رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود توفيق
في إيه يازين .. عايزين نفرح ونبل الشربات ياراجل وإنت مش كنت بتتحجج إنك مش عايز تتجوز غير لما تلاقي وحدة كويسة وأهي ماما لقيتها
ثم صمتت قليلا عندما خمنت سبب انفعاله ورفضه الزواج فلم تتمكن هي أيضا من إخفاء سخطها واعتراضها على طريقة تفكيره الخاطئة حيث هبت واقفة وقالت باستياء دون أن ترفع نبرة صوتها عليه
_ ولا إنت لسا بتفكر في اللي حصل زمان وهو ده اللي مخليك ترفض الجواز .. كفاية يازين إنت الحمدلله دلوقتي زي الفل ليه لسا بتفكر في اللي حصل انسى وعيش حياتك إنت معملتش حاجة بإرادتك إنت كنت الضحېة في كل حاجة حصلت بلاش تفكر بالطريقة دي ارجوك
ترجلت يسر من سيارتها أمام مقر شركة عائلة العمايري للإستيراد والتصدير كانت في طريقها للباب ولكن توقفت عندما رأت حسن يخرج من الباب ويشبه شعلة النيران ويسير بهدوء مخيف نحو أحدهم وعندما نقلت نظرها لجهة توجهه فوجدتها فتاة يبدو أنها من عمرها وعندما دققت النظر بها تعرفت عليها بسهولة فهذه هي حبيبته السابقة التي تركته وتزوجت بغيره ! .. ما الذي أتى بها إلى هنا هل يعقل أن يكونوا عادوا لعلاقتهم من جديد بعد كل ما فعلته حتى ينفصلوا ! لا يمكنه العودة لها وإن حدث فستأخذ روح ! ........
اسرعت واختبأت في مكان قريب منهم ولكن بعيد عن أنظارهم حتى تستطيع سماعهم جيدا .
وقف أمامها بشموخ واضعا كلتا يديه في جيبي بنطاله وهتف بتعالي يليق به
_ حقيقي مش مصدق نفسي رحمة هانم بنفسها جاية تقابلني.. طيب كنتي اتصلي بيا حتى قبل ما تاجي عشان استقبلك استقبال يليق بيكي يامدام رحمة
تعمد الضغط على آخر جملة بين أسنانه فخرجت مخيفة بعض الشيء فأطرقت هي أرضا بخزي وهمست بدموع تملأ عيناها
_ أنا اطلقت ياحسن
ابتسم ساخرا وهتف بغطرسة واضحة غير مكترثا لأي شيء مما قالتها وفقط يتصنع الاهتمام
ثم صمت لثانية وعاد يغمغم بعد أن اختفت ابتسامته وظهر محلها الڠضب الحقيقي
_ جاية ليه يارحمة !
رفعت نظرها عن الأرض وثبتت نظراتها المستعطفة على خاصته لتيقنها بأنه لا يزال يعشقها حتى الآن ولا زال تأثيرها عليه مستمر وفي ظرف لحظة قبضت على كفه هاتفة بتوسل ضعيف
_ أنا آسفة ياحسن سامحني ابوس إيدك .. أنا اللي كنت مغفلة إني سبتك وروحت ده سامحني وتعالي نرجع زي الأول
كأنها ألقت عليه تعويذة وسقط في وحل سحرها ظل بحدق في عيناها كالمسحورا
صاح بها منفعلا يحاول إخفاء تأثيرها عليه
سالت عبراتها على وجنتيها وقالت برجاء محاولة استعطافه
_لا متقولش كدا ياحسن أنا بحبك .. ومستعدة أعمل إي حاجة عشان تسامحني ونرجع من تاني
تراجع خطوة للوراء ليثبت لها أنه لا يمكن تخطى الحدود الصارمة التي رسمتها بينهم منذ هجرها له وهتف بقسۏة شديدة
_ امشي يارحمة ومتورنيش وشك تاني
ثم استدار وفي لمح البصر دخل مبنى الشركة مجددا وظلت هي واقفة غارقة دموعها أما الأخرى فقد قدمت لها فرصتها على طبق من ذهب حيث بدأت تشمر قليلا وهي ترمق تلك الشمطاء بتوعد بالأخص بعد أن رأت تأثيرها عليه وضعفه أمامها .
وقبل أن تستقل تلك الطوفيلية بسيارة الأجرة أوقفت الباب بيدها قبل أن تدخل وطالعتها شرزا فرمقتها الأخرى باستغراب وقالت
_ إنتي مين
انتصبت في وقفتها وكانت وقفتها تشبه وقفته لحد كبير ولكنها اختلفت عنه في نظرتها الڼارية ونبرتها المھددة إياها بجراءة
_ اسمعي ياقطة لو خاېفة على نفسك تبعدي عن حسن خالص وإلا هخليكي ټندمي على الساعة اللي شوفتيه وشوفتيني فيها
اصابها بعض الخۏف من نظرتها وټهديدها الصريح ولكنها صاحت بها پغضب وشجاعة مزيفة
_ إنتي مالك أساسا أبعد ولا أقرب ثم إنك إزاي تكلميني كدا ومين إنتي أصلا !
أجابتها بحدة ونظرة ثاقبة وشرسة
_ أنا مراته .. وخليكي فاكرة إني حذرتك ولو شوفتك بتحومي حوليه تاني صدقيني مش هيحصلك طيب .. فاهمة ولا لا
ثم استدارت وقادت خطواتها نحو باب الشركة تاركة رحمة في صډمتها ورعبها من هذه الفتاة التي تعتقد أنها أنها لا تمزح فملامحها تخبر الجميع بأنها خطېرة وشيطانة ! .
أما يسر فكانت تسير داخل
المبني من الڠضب والغيرة وتهتف بحسم
_ لغاية هنا وكفاية مش هسمح ليها تاخدك مني تاني سواء هي أو أي وحدة غيرها .. وأعتقد إن عقارب الساعة
دقت الساعة 12 وخلاص حان الوقت فاستعد ياحسن
بيه !
_ شفق خلصتي اللي قولتلك عليه
جاءها صياح أمها عليها من المطبخ فعادت تجيبها بنبرة مرتفعة حتى تسمعها
_ أيوة ياماما خلصت
كانوا في جلبة من أمرهم هي تتولى مهمة تنظيف المنزل وأمها في المطبخ تقوم بتحضير الطعام فقد اقترب موعد قدوم ضيف اليوم ويجب أن يكون كل شيء كاملا على أكمل وجه فهذه هي الأصول وكرم الضيافة الصحيحة .
ارتفع صوت جرس الباب فهبت هي واقفة والتقطت حاجبها وهمت بأن تعتكف في غرفتها كعادتها عندما يأتي هذا الكرم ولكن صياح أمها وهي تطلب منها أن تفتح لهم الباب سمرها في أرضها وركلت الأرض بغيظ ثم اندفعت نحو أمها پغضب وهمست
_ افتحي إنتي ياماما افتح أنا ليه
قالت الأم باعتذار صادق وإيجاز
_ معلش ياحبيبتي إيدي مش فاضية زي ما إنتي شايفة .. بعدين هو كرم غريب عننا يعني وأخوكي معاه يلا يابنتي روحي افتحي عيب يقف الراجل على الباب كدا
تأفف بغيظ واستغفرت ربها فهي لا تنكر خجلها منه أو ربما ليس منه بالأخص بل من أي رجل اجنبي عنها هكذا .. وبالرغم من أن كرم صديق أخيها منذ طفولته تتوتر بشدة عندما تراه ربما بسبب ما كانت تقصه لها والدتها عن طفولتها عندما كان يأتي لهم إما لزيارة عادية أو ليشارك صديقه في المذاكرة كيف كانت تصر على الجلوس معهم كشيء من فضول الأطفال وعن طرائفها التي لا تعد كل هذه الأشياء سببا لخجلها منه .
لفت حجابها على شعرها بانتظام وهندمت من عبائتها التي ترتديها ثم اتجهت لتفتح الباب فيدلف أخيها أولا من ثم يهتف محدثا الآخر
_ تعالى ياكرم هو إنت غريب يا راجل .. ده أنت صاحب بيت
ابتسم له بعذوبة ثم تنحنح بإحراج ليس بجديد عليه والقى تحية السلام عليها خافضا نظره أرضا وهو يمر من الباب فترد هي السلام بخفوت ثم تغلق الباب وتنتظر دخولهم فتهرول ناحية غرفتها إلا أن أمها اوقفتها للمرة الثالثة وهي تهمس بجدية
_ تعالي ياشفق ساعديني خليني اخلص بسرعة مينفعش اتأخر علي الغدا .. ولا أقولك اعمليلهم شاي وأنا هروح اسلم على كرم وبعدين هاجي أكمل
رفعت نظرها لأعلى بيأس وأصدرت زفيرا حارا باستسلام لأمرها المفروغ منه وهو عدم قدرتها على الهروب منه ثم دخلت المطبخ وبدأت في تحضير الشاي
كما طلبت منها والدتها .
ولكن يجب عليه أن يلزم قلبه من بغضانها فهي لا تستحق حبه له .. تخلت عنه والآن تطلب العودة جديد حتى ټخونه مجددا ويعيش هو نفس الألم لمرتين ولكن بجرعة أكبر .
أحدهم تطفل عليه في هذه اللحظة بطرقه للباب فهو ليس من عادته القدوم لمقر الشركة إلا نادرا جدا .
_ ادخل !
هكذا اتاها صوته الذي يوحى بغضبه ففتحت الباب بثبات تام ودخلت حاملة بيدها كأس شاي راقي فهي تعلم جيدا عشقه للشاي ثم أغلقت الباب بقدمها وتوجهت نحوه واضعة الكأس أمامه على سطح المكتب وسط نظراته المندهشة منها .. وهو يطرح التساؤلات في ذهنه كالآتي متي أتت هذه ! .. ولماذا جاءت إلي ! .. هل نسيت شجارنا بالأمس بكل هذه السرعة ! .. بالطبع لا فهي لا تمتلك ذلك القلب الصافي والنقي الذي ينسى الأڈى في ظرف ساعات ! .
انتظرها حتى تبدأ هي وبالفعل جلست على أحد المقاعد وغمغمت ببرود ونبرة خبيثة
_ متزعلش نفسك صدقني هي اللي خسرتك
_ قصدك على مين !!
قالها بشيء من الحزم فأكملت هي بهدوء مستفز وجراءة متوقعة منها
_ على رحمة .. اصلي شوفتك بتتكلم معاها من شوية تحت
جاءها سؤاله المندهش
_ وإنتي تعرفيها وتعرفي موضوعنا من فين !
هبت واقفة وتمتمت ساخرة وبنبرة ممتعضة
_ أنا جيت أقولك بس إنك تبقى مغفل فعلا لو رجعلتها تاني لإن اللي باعتك مرة هتبيعك مليون مرة
ربما هي لم يكن من ضمن خطتها التحدث معه ولكنها كانت ستنفجر من غيظها إن لم تخرج الكلمات من داخلها واكتفت بقولها هذا حتى تريح قلبها قليلا وهمت بالرحيل .. ولكن للمرة التانية كان يقبض على ذراعها هذه المرة كانت فبضة قاسېة وقوية فالتفتت له ووجدته يحدقها شزرا ويقول
_ سألتك سؤال يايسر .. تعرفي رحمة منين اوعي تكوني ليكي إيد في المشاكل اللي حصلت بينا !
ضحكت بقوة وهتفت بغطرسة واستنكار
_ وأنا مالي بيك أصلا عشان أعمل مشاكل بينك وبين حبيبتك السابقة !
كان في زروة غضبه ولا يدري ما يفعله أو ما يقوله حتى كل ما يراه أمامه أن هذه هي ابنة عمه الذي طالما كان يبغضها وينتظر الفرصة لكي يخرج لها اشمئزازه منها وها هي سمحت له الفرصة وهو أفضل من يستغل الفرص !
_ إنتي هتستعبطي يايسر أنا
وإنتي عارفين كويس أوي إنك بتحبيني وھتموتي عليا وطبعا تلاقيكي غيرتي منها وقولتي أما أحاول أعمل مشاكل بينهم بأي شكل ومش بعيد تكوني إنتي اللي بعتيلها
العريس ده .. بس أحب أقولك يايسر إني هرجعلها