رواية ڼار الحب و الاڼتقام ايمان حجازي
وذهبت مسرعه إليه قائله في لهفه
خير يا فندم ! ايه الڼزيف ده
عمار ببرود بعد أن استمع لهمسهم
والله زي ما انتي شايفه هتخيطي الچرح ولا هتفضلي تبصي للحلويات بتاعتي
اخفضت المساعده رأسها في حرج وكذلك الطبيبه فرددت
اتفضل حضرتك من هنا
ثم وجهت حديثها الي مساعدتها
هاتي الابره والخيط والمعقم والبنج يا دعاء
انجزي من غير بنج مش لسه هستني
الطبيبه وهي تنظر لعينيه تاره والچرح تاره قائله بدلال
يا فندم الچرح كبير مش هتستحمل خليني اطهره و
لم تكمل حديثها حيثما قطعه عمار حينما وضعت يديها علي كتفه فأمسك بها ينزلها پغضب وهو ينظر لوجهها
مش
هقولك غير اني مقدم في الجيش وتحديدا الصاعقه لكي بقه أن تتخيلي تفاهه الچرح ده مقارنه باللي بشوفه فشوفي أنتي كمان شغلك بدل ما اطربق الصيديله دي فوق دماغك
ثم ضحك مره أخري وهو يتذكر عناد زينه لها مضيفا
ده علي كده زينه ارحم بكتير
ما أن وصل الي سيارته حتي وجد أتصالا من اللواء نزيه فتعجب قليلا ولكن سرعان ما اعتقد أنه يتصل به من أجل العوده مره اخري فكر لحظات قبل أن يحزم أمره ويجيبه
مساء النور يا سيدي قلت اطمن عليك بما انك مش معبرني
ولا معبر شغلك وسايب الدنيا ټضرب تقلب هنا
عمار پحده ممزوجه بالڠضب
يا باشا أرجوك احنا اتكلمنا في الموضوع ده قبل كده وقلت لك
قاطعه اللواء نزيه
كمل اجازتك براحتك كل حاجه وقفت ومفيش حرب لحين اشعار اخر والدنيا بأمان حاليا
تعجب عمار بشده متسائلا
اكيد مش هشرحلك حاجه زي دي في الموبايل هبقي ازورك قريب وافهمك الوضع ماشي ازاي
عمار بتفكير وخوف مبهم
بس يا فندم مش عارف ليه مش متطمن للقرار ده وحاسس أن الوضع فيه إن
أكد له اللواء نزيه قائلا
وانا زيك برضه بس انت عارف اذا وجبت علينا الحړب هنحارب وده اللي كنا بنعمله واهي موجبتش أيا كان السبب لكن برضه واخدين احتياطتنا وياريت تنجز اجازتك دي وترجع مش هقولك أن الشغل محتاجلك أنا اللي محتاجلك يا عمار وبالنسبه لي معتز ومحمد مش كفايه
عمااار رحت فين وانا بكلمك
معاك يا فندم
اللواء نزيه
أنا سايبك براحتك ومضيت علي اجازتك بنفسي عشان بعتبرك ابني وواثق فيك وفي دماغك وانك ممكن تضحي بنفسك عشان بلدك وانت عارف انها في اشد الحاجه للي زيك فياريت يا عمار مسمعش اي حاجه تغير وجه نظري فيك أو تخليني اندم علي الثقه والامتيازات اللي أنا بديهالك
متقلقش يا فندم وان شاء الله هرجع قريب
اغلق الهاتف وهو يسترجع كلمات اللواء نزيه ويشعر بتيه شديد ودوامه بداخله من ناحيه عمله الذي يفني بحياته لأجله والذي طالما
خيطت الچرح
ايوه وفكك مني أنا حاليا وروحي شوفي البنت واتعاملي معاها كويس مش لمجرد انك متغاظه منها هتتخنقي عليها تمام
زفرت بحنق وهي تجيبه
هي اصلا مش فارقه معايا زيها زي اي مريضه عندي
نطق عمار بإستفزاز
بس فارقه معايا انا
تركها عمار وذهب الي الحمام وترك المياه تنساب علي جسده في تفكير عميق لكل ما حدث له وما سيحدث غير قادرا علي تحديد ما يريد ولكن الذي متأكد منه أنه لن يترك ثأر أخته مطلقا
بعد نصف ساعه خرجت بثينه من الغرفه فأسرع إليها عمار يطمئن علي زينه دلف الغرفه فوجدها نائمه بعمق فشعر بالقلق قليلا فردد سائلا
بثينه التي دلفت خلفه
هي كويسه
بثينه بضيق وسخريه
اه كويسه والاغماء ده السبب الرئيسي فيه قله الاكل عايزه اعرف طالما مهتم بيها أوي كده ليه مش بتأكلها
لم يجيبها عمار أو لم يكترث لها مرددا مره اخري وهو مازال ينظر لزينه
فيها حاجه تانيه غير رجليها كانت بتقول أن بطنها بتوجعها جامد
بثينه
دي حاجه طبيعية لظروفها متقلقش
تذكر عمار حينما كانت بين ذراعيه تحتضنه من شده الخۏف لا يدري لما يشعر بذلك الاحساس كلما كان أو ناظرا لعينيها ترجم ذلك لنفسه بأنها وحيده مكسوره فقدت الشخص الوحيد الذي كان لها بالحياه وهو أكثر من يدرك شعور الفقد ومرارته وكذلك شعر بالندم حينما أخرج غضبه عليها حينما فقد أعصابه وضربها وهو يدرك براءتها ولكن أراد فقط أن
يخرج تلك الشحنات السلبيه بجسده علي من يقف أمامه فلم تكن سوي تلك المسكينه
لا شعوريا وهو يفكر بأخته وبرائتها أيضا وكيف كانت تشاكسه مثل تلك العنيده
أخرجت زينه بعض الآهات فأمسك عمار بيديها في قلق وهو يسأل بثينه
هي پتتوجع من إيه هي فيها حاجه
كانت بثينه تنظر إليه بتعجب شديد وصدمه اكبر فصړخ بها عمار
انتي متنحه كده ليه ما تنطقي
أجابت مسرعه في انتفاضه لاشعوريه
هي مفيهاش حاجه اصلا ما طبيعي تتألم چروح رجليها فتحت تاني بعد ما كانت قربت تخف وده مؤلم اكبر ودا غير ۏجع بطنها الفتره دي وهي اصلا ضعيفه
طب ما تديها مسكن اعملي اي حاجه مش عايزها تتوجع كده
هي نايمه متقلقش لما تصحي تبقي تاخد سيبها أنت بس ترتاح وهتبقي كويسه
تركها عمار بالفعل وذهب الي الشرفه ذهبت خلفه بثينه حيث لم تستطيع كتمان الحديث أكثر من ذلك
هو انا ممكن اعرف مين البنت دي وبتعمل ايه معاك ! وارجوك جاوبني متقوليش انتي مالك
أجابها بإقتضاب
حد يخصني وخلاص
ايوه يعني إيه برضه ما انت اللي يخصك كتير اللي يشوف اهتمامك بيها وخۏفك عليها يقول إنك بتحبها بس عشان أنا عارفاك كويس وعارفه انك مش بتاع حب بسألك مين دي
الټفت عمار إليها قائلا
ليه مش بتاع حب ! مش راجل أنا مثلا ومعرفش احب ولا إيه
أسرعت بثينه
لا لا طبعا مش قصدي بس انت حياتك كلها ناشفه زي ما قلتلي قبل كده مفيهاش المشاعر والحاجات دي انت راجل عسكري مش ده كلامك
عمار بإستفزاز
مش يمكن مكنتش مثلا لاقي اللي تغيرلي تفكيري واللي تستاهل اني احبها
بثينه بتلقائيه
لا طبعا مش ده الموضوع لأنه لو كده كنت علي الاقل حبيتني أنا
ضحك عمار بتهكم
وانتي شايفه نفسك تستاهلي انك تتحبي اصلا قبل ما تستاهليني أنا !
اخفضت رأسها في خجل بينما تابع
ده انا لسه مطلع واحد من الشقه من شويه ويا عالم كان في مين غيره
بثينه بضيق
يا عمار أنا مش كده ولسه محافظه علي نفسي
عمار
الكلام ده متقوليهوش ليا أنا قوليله للي هيتجوزك في يوم من الايام من اني اشك أن ممكن حد يبصلك لو عرف عمايلك دي وقلتهالك قبل كده يا بثينه وهقولهالك تاني انتي لا تعنيني في شئ سوي انك اخت واحد صاحبي اسټشهد ووصاني عليكي ولولاه اني عامل حسابه لحد ذات اللحظه كنت طردتك بره الشقه دي ومن مهنه الطب كلها وخليتك عبره للي يسوي واللي ميسواش
أبتلعت بثينه ريقها في توتر وخوف بينما هو اقترب خطوه منها أكثر مضيفا في ټهديد
معرفش إذا كان الواد ده اول واحد يدخل الشقه دي ولا لا لكن متأكد أنه خلاص اخر واحد صح ولا لأ
لم تجيبه بينما ارتفع صوته پحده
صح ولا لأ
انتفضت لاشعوريا قائله
صح صح حاضر صدقني مش هيحصل تاني والله عرفت غلطي والحاجه دي مش هكررها تاني
يكون احسن لمصلحتك
بثينه
بس برضه عايزه اعرف ايه طبيعه علاقتك باللي اسمها زينه دي وليه هي معاك
خليكي في نفسك يكون افضل عن اذنك
ثم تركها ودلف الي غرفه زينه مره أخري لم يكن ليتناقش مع بثينه في ذلك الأمر إلا لكي لا تفكر به مطلقا كحبيب أو أنه من الممكن في يوم من الايام سوف ينظر إليها كزوجه مهما فعلت هي كانت ومازالت اخت صديقه ولولا أنه لا يرد أحدا طلب مساعدته لكان القي بها خارج حياته نظر بتلقائيه الي زينه فوجدها مازالت نائمه وجهها يكسوه العرق والألم مد يديه إليها ومسح حبات العرق بيديه من علي جبهتها وأخذه التفكير فيما يود فعله للأنتقام
لم يشعر بنفسه إلا وهو يغمض عينيه في ضعف وأستسلام فوضع رأسه علي الوساده بجانبها وغط في نوم عميق
في اليوم التالي فتحت زينه عينيها ببطئ وهي تتثائب بكسل كعادتها شعرت بأشياء غريبه بها فنهضت في موضعها وكشفت الغطاء لتجد
ثيابها قد تم تبديلهم وكذلك قدمها خفق قلبها
پخوف شديد حينما اشاحت بوجهها لتقع عينيها علي عمار الذي أيضا وجدته بثياب غير التي كان يرتديها بالأمس ضمت قدميها برهبه شديده وهي تحاول الابتعاد عنه وعرفت دموعها طريقها الي عينيها
حركتها البسيطه تلك كانت كفيله بأن توقظه من نومه لينظر إليها پصدمه غير مستوعبا تلك الحاله فتسائل
مالك بټعيطي ليه
لم يستطع تفسير نظراتها لها ولا سبب بكائها فنهض مسرعا وهو يقترب منها فوجدها تصرخ في انفعال شديد
أبعد عني أوعي تقربلي انت فاهم !
لم يستغرق الأمر معه لحظات حتي تفهم حالتها تلك ثياب جديده وهو كذلك فتحت عينيها فوجدته نائم بجوارها كل ذلك ترجم خطأ لديها فأسرع يردد
مټخافيش مټخافيش أنا مقربتلكيش مش أنا اللي عملت كل ده دي دكتوره
نظرت إليه بشك قليلا وهي تجفف عبراتها فأضاف ساخرا كي يستفزها
انتي بجد فكرتي اني ممكن اقربلك ليه يعني من قله النسوان
ارتفع صوتها قليلا وهي تشير بيديها
وانت تقدر أصلا تقربلي أنا أبعد من خيالك ليك أنا بس خفت علي نفسي ليكون علي اخر الزمن جرالي حاجه بسببك أنا محتفظه بنفسي للأنسان اللي هيحبني ويقدرني مش لواحد بيستقوي علي اللي أضعف منه
لا يعلم مصدر الغيظ والضيق الذي اجتاحوا صدره لمجرد أنها نسبت نفسها لشخصا أخر فردد
أنا لو عايز اعمل كده مش انتي اللي هتمنعيني يا بتاعه انتي ! لكن أنا مش شايف فيكي حاجه اصلا ممكن تغري الواحد وبما اني بستقوي علي اللي أضعف مني فأنا لو حابب امۏتك دلوقت هيحصل مش بس فمتعاندنيش أو تفكري لمجرد التفكير انك تتحديني مفهوم
زينه بدفاع
أنا مش بعاند أنا بعمل اللي المفروض يتعمل انت بقه شايفه عند يبقي دي مشكلتك
رمقته زينه بنظرات احتقار شديده ولم اجيبه في حين اقترب منها عمار أكثر وهو يضيق عينيه
ولما تخرجي امبارح نص الليل وتروحي قدام بيتك وانا محذرك من انك حتي تفتحي الشباك ده يبقي إيه غير أنه عند لتاني مره بتعرضي حياتك للخطړ لولا أني كنت موجود
زينه بخجل ممزوج بالبكاء
أنا معملتش كده غير لسبب مهم مش عشان اعاندك ولا حاجه
عمار پحده
كنتي قوليلي مش تخرجي لوحدك كده في نص الليل وانتي عارفه أن في كلاب بتجري وراكي
نظرت إليه بطرف عينيها مردده بخفوت
مكنش ينفع أقولك متعرفش