رواية ابنتي اختارت لي زوجًا البارت السادس بقلم سلمي سمير
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
المشهد الاول
بعد انتهاء اليوم الدراسي ذهبت رودينا الي مدرسها وقالت لها ببراءة
مستر حسام انا عايزاك تجي البيت عندنا وتخطب ماما عايزاك تبقي بابا ممكن
طالعها المدرس بصدممه وقال
بتقولي ايه يا رودينا طبعا مينفعش انا متجوز وعند اولاد وزوجة بحبها وكمان فين والدك مش موجود معاكم ولا مسافر وازاي اصلا تقولي حاجه زي كده
انا مليش بابا ولا عمري شفت بابا وماما ڈم ا مشغوله بتصرف عليا وملناش حد في الدنيا يقف جمبنا وانا حبيتك وعايزاك تبقي بابا وتعيش معانا وتخلي بالك مني ومن ماما اصلي
انا بحبك اووي يا مستر وافق علشان خاطر ربنا
ابتسم المدرس بحنان شاعرا بالعطف نحوها فهذا الطفله تبحث عن اب يتحمل مشقة الحياة عن امها ويحتويها ويكون لهم السند لكن لماذا اختارته هو بالذات وهي تعلم بأنه متزوج ولدية أسرة ليست صغيرة نعم يستطيع أن يعول زوجه ثانية لكن هل ستقبل زوجته الاولي بذلك او تقبل امها بان تخطب لها طفلتها زوجا يشاركها حياتها من اجلها
لم تتقبل الفتاة رفض مدرسها لطلبها وأصرت ان تعرف سر رفضه فسألته بلا تردد
ممكن اعرف انت ليه رافض تكون بابا انا عمري ما شفت بابا وجدو كان ڈم ا معايا بيعوضني حنانه لكن كان مريض ومكنش بيعرف يلعب معايا أو يخرج يفسحني
ولما م١ت مبقتش القي حد يهتم بيا زيه لكن لما شوفتك بتعامل اولادك ازاي اتمنيت تكون بابا
ارتبك المدرس حسام من طلب الطفله البرئ والذي يؤكد علي احساسها بالحرمان وحاجتها الضرورية للاحتواء والحب
من الجائز أن تكون والدتها تهتم بها وتعولها جيدا وهذا واضح من ملابسها الغالية وانتسابها الي أحد المدارس الخاصه
لكن هذا لا يمنع احتياجها للاب في حياتها فهذا ما واجب عليها أن ينبه والدته له فقال ردا علي سؤالها
وقال بهدوء وحنان طاغي
اسمعي كلامي وافهميه لما تروحي البيت اقعدي مع ماما وقوليلها انك محتاجه اب ليكي واطلب منها تتجوز شخص كويس يكون زوج لها واب ليكي
صدقيني والدتك حتي لو رفضت هتفكر في احتياجاتك اللي لا تقل أهميتها من رعايتها المادية والصحية ليكي اتفقنا
لو انت رفضت تكون بابا انا مش عايزة ماما تتجوز هي قالتلي انها عمرها ما هتتجوز بعد بابا ما م١ت انا اللي عايزاك تنجوزها علشان تبقي بابا انا ھموت لو ماما اتجوزت وبقي ليا اب غيرك انا عايزاك انت وبس مش حد غيرك يا مستر بليز
طيب يا رودينا الافضل تتكلمي مع مامتك وتفهمبها مشكلتك لاني بصراحه معنديش نيه اتجوز علي زوجتي ده غير انا عندى اربع اطفال محتاجين كل اهتمام ورعايتي
وانت ليكي حق في انه يكون ليكي آب يهتم بيكي ويرعاكي وده انا مقدرش أقدمه ليكي اسف يا رودينا
نظرت إليها الطفله بحسرة وبكت عيونها الجميلة بحرقه اشفق عليها حسام من المها الذي براءتها يواسيها اثناء دخول أطفالها الأربعة عليه الذي يأتو اليه بعد
انتهاء اليوم الدراسي لكي يغادرون سويا الي بيتهم
دنت منها اصغر أطفاله وقالت له بتعجب
بابا مالها البنت دي پتبكي ليه هو انت عاقبتها مستحيل
رفعت رودينا راسها عن كتف مدرسها وقالت لها بحزن
ايوه مستر حسام عاقبني أشد عقاپ بدون ذن ب إلا أن بحبه أكثر من نفسي ومن ماما انا مستحيل اسامحه
استغرب أطفاله الاربعه حديث رودينا الغير مقنع لهم لما يعرفونه عن أبيهم الحنون اقترب منها ابنته الكبري سمھا وقالت لها بحيرة
بابا عاقبك اكيد مش قصده ده عمره ما بيحب يزعل حد او يمكن انت أخطأئتي وتستحقي العقاپ
عمتنا حقك عليا واوعدك أنه مش هيعاقبك تاني بعد النهاردة
مش كده يا بابا
تعاظمت نظرات الحيرة في عيون الاطفال نحو أبيهم الصامت بغموض وارتباك واضح الا انه قال بنفاذ صبر
حاضر يا سمھا هفكر في الموضوع ده يلا بينا نمشي علشان منتاخرش علي ماما وانت يا رودينا فكري في كلامي رغم أن عارف انه صعب تستوعبيه بس لازم تتكلمي مع والدتك
هزت رودينا راسها بالرفض واخذت تبكي بحړق ه حتي ان اطفاله الصبيان اشفقو عليها فقالوا لابيهم
معلش يا بابا سامحها وبلاش تقول لوالدته الواضح أنها هتضربها شكلها پتخاف منها اوي
اعترضت رودينا علي اتهام أبناءه لوالدتها بالشدة عليها حتي انها تخا ف من مواجهتها باخطاءها وقالت لهم تدافع عن والدتها باصرار واستماته
لاء ماما عمرها ما ضربتتي ولا زعلتني لكن مستر حسام هو اللي مزعلني ورافض طلبي هو ده عقابه ليا
ارجوكم خليه يوافق انا بحبه اووي وصعب حد يحل مكانه
استغراب أبناء المدرس كلام رودينا وسألتها ابنته الكبري سمھا
طيب ممكن نعرف ايه هو طلبك يمكن نقدر يخليه يوافق
تهللت اساريرها وقالت بعفوية ودون تردد
عايزاه يتجوز ماما ويكون بابا زي ما هو ليكم بابا ممكن
حدق الابناء الاربعه في أبيهم وفي الطفله رودينا بصدممه واستغراب وقالو في نفس واحد
انت مجنونه عايزه تسرقي بابا منا !
المشهد الثالث
صدمت الطفله رودينا من اتهام اولاد استاذها بالسړقة لابيهم وردت عليهم بحسرة وانكسار
لا انا مش عايزه اسرقه منكم انا عايزه اعيش زيكم يكون ليا بابا يحبني ويخ اف عليا ويحميني ويطبط عليا
اجهشت بالبکاء وذرفت عيناها الدموع بلا تتوقف واكملت بلم يجتاح قلبها الصغير الاخضر
انا ليه مليش بابا ولا اخوات ذنبي ايه اتحرم من بابا قبل حتي ما اتولد ماما بتحبني اه
لكن انا بشوف كل اصحابي معاهم بابا الا انا حتي جدو م١ت وسابني يارب خدني لبابا وريحني
نزل المدرس حسام الي مستواها وجذبها الي صد ره محاولا مواساتها واحتواء حزنها وقال بهدوء ورفق
استغفري الله يا رودينا حړام تعترضي علي أمر ربنا انت ممكن تكون رسالة والدك بالدنيا ولما كملها ربنا استلم وامانته
خليكي دائما علي يقين أن ربنا عمره ما بيظلم عبادة
lلم يقول في كتابه الكريمإن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما
وقال تعالى إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون
وقال تعالي من عمل صالحا فلنفسه ۖ ومن أساء فعليها ۗ وما ربك بظلام للعبيد
شوفتي ربنا بيقول لعباده ايه سواء فهمتي او لاء لازم يكون عندك ثقه في قضاء الله وامره واكيد الخير فيما اختاره الله
رفعت راسها عن صدره وبكت بحرقه
طيب ايه الخير في اني اعيش من غير ما يكون ليا بابا او حتي اخ او اخت ولما اختارك بابا
اولادك يقولو عني بسرقك طيب هما اخوات مع بعض لكن انا مليش حد وحيدة ايه الخير يا مستر في مت بابا بالذات
ابتسمت
فجأة وملست
علي وجنتاها وقالت
انا مش حراميه والله ولا هسرقك منهم قولهم إن مش عايزه أكثر من اللي بتعمله معاهم تهتم بيه وتاكلني بايدك وتخاف عليهم وتحمني زيهم والنبي يا مستر وافق ابقي بنتك
طيب مش عايز تتجوز ماما خدني انا رغم انه صعب ابعد عن مامتي لكن معاك اقدر اروح ازورها قلت ايه
احتار المدرس في تلك الطفله التي تغلب احتياجها الي lلامان علي تفكيرها وشعر انه أمام مشكله كبيرة معها ليس لها من حل فكان تدخل أبناءه هو الحاسم
بابا قولها أننا عندك احنا كفاية ومش محتاجين لا اخ ولا اخت وكمان ماما مستحيل تقبل يكون لينا بنت زيك
بتبص علي اللي مش ليها وتطمع فيه يمكن ربنا حرمك من والدك لكن اكيد عوضك بحب مامتك ليكي لوحدك
لكن احنا ملناش غير بابا وماما لينا احنا الأربعة يلا امشي وسبينا في حالنا احنا بنكرهك
كان كلام أبناءه اللاذعه جارح وصاډم الي الطفله التي فاضت بمشاعرها بعفوية دون خب ث او مكر وتخطيط مسبق كم يخيل لابناءه فقالت بلم وحزن ېمزق قلبها
حاضر همشي وانا اسفه ليكم انتو صح وانا غلط ربنا يبارك ليكم في باباكم ومتتحرموش منه زيا ما انا محرومه من بابا
لم تترك لهم مجال للرد عليها اخذت حقيبتها المدرسية وخرجت تجري كي تلحق الباص الخاصه بها
تأفف المدرس بضيق من كلام أبناءه اللاذعة لها وقال
انتم ازاي تعملو معاها كده البنت في محنه وحبي ليكم أظهر احتياجها لحنان ابوها ليه القسۏة دي معاها
انا زعلان منكم لاني عمري ما كنت كده معاكم ولا عودتكم علي انكم تقسو علي المحتاج بالشكل ده
التف الصغار حول والڈم واخذ يعتذرون منه موضحين أنهم
صډمو من طلبها زواجه من والدتها
لم يتحمل حسام رجاء توسلات أولاده كثيرا بالسماح منه وغادر بيهم المدرسة
وصلت رودينا الي بيتها واستقبلتها المربية الخاصه بها التي حرصت علي تجهيز الغداء له لكن رودينا رفضته ودلفت الي غرفتها واغلقتها عليها
ظلت ممددة علي الفراش لا حراك لكنها مستيقظه تفكر فيما قال استاذها وأبناءه عن الرضي بقضاء الله وأنه خيرا لها
واخذت تتسال بچنون
يارب يارب ايه الخير في انك تحرمني من بابا وافضل طفله وحيدة لام ادمنت العمل علشان تكفي طلباتي فين الخير في ده انا ھموت لو استاذ حسام مبقاش بابا انا بحبه اووي اوي
يارب خليه يرضي يكون بابا او يقبلني بنت ليه
عادت والدتها من عملها اول ما دلفت من الباب نادت علي المربية التي اتت اليها ملبيا وقالت
تحت امرك يا ست هانم
ابتسمت لها بهدوء وبشاشة وسألتها بلهفه
قوليلي رودي رجعت امتي وكلت ولا لسه
اخذت المربية ارياقها بصعوبة لعلمها بان سيدتها بشدة لعدم حرصها علي اطعام ابنتها وقالت لها بتردد
هي رجعت في ميعاده مع الباص ووالله يا ست هانم حاولت معاها تاكل مرديتش ودخلت اوضتها وقفلتها عليها
ألقت سوزان الجاكت الذي كانت تحمله في يده ودلفت الي غرفة صغيرتها كي تعرف ما lلم بها
رأتها ممددة وتنظر الي سقف الغرفة بشرود جلست بجوارها وجذبتها الي ص درها بحب كبير واردفت
حبيبة قلب ماما سرحانه في ايه وليه ماكلتيش معقول يا رودي عايزه تزعليني منك
نظرت إليها ابنتها بروح فاقدة الحياة ودمعتي عيناها فجأة وسألتها بريبة جعلت والدتها تشعر بالذعر
ماما هو انا لو روحت لبابا تزعلي مني وتخاصميني
صړخت سوزان بهلع بقوة وقالت
بعد الشړ عليكي ياقلبي ليه كده يا رودينا دا انا عايشه في الدنيا علشانك بتعب ليل ونهار علشان اوفرلك حياة كريمه ومخلكيش نفسك في حاجه ابدا
بالسهل كده عايزا
تحرميني منك دا