رواية اللصة والۏحش للكاتبة منة فوزي
جذبها ليمسك بها باحد زراعيه بقوة و عاد بها اخيرا..
جلست علي الرمال تنظر للسماء في محاولة لتجد افضل وضع لتلحق الشعاع الباقي من الشمس..
ولكن هيهات ان الوقت قد اقترب من الغروب حتي النسمات تحولت لهواءا باردا..
مشكلة جو كانت بسيط
قال جو وكانه يحدث نفسه بجدية كده هيجيلك برد.. برد ايه ده التهاب رئوي اقل واجب!! و لو قلنا مش مشكلة و طلعنا الطريق عشان نركب حاجة.. مش هينفع بمنظرك ده.. واشار الي التي شيرت الذي ترتديه.. فنظرت الي نفسها حيث يشير و جدت ان البلل قد جعل التي شيرت الابيض شفافا لدرجة ان ملابسها الداخلية واضحة كوضوح الشمس التي كانت هنا قبل قليل و لم تلحق بها ..
حركة تلقائية .. فالقي اليها بالتيشيرت
الخاص به الغير مبتل ..
قال طب كحل مبدئي.. البسي ده
امسكت به شهد ثم نظرت حولها و قالت بغباء فين
قال جو في غيظ هيكون فين يعني! في الاوتيل السبع نجوم!! هنا.. انا هدور و شي.. اخلصي عشان الدنيا لو ضلمت مش هنعرف نوصل للطريق اللي برة من اساسه
توجست شهد قليلا و لكن خۏفها من بقائهما في هذا المكان القاحل في الظلام كان اقوي من اي شكوك او توجسات..
شهد بعد ان انتهت قالت خلاص
استدار و تفحصها بدقة عند منطقة الص در.. مما جعلها تضيق بالامر وتقول بعصبية ايه بتبص كده ليه
جو بانفعال اتنيلي علي عينيك.. مانتي كنتي قدامي اربع ساعات في البحر مجتش جنبك.. ايه بشوف الهبابة دي شفافة زي التانية و لا لأ!
فعاد ليقول وهو يرتدي بنطاله طب مش كده احسن نقدر نمشي لأول الطريق ونركب ميكروبص يوصلنا لاي حتة ناكل فيها و بعدين ناخد الاتوبيس و نرجع .. علي منوصل للمطعم يمكن تكوني نشفتي شوية..
شهد بنبرة لائمة اه نشفت من البرد... وانت هتمشي من غير حاجة من فوق كده.. هتعيا! قلتلك كانت فكرة غبية و انت اصريت ننزل المية برضه!
شهد طب خلاص هخرس خالص و متفكرش لسانك ده يخاطب لساني تاني ابدا!
نهضت من مكانها وتحركت ماشية بعصبية و بيدها فردتي حذائها و باليد الاخري ملابسها المبتلة.. تعثرت عدة مرات في الرمال الي ان لحق بها جو و مد ذراعه اليها.. تأبطتها في غيظ و علي وجهها كل علامات الاستياء منه..
جو لشهدانا اجرت اوضة.. احنا نطلع كل واحد يستحمي احسن الملح اكلني خلاص.. و فرصة نحاول ننشف الهدوم.. و ناكل وبعدين نتكل علي الله
قلبت شهد شفتيها في عدم اكتراث.. فهي مازالت لا تحدثه..
ماان ادخلا الحجرة حتي توجه جو للشرفة تاركا لها الحجرة باكملها حتي تكون علي حريتها. قام بنشر تي شيرت شهد علي احد الكراسي وجلس علي الكرسي الاخر.
جو انتي مش مبتكلمنيش! اطلعي انتي خديه
لم ترد بل مدت يدها في اصرار من فتحة الباب الصغيرة جدا..
قال و من امتي الثقة دي.. مش دايما عاملة فيها ابلة حريصة
شهد بغيظ من خلف الباب هحرص من ايه! منا كنت قدامك اربع ساعات في البحر مجيتش جنبي!
ابتسم و قد ادرك ان قوله علي الشاطيء اغاظها.. فمد يده اليها عن بعد بالتي ش يرت وقال محدثا اياها من خلف الباب لا بس دولقتي حاجة تانية.. احنا بنكلم في هدوم مقلوعة وملبوسة وحكاية ...
قاطعته بسحب الملابس من يده پعنف وصفعت الباب في وجهه..
ضحك في خبث.. و عاد الي مكانه في الشرفة..
لا حظت امورا مريبة و نساء عجيبة الشكل تدخل و تخرج .. ادركت ما ادرك جو قبل قليل .. هذا الفندق مريب بشدة.. قطع تفكيرها شخص يجري قادما من اخر الشارع .. و صاح بشيء غير واضح لحراس الفندق الواقفين علي البوابة.. مما جعلم يهبون من اماكنهم و يتبعثرون جريا الي الداخل وكأنه حذرهم من امرا ما.. ثم سمعت جلبة في الداخل و اقدام كثير تجري في طرقات الفندق و علي السلالم.. حسها الاجرامي اخبرها ان الامر لا يبشر خيرا.. دلفت مسرعة لداخل الحجرة و طرقت الباب علي جو قائلة جو .. لازم نمشي من هنا دلوقتي..
فقال من الداخل هو انت مش عاملة مبتكلمنيش ثم نمشي ليه دلوقتي
لم تدري بم ترد و لكنها قالت بجدية مش وقت اسئلة دلوقتي.. اطلع بسرعة .. لازم نمشي
خرج اليها و هو يكمل ارتداء
ملابسه و قال ليه
سمعا صوت س ارينة س يارة ال ش رطة.. و كأي شخصين مثلهما .. كان التصرف سريعا فهما لم يتوقفا لتقبل المفاجأة او للارتباك.. بل اسرعا معا الي الشرفة.. حيث انه معروف ان في مثل هذه الحالات السلالم اختيار غير موفق..
قفزت شهد اولا و صعدت علي الماسورة الجانبية والتي ميزت مكانها فورا الي السطح في سرعة .. و تبعها جو .. وصلا الي سطح الفندق.. اشار لها جو في سرعة الي سطح المبني الملاصق.. و بالفعل توجها اليه .. قفز جو اولا ثم مد يده ليعاونها.. وقفا يلهثان لثانية .. ثم اقترب جو من الباب المؤدي لسلالم المبني الذي هم علي سطحه.. انه باب حديدي مغلق بقفل.. كيف سينزلان .. المواسير الان بعد تجمع المارة في الشارع امرا غير وارد..
وقف حائرا يدرس المسافة بين سطح ذالك المبني و المبني التالي.. كانت ابعد كثيرا من السابقة.. قد يجتازها هو لكن ربما لا تستطيع شهد.. اما شهد فقد امسكت بالقفل تتفقده.. ثم بحثت عن شيئا ما في الحطام المبعثرة في كل مكان .. و اخيرا وجدت ضالتها.. تابعها جو في صمت محاولا فهم ما تفعل... وجدها تدس ذلك الشيء المعدني الرفيع في ثقب القفل.. عالجته بطريقة ما و.. طك وقع مفتوحا! نظرت اليه في تفاخر.. و لكنه لم يعلق بل دفع بها امامه لينزلا السلم في خفة مسرعين .. و قبل ان يخرجا من مدخل المبني.. وقفا ليهندما نفسيهما و خرجا بهدوء.. شهد متأبطة ذراع جو... مشيا بهدوء و سط المارة المحتشدة و ال ش رطة المحاصرة للمبني الفندق..
سمعا عبارت علي غرار.. الله يحرقه فندق.. كل يوم البوليس هنا .. ربنا يتوب علي المنطقة من لاشكال دي ..
ابتعدا عن ذلك الشارع في سلام ..
قالت شهد طب مانت صايع اهه.. و النبي انا وانت نعمل عصابة عسل.. انت الاكشن و الحركات و انا الفتح و التسليك
جو بس يا بت
شهد تنكر ان لولا صوابعي الحلوة دي.. كان زمانا محبوسين في السطوح لحد ما حد كان لمحڼا و رحنا في سين و جيم
لم يرد ليغيظها..
فقالت بغيط علي فكرة انا لسة اصلا مبكلمش معاك.. متكلمنيش تاني!
رن هاتفه.. اخ انه الخواجة..
انت فين يا جو
جو انا تعبان قوي يا ريس و مش قادر اجي الليلة
الخواجة نعم! من امتي و مقلتش من بدري ليه
جو كنت فاكر اني هقدر اجي.. بس
مش قادر..
الخواجةجو.. انت مش عاجبني!
جو تعبان يا ريس!
الخواجة بكرة تكون موجود في معادك.. مش عارف هفضل اديك فرص لحد امتي
جو انا بتاعك يا ريس.. وعمري ما اخذلك
الخواجة بكرة تكون موجود!
جو امرك يا ريس
وانتهت المكالمة
زفر جو في ضيق و قال يظهر حنان عندها حق
شهد بتقول ايه
جو تخيلي اني موجود كل ليلة.. ولا مرة مرحتش.. و بعد كل اللي عملته عشانه.. بيتعصب عليا عشان بقوله تعبان!
ضحكت شهد ضحكة طفولية و قالت هو الخواجة بتاعكوا ده بيعرف يتعصب!
ابتسم جو للملاحظة التي هي في محلها و قال بنصف ابتسامة ساخرة يعني اتعصب علي قد ما بيعرف.. يعني قال تلات كلمات زيادة عن الكلمتين الاساسي بتوعه..
ابتسمت شهد و هي تنظر حولها و قالت في قلق متيجي نسرع شوية المنطقة هنا لبش قوي و كل شوية يعدي نجوم و دبابير..
بالفعل نظر جو حوله كان تواجد الشرطة كثيفا.. لذا دفع بها لشارع جانبي مظلم وسارا به حتي و جدا نفسيهما في طريق رملي شبه ممهد..
شهد انت عارف احنا فين
صمت مفكرا و هو يتلفت حوله غالبا اخر الطريق ده يطلعنا علي الطريق الصحراوي نفسه.. نركب منه اي حاجة..
شهد غالبا!! يعني مش متأكد!
جو هيحصل ايه يعني.. ادينا هنجرب مش احسن من المنطقة الل بش دي
شهد انا عارفه انا كان ايه الي خلاني اوافقك علي المشوار المهبب ده
قال في خبث الكام ساعة بتوع البحر يستاهلوا التعب
الرجل ملوحا ب س لاحه بتسووا ايه هنا.. ارفع يدك انت و هي لفوق
رفعت شهد يدها بسرعة و ال صقت نفسها بيوسف وكذلك فعل يوسف بهدوء..فقال الرجل بتسووا ايه هنا عايزيين حش ييش
قال جو بهدوء احنا هارباني ين و عيب لما ولاد الكار يرفعوا س لاح علي بعض.. انا
سبتك للاخر علشان البسك الغلط ويبقالي عندكوا حق عرب
الرجلولاد كار كيف
جو ال س لاح اللي انت ماسكه ده و بتهددني بيه.. من عند الريس عبود.. و انا كمان من طرف الريس عبود
عقد الراجل حاجبيه و قالالريس عبود في مصر.. ايش جابك هنا
جو جيت اشم هوا.. البوليس كبس علي اللوكاندة قالها هو يشير الي شهد
ابتسم الرجل في خبث و قالممم عشاج
همت شهد بالاعتراض علي سمعتها التي تلطخت بالوحل للتو... الا ان جو اسكتها بضړبة كوع..
فقال جو.. الله ينور عليك.. هات الحاجة.. و قولي اطلع الطريق منين
الرجل لا.. ايش دراني انكوا مش جواسيس الحكومة قدامي.. هتيجوا معايا
جو معاك فين يا شيخنا احنا لازم نرجع القاهرة.. الريس عبود هيزعل جدا لو عرف..
الرجل ما لي دخل.. حديثك بيكون مع الشيخ فريج.. قدامي
جو انت كده هتركب غلط كتير قوي.. انا معاك للاخر...
بالفعل قادهما الرجلان مشيا مسافة اخري طويلة داخل الصحراء حتي كادت شهد ان تبكي..
الى ان لاح امامهم ما يشبه المخييم.. ووسطه مبني بدائي من دورين..
تحدثا الرجلين البدو مع حرراس المخييم.. بقي منهم الصامت في الخارج بينما مر الاخر معهما بالاضافة الي ح ارسين اخرين من حراس المخييم ..
طلب منهما احد الحراس ان يتبعوه..
قالت شهد بصوت خفيض هو واخدنا فين انا رجلي اتكسرت كانت شورة مهببة
جو