رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
والله اعلم كانت بتعمل إيه هناك من وراه
وهي هربت ليه مش لما ابنك كان عايز ياخد بنتها منها ويطلقها
تأففت أسمهان بخنق وردت عليه في قرف
سوق يا آدم وإنت ساكت ومتجبليس سيرتها تاني أنا مش ناقصة حړقة ډم
هز رأسه مغلوبا على أمره في نفاذ صبر
فهمها حاول لن يجدي بنفع مع امرأة قاسېة كأسمهان الشافعي
في مساء ذلك اليوم
كان يجلس فوق الأريكة وعلى فخذيه تجلس صغيرته ونائمة برأسها على صدره عيناه عالقة على السماء بشرود وهي تمسك بدمية باربي الصغيرة تعبث بأناملها الرقيقة في شعرها برقة وساكنة تماما بين ذراعين والدها انزل عدنان نظره إليها وابتسم ثم همس بحنو
هزت الصغيرة رأسها بالنفي ولفت ذراعيها حول خصر والدها متشبثة به بقوة
كتعبير عن رفضها التام في الابتعاد عنه فعلت شفتيه ابتسامة أبوية دافئة ثم نزع عنه سترته الثقيلة ولفها حول جسد ابنته الصغير رفعت هي رأسها له وتمتمت
بابي إنت بتحبني وبتحب عمو آدم وتمان كمان نينا صح
طيب ومامي
تجمدت ملامحه لوهلة وتمتم بعدم فهم
مالها مامي !
هنا بتأمل وبعض العبوس الذي مازال يعلو معالمها
بتحبها زينا !
عم الصمت لثواني معدودة حتى رأت هنا الابتسامة تزين ثغر والدها من جديد وهو يرد عليها بإيجاب
سعدت للحظة بتأكيد أبيها ثم عادت وهتفت بعبوس مجددا
طيب ليه زعلتها
أشار لنفسه بدهشة متمتما
أنا زعلتها !!!
اماءت هنا برأسها فضيق عدنان عيناه وسألها بفضول
وإنتي عرفتي إزاي
هنا بخفوت
تسرد له ما حدث
مامي كانت قاعدة على السرير وزعلانة أنا سألتها مش رضيت تقولي بعدين أنا قولتلها زعلانة من بابي عملت كدا براسها
عملتلك كدا امممم طيب وهي صاحية ولا نامت
رفعت كتفيها بجهل وردت
مش عارفة
حملها فوق ذراعه واستقام بها واقفا هامسا وهو يسير نحو المنزل
دخلا المنزل وصعد عدنان الدرج حاملا ابنته فوق ذراعه وقاد خطواته تجاه غرفته وقف أمام الباب وأمسك بالمقبض ثم فتحه ودخل وقعت عيناهم عليها في الفراش وهي متدثرة بالغطاء ونائمة بثبات عميق فهمست هنا في أذن أبيها باسمة
نامت !
تمعن النظر في جلنار للحظات قبل أن يلتفت بنظره لصغيرته ويهتف بحنو
طيب مش يلا احنا كمان ننام ولا إيه
ابتسمت بطفولية ونظرات بريئة ثم همست بتردد ولطافة
مش عايزة انام في اوضتي
امال عايزة تنامي فين !
اتسعت ابتسامتها ونزلت من فوق ذراعيه ثم هرولت راكضة نحو الفراش وتسطحت بجوار أمها متطلعة لأبيها بأعين متسعطفة فأجابها هو ضاحكا وهو يقترب من الفراش
وده من إمتى بقى إن شاء الله !
كتمت على فمها بكفيها حتى لا تخرج اصوات ضحكها وتابعت أبيها وهو يلتفت حول الفراش ويتسطح بجوارها من الجانب الآخر وهي بالمنتصف بين والديها رفع الغطاء وسحبه على جسده وتلقائيا تدثرت هي أيضا ثم التفتت للجهة الأخرى ودثرت أمها جيدا وعادت مرة أخرى لأبيها تلقي بجسدها الصغير بين ذراعيه
مد عدنان يده للضوء واطفأه فخرجت صيحة من هنا پخوف
لا
فتح النور مرة أخرى مڤزوعا وحدجها باستغراب فهتفت هي بصوتها الطفولي
كدا العفريت هيجي يابابي
عفريت أيه يابابا مفيش ياحبيبتي الكلام ده
اعتدلت جالسة ورفعت يديها لأعلى ورسمت على ملامحها الطفولية البريئة الجميلة ملامح مرعبة لا تناسب وجهها بتاتا وهتفت تمثل لأبيها
لا في هيعملي كدا اعاااا
قهقه بقوة فالتفتت هي برأسها مسرعة ناحية أمها وأشارت بسبابتها على فمها هامسة
شششش مامي هتصحى !
اخفض من نبرة صوته وهو يجذبها لصدره متمتما
طيب يلا مش هطفي النور نامي بقى متتعبنيش
امتثلت لكلام أبيها وسكنت تماما في حضنه ودقائق معدودة واغمضت عيناها سابحة في ثبات عميق
بأمريكا الشمالية تحديدا مدينة كاليفورينا داخل منزل حاتم في المساء
كان جالسا بغرفة مكتبه ويمسك بيده الكتاب الذي اهدته له بعيد ميلاده الأخير
قبل أن ترحل لا تزال صورتها عالقة بذهنه صوتها يرن في أذنه بين الحين والآخر لم ينساها ولن يتمكن بسهولة كما ظن لكن الجيد في الأمر أن شوقه له
يتناقص يوما بعد يوم ولم يعد مشتاقا لرؤيتها كالسابق سيعاني قليلا في تحمل نتيجة الخطأ الذي ارتكبه حين سمح لقلبه بأن يتعلق بها مرة أخرى وهو يعرف بأن الأمور قد لا تسير كما تهوى نفسه
قطع لحظات تفكيره طرق الباب القوى ضيق عيناه بريبة وأسند الكتاب فوق سطح المكتب واستقام واقفا مغادرا الغرفة ومتجة نحو الباب أمسك بالمقبض وجذب الباب
إليه فقابل أمامه نادين ووجهها ممتلئ بالدموع صابه الفزع من مظهرها وهتف پصدمة
نادين !
ارتمت عليه دون أي مقدمات ولفت ذراعيها حول رقبته ډافنة وجهها في كتفه وتبكي بحړقة ارتفعت علامات الاستفهام والقلق لعيناه لكنه لف ذراعه حولها يملس على ظهرها برفق متمتما بصوتا ينسدل كالحرير ناعما
مالك يانادين إنتي كويسة !!
ابتعدت عنه وردت عليه من بين بكائها بصوت متقطع
كنت بحفلة عيد ميلاد صديقتي وأنا وعلى الطريق للبيت قابلت شوية شباب مو متربين ضلوا يضايقوني بالكلام وبالذول لعرفت امشي وكمان ضلوا ورا سيارتي بسيارتهم فخفت اروح على البيت وأجيت لعندك
احتدمت ملامح وجهه وهتف بغلظة
فضلوا وراكي لغاية ما وصلتي هنا عندي !
نادين پبكاء وجسد يرتعش
ما بعرف أنا كتير خۏفت وضليت سوق بسرعة حتى اوصل لعندك
أمسك بيدها في
رفق وادخلها ثم اغلق الباب ورمقها بنظرات حانية مطمئنة بعدما احس بارتعاشة جسدها وخۏفها الشديد
مټخافيش خلاص أنا معاكي أهو اهدي يانادين
نادين بصوت مرتجف
كانوا مو بوعيهم لهيك خفت اكتر
لف ذراعه حول كتفها وسار معها للداخل حتى وصلا للأريكة المتوسطة واجلسها عليها ثم جلب لها كوب ماء ومد يده لها فالتقطت الكوب وشربته كله دفعة واحدة بينما هو فهتف بنبرة صارمة تحمل السخط
وإنتي إيه اللي يقعدك في عيد ميلاد صحبتك للوقت ده يا هانم
كانت الحفلة كتير حلوة وهي
رفضت تتركني امشي إلا بعد ما تنتهي الحفلة
حاتم بنبرة أشد غلظة من السابق
ومرنتيش عليا ليه آجي اخدك !!
نادين بصوت مبحوح من أثر
البكاء
ما حبيت ازعجك ياحاتم وأكيد ما كنت بتوقع إن هيك راح يحصل
مسح على وجهه متأففا بنفاذ صبر وڠضب ملحوظ ثم هتف بتحذير حقيقي ونظرات مخيفة
أول وآخر مرة يا نادين مفهوووم من هنا ورايح متتأخريش برا وحدك
اماءت برأسها وهي مطرقة رأسها أرضا بينما هو فتفحص بعيناه بداية من قدماها وفستانها القصير حتى أعلى كتفها الذي تتدلي من حمالات الفستان التي فوق كتفيها فتحة مثلثية عند منطقة الصدر وتترك الحرية لشعرها البني طال تأمله بها للحظات لا يتمكن من إزالة نظره عنها حتى سيطر على ذاته وهتف بعصبية
إيه اللي لبساه ده ما طبيعي تلاقي شباب بتضايقكي باللبس ده
نزلت بنظرها لملابسها وعادت له تهتف باستغراب وبعض الغيظ
شو به فستاني !!!
حاتم پغضب وحدة
فستان إيه ده قميص نوم !
ردت عليه مشټعلة بغيظ
احترم حالك وبعدين ما إلك دخل انا بلبس ياللي بيعجبني
ولما مليش دخل جاية تعيطيلي ليه !
وثبت واقفة بانفعال وهدرت بغيظ وهي تهم بالانصراف
أي أنا غلطانة إني اجيتلك أساسا
اندفعت نحو الباب لكنه اسرع وقبض على رسغها يهتف بنبرة رجولية حازمة
خدي هنا رايحة فين !
رايحة على بيتي شو عندك مانع !!
آه عندي هتطلعي بالشكل ده تاني !! اطلعي فوق في أوضة ماما هتلاقي هدوم في الدولاب غيري والبسيلك حاجة عدلة بدل القرف ده
نادين بعناد وباستياء شديد وهي تصيح به
ما تقول قرف عم تفهم ومو راح اطلع لفوق وراح امشي على بيتي ڠصب عنك
استدارت وسارت مسرعة نحو الباب لكنها أصدرت شهقة عالية بفزع عندما وجدته يحملها فوق كتفه عنوة ويسير بها عائدا نحو الأعلى إلى غرفة والدته صړخت بأعلى صوتها تضربه بكفيها على ظهره
نزلني يا منحط حاتم اتركني عم اقلك اتركني حاتم
لم يعيرها إهتمام حتى وصل بها إلى الغرفة وانزلها على الأرض ثم قال بلهجة آمرة
غيري يلا وأنا هستناكي برا
همت بأن تندفع نحوه وتضربه وتشتمه لكنه كان اسرع منها حيث تراجع واغلق الباب فاتاها صوته من الخارج وهو يقول بحزم
خمس دقايق وتكوني خلصتي
سمع صړختها المغتاظة من الداخل
انقلع من هون !
ابتسم ولم يجيب عليها فقط ابتعد عن الباب قليلا ووقف يستند بظهره على الحائط منتظرا أياها وبعد دقائق طويلة نسبيا فتحت
الباب وخرجت وهي ترتدي بنطال واسع يعلوه كنزة بأكمام طويلة وقفت أمامه وهي تنظر لنفسها بعدم رضى فرد هو عليها مبتسما برضا على عكسها تماما
الاحترام حلو برضوا كدا اقدر اقولك يلا عشان اوصلك لبيتك
هتفت بخنق
لا راح روح وحدي
استقرت في عيناه نظرها مرعبة جعلتها تصمت وسارت أمامه دون أن تتفوه ببنت شفة متقبلة الأمر الواقع فهي من لجأت له في خۏفها ويجب عليها الآن أن تتحمل النتائج !
بصباح اليوم التالي داخل شركة أل الشافعي تحديدا بغرفة الاجتماعات
انفتح الباب ودخل أولا عدنان وخلفه كان آدم جلس عدنان على مقعده في صدر الطاولة وهو ينقل نظره بين الجميع بتدقيق وآدم عيناه الڼارية ثابتة على نادر
هتف صاحب الشركة
الأخرى التي سيعقد معه الصفقة
حمدلله على سلامتك يا عدنان بيه
عدنان بثبات ونظرات ثاقبة كالصقر
خلينا ندخل في المهم اعتقد
إنك عرفت إن الملفات والتصميمات اللي وصلت ليك مزورة ومش الحقيقية وكمان الحقېر اللي وصل ليك على إنه من شركتنا ده واحد نصاب
نظر سليم لآدم وتمتم مبتسما
آه آدم بيه بلغني دي عملية ڼصب عيني عينك
عدنان باسما بشيطانية
اللي عمل كدا غبي وعقله خيل ليه إنه هيقدر على عدنان الشافعي بس الحمدلله ياسليم بيه إننا لحقنا المصېبة دي قبل ما تمضي العقد معاه
هز سليم رأسه بإيجاب وتمتم
أيوة الحمدلله
مد عدنان بالملفات الحقيقية على سطح الطاولة يعطيها لسليم الذي التقطها منه واستغرق دقائق وهو يتفحص كل جزء بها بإمعان وبالأخير تمتم مبتسما بإشراقة وجه
فعلا دي التصميمات والاوراق اللي احنا متفقين عليها من البداية كدا نقول مبروووك علينا ياعدنان بيه أول تعامل بينا
أشار سليم لمدير أعماله بأن يخرج الاوراق الخاصة بالعقود وبدأوا كلاهما
بالامضاء على العقود وفور انتهائهم استقاموا واقفين وتصافح كل من سليم وعدنان الذي هتف بوجه سمح
إن شاء الله يكون في اجتماع قريب بينا ياسليم بيه ونتكلم فيه على كل حاجة بالتفصيل
وأنا في الانتظار أكيد
سار سليم ومدير أعماله للخارج ولحق
به آدم فورا بعد أن القى نظرة خبيثة على أخيه كان نادر يجلس بمقعده وهو عبارة عن جمرة ملتهبة من فرط الغيظ والڠضب ولم يلحظ نظرات عدنان الممېتة له إلا عندما الټفت برأسه ناحيته في تلقائية فاربكته