رواية اصقلها شيطان بقلم سماح سماحة
ما حبكم صادق وطول ما أنت واقف سند في ضهرها
أنهى حمدي حديثه مع هارون وخرج من مكتبه يهاتف سهيلة يطلب منها أن تعد نفسها نفسيا من أجل مقابلة والدتها وعليها أن لا تخاف أو تحزن مهما كانت نتيجة مقابلتهما تلك فهو لن يستسلم حتى تسامحها والدتها وتتقبلها مرة أخرى وسط عائلتها الصغيرة مضى اليوم وجاء الصباح وفي ساعته الأولى كانت سيارة هارون تلتهم المسافة الفاصلة ما بين العاصمة ومدينة الإسكندرية وجلس هارون في مقعدها الخلفي يراجع أوراق تلك الشحنة المتحفظ عليها في ميناء الإسكندرية نظر له
هنروح الفندق الأول ولا هنطلع على المينا طوالي يا هارون بيه
رفع هارون عينيه عن الورق ينظر له
لأ هنروح المينا الأول الورق دا لازم يروح عشان يلحقوا يفرجوا عن الشحنة والعربيات بتاعتنا تلحق تحملها قبل معاد الشغل ما ينتهي
أومئ له السائق بتهذيب
تمام يا هارون بيه
نظرت له السيدة بتعجب من هيئته التي يغلب عليها طابع الثراء لكنها أبطنت دهشتها وصنعت له الشاي بصمت وذهبت تعطيه إياه
أتفضل يا بيه الشاي المظبوط
أبتسم لها هارون وهز رأسه برفق
شكرا تسلم إيدك يا
نظرت له السيدة بخجل
أم مراد بيه
الشاي مظبوط جدا حقيقي تسلم إيدك
شعرت السيدة بالأرتياح ناحيته فهو يبدو عليه الطيبة والتواضع برغم فخامة ما يرتديه أبتعدت عنه بعدما منحته إيمائة رضا عما قاله وجلس هارون على السور ينظر للبحر مستمتعا بمنظره مع الشاي فذلك مزيج يجلب السعادة لبعض محبي النقاء والصفاء النفسي دق هاتفه فوجده حمدي فأغمض عينيه يلوم نفسه لعدم مهاتفته حتى يطمئن عليه وعلى نتيجة مقابلته مع والدة سهيلة أجاب عليه مبررا
زفر حمدي بقوة يخرج الحزن الذي تملك منه
زي ما توقعت مامتها رفضت أنها تسمع منها وتقريبا طردتنا من بيتها
أومئ هارون متفهما
دا شيء متوقع الست مچروحة ومش سهل عليها اللي حصل وأكيد مش هتسامح ما بين يوم وليلة لازم سهيلة تحاول تاني وتالت وعاشر ومليون لغاية ما تسامحها وأنت تكون معاها
أكيد هنحاول مع بعض لغاية ما تسامحها المهم دلوقتي أنت فين سألت عليك في الفندق قالولي أنك خرجت كنت عايز أقعد معاك لأن سهيلة نامت
سأله هارون مستفسرا
أنتم لسه هنا مسافرتوش مش كنت بتقول هترجعوا القاهرة في نفس اليوم !
زفر حمدي بضيق
دا لو كان مامت سهيلة سامحتها أو حتى وافقت أن تستقبلها في بيتها تاني بس الموضوع أتعقد وسهيلة عيطت كتير قوي لغاية ما نامت من التعب قولي بقى أنت فين انا مخڼوق وانا لوحدي
حاول هارون أمتصاص غضبه حتي يهدأ
تمام تمام تعالى ليا انا قاعد بشرب شاي على الكورنيش قدام الفندق بس بعده بشوية ناحية إيدك الشمال وأنت خارج منه هت
وقبل أن يتم هارون وصفه للمكان وقع كوب الشاي من يده فقد أنتبته صدمة حين لمحها تأتي من بعيد تحمل بين يديها صنية عليها أكواب فارغة تصنم في جلسته وفقد النطق بعد أن أخرست المفاجأة لسانه ناداه حمدي كثيرا حتى يأس من أجابته فأغلق الهاتف وذهب في الأتجاه الذي وصفه
له أقتربت الفتاة التي رأها هارون من سيدة الشاي تحدثها بحماس
أتفضلي يا خالتي دا حساب الناس اللي هناك دول ودا حساب الراجل ده ومراته لسه في تلاتة محسبوش لأنهم