رواية اصقلها شيطان بقلم سماح سماحة
وعيه يا حبيبتي
نزلت عبرات سدرة پألم
مدفعيش عنه يا ماما دا لو كان اللي في ضيقة دا عدوه مينفعش أنه يتخلى عنه دا قاله روح أقتلها تلاقيكم متفقين سوا وعاملين النمرة دي عليا طب افرضي مكتشفش أني بريئة كان سابني أموت عادي
تجعدت تعابير ميسرة بحزن
لأ يا حبيبتي مكنش هيسيبك وانا مبدفعش عنه هارون راجل مبيتخلاش عن حد في ضيقة وأنت أدرى بيه مني وعارفة طباعه كويس
طب ليه قاله كدا وليه اتخلى عني!
هزت ميسرة رأسها بنفي
هارون متخلاش عنك يا سدرة هارون ضحى بالورق اللي كان هيودي زاهر في داهية وراح سلمه له عشان ينقذك ويخلصك من إيده
ثم صمتت قليلا واستجمعت شجاعتها وواجهتها بما يدور في داخلها
بصي يا حبيبتي انا مش عايزة أفتح في القديم وكنت واخدة عهد على نفسي متكلمش فيه تاني بس أنت بتظلمي هارون وانا لازم أصارحك عشان ترجعي لعقلك هارون لما شك فيك كان معاه عذره بعد اللي حصل منك في حقه بعد ما حبك وأمنلك ووهبك قلبه وأتفاجئ أنك بيعتي قلبه بالرخيص وروحتي أتجوزتي عمه عشان الفلوس ومش بس كدا دا أنت كنت السبب في طرده من شركاته وبيته لأول مرة فعايزة يكون رد فعله أيه بعد ما كل الشواهد كانت ضدك أكيد كان هيصدق أنك فعلا عملتي كدا وخسرتيه شغله مقابل الفلوس متزعليش مني يا بنتي بس هى دي الحقيقة المرة اللي لازم نواجه نفسنا بيها ونلتمس له العذر بيها
لأ يا ماما مكنش لازم يصدق لأن هو كان شايف وشاهد أن بقالي أكتر من سنة قدامة معملتش أي غلطة فيهم والندم كان بيموتني كل يوم وبقيت عايشة عشان أكفر عن ذنبي في حقه وكنت بتمنى رضاه وحاولت أقرب منه بدل المرة مېت مرة عشان نعيش زي اي زوجين بس هو اللي كان رافض يسمعني وقافل عقله وقلبه ورفض يسامحني ومقبلش توبتي وكان بيتلكك ليا عشان يطردني وما صدق جت له الفرصة
هو كان خاېف عارفة يعني أيه كان بيحاول يتقبلك تاني بس جواه كان خاېف يصدق ليرجع يتجرح منك تاني زي ما ټجرح أول مرة وجرحه المرة دي كان هيكون أصعب وعقابه مدمر زي ما حصل والظروف كلها أتجمعت ضدك عشان تباني أنك أنت اللي بعتيه لزاهر يمكن لو هو كان أهدى وحكم عقله كان عرف أنك مش ممكن تعمليها بس الترسبات اللي أترسبت في عقله الباطن عن أنك ممكن تبعيه عشان الفلوس خلته صدق وعمل اللي عمله لو شوفتيه وشوفتي حاله السنة اللي أختفيتي فيها كنت عرفتي قد ايه هو بيحبك دا عمره متقبل فكرة أنك لا قدر الله جرالك حاجة وكان بيأكد ديما أنك عايشة دا راح لزاهر وجواه كان هيفديكي بروحه لو أضطر لكده هارون بيحبك يا سدرة وكفاية بعد بقى كفاية تعذبوا في بعض أرجعيله وعيشوا حبكم اللي أتحرمتوا تحسوا بسعادته مع بعضكم
أنت عارفة أني مش هحب حد قدك عشان كدا عايزاك تسامحيه وتعيشي معاه أحلى أيام عمركم قبل العمر ما يفوت منكم
تنفست سدرة بعمق وأومأت ببطئ
يمكن بعدين أقدر أسامحه لكن دلوقتي مش قادرة
تفهمت ميسرة حزنها وربتت على كتفها برفق ثم أبتسمت لها بحنو وسحبت رأسها برفق تريحها على ساقها مرة أخرى
أغمضت سدرة عينيها وأسترسلت تسرد باقي الأحداث
تاني ليلة كنت عاملة نفسي نايمة عشان أتجنب مضايقة زاهر ليا
وسمعته وهو بيجمع حرسه وواخدهم ورايح لبيته في السر يجيب فلوس منه بعد ما مراته رفضت تدي لرجالته من فلوسه اللي مخبيهم في فيلته لما راحوا يطلبوا منها مبلغ كبير ليه وطردتهم بعد ما مشيوا بشوية سمعت الراجل اللي كان زاهر سايبه يحرسني وأسمه يونس بيتكلم مع واحدة في التليفون عرفت من كلامهم أنها مراته كانت بټعيط وهى بتترجاه يبعد عن الغلط والحرام وميعرضش نفسه للخطړ عشان يجيب فلوس لعلاج بنتهم الوحيدة وقالت له لو ربنا رايد ليها الشفا هيشفيها ولو لأ هى هتحتسبها عند ربنا لأن مش فلوسه الحړام هى اللي هتنقذها من المۏت لقيت يونس دا بيعيط ويقولها سامحيني ولو جرالي حاجة خلي بالك من نفسك ومن بنته ساعتها يا خالتي دموعي نزلت ڠصب عني وحسيت قد ايه الدنيا دي صغيرة ومتستهلش أننا نحارب عشانها يونس قفل السكة في وش مراته قبل ما كلامها يصحي ضميره ويرجع ليها من غير فلوس لعملية بنته
ساعتها حسست على الدبلة اللي حطاها في السلسلة اللي في رقبتي الدبلة اللي عم هارون جابهالي يوم جوازي منه كنت محتفظة