت تفقد وعيها ببطئ حتى لم تعد تشعر بشيء 
في الطابق الثالث تحديدا غرفة عبد الخالق
كان جالس على كرسيه المتحرك و هو يمسك بصورة بين انامله و ملامحة حزينة و الدموع متحجرة في جفونه كانت الخادمة تنظر له بشفقة و حزن على حاله فهو في كل فترة يفعل ذلك و 
هاتي مية
قالها بخفوت فأومأت الخادمة برأسها و إتجهت للكومود و اخذت كوب الماء و عادت له و اسقته و من ثم اعادت الكوب مكانه و قبل ان تعود له قال
سيبيني لوحدي شوية
نظرت له و قالت
حاضر ولو احتجت حاجة 
قاطعها بضيق
ماشي
فأومأت برأسها و غادرت فأعاد نظراته لصورة ابنته و شرد و هو يتذكر ما حدث في الماضي فتنهد بعمق قبل ان يصمت لبرهه و من ثم حدث صورتها بعتاب
لو كنتي سمعتي كلامي يا فيروز مكناش وصلنا للي إحنا فيه دلوقتي و كنا اتجنبنا حاجات كتير و اولهم كنا إتجنبنا شړ بهجت فاكره لما قلتلك بلاش تتجوزيه و حذرتك بس انتي اصريتي انك تتجوزيه انا كنت عارف نيتك و هدفك من انك تتجوزيه و انتي كسبتي كتير و حققتي كتير من اهدافك معاه بس في الآخر خسړتي كل حاجة بس قبل ما تخسري كل اللي عملتيه كنتي خسړتي اهم حاجة خسړتي ابنك لما اذيتيه لما فضلتي جلال عليه عشان ترضي بهجت لما كنتي شايفاه بيتعذب من بهجت و بيضرب و كنتي ساكته و اللي خلص عليه انتي يا فيروز لما بدأتي تعامليه زي جوزك تعامليه كأنه واحد فقير من الشارع او كأنه عاله عليكي
توقف لبرهه وهو يشعر پألم في صدره فتنهد بعمق ممتلأ بالألم و من ثم اكمل بندم
الغلط مش عليكي لوحدك الغلط عليا انا كمان عشان منبهتكيش محاولتش انصحك و ارشدك للطريق الصح بس الغلط اللي هيفضل برقبتك لوحدك هو ابنك اللي حولتيه من طفل لوحش لشيطان ملهوش قلب هدفه الاڼتقام و بس إبتسم بمرارة و هو يكمل عارفه الاڼتقام اللي بينتقمه دة لمين دة ليكي لأنهم قتلوكي شفتي يا فيروز شفتي ابنك اللي انتي اذيتيه و اتخليتي عنه عايز يجيب حقك ازاي مش ندامنه 
كانت دموعه تسيل على وجنتيه فهو يشعر بالألم الشديد في صدره يشعر بالإختناق لم يعد يتحمل الكتمان هو يتمنى ان يعود به الزمن للوراء لكي يغير كل هذا الواقع الأليم و يصلحه 
ياريت اقدر ارجع في الوقت لورة عشان اصلح كل دة يارتني كنت اقدر اقولك الكلام دة زمان مكنش هيبقى دة حالنا
قالها بتمنى حزين و من ثم صمت لبرهه قبل ان يتنهد و قال بآسى
عارفه اية اللي متحسر عليه عارفه مين اللي خسر في الآخر اللي خسر انتي و بيجاد بس تعرفي ان محدش بقى بيناديه بأسمه و دة طلب منه لأنه بيفتكرك ابنك لسه بيحبك بس مجروح منك تعالى شوفيه ازاي بيظهر البرود و عدم المبالاة للناس كلها بس انا الوحيد اللي عارف ان جواه بېموت ابنك بيعاني من صغره لغاية اللحظة دي! 
اخفضت رأسه و دمعه حارقه نزلت من عينيه و هو يتمتم بخفوت
ربنا يسامحك ربنا يرحمك 
يقف في الحمام امام المرآة ينظر لصورته المنعكسه من بين البخار كانت نظراته حادة غاضبة غاضب من ذلك الشعور الذي اجتاحه لبرهه يكرة ذلك الشعور هو شخص بارد لا يوجد لديه قلب ليشعر به فلا يحق له ان يشعر بأي شعور تافة يغيره 
ارتدى سترته و من ثم الټفت و إتجه للباب و وضع كفه على قبضة الباب و قبل ان يبرم الأخير جعل نظراته هادئة باردة تخفي ما يشعر به برم قبضة الباب و خطى خطواته للخارج رفع نظراته لها فوجدها فاقده الوعي
شعر بالفزع فأتى ان يقترب و لكنه تراجع و هو يتخلص من ذلك الشعور و من ثم تقدم بهدوء و إتجه للطاولة و التقط كوب ماء و إتجه لها و قبل ان يجلس بجانبها وضع الأخير على الكومود و جلس و حدق بها لبرهه قبل ان يعدل وضعيتها مرر انامله على وجنتها و مسح دموعها و من ثم الټفت و التقط كوب الماء و سكب القليل منه في كفه و من ثم مسح وجهها به و اعاد الكرة مرتين فبدأت تفتح عينيها ببطئ و تعب مررت نظراتها الزائغة حولها حتى توقفت عليه ففزعت فأعتدلت سريعا و هي تبتعد پخوف وضعت قبضتها على صدرها و هي تفرك عليه فهي تتنفس بصعوبة فنهض و إتجه للباب و هو يقول بصوته الاجش
لما تهدي انزلي عشان نتغدا متتأخريش
و من ثم خرج فأغمضت عينيها و هي تريح جسدها على السرير و اصبحت دموعها تسيل على وجنتيها بهدوء 
بعد ان خرج من جناحه امر الحارس ب
ابعت زهرة ل ريحانة
حاضر يا سيدنا
و من ثم إتجه الشيطان للسلالم و صعدها حتى وصل لأخر طابق موجود في القصر و من ثم سار بمرره الطويل و هو ينظر بجمود للسجناء الذين يقفون خلف القضبان الحديدية 
ماشي يا بابا هقولها
قالتها زهرة لوالدها عبر الهاتف و من ثم صمتت لتسمع اقواله و قبل ان ترد عليه اتت خادمة و قاطعتها بقولها
سيدنا الشيطان بيأمرك انك تطلعي للأنسة ريحانة يا زهرة
حاضر
قالتها زهرة و من ثم قالت لوالدها
سلام دلوقتي يا بابا ورايا شغل
و انهت المكالمة و من ثم نهضت و إتجهت لجناح الشيطان و بعد ان صعدت السلالم وقفت امام جناحه و طرقت الباب و من ثم دخلت
انسه ريحانة!
قالتها زهرة بهدوء و هي تتقدم من ريحانة ففتحت ريحانة عينيها و قالت بلهفة وهي تعتدل لوضع الجلوس
زهرة
وقفت زهرة امامها فجذبتها ريحانة من ذراعها لتجلسها و قالت
زهرة عايزاكي تساعديني
اساعدك
ايوة
في اية
صمتت ريحانة لبرهه قبل ان تقول ببطئ خاڤت
عايزه اهرب من هنا
نعم!
هتفت بها زهرة بعدم تصديق فقالت ريحانة بمرارة
زي ما سمعتي انا عايزه اهرب عشان انا مبقدش مستحمله انا عايزه امشي من هنا انا تعبت انا لو طلبت من جلال انه ياخدني مش هيرضى و
قاطعتها زهرة بإبتسامة و هي تقول
على فكرة سيد جلال ناوي يرجعك
بجد!
قالتها ريحانة بعدم تصديق ممزوج بالسعادة فأكملت زهرة
لسه جيالي مكالمة و عرفت ان سيد جلال عايز يهربك من هنا و يرجعك ليه بس مش دلوقتي
لية
قالتها ريحانة بخيبه امل و حزن فردت زهرة
لأن هو مش هيبقى موجود في القرية الفترة دي
هيروح فين
معنديش معلومات كتير بس اللي عرفته ان عنده شغل برة القرية
اومأت ريحانة برأسها و هي تخفضها فأمسكت زهرة بيدها بتردد و قالت بتساؤل
انتي بجد عايزه ترجعي للسيد جلال
رفعت ريحانة رأسها و قالت
اكيد
تنهدت زهرة بآسى بينما ريحانة سألتها
لية بتسألي
ولا حاجة
ساد الصمت لبرهه قبل ان تقطعه ريحانة بقولها
هو جلال هيطول في الغيبة
لا لمدة اسبوع او كام يوم
اومأت ريحانة برأسها وقالت بمرارة
يعني انا لازم استحمل تصرفات الشيطان لغاية ما يرجع جلال و ياخدني
بعد ان انهت جملتها نهضت بتعب و إتجهت للخزانة و فتحتها و اخذت بعض من الملابس لترتديها و من ثم التفتت لزهرة و قالت
لازم استحمل صح!
فقالت زهرة بإبتسامة
هانت
اومأت ريحانة برأسها وهي ترسم إبتسامة صغيرة على شفتيها و من ثم إتجهت للحمام 
دخل داخل الزنزانة الذي يوجد بداخلها ايمن وقف بجمود و نظرات باردة تجتاح عينيه و هو ينظر ل ايمن الذي ينظر له بإرتباك 
بقالك فترة طويلة مشرفتش زنزانتي يا ايمن بيه ها اية رأيك بالإستضافة!
قالها الشيطان ببرود و هو يضع كفيه في جيوب بنطاله و من ثم اكمل بتهكم
شكل الاستضافة مش عجباك خالص
اخفض ايمن رأسه في حين عاد الشيطان للخلف و جلس على الكرسي الذي جلبه له الحارس وضع قدم على آخر و قال بهدوء
انت اكيد كنت عارف ان اللي بتعمله هيوصلك لهنا
لا
قالها ايمن بخفوت و اكمل
جلال كان مطمني و قال انه مظبط كل حاجة و ان انا في امان
و انت سمعت كلامه و اطمنت !
اومأ ايمن برأسه فقال الشيطان
تعرف انك غبي !
رفع ايمن نظراته للشيطان بينما اكمل الأخير
انك تشارك جلال و تتفق معاه تضدي دة اسمه غباء اكمل بتهكم ملقتش غير جلال تثق فيه يا ايمن !
مفكرتش غير في الفلوس اللي كان هيديهالي جلال
و ادهالك
لا
صدقت انك غبي
صمت ايمن لبرهه و من ثم قال بصدق
مش هعمل كدة
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 32 صفحات