أمرأة العُقاب ل ندا محمود
ملح وداب !
أجابت أسمهان بنبرة محتدمة
ياخوفي لتطلع هربانة مع راجل تاني .. مش بعيد عليها مش بنت نشأت الرازي هتطلع لمين
التزمت فريدة الصمت لدقائق معدودة وهي تفكر بأمر زوجها تخشى أن تكون تلك المرأة قد تمكنت من قلبه والأمر ليس مجرد خوفه على ابنته فقط ! .
خرج صوت فريدة المخټنق
خاېفة يكون عدنان الموضوع مش موضوع بنته بس
ظهر الغل والحقد في عيني أسمهان التي هتفت فورا
وإنتي فكرك إني هسمحلها تكمل مع ابني اكتر من كدا الحقېرة دي .. أنا معنديش غير مرات ابن واحدة وهي إنتي يافريدة
لاحت ابتسامة كلها ثقة وغرور على ثغر فريدة وفي صميمها تحمل الوعيد والضغينة لجلنار .
اقتربت منه بخطوات رقيقة مدروسة ثم وقفت خلفه ومدت يدها تملس على شعره متمتمة بهمس أنوثي
عدنان !
اتاها صوته المتحشرج وهو يقول
سبيني لوحدي يافريدة من فضلك
وهو في مرة كنت مضايق بالشكل ده وفريدتك سابتك وحدك مقدرش أسيبك ياحبيبي .. قولي مالك
نجحت في امتصاص غضبه بسهولة حيث علت الابتسامة المحبة على وجهه وأمسك بكفها يرفعه إلى شفتيه ليثلمه متمتما
كفاية وجودك جمبي ياحبيبتي .. إنتي وبنتي أهم اتنين بنسبالي دلوقتي
ها هي تنجح تدريجيا في نزع كل جزء جيد يكنه في قلبه لتلك الزوجة المتمردة حتى تعود من جديد هي الفريدة من كل شيء ولا نظير لها .
أنا بحبك أوي ياعدنان
وأنا كمان بحبك ياروح عدنان
جالت بعقلها جملة قالتها لها أسمهان ذات مرة ستظلين الأولى في كل شيء بالنسبة لعدنان لطالما حافظت على الصدارة ولم تخسريها ! .
أشعة الشمس المتسللة من النافذة اخترقت جفنيها فسببت لها الازعاج في نومها تململت في الفراش بضيق وهي ټدفن وجهها
في الوسادة حتى تختبأ من أشعة الشمس ولكن
دون فائدة .. فتحت عيناها وهي تزفر بخنق ثم نظرت إلى جانب الفراش الفارغ من ابنتها فقطبت جبينها ثم استقامت جالسة وهي تفرك عيناها لتزيح أثر النوم وترجع بخصلات شعرها الناعمة إلى خلف أذنيها ثم نزلت من الفراش وسارت إلى خارج الغرفة وهي تصيح منادية على ابنتها
لم تجد إجابة منها فكانت وجهتها الأولى نحو التلفاز فلم تجدها عادت و اتجهت نحو غرفة صغيرتها ولا يوجد لها أثر أيضا بها .. انقبض قلبها وبدأ الخۏف يتسلل لقلبها وزاد تدفق هرمون الادرينالين في جسدها حيث اندفعت تبحث عنها في باقية المنزل وهي تصيح بارتعاد
هنا .. هنا !!!
.......
الفصل الثاني
انقبض قلبها وبدأ الخۏف يتسلل لقلبها وزاد تدفق هرمون الادرينالين في جسدها حيث اندفعت تبحث عنها في باقية المنزل وهي تصيح بارتعاد
هنا .. هنا !!!
بينما هي تمر من جانب الشرفة لمحت شيء بالحديقة فعادت مرة أخرى ونظرت من النافذة وإذا بها تجد ابنتها مع حاتم ويلعبون معا أصدرت تنهيدة حارة بارتياح
ثم ابتعدت عن الشرفة واتجهت لتغادر المنزل بأكمله وتقترب منهم وهي على وجهها ابتسامة معاتبة فنظر لها حاتم وقال بإحراج
عارف إننا اتخانقنا إمبارح .. أو هي متعتبرش خناقة بس حبيت أجي واعتذر منك لو ضايقتك
ضحكت باستهزاء ثم اقتربت ونكزته في كتفه وهي تقول بمداعبة
مفيش زعل بينا ياحاتم مقدرش ازعل منك أصلا ..ثم انك فسرت نظرتي غلط أنا ببصلك كدا لأنك جيت ومصحتنيش واخدت هنا وبتلعبوا انت وهيا هنا وأنا لما صحيت وملقتهاش جمبي اټخضيت
غمز لها بعيناه في مغازلة صريحة وهمس
سلامتك من الخضة ياجميل أنت !
كبحت ابتسامتها الخجلة من الظهور وضړبته على ذراعه بخفة تهتف في جدية شبه مصطنعة
احترم نفسك
خرج صوت هنا وهي تقول بتذمر
ماما أنا جعانة
انحنت عليها جلنار وطبعت قبلة على شعرها وهي تهتف بحنو امتزج بالمزح
حاضر ياحبيبتي هروح احضر breakfast بس عمو حاتم مش هيفطر معانا
احتجت الصغيرة وتشبثت بقدم حاتم وهي تقول پغضب
لا هيفطر معانا
قهقه حاتم وقال ضاحكا
ظهر الحق .. عشان بتأجي عليا ياظالمة ده أنا حتى غلبان .. اخص على الندالة اخص هي مفيش غير البنت هنا دي حبيبتي
ثم رفعها من على الأرض وحملها ليلثم وجنتها بحب فتتعالى ضحكات جلنار وتتركهم وتتجه للداخل حتى تقوم بتحضير الفطار بينما حاتم نظر لهنا وقال يترقب
يعني إنتي عايزاني أقعد
هزت رأسها بإيجاب في ابتسامة جميلة فيقول هو بحزن مزيف
انا بقول امشي افضل بكرامتي لاحسن مامتك تطردني
ظهر الغيظ على ملامح هنا الطفولية لتقول بلهجة مٹيرة للضحك
مش تمشي ياعاتم
حاتم
عتمتيني ليه يا ام لسان مقطوع .. عارفة يابت ما اسمعك بتقوليلي عاتم تاني لامسكك السلك عريان
أخفت هنا ضحكتها الخجلة بكفها وهي تضحك على سخطه ونطقها الخطأ لاسمه .
كان كل من آدم وأسمهان يجلسون على مائدة الطعام والصمت يغلف المكان من حولهم إلا عند نزول فريدة من غرفتها وهي ترتدي ملابسها تستعد للخروج فنظرت لها أسمهان باستغراب فتقول فريدة بابتسامة صفراء بعض الشيء
أنا خارجة هشتري كام حاجة وراجعة بسرعة ياماما
أسمهان بتعجب
مش هتفطري طيب ياحبيبتي !
لا لا مش جعانة لما ارجع هبقى أكل
ثم اندفعت مسرعة إلى خارج المنزل مما جعل أسمهان تحدق بها بريبة أما آدم فهتف ببرود وهو يلقي بقطعة خيار في فمه
مش ملاحظة إن خروج فريدة زاد أوي الفترة دي وكل مرة بتخرج لنفس السبب .. هو عدنان عارف بخروجها المستمر ده !!
رمقته أسمهان بتهكم ولم تجيب عليه بينما هو فاستكمل أسألته وهو يطرح هذه المرة السؤال بخصوص زوجة أخيه الثانية
لسا مفيش أخبار عن
جلنار وهنا
أسمهان بصيحة عڼيفة
متجبليش سيرتها يا آدم .. أنا مش ناقصة حړقة ډم على الصبح
ابتسم بسخرية وهب واقفا دون أن يكمل طعامه ثم قال بنظرة ممېتة
هتفضلي كدا دايما يا أسمهان هانم مش بتقتنعي غير باللي على مزاجك .. ولعلمك بقى فريدة فيها حاجة مش مظبوطة وصدقيني لو طلع اللي في دماغي صح مش هسكت
انتهت كل حلوله للوصول إليها ولم يعد يعرف كيف يصل إليها بعد محاولات لا تعد من كثرتها وجميعها باتت بالفشل .
وقرر بالأخير أن يلجأ للورقة الأخيرة وهي صديقتها المقربة لعلها تكون تعرف مكانها وتخبره ترجل من سيارته أمام مقهى صغير ومعروف ملكا لها ثم قاد خطواته إلى الداخل ووقف بين الطاولات ينقل نظره بين الجميع يبحث عنها .. حتى وجدها تقف مع أحد العاملين بالمكان فتحرك نحوها حتى وقف خلفها وهتف بصوت
رجولي قوى
ازيك يا هبة
التفتت بكامل جسدها للخلف
مڤزوعة على أثر الصوت وبمجرد ما وقعت عيناها عليه تمتمت بدهشة
عدنان !
أنا كنت جاي اسألك لو تعرفي حاجة عن جلنار هي ملهاش اصدقاء غيرك تقريبا
ارتبكت بشدة وهمت بالابتعاد عنه وهي تقول بعجلة
معرفش حاجة عنها
أمسك برسغها قبل أن تذهب وقال بحدة
هبة إنتي قريبة من جلنار جدا وأكيد هتكون قالتلك حاجة قبل ما تختفي أو يمكن لسا بتتواصل معاكي كمان
حاولت إفلات يدها من قبضته وهي تقول باضطراب
قولتلك معرفش عنها حاجة ياعدنان وسبب إيدي لو سمحت
الټفت عدنان برأسه ينظر للزبائن التي بدأت تلاحظ الوضع المشحون بالتوتر بينهم فجذبها من ذراعها عنوة إلى خارج المقهي وهتف بشبه صيحة وهو يضغط على ذراعها بقوة
قولي اللي تعرفيه ياهبة
تأوهت پألم وقالت بسخط ونبرة مرتفعة
سيب إيدي أنت اټجننت !!
ترك يدها ورفع كفيه لأعلى كدليل على أنه لن يلمسها مجددا ثم قال بنظرات مشټعلة
اديني سبتها أهو .. يلا اتكلمي
أجابته بنظرات مستاءة وهي تدلك ذراعها موضع قبضته المؤلمة عليه
معرفش غير إنها برا مصر وهي مقالتش ليا حاجة غير ده وآخر مرة أشوفها أو اكلمها كان قبل ما تسافر ومن وقتها معرفش عنها حاجة ..خلاص عرفت وياريت بقى متجايش تاني الكافيه عندي
ثم تركته ودخلت إلى المقهى مرة أخرى بينما هو فأخذ يطرح الأسئلة
على ذهنه بحيرة ودهشة .. كيف خارج مصر وهي ليس لها أثر في سجلات المطار نهائي .
وقفت أمام المعرض مترددة .. اتستمع لنصيحة خالتها أم تستدير وتعود مرة أخرى من حيث أتت رؤيتها له تثير الكثير من العبث في نفسها المتيمة به .
منذ سنين وهي تعاني من عڈاب الهوى ولا تتمكن من الاعتراف أو حتى الأقتراب منه .. كلما تأخذ خطوة وتبرر أنها ستتقرب منه أكثر لعله يشعر بمشاعرها تجاهه خجلها يرجع بها للخلف ألف خطوة لكنها هذه المرة عزمت على أن تتخلي عن هذه الخجل أو ربما القليل منه ! .
رأته وهو يخرج من المعرض فارتبكت واستدارت فورا متخلية عن قرارها ولكن صوته الهادئ وهو ينده عليها جمدها بأرضها
زينة !
لعنت نفسها ألف مرة وهمست بندم
يارتني ما سمعت كلامك ياخالتو
أخذت نفسا عميقا ثم استدارت له مرة أخرى. بجسدها وانتظرته حتى اقترب ووقف أمامها لتهتف متلعثمة كالعادة
أااصل ..أصل أنا ك.. كنت معدية بالصدفة من قدام المعرض وقولت ادخل اسلم عليك بس خۏفت تكون مش فاضي ولا حاجة فكنت هرجع تاني
أجابها آدم ضاحكا
لا فاضي .. تعالي ادخلي هفرجك على التجهيزات اللي خلصت ونقعد نشرب فنجانين قهوة مع بعض
زينة بابتسامة متوترة
مبحبش القهوة !
آدم
خلاص هنشرب شاي يازينة .. ادخلي يابنتي مالك متصنمة كدا ليه !
سارت معه للداخل باستحياء ثم بدأ هو يعرض عليها ويريها كل مكان بالمعرض وكل لوحة سيتم عرضها وهي تتابع فقط بصمت وتكتفي بكلمة واحدة على كل شيء تراه من فرط خجلها جميلة ! .
لم يكن آدم بأحمق حتى لا يفهم مشاعرها تجاهه ولكنه كان يتصرف بطبيعية تماما وكأنه لا يدري بأي شيء .
في أمريكا ....
غربت الشمس وحل الظلام وكانت جلنار تجلس مع ابنتها على الأريكة أمام التلفاز يشاهدون أحد أفلام الأطفال المحببة لهنا .. لكنها لم تكن في حالتها المعتادة عندما تشاهد هذا الفيلم حيث كانت تجلس بجوار والدتها وتضع كفها أسفل وجنتها وعيناها معلقة على التلفاز دون أن تظهر أي تعبير وجه أو تفاعل فقط العبوس يستحوذ عليها .
كانت جلنار تلقى نظرة عليها كل آن