ضروب العشق بقلم ندي محمود توفيق
مغمغما
أنا كنت تحت عند باب العمارة ومرة واحدة لقيت عربية الإسعاف وقفت وطلعوا على فوق مجاش في بالي إنها هتكون والدة الأنسة شفق نهائي وبعديها بدقايق لقيتهم نازلين وهما شايلنها على النقالة وكانت قاطعة النفس يعني مټوفية من قبل ما توصل المستشفى وركبت الأنسة شفق معاها في العربية وأنا جيت وراهم علطول والدكتور بمجرد ما كشف عليها قال إنها مټوفية بسبب غيبوبة سكر
وإنت متصلتش بيا ليه من وقت ما جات عربية الإسعاف
تلفوني كان فاصل شحن واستنيت لغاية مايشحن شوية واتصلت بيك
طيب وهي فين دلوقتي
أجابه في خفوت
منتظرين حد يخلص إجرارات الۏفاة والخروج عشان تبدأ في تصريحات الډفن والأنسة شفق اڼهارت وادوها حقنة مهدئة وصحبتها جات من حوالي خمس دقايق ومعاها دلوقتي
جلس على أقرب مقعد وجده أمامه واحني رأسه ډافنا إياها بين راحتي يديه وأعتق دمعة كانت تحارب من أجل السقوط كانت تحارب لأجل كل الآلام والأوجاع التي سكنت قلبه بفراق أحبته .. أصبح يخشى العيش أكثر فيشهد فقد عزيز آخر ! .
عاملة إيه دلوقتي
غمغمت في صوت باكي
جاتلها حالة اڼهيار وعصبية بقت تصرخ بطريقة هستيرية أنا مشوفتهاش كدا يوم ۏفاة سيف والممرضات ادوها حقنة مهدئة ولسا نايمة
طيب خليكي جمبها معلش ومتسبهاش لغاية ما اخلص الإجراءات وكل حاجة
أماءت له بالموافقة وهي تمسح دموعها التي تسقط تلقائيا حزنا على صديقتها وأمها بينما هو فاستدار وانصرف .....
انتهت اجراءات الډفن كاملة وتم العزاء ومر يوم كاملا ومع فجر اليوم الأول كان ضوء الشروق خاڤت في السماء والأجواء هادئة تماما في الشوارع إن قمت بإلقاء أبرة ستسمع صوتها كأنها قطعة حديد سميكة !! .
يبوح بمدى شوقه وتعطشه لمعانقتهم مجددا فقد بدأت الأعباء تثقل وظهره بدأ في الانحناء ولكنه يعافر ولا يقبل الضعف ! .
وصل أخيرا بعد دقائق طويلة من السير على الأقدام وفتحوا له حراس البوابة الرئيسية الباب ليدخل بهدوء تام ويتجه نحو الأريكة المتوسطة
كرم كنت فين يابني لغاية دلوقتي قلقتني عليك !
فتح عيناه المرهقة وابتسم لها ببساطة ثم التقط كفها وقبل باطنه في رقة واعتدل جالسا لتجلس هي بجواره وتهمس في شفقة
مالك ياكرم !
تطلع إليها بأعين تسبح بها الدموع الموجوعة ثم اقترب والقي بنفسه بين ذراعيها لينعم بحنانها الذي يزيح عن نفسه شقائها ويخرج صوته مبحوحا
تعبان يا أمي تعبان أوي
هطلت دموعها بغزارة حړقة وألم على عزيزها وفلذة كبدها الذي ينهار رويدا رويدا أمامها وهتفت بنبرتها الباكية
ليه بتعمل في نفسك كدا ياحبيبي .. كفاية يابني ابوس إيدك !
وجدته يهتف في ابتسامة تحمل كل أصناف الشقاء
المۏت مخدش مني غير اللي بحبهم وبقيت بفكر ياترى
الدور على مين تاني وبتمني يكون عليا أنا عشان ارتاح
عنفته بشدة من وسط بكائها الذي اشتد
بعد الشړ عليك .. لو حصتلك حاجة هتلاقيني وراك أنا مستحملش أشوف فيك شړ إنت وإخواتك أنا حاسة بيك بس حزنك مش هيفيدهم بحاجة ادعيلهم وبص لحياتك ولنفسك ياحبيبي
غمغم في مرارة وأسى
سيف سابلي أمانة تقيلة أوي وخاېف مكونش قدها واضيع الأمانة أروى برضوا كانت أمانة وضيعتها ومحافظتش على الأمانة .. في اليوم ده فضلت ترن عليا عشان تقولي إنها طالعة ورايحة فين وأنا مردتش عليها .. ليه ! عشان كنت في اجتماع .. أنا فضلت الشغل عليها وهي راحت !!! وراحت بأبشع الطرق وسابت ڼار جوايا مش هتتطفي غير لما أخد حقها
ربنا يرحمها ياحبيبي هي في مكان أحسن منينا
غمغم في صوت يغلبه البكاء
وحشتني أوي يا أمي
جففت دموعها وحاولت امساكهم حتى لا يسقطوا مجددا ثم أخذت تملس على شعره كما كانت تفعل في صغره ..