رواية اصقلها شيطان بقلم سماح سماحة
مخلصوش
أخذت أم مراد منها النقود ووضعتهم في جيبها قائلة
تمام أقعدي بقى يا حبيبتي أتهوي شوية وكلي ليك سندوتش وأشربيلك حاجة ساقعة ولا سخنة وانا اللي هودي المشاريب لو حد طلب تاني
أومأت لها الفتاة ووقفت تدور بعينيها بعشوائية في محيط المكان فوقعت عينيها على ذلك الرجل الجالس أمامها ينظر لها بقوة وصمت فهوى قلبها في قدميها وهى تنطق أسمه بهمس
قرأ هارون شفتيها وتأكد من ظنه فمن تقف أمامه هى بشحمها ولحمها زوجته المفقودة وقفت سدرة متخشبة في مكانها بعدما شلت الصدمة حواسها أقتربت منها أم مراد تهزها كي تنتبه لها
أي يا سوسو مالك مبترديش عليا ليه
ثم نظرت أم مراد حيث تنظر سدرة لهارون فسألتها
مين دا يا سدرة تعرفيه
بقى كل من سدرة وهارون صامتين لا يريان الإ بعضهما وكأن الزمن توقف من حولهما فصاح حمدي الذي جاء لتوه ينادي على سدرة پصدمة
أنهمرت العبرات من عيني سدرة وأستدارت تغادر المكان فكانت يد هارون أسرع من قرارها وأمسكت بها تسحبها ناحيته صاح حمدي پصدمة مرة أخرى فور رؤيته لأم مراد
طنط نبيلة!
فصاحت فيه أم مراد پغضب
أقترب حمدي منها يوضح لها أن قدومه لهنا هو محض صدفة لا أكثر بينما وقف هارون متشبثا بيدي سدرة ينظر لها وقلوبهما تقرع بقوة وكأنها طبول حرب مد هارون يده يزيل عبراتها برفق فأبعدت سدرة وجهها عنه وحاولت أفلات يدها منه لكن يده كانت ققيد أغلق عليها حتى كاد يدمي معصمها فنظرت له وطالبته بتركها
فما كان منه إلا أن ضمھا بقوة يستنشق عبير وجودها مرة أخرى وهو لا يكاد يصدق نفسه فمازال يشعر أنه داخل حلم جميل
أنت موجود بجد ولا دا حلم قولي أنه مش حلم يا حبيبتي قولي أنه مش حلم يا سدرة
لأ مش حلم يا هارون دا كابوس وكابوس أسود كمان انا مصدقت خلصت منك رجعت تاني ليه رجعت عشان تعذبني وتتهمني بالخېانة ولا عشان تعرفني أني مليش قيمة عندك وعادي عدوك يخطفني ويموتني كمان
لأ يا سدرة لأ يا حبيبتي تعالي معايا وانا هفهمك كل حاجة
أشارت له سدرة محذرة
أوعى تقرب مني فاهم انا ولا عايزة أعرف حاجة ولا حتى أفهم منك أنت بالذات حاجة كل اللي عايزاه أني أفضل في الحياة اللي أختارتها بأرادتي ولاقيت فيها نفسي وذاتي
وقف بعض الناس من المارة وكذلك حمدي وأم مراد يشاهدون ما يحدث بصمت وقد تعجبت الأخيرة مما يدور أمامها ومن ذلك الرجل الذي تصرخ عليه سدرة وتعنفه ومن أين تعرفه فأقتربت منها تضمها برفق
أبتعدت عنها سدرة وتركت المكان تركض بعيدا فلحق بها هارون حاولت أم مراد منعه وأمسكت يده بقوة
ياريت تسبها في حالها يا جدع أنت وأديك شايف أنها مش عايزاك وكرهه وجودك
نظر لها هارون پغضب ثم أبعد يدها برفق
أنت مش عارفة حاجة ولا فاهمة أيه اللي حصل سبيني انا لازم ألحقها
حاولت الأعتراض واللحاق به لتمنعه فوجدت حمدي يقف في وجهها يشير لها أن تتأنى
استني يا طنط انا هفهمك كل حاجة
صاحت به أم مراد
أبعد عن وشي
أنت كمان
هز حمدي رأسه برفض وأصر على منعها
مټخافيش على سدرة من هارون لأنه يبقى جوزها وعمره ما هيأذيها دا بيحبها وبيعشقها وبيدور عليها بقاله سنة
أتسعت عين أم مراد متعجبة ونطقت بخفوت
جوزها! سدرة مقلتش ليا أنها متجوزة انا كنت فكراها بنت
نظرت لحمدي تسأله
وليه هربت منه المدة دي كلها
أشار لها حمدي على مقعدين بجوارهم
ممكن تتفضلي هنا وهحكيلك كل حاجة
نظرت له أم مراد بضيق فهى ترتاب في أمره منذ أن جاء برفقة أبنتها الهاربة صابحا لطلب عفوها والسماح عنها لكنها مضطرة لسماعه حتى تعلم ما في الأمر وجلست وجلس حمدي بجوارها وبدأ يقص عليها ما حدث خلال الفترة الماضية وسرد كذلك قصة تعارفه بأبنتها إلى أن جاء بها لهنا
لم تبتعد سدرة كثيرا فقد لحق بها هارون سريعا وأمسك بها يوقفها أمامه حاولت سدرة التملص من بين يديه والهروب لكنه عجزت أمام قوته الجسدية فصړخت بها كي يتركها
سبني يا هارون بقولك سبني
ضمھا هارون من ظهرها لصدره وأمسك يديها يقيد حركتها
أسيبك دا انا ما صدقت لقيتك مفيش حاجة هتقدر تبعدك عني تاني فاهمة
صړخت سدرة بهياج
انا بكرهك بكرهك ومش عايزة أشوفك تاني أبعد عني أنت مينفعش تلمسني كدا لأني مبقتش مراتك خلاص
أقترب هارون برأسه من رأسها وتلامست وجنتيهما بلمسة أرسلت القشعريرة لكامل جسديهما وهمس لها بخفوت نجح في أثارة مشاعرها
انا رديتك في اليوم اللي