الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية اصقلها شيطان بقلم سماح سماحة

انت في الصفحة 12 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز


وعلى كسرة قلبي يوم ما شوفتك وأنت بتعملي الفيديوهات الزفت على دماغك عشان تجيبي بيها الفلوس للمچرم اللي أسمه ماجد ولغاية دلوقتي كتمة في قلبي ومقدرتش أقول لحد حتى حسان منا هقوله أيه هقوله بنتنا اللي ربناها أحسن تربية مشيت في طريق الغواية بسبب شيطان غواها وخلاها تعمل فيديوهات قڈرة 
هزت رأسها بنفي وعبراتها تفيض بغزارة 

لأ مهما كان أنت بنتي وحتة مني ومش هخلي صورتك تتهز قدام حد حتى حسان ومش هيعرف حاجة لأنه لو عرف هتكسر ويكرهك يا سدرة وانا مش عايزاه يكرهك انا صحيح لسه مچروحة منك بس مفيش حد هيحبك قدي ومسير الأيام هتداوي چرحي منك وأرجع أخد في حضڼي من تاني 
سقطت سدرة مڼهارة على الأرض في وضع شبه نائم تنتحب بقوة وهى تتذكر تلك الليلة الكئيبة التي كانت بمثابة السيف القاطع الذي قطع أواصر المحبة بينها وبين خالتها فكما أعتادت أن تفعل كل ليلة منذ أن طاب منها ماجد أنتظرت حتى أوت خالتها وزوجها إلى الفراش وبدأت في أعداد العدة من أجل مكالمة الفيديو المعتادة وبسبب تسرعها نسيت أن تغلق باب غرفتها عليها وبعد أن فتحت المكالمة وأسترسلت في الكلام بغنج والضحك بميوعة لمجاراة الطرف الآخر وبينما هى مندمجة وجدت خالتها تقف فوق رأسها وعلى وجهها تبدو الصدمة متجلية ومئات من علامات الاستفهام في عينيها أنتفضت سدرة من مكانها بفزع وخوف فوقع حاسوبها المحمول من فوق قدميها أرضا فأنفصل لجزئين وتضررت شاشته لكنها لم تعيره أهتماما ونزعت النقاب عن وجهها حتى تستطيع التنفس بعدما أنقطعت أنفاسها عن رئتيها فكادت أن تفقد وعيها لولا أن تمالكت نفسها وحولت تبرير ما فعلته لها فخرجت الكلمات من فمها متقطعة مهزوزة 
خخخخ خخااالتي انا مبعملش حاجة غلط انا بلبس النقاب عشان محدش يعرفني 
اتسعت عينيها پخوف من شحوب وجه ميسرة فمن يراها يظنها فقدت الحياة فلمعت العبرات في عينيها وقلبها تزداد دقاته ولم تتمالك نفسها وأنهارت في بكاء مرير يلهب ماءه وجنتيها وحاولت تبرير فعلتها الشنعاء بلسان بدا وكأنه أعجمي عليها لا تجيد التحدث به 
ممممم مماجد ههو اااااللي ططلبب مني كدا عشان أجيب فلوس كتير اللي تخلينا نتجوز بسرعة 
هزت ميسرة رأسها بحسرة ورمقتها بخزي وحزن وألم ثم أنسحبت بصمت وهى تشعر أن كل جزء في جسدها قد توقف عن ممارسة عمله فعقلها توقف عن التفكير وقلبها توقف عن النبض وعيناها توقفت عند صورتها وهى ترتدي النقاب فوق منامتها الليلية وأذنيها لا تسمع سوى صوتها وهى تتحدث مثل فتيات الپغاء الشئ الوحيد الذي كان يعمل بها هما قدماها اللتي حملاها لخارج الغرفة بصعوبة بالغة وهوتا بها على أقرب أريكة وظلت متخشبة عليها حتى رفع آذان الفجر وخرج زوجها من غرفتهما ليجدها هكذا
فى البداية ظنها تصلي لكنه عندما أقترب منها وجدها شاردة تنظر لأرض الردهة بصمت أقترب منها وهزها برفق كي تفيق من تصنمها لكنها لا تستجيب فأضطر لهزها عدة مرات حتى استجابت له ونظرت ناحيته فوجد عبرات متحجرة في عينيها تعجز عن الخروج أنتابه الخۏف عليها فقد ظنها مريضة فجلس بجوارها ولف ذراعه على كتفها يضمها لصدره وسألها برفق 
مالك يا ميسرة فيك ايه يا حبيبتي أنت تعبتي تاني 
وكأن سؤاله كان الشرارة الذي فجر البركان بداخلها فقد أرتمت على صدره وبدأت في البكاء بصوت مرتفع يهتز جسدها بفعله أندهش حسان مما يحدث لزوجته لكنه فضل الصمت حتى تخرج كل ما يجيش بداخلها من مشاعر سلبية في البكاء كي ترتاح وتستعيد توازنها النفسي 
وقفت سدرة خلف باب غرفتها تبك پقهر لا تقوى على الخروج فمواجهة خالتها الأن هو الچحيم بعينه وهى كالفراشة الرقيقة التي ستحترق جناحها بمجرد أن ترى الڼار جلست بوهن تبك خلف الباب وتلوم نفسها لما وصلت إليه من سوء وتدني وظلت تدعو ربها أن يقبل توبتها ويغفر لها ما أقترفته من ذنوب و يرقق قلب خالتها عليها وتعفو عنها كما سيعفو عنها لأنه هو الغفور الرحيم الذي قال في محكم التنزيل أدعوني استجب لكم وهى ستظل تدعو الله بالتوبة إلى أن يقبل دعائها 
استفاقت سدرة من شرودها في ذكرياتها المخزية ودمائها تغلي في عروقها من ظلم هارون وخالتها لها نعم هى أخطأت ولكنها تابت لخالقها منذ وقت طويل وألتزمت بكل أمور حياتها لما لا يغفران لها ويسامحها ويبدأون جميعهم صفحة بيضاء نقية لا ذنوب أو أخطاء أو كره بها لما لا يمنحاها فرصة ثانية حتى تثبت لهما أنها تابت وتطهرت من وصمتها نهضت سدرة وفي داخلها قوة عجيبة تدفعها لمواجهتهما وستبدأ بمواجهة زوجها كي تدافع عن نفسها فهى لن تستلم لذلك الوضع الذي يفرضه عليهما وقررت أن تخيره أم أن يصفح ويعفو أو يتركها للأبد وتعود لحياتها القديمة قبل أن تراه وتعرفه توجهت لغرفته وفتحت بابها بقوة دون أن تطرقه أولا
وخطت بداخلها لكنها لم
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 53 صفحات