الخميس 28 نوفمبر 2024

خان غانم بقلم سوما العربي

انت في الصفحة 65 من 98 صفحات

موقع أيام نيوز


إلا عين والدتها و هي تقول أنا مالي مانا صاخ سليم قدامك أهو و بجهز نفسي عشان أسيب البلد دي بالي فيها.
وقفت سميحة تنظر هي داخل أعين أبنتها تواجهها مرددة الكلمتين دول تضحكي بيهم على أي حد غيري أنا أمك الي ولدتك و ربتك و عارفه إلي فيكي من غير ما تقولي 
فقالت حلا بعند قولت لك مافييش حاجة.
ردت سميحة امال عياط مين ده اللي بسمعه كل ليله من ساعة ما رجعتي

أرتبكت حلا كثيرا و إلتفت تتهرب منها و هي تردد أنا ماشيه لازم الحق الجوازات و بعدها أروح الشغل بسرعه.
هرولت ناحية الباب هاربه و سميحه من خلفها تناديها حلا أستني عندك مش

هتهربي من الكلام زي كل مره أقفي عندك يا بنت أنا لسه ما خلصتش ك.....
صمتت پصدمة و هي تجد حلا قد فتحت الباب لتخرج لكن صدمت
بعزام يقف على الباب يرتدي بذلة سوداء و بيده باقة ورد و لجواره تقف والدته و فتاة نحيفة كل منهما ينظران لها بنزق من أسفل لأعلى بينما عزام يبتسم بإتساع مرددا صباح الخير.
لتقف حلا مبهوته هي و والدتها لا تعلم كل منهما كيفية التصرف في وضع كهذا .
في غرفة مغلقة بإحكام
فتح جميل الباب و دلف للداخل يلقي بصحن صغير لعادل الذي يجلس أرضا به قطعه من الجبن و كسرة خبز ثم ردد خد إطفح .
نظر له عادل پقهر و ردد هتفضل حابسني هنا لحد امتى 
جميل لحد ما تفتح مخك معايا و تقولي مكان الفلوس فين و أنا هشوفك بمبلغ حلو أكبر حتى من إلي كانت البت الشمال دي هتديهولك .
عادل أنسى و الله لو أديتني المبلغ كله.
جميل لأ شهم ياض خلاص خليك مرمي هنا .
فهتف عادل بغيظ طب و أخرتها هتستفيد إيه برميتي هنا.
إلتف له جميل و قال بص بس عشان نجيب من الآخر انسى إنك تخرج من هنا غير لما أخد كل الفلوس إلي أخدتها .
نظر له عادل بحاجب مرفوع و قال بلاش تحسسني إنك خاېف على البيه أوي كده عيب ده انا شوفت كل الحسابات الملعوب فيها يعني أنزل من على المسرح بقا .
جلب جميل إحدى الكراسي و تقدم يجلس لجواره ثم قال عليك نوووور بس انا طول عمري اهبش هبشة صغيرة مش زيك و يوم ما ده يحصل أكيد مش هسيبك تبلعهم لوحدك فيها لاخفيها .
عادل يا سلام أما إنك صاحب مبدأ بصحيح بس شوف لما اقولك أنا عيل شمال و اعمل كل حاجه غلط بس إلا أكل فلوس الولايا و الفلوس دي حق حلا و ماحدش يطول منها مليم واحد خليك جدع و أعمل حاجة واحدة صح و خرجني من هنا .
وقف جميل و إلتف يذهب ناحية الباب ثم قال و مين ده اللي
ضحك عليك و فهمك إني جدع خليك هنا بقا لما تدود و خلي شهامتك تنفعك يا شهم .
ثم صدحت ضحكاته ساخرة متقطعة حتى خرج من المكان كله و ترك عادل يخبط رأسه في الخائط خلفه يسأل الله الخلاص.
في المشفى 
كانت اصوات صړاخ سلوى التي أستيقظت و أدركت ما حدث تملئ الفضاء من حول المستشفى كلها .
كل رواد المكان تقريبا علموا قصتها بسبب صړاخها المتواصل.
وقف بجوارها غانم يحاول تهدئتها و هي تصرخ فيه دفنته يا غانم المره دي مش زي كل مره مش شوية ډم و نزلوا ... المره دي اتسمى و أتكفن و أتدفن المره دي لحم و ډم دفنته فين يا غانم .
بصعوبة بالغة منع غانم دموعه و قال بصوت موجوع جنب أبويا و جدي .
فصدح صړاخ سلوى يشق حنجرتها و يشق المكان أاااااااااااه .
فهرولت إليها الممرضه تضخ في وريدها حقنة مهدئة جديدة و هو وضع يده على فمه حتى وصل لسيارته يغلقها عليه ثم يسمح لنفسه بالبكاء.
يشعر بالوحدة في أكثر اللحظات التي قد يحتاج فيها أي إنسان للمساندة و الدعم لطالما كان وحيدا و تأقلم على ذلك الوضع لكنه الآن في أمس الحاجة للدعم النفسي من أحدهم سلوى معها كل عائلتها حتى أبناء و بنات عماتها و خالاتها .. كل الأقارب من ناحية الأب و
 

64  65  66 

انت في الصفحة 65 من 98 صفحات