رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق
وبالعند فيكي ومتنتظريش مني غير المعاملة دي وأنا بنصحك إنك تطلعيني من دماغك .. إنتي فاكرة إن ممكن حد يبصلك أصلا وحدة زيك متعرفش تحب إنتي بس بتعرفي ټأذي .. وبرأى قبل ما تفكري تحبي أبقى بصي لنفسك تصلحي للحب ولا لا !
بدون رحمة كانت تعرف أنها يبغضها ولكنها لم تكن تتنظر منه كل هذه القسۏة وعدم تقدير مشاعرها حتى لو كان لا يقبل حبها له.. كيف له أن يكون بكل هذا الجفاء الآن فقط أدركت أنه استحق ما سببته له من ألم عندما فصلت بينه وبين حبيبته .. استحق كل شيء قالته له المرأة التي عشقها .. واستحق هجرها له كأنه نكرة لأن هو الذي لا يعرف شيء عن العشق وجبر الخواطر حتى لو بكلمة بسيطة .. هو الذي لا يصلح للحب وليس هي ! .
في مساء ذلك اليوم .....
كان عائدا إلى المنزل بعد قضاء يوم مرهق ومتعب قضي نصفه في منزل صديقه الحميم وثم توجه إلى العمل لينهي بعض الأعمال المتعجلة والآن هو في طريقه للمنزل يتشوق لفراشه والنوم .
وإذا به يجد فتاة تظهر أمامه فجأة وهي غير منتبهة لوجود السيارة القادمة نحوها ولكنها انتبهت ونزل من سيارته مسرعا ليرى هذه الفتاة بخير
أم أصابها مكروه .. وعندما دقق النظر بها جيدا هتف بذهول
رفعت نظرها له فأصابتها الدهشة الممزوجة بالخجل والتوتر وكأن دلو ماء بارد سكب عليها تحاملت على نفسها ووقفت على قدمها هاتفة وهي تطرق أرضا موضحة له ذهولها بمقابلتها له أيضا
_ أستاذ كرم !
هتف بقلق حقيقي دون أن يكون في نبرته أو نظرته إى خجل على عادته
_ إنتي كويسة .. أنا آسف جدا والله ما أقصد لو رجلك فيها حاجة تعالي نروح المستشفى حالا
أجابت مسرعة بارتباك واستحياء
_ لا لا مستشفى إيه ملوش لزمة أنا بس عشان اټخضيت فوقعت .. الحمدلله ربنا لطف وكمان أنا اللي غلطانة مبصيتش على الطريق قبل ما أعدي
أماءت له بابتسامة متوترة أما هو فعاد لطبيعته المعتادة حيث أجاب بخفوت ونبرة مؤدبة
_ طيب اتفضلي هوصلك للبيت .. البيت مش بعيد من هنا
غمغمت باعتراض بسيط بعد أن ازداد الامر سوءا بالنسبة لها
_ أنا كويسة والله هاخد تاكسي وهروح دلوقتي
رسم ابتسامة بسيطة على شفتيه وقال بشيء من الحدة واللين دون أن تكون نظراته على وجهها ثابتة
_ تاكسي إيه في الوقت ده ! .. مينفعش تاخدي تاكسي دلوقتي وحدك وأنا أكيد مس هسيبك تركبي تاكسي .. يلا اتفضلي هوصلك
تنفست الصعداء بيأس واتجهت إلى السيارة وهي تعرج قليلا ثم استقلت بالمقعد الخلفي واستقل هو بمقعده المخصص وانطلق بالسيارة فخطڤ نظرات سريعة لها من مرآة السيارة العلوية التي تعكس الأجسام وهو يتردد في سؤالها سؤال كهذا أو بالأحرى يشعر بالخجل لأن هذا شيء ليس من شأنه .. ولكنه لا ينظر لها إلا أنها مثل شقيقته ولا مانع من سؤالها كشيء من الاطمئنان ! .
_ أنا آسف على سؤالي .. بس هو إنتي كنتي بتعملي إيه في الوقت ده والمكان الشبه مقطوع ده !
تعجبت من سؤاله لها واستاءت فهو ليس من حقه أن يسألها شيء كهذا ثم هتفت بشيء من الحزم بعد أن فهمت أنه يشك أنها كانت في مكان ليس جيد أو كانت تقابل أحدهم
_ هكون كنت بعمل إيه يعني برأيك !! .. واتمنى أكون فهمت صيغة سؤالك و قصدك غلط !
ساد الصمت لبرهة من الوقت يحاول فهم ماتقصده حتى فهم فازداد أحراجه وقال معتذرا بخجل
_ أنا مقصدش كدا والله .. وآسف لو ضايقتك !
ربما فهمت سؤاله على هذا النحو وأنه يشك بها لأنها كانت فعلا مع صديقتها بصحبة أحد اصدقائها ولكنها اصطحبتها شبه إجبارا بعد الحاحها الشديد بأن تأتي معها مقنعة إياها أنه حبيبها ولا تستطيع مقابلته بمفردها وأنها تخجل منه كثيرا واختاروا هذا المكان المخيف للتقابل وهي ذهبت معها مغلوبة على أمرها .. وإن عرف أخيها بهذا الأمر سيتخذ قواعد صارمة حيالها ! .
_ بس إيه رأيك
قالتها بنبرة وضيعة ليجيبها هو بنظرات
_ لا البت طلعت جامدة الصراحة .. بس هتاخدي إيه مقابل اللي هتعمليه ليا
تمتمت بغل وحقد ينبعثان من مقلتيها
_ هاخد بس مش هاخد منك
إنت .. هاخد منها هي أنا عايزاك تعمل فيها اللي يخلي عمر ميفكرش يبصلها حتى مش يتجوزها
صمت لبرهة وهو يفكر بلؤم ونبرة
_ دي حتة بسكوتة حرام
أخدها على الحامي كدا علطول .. خليها واحدة واحدة أصل
الحقيقة مش حابب أجرب معاها العڼف علطول كدا
_ أمال عايز تعمل فيها إيه !
تطلع بعيدا وهو تلوح بذهنه أفكار لعينة لهذه الفاتنة ثم عاد بنظره لها وقال بخبث
_ هقولك وهتعملي اللي هقولك عليه بالحرف الواحد
داخل منزل طاهر العمايري بالتحديد في غرفة يسر ...
تمعن ابنة خالتها الكامنة بجوارها النظرات لها بذهول .. فهذه الفتاة حتما فقدت عقلها ماهذا الجنون الذي تفكر به .. هل يعقل أن هناك عشق بهذا الجنون ! كانت دائما تسمع عن أفعال العشاق ولا تصدقها والآن اثبتت لها ابنة خالتها .
ساد الصمت للحظات حتى انفعلت صائحة بها
_ لا يايسر متوصلش بيكي للجنان ده أنا مستحيل اساعدك في حاجة زي
كدا
أظهرت عن حدتها وڠضبها وهي تلقى أوامرها عليها بصوت خفيض
_ وطي صوتك لحد يسمعنا .. وهتساعديني يازينب أنا أكيد مش هأذي حد يعني أنا ههدده بس مش أكتر
كادت أن ترفع نبرة صوتها مجددا ولكنها تحكمت في انفعالها وهتفت باستنكار
_ وإنتي فكرك إن حسن هيتهدد يعني !
غمزت لها بطرف عيناها اليسار هامسة بثقة مطلقة
_ هيتهدد وهتشوفي أو بمعنى أصح هيعملي حساب
ثم أكملت بنظرة حاقدة وغاضبة
_ لإن بعد اللي عمله معايا النهردا وغيره لازم يدفع تمن عمايله معايا وهو عارف من زمان إني بحبه وحتى لو هو مبيحبنيش على الأقل يعاملني كويس ويحاول يفهمني بالحسني إننا مننفعش لبعض حتى لو مش هقتنع بس على الأقل هحترمه لإنه ماخدش مشاعري على أنها مشاعر سخيفة والنهردا فعلا اثبتلي إنه استحق كل اللي عملته فيه ولسا هعمله عشان يعرف إني مش من ال اللي عرفهم .. لا وبيقولي هرجعلها بالعند فيكي طاب لو راجل وريني إزاي هتعملها وترجعلها ! .
حدقت بها زينب پصدمة فهي ليست طبيعية لا يمكن أن تكون هذه أفعال فتاة ناضجة وعاقلة .. عشقها لحسن قادها للجنون حقا ! .
هتفت بسخرية
_ حسن ده جننك بجد يايسر .. وبرأي أن كل اللي قولتيه ده مش هيأثر فيه والسحر هيتقلب على الساحر فية الآخر واوعي تكوني فاكرة إنه هيتجوزك ولا حاجة
هبت واقفة هاتفة بابتسامة شياطنية ولئيمة
_ ومين قالك إني عايزة أتجوزه أنا نسيت موضوع الجواز خلاص دلوقتي كل هدفي إني أذله واهينه وأشوفه وهو بيترجاني
هي تخطت حدود الجنون وأصبحت مشاعرها مزيج بين العشق لكرامتها الذي بعثرها ولكن مع الأسف القلب لا يفهم هذه المصطلحات !! .
انضمت لجلسته الخلوية في حديقة المنزل وجلست بجواره تحدق به للحظات بصمت تفكر في طريقة تعرض عليه بها موضوعها الذي من المؤكد أنه سيواجهه بالرفض القاطع كعادته .
ولكنه بدأ الحديث بشيء من العدم مبالاة
_ موافق ياماما شوفي يوم عشان نروح نتقدم
استغرقت الدهشة دقائق وهي تستوعب موافقته السريعة هذه بدون أي مقاومة منه ولكن لا يهم كيف وافق أو لماذا الأهم أنه أخيرا تقبل فكرة الزواج ! .
_ ايوة كدا يازين فرحتني والله ياحبيبي صدقني مش هتندم البنت محترمة وكويسة أوي على ضمانتي .. بس مش هنروح نتقدم علطول لازم تشوفها الأول وهي تشوفك
هنا تحول هدوءه وعدم اكتراثه لسخط وحدة وهو يقول بحزم
_ نشوف بعض إيه !! .. لتكوني عايزاني أخدها وافسحها كمان ماهو ده اللي ناقص يا أمي ثم إني أصلا مش هعمل خطوبة والكلام الفارغ ده هو كتب كتاب علطول وبعديها تاخد راحتها تجهز نفسها لغاية الفرح
_ يابني بلاش عمايلك دي أنا مش بقولك روح امسك إيدها ولا اعملوا حاجة حرام دي رؤية شرعية وأنا هكون معاك وهي تكون معاها أمها كمان يعني مش هتبقى خلوة زي ما بتفكر متبقاش معقد كدا يازين
هتف منفعلا
_ هو أنا عشان ماشي على الدين بقيت معقد ما أنا عشان كدا رافض الجواز .. وإنتي عارفة إني مبعترفش بالخطوبة دي وأقعد أكلمها وأخرجها وهي مش مراتي وكله ده حرام في حرام
قالت برزانة محاولة تهدئته بحنو
_ ياحبيبي أنا معاك .. بس مفيش كدا إنت وهي مش عارفين بعض من سنين عشان تقبل تتجوزك علطول لازم تحصل خطوبة عشان تعرفك الأول و يمكن تلاقوا نفسكم مش متفاهمين
_ استغفر الله العظيم يارب
ضړبت على قدمها بنفاذ صبر وقالت وهي تحاول البقاء هادئة أمام هذا العنيد
_ يازين دي خطوبة وأنا مش بقولك أخرج معاها طبعا لا ولا كلمها وأقعد حب فيها في التلفون لا إنت لما تكلمها هيبقى كلامكم في حدود مثلا إنك تطمئن عليها مش أكتر أو تتفقوا على حجات في فرحكم والجواز وأنا مش محتاجة أقولك إن ده عادي مفهوش حاجة إنت عارف ده كويس .. إنت بس اللي عايز تحط العقد في المنشار بالله عليك يابني ماتعقد الموضوع
وخليه يمشي وأفرح بيك بقى
بدأ وكأنه استسلم للأمر الواقع وخضع لها حيث قال بخنق
_ اعملي اللي عايزاه يا أمي
قالت بسعادة وحماسة شديدة
_ تمام هما فاضين
بكرا ومعندهمش
مانع لو طلعنا عشان الرؤية الشرعية فجهز نفسك بقى عشان قبل