الخميس 12 ديسمبر 2024

ضروب العشق بقلم ندي محمود توفيق

انت في الصفحة 56 من 117 صفحات

موقع أيام نيوز


مغمغما 
أنا كنت تحت عند باب العمارة ومرة واحدة لقيت عربية الإسعاف وقفت وطلعوا على فوق مجاش في بالي إنها هتكون والدة الأنسة شفق نهائي وبعديها بدقايق لقيتهم نازلين وهما شايلنها على النقالة وكانت قاطعة النفس يعني مټوفية من قبل ما توصل المستشفى وركبت الأنسة شفق معاها في العربية وأنا جيت وراهم علطول والدكتور بمجرد ما كشف عليها قال إنها مټوفية بسبب غيبوبة سكر

مسح على وجهه وهو يتأفف بقلب موجوع ويهتف معنفا إياه 
وإنت متصلتش بيا ليه من وقت ما جات عربية الإسعاف
تلفوني كان فاصل شحن واستنيت لغاية مايشحن شوية واتصلت بيك
طيب وهي فين دلوقتي 
أجابه في خفوت 
منتظرين حد يخلص إجرارات الۏفاة والخروج عشان تبدأ في تصريحات الډفن والأنسة شفق اڼهارت وادوها حقنة مهدئة وصحبتها جات من حوالي خمس دقايق ومعاها دلوقتي
استقرت في عيناه نظرة مريرة ثم تركه وسار نحو الداخل ببطء إلى متى سيستمر في تلقى أخبار ۏفاة احبائه إلى متى سيظل هو من يتولي تصريحات دفنهم ويكون هو أول من يدخلهم لقبرهم .. ذاق العڈاب لأول مرة عند ۏفاة والده ومن بعده زوجته ولحق صديقه بها والآن المرأة التي لطالما أحبها وأعتبرها أما ثانية له !! .
جلس على أقرب مقعد وجده أمامه واحني رأسه ډافنا إياها بين راحتي يديه وأعتق دمعة كانت تحارب من أجل السقوط كانت تحارب لأجل كل الآلام والأوجاع التي سكنت قلبه بفراق أحبته .. أصبح يخشى العيش أكثر فيشهد فقد عزيز آخر ! .
بعد مرور دقائق من الصراع والحزن هب واقفا واتجه نحو الغرفة التي تكمن بها شفق وطرق الباب بهدوء شديد ففتحت له نهلة التي كانت عيناها تذرف الدموع بغزارة .. حتى جاءها صوته الضعيف وهو لا ينظر لها 
عاملة إيه دلوقتي 
غمغمت في صوت باكي 
جاتلها حالة اڼهيار وعصبية بقت تصرخ بطريقة هستيرية أنا مشوفتهاش كدا يوم ۏفاة سيف والممرضات ادوها حقنة مهدئة ولسا نايمة
قال في إيجاز لعدم قدرته على التحدث 
طيب خليكي جمبها معلش ومتسبهاش لغاية ما اخلص الإجراءات وكل حاجة
أماءت له بالموافقة وهي تمسح دموعها التي تسقط تلقائيا حزنا على صديقتها وأمها بينما هو فاستدار وانصرف .....
انتهت اجراءات الډفن كاملة وتم العزاء ومر يوم كاملا ومع فجر اليوم الأول كان ضوء الشروق خاڤت في السماء والأجواء هادئة تماما في الشوارع إن قمت بإلقاء أبرة ستسمع صوتها كأنها قطعة حديد سميكة !! .
كان يسير على قدميه وحيدا واضعا قبضتيه في جيبي بنطاله بعد أن قضى وقته المعتاد مع كل من زوجته وصديقه يشكو لهم همه وألمه ولا تخلو جملة دون أن
يبوح بمدى شوقه وتعطشه لمعانقتهم مجددا فقد بدأت الأعباء تثقل وظهره بدأ في الانحناء ولكنه يعافر ولا يقبل الضعف ! .
وصل أخيرا بعد دقائق طويلة من السير على الأقدام وفتحوا له حراس البوابة الرئيسية الباب ليدخل بهدوء تام ويتجه نحو الأريكة المتوسطة
في آخر الحديقة ثم يلقى بجسده عليها لتركض التي كانت تقف في شرفتها منتظرة قدومه على أحر من الجمر وبعد لحظات وقفت أمامه ثم انحنت وملست على شعره الغزير مغمغمة في حنو وعتاب رقيق 
كرم كنت فين يابني لغاية دلوقتي قلقتني عليك !
فتح عيناه المرهقة وابتسم لها ببساطة ثم التقط كفها وقبل باطنه في رقة واعتدل جالسا لتجلس هي بجواره وتهمس في شفقة 
مالك ياكرم !
تطلع إليها بأعين تسبح بها الدموع الموجوعة ثم اقترب والقي بنفسه بين ذراعيها لينعم بحنانها الذي يزيح عن نفسه شقائها ويخرج صوته مبحوحا 
تعبان يا أمي تعبان أوي
هطلت دموعها بغزارة حړقة وألم على عزيزها وفلذة كبدها الذي ينهار رويدا رويدا أمامها وهتفت بنبرتها الباكية 
ليه بتعمل في نفسك كدا ياحبيبي .. كفاية يابني ابوس إيدك !
وجدته يهتف في ابتسامة تحمل كل أصناف الشقاء 
المۏت مخدش مني غير اللي بحبهم وبقيت بفكر ياترى
الدور على مين تاني وبتمني يكون عليا أنا عشان ارتاح
عنفته بشدة من وسط بكائها الذي اشتد 
بعد الشړ عليك .. لو حصتلك حاجة هتلاقيني وراك أنا مستحملش أشوف فيك شړ إنت وإخواتك أنا حاسة بيك بس حزنك مش هيفيدهم بحاجة ادعيلهم وبص لحياتك ولنفسك ياحبيبي
غمغم في مرارة وأسى 
سيف سابلي أمانة تقيلة أوي وخاېف مكونش قدها واضيع الأمانة أروى برضوا كانت أمانة وضيعتها ومحافظتش على الأمانة .. في اليوم ده فضلت ترن عليا عشان تقولي إنها طالعة ورايحة فين وأنا مردتش عليها .. ليه ! عشان كنت في اجتماع .. أنا فضلت الشغل عليها وهي راحت !!! وراحت بأبشع الطرق وسابت ڼار جوايا مش هتتطفي غير لما أخد حقها
ربنا يرحمها ياحبيبي هي في مكان أحسن منينا
غمغم في صوت يغلبه البكاء 
وحشتني أوي يا أمي
جففت دموعها وحاولت امساكهم حتى لا يسقطوا مجددا ثم أخذت تملس على شعره كما كانت تفعل في صغره ..
 

55  56  57 

انت في الصفحة 56 من 117 صفحات