الجزء الثالث من صراع الذئاب بقلم ولاء رفعت
منزلا من طابق واحد مجهز بكل شئ ... ترجل كليهما من السيارة التي أوصلتهم أمام المنزل ... أنزل السائق الحقائب من خلف السيارة وساعد آدم ف حملها للداخل .. ثم غادر بعد أن أعطاه آدم مبلغا من المال ...
ولجت خديجة إلي الداخل وهي تستكشف المنزل بعينيها
فتح
باب إحدي الغرف وقال تعالي دي هتبقي أوضتك ... قالها ليدخل حقيبتها إلي الغرفه
وأوضتي الي جمبك
رمقته بتعجب وقالت أوضتك !!
أجابها قائلا اه أوضتي ... أعملي حسابك كل واحد ليه أوضه حتي ف شقتنا لما نرجع ... ولا عندك إعتراض !!
تصنعت البسمة ع ثغرها وقالت
وهاعترض ليه ... ده كده أحسن
آدم أنا خارج هاشتري شوية حاجات .. محتاجة حاجة أجبهالك
أجابت بإقتضاب
لاء شكرا ... قالتها ثم دخلت إلي غرفتها وأغلقت الباب ... قامت بفتح حقيبتها وأخذت من إحدي الجيوب الداخليه صورة لوالدها عانقتها وهي تبكي وقالت
توقفت عن البكاء فقامت بمسح عبراتها ونهضت لتبدل ثوبها إلي بجامه قطنية باللون الأسود
الذي تعشقه ... رفعت خصلاتها ع شكل ذيل الخيل ... خرجت إلي الردهة حين شعرت بالظمأ ... أتجهت إلي المطبخ المبني ع الطراز الأمريكاني ... فتحت الثلاجة ثنائية الباب ... فتحت إحداهم لم تجد شئ وكذلك الباب الأخر ... تأففت بضجر
عايز ماما ...عايز ماما
أقتربت منه فوقف پخوف ليختبأ خلف الشجرة
خديجة تعالي يا حبيبي متخافش مني أنا هوديك عند ماما
ظهر من خلف الشجرة بحذر وينظر لها ببراءه وقال فين ماما
أقترب منها وهو يكفكف عبراته وأجابها بصوت طفولي
أنا آسر
أمسكت يده برفق وقالت طيب ممكن يا آسر تستني معايا عمو آدم لما يجي نستأذنو عشان نروح ندور ع ماما
آسر لاء عايز ماما
خديجة طيب أنتو الشاليه بتاعكو فين
آسر ... آسر ... نادت بها السيدة التي تركض نحوهم پذعر فألتف إليها الصغير وركض أيضا وهو يفتح زراعيه وأرتمي ع صدرها وأخذ يبكي
والدته كنت فين يا آسر ينفع كده تخرج لوحدك
أجابها بصوته الطفولي
كنت مستني خالو
والدته خالو مش هيجي النهاردة ... لسه مكلمني وبيقولك هيجلك بكرة ومعاه لعب كتير أوي
والدته أيوه ياقلب ماما بجد ... قالتها ثم نظرت إلي خديجة التي تتابع حديثهم بإبتسامة
آسر ماما بصي دي صاحبتي ... قالها مشيرا إلي خديجة
والدته ولد عيب إسمها طنط مش دي
خديجة هو ميعرفش اسمي ... أنا خديجة
والدته أهلا وسهلا بيكي أنا مامت آسر وأسمي حياه ... شكرا لحضرتك إنك أخدتي بالك منه ... أصله عرف إنه خالو كان جاي النهارده وحصلتله ظروف ف الشغل فأجلها لبكرة .. خرج من ورايا عشان يستناه .. هو متعلق بيه جدا لأنه الي مربيه . . أصل والده أتوفي وهو كان عندو سنة ونص
خديجة البقاء لله
حياه تسلمي حبيبتي ... أنتي جايه مع حد
خديجة آه أنا وآدم جوزي جايين نقضي الهني مون
حياه واو .. أنتو عرسان ألف ألف مبروك
خديجة الله يبارك فيكي
حياه أنتو بقي تيجو تتغدو معانا ... متستغربيش أنا عشريه وباخد ع الناس بسرعه ... وبصراحه إرتاحتلك أوي معلش بقي أنا عارفه إن رغيت كتير وصدعتك
خديجة خالص والله .. أنا مبسوطه إن أتعرفت عليكي وع الصغنن الجميل ده
آسر أنا مش صغنن .. أنا راجل
ضحك كلتيهما فقالت خديجة
ربنا يحفظهولك
حياه ربنا يخليكي ... عقبالكو يارب يرزقكو بالذرية الصالحة
أبتسمت لها خديجة وقالت ربنا يسهل
حياه عن إذنك بقي ياجميل ومتنسيش بقي مستنياكو ع الغدا
خديجة معلش يا مدام حياه مش هقدر ... خليها وقت تاني
حياه ع راحتك يا قمر ... بس هنتقابل برضو
خديجة بإذن الله
حياه مع السلامه
خديجة الله يسلمك
ذهبت كل منهما إلي منزلها ...
وجدت خديجة الباب مازال مفتوحا ..ولجت إلي الداخل لتجد أكياس بلاستيكية ورنين هاتفها يدوي من غرفتها ... ركضت إلي الداخل لتجد آدم يقف بالغرفة ويمسك بهاتفها وقال بنبرة غاضبة
كنتي فين
خديجة سمعت طفل صغير بيعيط طلعت له بره أشوف ماله كان تايه ومامته جت خدته
آدم وأنتي بتتصرفي من دماغك وتخرجي من غير
علمي ... مكلفتيش نفسك حتي تتصلي عليا وتستأذني
أجابته بحنق وبصوت مرتفع
ماقولتلك أنا خرجت ليه ولا عايزه تقلبها خڼاقه وخلاص
أمسكها من زراعها پعنف وقال
قولتلك صوتك ميعلاش تاني إلا وقسما بالله المره الجايه مش هرد بلساني
أشتد ڠضبها من تهديده فصړخت
هاتعمل أي هتضربني !!! أضرب أنا أدامك أهو
قالتها لتجهش بالبكاء ... زفر پغضب .. ليجذبها إلي صدره وعانقها وأخذ يربت ع ظهرها وقال
خلاص متعيطيش ... أنا كنت هاتجنن لما جيت وملاقتكيش دورت عليكي جوه وبره الشاليه وكمان أنتي أول مرة تيجي هنا ومتعرفيش المكان ... خۏفت ليكون حصلك حاجة
أبعدت رأسها ورمقته بعينيها الباكيتين وقالت
لو أنت پتخاف عليا بتعمل معايا كده ليه !! بتاخدني بذنب غيري وكأن أنا السبب ف الي حصلك... أنا يا آدم تعبت .. تعبت .....
قاطعها بعناق قوي وقبلة . إلتقم شفتيها متذوقا عبراتها المنسدلة ... كانت متسمرة بين زراعيه متفاجئة من ردة فعله ... لم تشعر بحجابها الذي سقط ويليه خصلاتها البندقية التي أنسدلت ... يتخللها أناملها التي تلامس عنقها بلمسات حانية .... أبتعد عنها
لاهثا ثم ډفن وجهه ف عنقها يستنشق رائحتها ... لتبدأ شفتيه بتلثيم عنقها برقة ولكن هيهات حيث جاء ف ذاكرته مشهد صبا وهي تشابك أناملها بأنامل زوجها وترمقه بتحدي ... فأثار هذا غضبه ولم يشعر بقبلاته التي تحولت من قبلات رقيقة إلي عڼيفة قد تسبب ف إيلامها فتأوهت پألم
عاد إلي إدراكه فأبتعد عنها وقال
معلش ... معلش
قالها فلاحظ آثار قبلاته تركت ع عنقها علامات شديدة الإحمرار أثر أسنانه ... زفر بضيق من نفسه ... وغادر الغرفة وذهب إلي الغرفة الأخري وصفق الباب وبداخله صراع مابين قلبه وعقله وماحدث بالأمس وعينيها الباكية التي لم يتحمل رؤيتها بتلك الحالة.
٢٦
بداخل مكتب والده بالقصر يجلس ممسكا بهاتفه ...
طرقات ع الباب ...
يوسف أتفضل
ولج مصعب بخطي هادئة وهو يتحاشي النظر إلي يوسف خجلا من ماحدث بالأمس
يوسف وهو يشير إليه بالجلوس أمام المكتب قال
أقعد يامصعب
مصعب بنبرة مليئه بالخجل والتوتر
أأ أنا بعتذر لحضرتك ع الي حصل إمبارح ... بس أقسم بالله نيتي كلها خير من ناحية الآنسة ملك
رجع يوسف بظهره إلي الخلف بأريحية وقال
أوعي تكون فاكر إن مش واخد بالي من نظراتك ليها ونظراتها ليك ... بس عشان أنا عرفك كويس وواثق فيك متوقعتش إن الأمور هتوصل كده ... إنت كده خاېن للأمانه صح ولا أنا غلطان
أبتلع ريقه وقال
كلام حضرتك صح وبعترف إن أنا غلط بس أنا بحبها وعارف مينفعش ... سواء الفرق الإجتماعي أو السن الي مابينا
يوسف طيب كويس إنك عارف إنه مينفعش ... عشان كده ياريت تروح لبابا وتطلب منه يغير حراسة ملك وتخليك ف حراسة القصر زي ما كنت
شعر بالأختناق مجرد فكرة إبتعاده عنها أحس بإنسحاب الروح من جسده ...
حدق به يوسف بملامح جدية صارمة وقال
أنا هابعتلها دلوقت وهافهمها إن الي حصل إمبارح دي غلطة ومتتكررش والي أنتو حستوه ده مجرد إعجاب مش أكتر لأن لو أتحول لحب هيبقي محكوم عليه بالفشل ... وأحمدوا ربنا إن الموضوع موصلش لبابا .. لو عرف بحاجة زي كده أقل موقف هيتاخذه هو هيطردك من القصر وأنا مبحبش أقطع عيش حد ... فياريت تحط كل الي قولتهولك ف عقلك وفكر كويس
أبتلع غصته بمرار ونهض وقال
تحت أمرك يايوسف بيه عن إذنك
قالها وغادر المكتب متجها إلي خارج القصر ليذهب إلي غرفته بالمنزل الملحق ... يتصبب العرق من جبهته ... ودموعه آسيرة بداخل عينيه ... يخلع سترته ورابطة عنقه ... وولج إلي غرفته موصدا الباب ليرتمي ع التخت بقلب مقهور
نعود إلي يوسف الذي يحدق ف ملك التي ولجت لتوها ...
داده سميرة قالتلي إنك عايزني ... قالتها ملك بخجل وخوف وهي تعقد كفيها معا أمامها وتنظر لأسفل
نهض من خلف المكتب فأقترب منها وقال
أي الي أنا شوفته إمبارح ده
لم تتفوه حيث ألجم لسانها الخۏف ... فصاح بها بصوت أفزعها
ماتردي عليا ...مش بكلمك
ملك بنبرة خوف أأ أنت فهمت غلط ... ب...
قاطعها يوسف وهو يمسك بذقنها لتقابل عينيها عينيه وقال
لاء أنا فاهم كل حاجه وعارف وقولت إنك عاقلة وعمر ماتفكيرك يوصل للدرجدي لأن مش معقولة ملك عزيز البحيري هاتحب السكيورتي بتاعها
أجابته بإندفاع وماله السكيورتي !! مش بني آدم ومحترم ... كفاية هو الي أنقذني من الي كان هيحصلي
يوسف بصياح قال
أنقذك عشان ده واجبه وشغله وهو حمايتك مش حب ومسخره
ملك مصعب بيحبني بجد وأنا كمان بحبه
وقف أمامها والڠضب يتطاير من
عينيه كالشرر وقال
ده أي البجاحة الي أنتي فيها دي !!
ملك هو الحب حرام ... ما أنت أتجوزت إنجي عشان بتحبها
وإن ذكرت إسم إنجي فأثارت أغواره وصاح پغضب
ملكيش دعوه ومتجبيش سيرتها تاني أنتي فاهمه
صړخت ف وجهه وقالت
وأنت كمان ملكش دعوة بحياتي أنا حرة أحب مين ولا أكره مين ... وأنا بحب مصعب ومش هاكون غير ليه سواء رضيت ولا مرضتش
كان يحدق بها بشكل مرعب ... ولأول مرة يفعلها وهو قام برفع يده وصفعها بقوة جعلتها ترتمي أسفل قدميه
في مكتب إيهاب المحامي ....
تمسك بالقلم وتدون إسمها أسفل الورقة ثم عدة ورقات أخري ...
أيوه كده تمام ... قالها إيهاب وهو يمسك بالأوراق وينظر إلي إمضتها
رمقته بتوتر وقالت أستاذ إيهاب ممكن طلب لو سمحت
إيهاب مبتسما قال طبعا أتفضلي أنا تحت أمرك
بادلته الإبتسامة وقالت الأمر لله ... تسلم .. أنا مش عايزة علاء يعرف خالص إن أنا جيت هنا
عقد حاجبيه وتساءل هو حصل حاجة لما مشيتو من هنا المرة