رواية عشق وجزاء بقلم شيماء عبد المجيد
يا رب في اي علي الصبح.
فقامت ندي وتوجهت لفتح الباب فوجدت رنا أمامها تبكي بشدة .
ندي بقلق... في اي يارنا مالك بټعيطي كدا ليه
رنا بصوت متقطع من البكاء... ملك حرارتها مرتفعة اوووي ومش بترد عليا وانا مش عارفة أعملها اي
الام بقلق... اهدي يا حبيبتي انزلي معاها يا ندي وأنا هنزل أشوف دكتور.
في غرفة جاسم
استقيظ من نومه وفعل روتينه اليومي وارتدي ملابسه وقرار التوجه إلي منزل رنا أولا
في منزل رنا
كانت ندي تحاول تهدئة رنا قليلا فلم تستطيع
بعد مرور عشر دقايق دلفت والدة ندي مع طبيب يبدو في أواخر العشرينات من عمره يمتلك عيون بنية وشعر أسود كثيف.
بعد قليل خرج الطبيب فاسرعت رنا اليه
رنا بلهفة
ودموعها تنزل بغزارة.
خير يا دكتور ملك مالها
الدكتور... برد
وحمي
ندي باستغراب برد وحمي ودا جالها من اي
الدكتور... البرد بيجي من اي حاجة مثلا التواجد في
مكان سخن وبعده مباشرة مكان بارد أو من لبس هدوم مبلولة لفترة طويلة.
رنا... طيب هي بقيت كويسة دلوقتي
الدكتور.. أنا اديتها حقنة دلوقتي علشان تنزل الحرارة شوية والأفضل انكوا تعملوا كمادات وتاخد الأدوية دي اللي في الروشتة في ميعادها وإن شاء تبقي كويسة.
اخدت والدة ندي الروشتة من الطبيب وغادرت لكي تحضر الدواء. وتوجهت ندي للمطبخ لصنع شوربة خضار لملك
فابتسم كرم بخفوت علي حبها لأختها .. متقليش كدا يا آنسة هتبقي كويسة.
فمسحت رنا دموعها وتحدثت قائلة... شكرا يا دكتور.. إحم ممكن تقولي حساب حضرتك كام
تحدث كرم بضيق مصطنع... علي فكرة أنا معملتش حاجة وبعدين الجيران لبعضهم ولا اي
كرم بابتسامة.... ايو ياستي أنا كرم جارك اللي ساكن في الدور التاني .
رنا.. تشرفت بمعرفتك يا دكتور أنا رنا
كرم... فرصة سعيدة يارنا .
رنا... انا أسعد... واسفة على الإزعاج.
كرم... ولا يهمك .... استأذن انا ولو احتاجتوا اي حاجة أنا موجود.
رنا... شكرا يا دكتور.
في الأسفل.
وصل جاسم بسيارته فركن سيارته وصعد الي الاعلي حاملا في يده باقة من الورد الأحمر. فوصل الي شقة رنا فوجد الباب مفتوحا فاستغراب كثيرا فدلف الي الداخل فوجد رنا تحتضن شخص ما وتتمسك به جيدا فوقع الورد من يده پصدمة لما يراه فكان يظن أن هناك خطأ ما ولكن الآن تبين له انه لم يكن مخطأ أبدأ.
في الداخل.
تمسكت رنا جيدا بكرم حتي لا تقع فحاولت الوقوف على قدمها ولكنها لم تستطيع فتحدث كرم باسف.. واضح ان حصلك التواء... تعالي أقعدى هنا وساعدها علي الجلوس على الأريكة
رنا... شكرا يا دكتور مفيش داعي أنا هبقي كويسة
كرم.... تمام بس حاولي متتحركيش كتير .
رنا.... تمام وشكرا مرة تانية.
كرم... العفو.
كل هذا وجاسم يتبعها من الخارج وانتظر حتي خرج كرم ثم دخل پغضب وأغلق الباب خلفه پعنف اټفزعت رنا كثيرا ورفعت رأسها قليلا فوجدت جاسم أمامها وكان عينه تنطق بالشړ ثم فجأة بدأ يصفق بيده بقوة
جاسم پغضب.... شايف إنك مش مضيعة وقت لحقتي شوفتيلك واحد تاني ثم صړخ باعلي صوته وأنا المغفل اللي فاكرك مظلومة وكنت جاي أشوف الموضوع لا برافو بجد برافو أنا مش مصدق إنك بالحقارة دي كنت فاكرك بني آدمة بس للأسف طلعتى أسوء ما يكون. أنا مش مصدق انني اتخدعت فيكي ومش شايفك علي حقيقتك الفترة دي كلها بس لا برافو طلعتي شاطرة وشايفه شغلك كويس اووي. كادت رنا إن تتحدث ولكن قاطعها جاسم بصړاخ علي الأقل راعي إنك متجوزة ولسه على اسمي بس الموضوع دا مش هيطول ثم أكمل بقرف... أنا أساسا ميشرفنيش إن واحدة زيك تبقي مراتي وحاملة اسمي ولا مش قادرة تستني بس بصراحة مش مصدق إن القذاره وصلت عندك للمستوي دا يعني مش كفاية عليكي جاسم العمري لا ازاي جاسم ومعاه كريم الشرقاوي واللي قبله وأخيرهم دا طب خليكي مع واحد بس ولا كريم لما عرف حقيقتك سابك فقررتي تدورى علي واحد تانى. كل هذا ورنا دموعها تنزل بغزارة لا تقوي على الكلام فالصدمة شلت لسانها ولم تعد تقوي على الكلام اما ندي فعندما استمعت لصړاخ جاسم فكادت ان تخرج ولكن شعرت بحركة في غرفة ملك فخاڤت من استيقاظ ملك بسبب الصوت العالي فاغلقت الغرفة وبقيت تسمع كلام جاسم
ودموعها تنزل علي صديقتها البرئيه كادت أن تخرج ولكن وقفت مكانها من الصدمة حينما استمعت لكلام جاسم يكمل حديثه پغضب
جاسم... بجد انا محظوظ النهاردة علشان شوفتك على حقيقتك تصدقي انا ندمان على اليوم اللي حبيتك فيه وبكره نفسي أكتر علشان انتى مراتي بجد بس لا خلاص مش هستني أكتر من كدا ومش هسمح إن واحدة زيك تبقي مراتي. مش هسمح إنك تدمريني تاني من النهاردة انتى بره تفكيري زي ما انتى بره حياتي للأبد انتى طالق يارنا قالها پغضب ثم غادر المكان. بعصبية شديدة فركب سيارته واتجه الي الشركة .
بعد خروج جاسم خرجت ندي پغضب من طريقة جاسم معها في الحديث وعدم محاولة رنا للدفاع عن نفسها بل بقت صامتة فتحدثت پغضب.
ندي... انتى ازاي تسمحيله يتكلم معاكي بالطريقة دي ليه ما دافعتيش عن نفسك انتظرت ندي إجابة رنا ولكن لم تحصل على شئ سوي الصمت.
ندي بعصبية... ما تردي عليا هو انا بكلم نفسي.
فتحدثت باڼهيار... لأني تعبت بجد تعبت كل شوية أدافع عن نفسي وهو بيصدق كل اللي بيشوفه عمره ما فكر يسمعني قبل ما يحكم عليا تعرفي جاسم عمره ما حبيني لانه لو كان حبني بجد مكنش صدق اي حاجة كان سألني لكن هو مبيثقش فيا والحب أساسه الثقة من غير الثقة مفيش حب دلوقت أناصدقت إني كنت مجرد رهان بس. اڼفجرت رنا پبكاء مرير فحضنتها ندي بقوة وحاولت التخفيف عنها ولكنها لم تقدر فتركتها تبكي لعل البكاء يخفف من ۏجعها .
وصل جاسم الي الشركة پغضب شديد وتوجه الي مكتبه مباشرة فشاهده عدي فنادي عليه ولم يرد فأسرع خلفه .
عدي... مالك ياجاسم في اي
جاسم بعصبية... من هنا ورايح مش عايز أسمع إسم رنا هنا تاني .
عدي بذهول... ليه هو اي اللي حصل لكل دا !
جاسم.... محصلش حاجة كل اللي كان بينا انتهي وخلاص .
عدي بعدم فهم... زي ما انت عايز
ظلت رنا تبكي في أحضان ندي حتي أغمي عليه من البكاء. فقلقت ندي عندما لم تسمع صوتها فرفعت رأسها فوجدتها فقدت الوعي فاسرعت لغرقتها واحضرت زجاجة البرفان محاولة افاقتها فلم تستجب في البداية ولكن في النهايه افاقت.
فزفرت ندي پخوف... كدا يا رنا تخضيني عليكي .
رنا... وهي تمسك رأسها.... هو أي اللي حصل
مفيش يا حبيبتي بس اغمي عليكي قومي يلا ارتاحي في أوضتك ومټخافيش على ملك أنا هفضل معاها. استجابت رنا لحديثها فهي تشعر بالتعب منذ الصباح فتوجهت لغرفتها حتي تنام قليلا.
في هذه الأثناء رن جرس المنزل فكانت والدة ندي فأخذت منها الأدوية واخبرتها انها ستظل معها اليوم.
مر اليوم بسلام نوعا ما فملك تحسنت حالتها كثيرا مع تناول الأدوية اما رنا فقضيت معظم اليوم نائمة كأنها تهرب من واقعها بالنوم وبالنسبة لجاسم فقرر عدم التحدث في موضوع رنا نهائي وعدي ظل في حيرة من أمره لا يفهم شئ ولكن أحترم رغبة صديقه في عدم التحدث عن الموضوع.
مر أسبوع علي هذه الأحداث دون حدوث شئ يذكر غير قرار ندي بالبحث عن براءة رنا حتي تثبت للكل أنها بريئة وأولهم جاسم فتوجهت الي الكافيه حيث التقيت بكريم ...
ندي... إحم لو سمحت كنت عايزة أعرف لو كنت لاقيت ساعة غالية وقعت مني هنا
يوم. .....
العامل.... لا يا فندم مكانش في حاجة
ندي... انت
متأكد
العامل.... ايو يافندم اي حاجة بنلاقيها بتروح عند المدير لحد ما صاحبها يسأل عليها.
ندي بحزن مصطنع... طب
ممكن تراجع الكاميرات مرة تانية ممكن يكون حد غيرك شافها ولا حاجة.
العامل... آسف يا فندم لازم إذن من المدير وغير كدا مقدرش أعمل حاجة.... بس لو تحبي ممكن اسأل باقي العاملين هنا لو في حد شافها.
ندي بيأس..... شكرا.
ذهبت ندي بخيبة امل كبير فكانت تأمل ان تحصل على دليل براءة رنا. فتوجهت الي الشركة لتباشر عملها حتي لا يشك أحد في شئ.
اما جاسم فقرر الإنتقام لحبه من رنا فأرسل شخص يراقبها جيدا وينقل له أخبارها.
اما رنا فمازالت رنا علي حالتها بل ساءت كثيرا وما زاد أمورها سوء عدم قبولها في اي من الوظائف التي تقدمت لها بالبداية كانوا يخبروها بحاجتهم الي موظفة بخبرتها ولكن بعد ساعات قليلة يتصلوا يخبروها بأسفهم الشديد فالوظيفة أصبحت شاغرة.
قدمت في وظائف كثيرة وفكل مرة تكون نفس النتيجة حتي يأست وأصبحت ضعيفة جدا.
في يوم استقيظت رنا من نومها تشعر بالخمول والاعياء الشديد فحاولت النهوض حتي تغتسل لعل المياه تخفف ما بها. توفقت قليلا حينما شعرت بأنها على وشك الاغماء فعادت ادراجها الي السرير مرة أخرى. حتي توقفت نوبة الإغماء فالأيام الماضية أهملت طعامها وصحتها فقررت النهوض حتي تناول طعامها وتنتظر نتيجة المقابلة فكان لديها أمل بأن تقبل فيها.
اما علاقة ندي وعدي متوترة من آخر لقاء بينهم. فكانت تتجنب الكلام معه قدر الإمكان. فتفكيرها كان مشغول بإيجاد طريقة لإثبات براءة رنا لذا توجهت مرة أخرى إلي الكافيه كمحاولة لإيجاد طريقة للحصول على التسجيل . ولكن كالعادة لم تستطيع الحصول على التسجيل فتنهدت وخرجت من الكافيه ولكن صادفت في طريقها شخص ما فكأن العدالة الإلهية استجابت لدعوتها وأرسلت إليها طوق نجاة صديقتها.
في الشركة خاصة بمكتب جاسم كان يتحدث مع شخص ما في الهاتف
جاسم... تمام اوووي. مش عايزها تلاقي شغل في اي شركة في مصر تخليك وراها تترفض من أي وظيفة تقدم فيها..... أوك ارفع المراقبة من عليها يومين كدا .... سلام
أغلق هاتفه ثم تحدث پشماتة انتى لسه شوفتي حاجة يا رنا والله لادفعك التمن غالي.
اما ندي التقت بجارها القديم الذي رحل عن منطقتهم منذ اكثر من خمس سنوات.
ندي بعدم تصديق... أحمد ! مش معقول انت .
أحمد.... صحيح الدنيا صغيرة جدا أخبارك أي
ندي.... تمام الحمد لله انت بتعمل ايه هنا.
أحمد... مفيش يا ستي يا دوب أنا المدير.
رنا بعدم تصديق... بجد