الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية اصقلها شيطان بقلم سماح سماحة

انت في الصفحة 40 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز


مخلصوش 
أخذت أم مراد منها النقود ووضعتهم في جيبها قائلة
تمام أقعدي بقى يا حبيبتي أتهوي شوية وكلي ليك سندوتش وأشربيلك حاجة ساقعة ولا سخنة وانا اللي هودي المشاريب لو حد طلب تاني
أومأت لها الفتاة ووقفت تدور بعينيها بعشوائية في محيط المكان فوقعت عينيها على ذلك الرجل الجالس أمامها ينظر لها بقوة وصمت فهوى قلبها في قدميها وهى تنطق أسمه بهمس 

هارون 
قرأ هارون شفتيها وتأكد من ظنه فمن تقف أمامه هى بشحمها ولحمها زوجته المفقودة وقفت سدرة متخشبة في مكانها بعدما شلت الصدمة حواسها أقتربت منها أم مراد تهزها كي تنتبه لها 
أي يا سوسو مالك مبترديش عليا ليه 
ثم نظرت أم مراد حيث تنظر سدرة لهارون فسألتها 
مين دا يا سدرة تعرفيه 
بقى كل من سدرة وهارون صامتين لا يريان الإ بعضهما وكأن الزمن توقف من حولهما فصاح حمدي الذي جاء لتوه ينادي على سدرة پصدمة 
سدرة مش معقول أنت هنا وأحنا قلبنا عليك الدنيا في القاهرة كان عنده حق هارون لما قال أنه أحساسه بيك ديما أنك عايشة ومموتيش 
أنهمرت العبرات من عيني سدرة وأستدارت تغادر المكان فكانت يد هارون أسرع من قرارها وأمسكت بها تسحبها ناحيته صاح حمدي پصدمة مرة أخرى فور رؤيته لأم مراد 
طنط نبيلة! 
فصاحت فيه أم مراد پغضب 
أنت أيه اللي جابك ورايا لهنا أنت أيه مش عندك ډم ولا غبي مفهمتش كلامي تلاقيها هى اللي بعتتك ليا تحايلني فاكرة أني هسامحها بس دا بعدها وبعدك 
أقترب حمدي منها يوضح لها أن قدومه لهنا هو محض صدفة لا أكثر بينما وقف هارون متشبثا بيدي سدرة ينظر لها وقلوبهما تقرع بقوة وكأنها طبول حرب مد هارون يده يزيل عبراتها برفق فأبعدت سدرة وجهها عنه وحاولت أفلات يدها منه لكن يده كانت ققيد أغلق عليها حتى كاد يدمي معصمها فنظرت له وطالبته بتركها 
سيب إيدي يا هارون 
فما كان منه إلا أن ضمھا بقوة يستنشق عبير وجودها مرة أخرى وهو لا يكاد يصدق نفسه فمازال يشعر أنه داخل حلم جميل 
أنت موجود بجد ولا دا حلم قولي أنه مش حلم يا حبيبتي قولي أنه مش حلم يا سدرة 
لأ مش حلم يا هارون دا كابوس وكابوس أسود كمان انا مصدقت خلصت منك رجعت تاني ليه رجعت عشان تعذبني وتتهمني بالخېانة ولا عشان تعرفني أني مليش قيمة عندك وعادي عدوك يخطفني ويموتني كمان 
هز هارون رأسه وعيناه تلمعان بالندم 
لأ يا سدرة لأ يا حبيبتي تعالي معايا وانا هفهمك كل حاجة 
أشارت له سدرة محذرة 
أوعى تقرب مني فاهم انا ولا عايزة أعرف حاجة ولا حتى أفهم منك أنت بالذات حاجة كل اللي عايزاه أني أفضل في الحياة اللي أختارتها بأرادتي ولاقيت فيها نفسي وذاتي 
وقف بعض الناس من المارة وكذلك حمدي وأم مراد يشاهدون ما يحدث بصمت وقد تعجبت الأخيرة مما يدور أمامها ومن ذلك الرجل الذي تصرخ عليه سدرة وتعنفه ومن أين تعرفه فأقتربت منها تضمها برفق 
أهدي يا سدرة أهدي يا حبيبتي متعمليش في نفسك كدا 
أبتعدت عنها سدرة وتركت المكان تركض بعيدا فلحق بها هارون حاولت أم مراد منعه وأمسكت يده بقوة 
ياريت تسبها في حالها يا جدع أنت وأديك شايف أنها مش عايزاك وكرهه وجودك 
نظر لها هارون پغضب ثم أبعد يدها برفق 
أنت مش عارفة حاجة ولا فاهمة أيه اللي حصل سبيني انا لازم ألحقها 
حاولت الأعتراض واللحاق به لتمنعه فوجدت حمدي يقف في وجهها يشير لها أن تتأنى 
استني يا طنط انا هفهمك كل حاجة 
صاحت به أم مراد 
أبعد عن وشي
أنت كمان 
هز حمدي رأسه برفض وأصر على منعها 
مټخافيش على سدرة من هارون لأنه يبقى جوزها وعمره ما هيأذيها دا بيحبها وبيعشقها وبيدور عليها بقاله سنة 
أتسعت عين أم مراد متعجبة ونطقت بخفوت 
جوزها! سدرة مقلتش ليا أنها متجوزة انا كنت فكراها بنت 
نظرت لحمدي تسأله 
وليه هربت منه المدة دي كلها 
أشار لها حمدي على مقعدين بجوارهم 
ممكن تتفضلي هنا وهحكيلك كل حاجة 
نظرت له أم مراد بضيق فهى ترتاب في أمره منذ أن جاء برفقة أبنتها الهاربة صابحا لطلب عفوها والسماح عنها لكنها مضطرة لسماعه حتى تعلم ما في الأمر وجلست وجلس حمدي بجوارها وبدأ يقص عليها ما حدث خلال الفترة الماضية وسرد كذلك قصة تعارفه بأبنتها إلى أن جاء بها لهنا 
لم تبتعد سدرة كثيرا فقد لحق بها هارون سريعا وأمسك بها يوقفها أمامه حاولت سدرة التملص من بين يديه والهروب لكنه عجزت أمام قوته الجسدية فصړخت بها كي يتركها 
سبني يا هارون بقولك سبني 
ضمھا هارون من ظهرها لصدره وأمسك يديها يقيد حركتها 
أسيبك دا انا ما صدقت لقيتك مفيش حاجة هتقدر تبعدك عني تاني فاهمة 
صړخت سدرة بهياج 
انا بكرهك بكرهك ومش عايزة أشوفك تاني أبعد عني أنت مينفعش تلمسني كدا لأني مبقتش مراتك خلاص 
أقترب هارون برأسه من رأسها وتلامست وجنتيهما بلمسة أرسلت القشعريرة لكامل جسديهما وهمس لها بخفوت نجح في أثارة مشاعرها 
انا رديتك في اليوم اللي
 

39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 53 صفحات