الجزء الثالث من صراع الذئاب بقلم ولاء رفعت
الي فاتت
أجابته بتوتر وقالت لاء بس أنت عارف وضعه صعب وخاېفه لحماتي تعرف وتعمل معاه مشكلة وكده يعني
أومأ لها
بتفهم وقال فهمت ... متقلقيش
رحمة وفيه حاجة كمان ... جزت ع شفتها السفلي ثم أردفت أتعاب حضرتك هتاخدها مني مش من علاء
تنهد وهو يعتدل ف جلسته ثم قال مفيش أتعاب
سألته بعدم فهم يعني أي
إيهاب يعني أنا أصلا قبلت القضية لما علاء حكالي بشرط إن مش هاخد ولا مليم
حدق بها بنظرات ثاقبة وصمت ... أردفت أنا ضايقت حضرتك
إيهاب بما إن تعاملتنا هتبقي كتير مع بعض الفترة الجاية ياريت نشيل أي ألقاب ما بينا يعني بلاش حضرتك وأستاذ ... خلي البساط أحمدي زي ما بيقولو ده أولا ... ثانيا بالنسبة لموضوع الأتعاب هاعتبر نفسي مسمعتش حاجة
قاطعها بنبرة جدية تخفي خلفها أمر مبهم رحمة ... خلص الكلام ف الموضوع ده ... أنا يعتبر خلاص بدأت ف إجراءات الدعوة وقضيتك دي بتاعتي وبإذن الله هكسبها
أنفرجت أساريرها بسعادة وقالت مش عارفة أقول لحضرتك أي متشكرة جدا
إيهاب الشكر لله ربنا يعلم ببقي سعيد ومبسوط لما باخد لأي واحدة مظلومة حقها وخصوصا لو كانت قضيه زي قضيتك كده
كاد يتفوه لكن قاطعه رنين هاتفها لتجد اسم المتصل فاتن
منذ قليل في منزل عائلة عادل ....
فتح علاء باب المنزل وولج إلي الداخل وجد شقيقته تجلس أمام التلفاز وتأكل بعض التسالي ...
سلام عليكم ... قالها علاء
أجابت عليه بدون أن تنظر له وعليكم السلام
فاتن أمك راحت لخالتك عشان جوزها ضربها وطلقها ... ورحمة نزلت راحت تزور أمها
قد أنتبه للجملة الأخيرة وقال وراحت من أمتي
فاتن بقالها ساعة ونص
علاء طيب أومي حضرلي الغدا عشان هتغدي ونازل تاني
فاتن الأكل سخن عندك أغرف وكل
نهضت بتأفف وقالت خلاص قايمه ... أمتي بقي أتجوز وأخلص من البيت الهم ده
علاء وهو يتجه إلي غرفته قال ساخرا طول ما أنتي بلسانك الطويل ده جوزتك هتفضل تتأجل لحد ما خطيبك يحس إنك نحس ويفسخ الخطوبة وتفضلي قاعدة ف وش أمك
رن جرس المنزل ...
علاء بطلي رغي وروحي شوفي مين ع الباب
فاتن حاضر يالي بترن جاية أهو
ذهبت لتفتح الباب لتجد والدة رحمة تلتقط أنفاسها من صعود الدرج
أزيك يا بنتي معلش ... أنا طلعت لرحمة فوق قعدت أخبط محدش رد ولا فتح قولت بالتأكيد هي عندكو
قالت فاتن بنبرة تعجب إزاي هي مش جتلك !!!
خرج علاء من غرفته بعدما سمع الحوار ... دفع فاتن جانبا وقال أتفضلي يا خالتو أم أسامه
يزيد فضلك يابني ... معلش كنت عايزة أشوف رحمة أنت عارف بقي زعلانه مننا أنا وأخوها من ساعة ما أتجوزت وكل ما أقابلها ف الشارع أو السوق تعمل مش شيفاني ولو ندهتلها متردش عليا
علاء معلش يا خالتي ...
بس هي مش موجودة راحت تزور واحده صاحبتها
قالت بسأم طيب يابني ... لما تيجي قولها إنها وحشاني أوي ونفسي أشوفها
علاء حاضر متزعليش أنا هخليها تجيلك إن شاء الله
ربنا يباركلك يا علاء ... فوتكو بعافيه أنا بقي ... مع السلامة
علاء الله يسلمك
تبعها بعينيه حتي هبطت الدرج وأغلق الباب .... ظل شاردا وشعر بأن هناك خطب ما
فاتن أنت ليه كذبت عليها وقولتلها إنها عند صاحبتها
علاء يعني عايزاني ققولها بنتك بتقول عندكو وطلعت كذابة ومنعرفش هي فين
فاتن طيب أستني أصل قلبت موبايلها من ورا أمي عشان كانت مخبياه منها وأديتهولها قبل ما تنزل عشان لو أمي جت أرن عليها ترجع ع طول
علاء طب مستنيه أي ماتتصلي عليها
فاتن حاضر
قامت بالإتصال عليها لكن لم تجيب
أمام مبني محترق تتصاعد منه الأدخنة يجلس بحسرة وحزن واضعا كفيه ع رأسه المنكسه لأسفل ...
أقترب منه إحدي الضباط الذين أتوا للتحقيق ف الحريق وقال أستاذ ياسين ممكن تمضيلنا ع المحضر
رفع رأسه ووقف بثقل وقام بتدوين أسمه
أردف الضابط طبعا للأسف حضرتك مكنتش مأمن ع السنتر .. ربنا يعوضك خير عنه ... وإحنا بنحقق مع المسئول عن الكهربا وصيانة المكان وأفراد الحراسة الي كانو موجودين وقت
الحريق
قال بسأم مفيش داعي خلاص
الضابط ياريت لو فيه جديد تبلغنا
أومأ له وقال إن شاء الله
يلا يا ياسين إنت من الصبح واقف ع رجليك ... يلا تعالي عشان أوصلك ... قالها مازن صديق ياسين
ياسين معلش يا مازن روح أنت أنا عايز أبقي لوحدي
مازن طيب تعالي أوديك مكان تنسي فيه كل حاجه وتنسي إسمك كمان ... نظر له ياسين فأردف هتقعد تعمل أي تعالي وأنا هخليك تنسي الي حصل
أرضخ لصديقه فذهب معه متجهين إلي إحدي النوادي الليلية .
نعود إلي رحمة ....
رحمة معلش بقي أنا هستأذن عشان أخت علاء بترن عليا
إيهاب وهو ينهض ويمسك بسترته المعلقة ع مسند ظهر المقعد قال ثواني هاقفل المكتب وهوصلك ف طريقي
رحمة مش عايزة أتعب حضرتك دي كلها ربع ساعة بالتاكسي
إيهاب أنا مش قولت بلاش ألقاب ... وبعدين ولا تعب ولا حاجة أنا كده كده بعدي كل يوم ع منطقتكو ف طريقي بعمل صيانة ع العربية
رحمة طيب أنا هستني حضرتك برة عقبال ماتخلص
خرجت تنتظره بالردهة ... وأغلق جميع الإضاءة والنوافذ وأخذ هاتفه ومفاتيحه ليلاحظ شئ يلمع فأنحني نحوه وقام بإلتقاطه ليراه إنسيالا فضيا يتوسطه إسم رحمة بالإنجليزية ... حدق به مبتسما ووضعه بداخل جيب سترته
يلا بينا ... قالها وهو يوصد الباب بالمفتاح
هبط كليهما الدرج حتي وصلو إلي السيارة فتح لها باب السيارة فولجت إلي الداخل وألتف هو وولج هو أيضا ليجلس بمقعد القيادة وأنطلق بالسيارة
ساكته ليه قالها إيهاب
رحمة عادي .. هقول أي يعني
إبتسم وقال خلاص أنا الي هقول ... مش كنتي عايزة تعرفي ليه متحيز للمرأه أو زي ما طلعو عليا لقب نصير المرأة المقهورة
ضحكت وقالت أتفضل أنا سمعاك
إيهاب السبب هي والدتي الله يرحمها ... إتجوزت والدي الله يرحمه عن قصة حب بس للأسف أهل والدي كانو ناس قاسين وظالمين جدا مكنش راضيين ع جوازهم وهو أصر ع جوازه من والدتي ... للأسف شخصية والدي ع الرغم أنه إتجوز ضد إرادتهم كان ضعيف أدامهم ... جدي خيرو مابين يطلق والدتي أو يتحرم من الميراث ... كڈب عليهم وفهمهم إنه طلقها وفضل عايش معها ف السر فطبعا فاكرين إنه طلقها راحو جوزوه واحدة من قرايبهم ... جدي ماټ وبعده بسنة والدي أتوفي ف حاډثة ... جه إعلان الوراثة فعرفو إن والدتي ع ذمته لسه وعندها ولد منه الي هو أنا ... عمامي وجدتي هددوها لو متنزلتش عن الميراث هياخدوني منها ڠصب ... راحت رفعت عليهم قضية وطبعا المحاكم بالها طويل خصوصا وقتها ... لما عرفو خطڤوني منها وما أكتفوش بكده طلعو عليها كلام يطعن ف شرفها وسمعتها وبنفوذهم خدو حكم من المحكمة إن أعيش معاهم ... وطبعا أتعاملت أسوء معاملة من ضړب وذل وإهانه لما كبرت شوية أعتمدت ع نفسي وأشتغلت جمب دراستي ولما عديت سن القانون سبتهم وروحت أدور ع والدتي عرفت إنها كانت مريضة بالکانسر وأتوفت وكانو مفهميني إنها أتجوزت وسافرت بره ... المهم ربنا كرمني بسكن تبع صاحب الشغل وعاملني زي إبنه وأكتر فضلت أكافح مابين الدراسة والشغل لحد ما وصلت للي أنا فيه ... أدي حكايتي كلها
رحمة ياااااه الدنيا دي وحشة أوي ديما بتيجي ع الضعيف
وتستقوي
إيهاب الناس هي الي بقت وحشة يا رحمة بس برضو فيه الطيب وولاد الحلال الي ربنا بيجعلهم سبب ف نصرة المظلوم
رحمة فعلا عندك حق ... قالتها وهي تنظر إلي النافذة لتجد إنهم وصلو إلي منطقة سكانها فأردفت بس معلش نزلني ع جمب
إيهاب أنا أصلا داخل الشارع بتاعكو الميكانيكي ع ناصيته الناحية التانية
رحمة معلش مش عايزة علاء يشوفك وتحصل مشكلة
تنهد بسأم وقال خلاص أتفضلي
رحمة مع السلامة
إيهاب الله يسلمك
ترجلت من السيارة وهي تتلفت يمينا ويسارا ... حتي وصلت إلي البناء وجدت علاء يقف بالأسفل مع بعض أصدقائه وإن رأها فرمقها بنظرات حادة ... ولجت إلي الفناء بسرعة وصعدت الدرج ... وكاد يتبعها ليتوقف ويري سيارة إيهاب تعبر الشارع ... فتأكد من حدثه وصعد ع الفور
فتحت فاتن لها الباب فولجت إلي الداخل متجهه نحو الغرفة ألقت بحقيبتها ... تلتقط أنفاسها وصدرها يعلو ويهبط ...
هي فين ... صاح بها علاء الذي وصل للتو
فاتن دخلت الأوضة بتغير هدومها
صاح پغضب وكأنه بركان ينفجر والله عال .. بقينا نخرج من غير ما نستأذن ولا كأن فيه راجل ف البيت وكمان بنكدب
خرجت إليه وقالت أيوه خرجت عندك مانع
علاء كنتي فين
رحمة وهي تعقد ساعديها أمام صدرها قالت كنت عند ماما .. فيها حاجة دي
ضحك
بسخرية وقال والله ... أي رأيك مامتك جت تسأل عليكي ... شوفتي بقي إن الكدب ملهوش رجلين
تلعثم لسانها وقالت مم ملكش دعوة
أقترب منها پغضب وقال هو مين الي ملوش دعوة ... أنتي بتستعبطي !!! أنتي هنا أمانه أخويا سايبها وأنا هنا مسئول عن البيت يعني لما تحبي تروحي ف حته تعرفيني
رحمة بسخرية قالت أنت ناقص تقولي تاكلي ولا متاكليش ... بقولك أي يا علاء أنا مبعملش حاجة غلط وأنت عارف كده كويس
علاء ولما أنتي مبتعمليش حاجة غلط ليه بتكدبي وتقولي إن عند مامتك وأنا شايف عربية إيهاب معدية الشارع بعد ماوصلتي ع طول
رحمة وأنا مالي يعدي بعربيته ولا يمشي ع رجليه
أحتدت عينيه وقال مالك إنك كنتي عندو وأنا متأكد .. ومعني إنك ماخدتنيش معاكي يبقي فيه حاجه مش عيزاني أعرفها
رحمة حاجة أي وأي الي أنت بتقولو ده ... أنت عملت الي عليك وخلاص كفاية تشكر لحد كده ... سيبني أكمل أنا مشواري
قالتها وكادت تذهب إلي الغرفة فأوقفها وقال مش بمزاجكك يارحمة
ألتفت إليه وقالت تقصد أي
ظل صامتا وهو يحدق بها بنظرات تفهمت مقصدها