الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

انت في الصفحة 40 من 86 صفحات

موقع أيام نيوز


اصلها فردت نفسها أوي عليا ونست أنا مين 
بدرية بضحكة حماسية 
عملت إيه ياولا احكيلي 
لم يجيب عليها وظلت عيناه ثابتة على اللاشيء امامه
بتفكير حتى نظر إلى بدرية وهتف بخبث وهو يغمز لها 
بقولك إيه ياخالة عايز منك خدمة صغيرة كدا 
بدرية بلؤم مماثل له 
تخص بنت رمضان 
اماء لها برأسه في عين تنبع بالأفكار الشيطانية فابتسمت هي وردت عليه بنبرة حاقدة ومستمتعة 

عنيا ليك ده إنت ابن
الغالية
خرج من الحمام الملحق بغرفته وقد ارتدى ملابسه كلها أسرعت إليه ووقفت أمامه تهتف باستياء بسيط 
عدنان إنت لسا تعبان ومينفعش تطلع من المستشفى الدكتور قالك إن حالتك بقت كويسة الحمدلله بس كمان قال لو هتخرج من المستشفى يبقى لازم يكون في اهتمام في البيت وترتاح تماما والأفضل كمان إنك تكون هنا تحت رعاية الدكاترة 
عدنان بإصرار 
قولتلك أنا كويس يا جلنار وبعدين أنا مبحبش المستشفيات ولا
جو الدكاترة ده وإنتي عارفة ده يعني في بيتي
هرتاح اكتر 
جلنار بعصبية شديدة 
اشك إنك هترتاح الصراحة لازم يكون في اهتمام بنوعية الأكل وبعلاجك وكمان راحتك التامة وإنت في البيت مش هتلتزم بأي حاجة من دول
أجابها بمداعبة وهو يغلق ازرار قميصه العلوية بابتسامة لعوب 
طيب ما إنتي موجودة وهتهتمي بيا أنا واثق
تجمدت معالم وجهها وطالعته بعينان تطلق علامات استفهام في عدم فهم ثم رفعت سبابتها تشير لنفسها بحيرة 
أنا !!! 
أيوة إنتي ! 
جلنار بتعجب ملحوظ في نبرتها ونظرتها 
طيب ما أنا مش هكون موجودة إنت هتروح تقعد مع مامتك في البيت ! 
انتهى من زر ازراره قميصه وغمز لها بمشاكسة 
مين اللي قال
كدا أنا هقضى فترة تكملة علاجي مع رمانتي وبنتي 
لحظات أخرى مرت من السكون التام المهيمن عليها لكن هذه المرة كانت تتطلع إليه بذهول فخرج صوتها بازدراء وعدم تصديق 
يعني إنت هتسيب فريدة وتقعد معايا أنا !!!
اختفت الابتسامة من على وجهه فور ذكرها لاسم فريدة وتحول من المرح والمشاكسة إلى الحزم وهو يجيب عليها 
خلينا في موضوعنا افضل لو خلصتي وجهزتي يلا بينا 
استدار وسار مبتعدا عنها فهرولت خلفه وامسكت بذراعه تديره إليها وتهدر بجدية واستغراب 
استنى هنا إنت امبارح تقولي أنا مش عايز جلنار القديمة وبتتصرف بطريقة غريبة من امبارح وبليل تعالي نامي جمبي عشان مش هترتاحي على الكنبة ودلوقتي هقعد معاكي إنتي هو في إيه بظبط !! 
ضيق عيناه باستغراب مزيف ورد بكل بساطة وهدوء أعصاب 
مفيش حاجة إنتي شايفة إن تصرفاتي غريبة لكن في الواقع هي طبيعية جدا 
ضحكت بصوت عالي وردت عليه مستهزئة بانفعال 
لا والله طبيعية !! ولما هي طبيعية مكنتش بتتصرف معايا من بدري زي كدا ليه ! 
إنتي غاوية نكد على الصبح يعني ! 
احتدمت نبرتها بشدة ولا تعرف لماذا شعرت بوغزة ألم في قلبها فردت عليه بثبات وقوة 
لو بتعمل كل ده عشان تخدعني وتخليني أتراجع وانسى موضوع الطلاق فبلاش منه احسن لإني لسا عند قراري وقريب أوي هوكل محامي عشان نبدأ في الإجراءات 
خرج عن إطار هدوئه المزيف وصاح بها منفعلا پغضب هادر 
محامي وطلاق إيه ده على الصبح اللي طب في دماغك وبعدين احنا مش هنخلص من الزفت الطلاق ده !! أنا صبري ليه حدود
غامت
عيناها بالعبارات وظهر الألم فيهم فكلماته لا تزال تتردد في أذنها حتى الآن تشعرها بكسرة النفس والعجز سقطت دمعة حاړقة على وجنتيها وهي ترد عليه بصوت مبحوح 
وأنا كمان صبرت واستحملت كتير بس عشان 
توقفت للحظة عن الكلام دون أن تكمل جملتها وعادت تكمل كلامها 
بس حتى أنا صبري ليه حدود ياعدنان وإنت عارف كويس أوي إيه اللي وصلني للحالة دي وخلاني اطلب الطلاق فبلاش تمثل عليا دور الاهتمام والحب المزيف ده لأنه مبقاش يفرق معايا
انهت كلامها واندفعت إلى خارج الغرفة بأكملها وتركته فمسح هو على وجهه متأففا بضيق يقسم لها أنه حاول أكثر من مرة أن يلبي رغبتها في الانفصال عنه لكنه يفشل في كل المحاولات لسبب قد لا يعرفه 
وصلت أمام باب غرفة أسمهان وطرقت عدة طرقات خفيفة حتى سمعت صوتها يسمح للطارق بالدخول ففتحت الباب ببطء ودخلت رأتها قد ارتدت ملابسها وتستعد للخروج فابتسمت فريدة وسألت بخبث 
رايحة لعدنان في المستشفى 
أسمهان دون أن تنظر لها 
أيوة 
تحركت فريدة بخطواتها المتريثة نحوها وهي تهتف بعينان ناقمة 
بس عدنان طلع من المستشفى وراح عند بنت الرازي 
ردت أسمهان بعصبية 
نعم !! يعني إيه راح عند جلنار وليه مجاش هنا 
من وجهة نظرك ليه ياترى ! 
كانت جملة مدروسة تماما من افعى تسير على خطا ثابتة لتحقيق نوياها بينما أسمهان فصاحت بغيظ وغل 
وهي فاكرة إني هسيبلها ابني الحقېرة دي 
قررت فريدة بالقاء ورقتها النهائية والرابحة وهي تقترب أكثر من أسمهان وتهمس بصوت يقارب إلى صوت فحيح الأفعى 
أنا عارفة إنك عايزة تخلصي مني وإنك طول السنين اللي فاتت بتمثلي الحب قدامنا بس أنا كمان كنت عارفة إنك مش طيقاني ومستنية الفرصة اللي تخلصي فيها مني بس لو فكرتي بذكاء اكتر شوية هتشوفي إن مش أنا خالص اللي عدوتك بالعكس احنا الاتنين عندنا نفس الهدف إنتي عايزة ابنك وأنا عايزة جوزي يرجعلي وعلى الأقل أنا مكنتش باخده منك لكن
دلوقتي عدنان من وقت ما رجعت جلنار وهو طول الوقت عندها يعني شوية وهتاخده تماما منك ومش بعيد تعمل مشاكل بينكم وتحرمك منه
التهبت عين أسمهان بنيران البغض والغل وهتفت ضاحكة بسخرية 
وإنتي متخيلة إني هسمحلها تخدع ابني وتلهف كل فلوسه 
فريدة بخفوت خبيث 
عارفة وعشان كدا بقول نركن كرهنا لبعض ومشاكلنا على جنب ونركز على الهدف
اللي احنا الاتنين بنسعى ليه ونشوف طريقة نخلص بيها من بنت
الرازي تماما هااا قولتي إيه !
التزمت أسمهان الصمت للحظات طويلة وهي تتطلع لفريدة بقوة حتى لاحت ابتسامة شيطانية على شفتيها فلا بأس مش اتحادهم معا ليتخلصوا من واحدة بينما هي ستسعى على الجانب الآخر للتخلص من الأخرى خرجت همسة بصوت مريب منها وهي تجيب عليها باسمة 
تمام موافقة
مع تمام الساعة الخامسة مساءا داخل منزل ميرفت 
أسرعت ميرفت بعدما انتهت من كافة التجهيزات وفتحت باب غرفة ابنتها وهي تهتف 
يلا يا حبيبتي عشان الناس على وصول 
صابتها الدهشة حينما رأت ابنتها لم ترتدي ملابسها حتى الآن ولا تزال تجلس بالملابس المنزلية فهدرت بحيرة 
زينة ملبستيش ليه لغاية دلوقتي بقولك رائد على وصول 
ردت عليها بعبوس وهي تهب واقفة 
هلبس اهو دلوقتي ياماما أنا حسيت نفسي مرهقة شوية وعشان كدا قعدت وملبستش 
اقتربت منها ميرفت ووقفت أمامها مباشرة ورفعت يده تملس على شعرها بحنو هامسة 
طيب إنتي مضايقة من حاجة ياحبيبتي 
هزت رأسها بالنفي في ابتسامة متكلفة 
لا مفيش حاجة عشر دقايق وهكون جهزت 
ميرفت بتنهيدة حارة وبدفء 
طيب أنا
هستناكي برا 
التفتت بجسدها وسارت إلى خارج الغرفة لتتركها ترتدي ملابسها براحة أكثر بينما زينة فتلألأت الدموع في عيناها فور تذكرها لكلماته ارمي الشيء اللي مضايقك يازينة ورا ضهرك صدقيني طالما مسبب ليكي الألم ده يبقى ميستاهلكيش قلبها يسحق تحت الشجن والۏجع ولا يزال قلبها ينبض بالهوى لكنها ستوقف ذلك النبض وستحاول أحيائها بفرصة جديدة علها تكون هي الملجأ وطوق النجاة له 
ارتدت رداء كلاسيكي جميل من اللون الوردي طويل ولديه أكمام شفافة وفي المنتصف يندرج من أعلى الكتف إلى الكتف الآخر بفتحة دائرية عند منطقة الصدر ومن
الخلف نفس الشيء لكنها تركت الحرية لشعرها لينسدل على ظهرها من الخلف ويغطي الجزء الظاهر من جسدها ووضعت القليل من مساحيق الجمال البسيطة فزدادت من جمالها أكثر 
ارتفع صوت رنين الباب ولحظات معدودة حتى انفتح الباب وسمعت أصواتهم بالخارج أخذت نفسا عميقا ثم أخرجته زفيرا متهملا وارتدت حذائها العالي وجلست فوق مقعدها الخاص تنتظر قدوم والدتها لتسمح لها بالخروج 
وبعد مرور ما يقارب النصف ساعة انفتح
الباب وظهرت ميرفت أخيرا وهي تهتف بأشراقة وجه وسعادة 
يلا يا زينة تعالي ياحبيبتي 
زينة بابتسامتة خاڤتة 
قريتوا الفاتحة 
اماءت لها ميرفت بالإيجاب وهي تضحك باتساع فضحكت زينة لضحك والدتها وفرحتها الغامرة ثم توقفت والقت نظرة أخيرة على مظهرها في المرآة قبل أن تسير مع أمها إلى الخارج 
رفع رائد نظره لها فور دخولها وابتسم بإعجاب بينما هي فاخفضت نظرها أرضا باستحياء ومرت تلقي التحية على كل من والدته وشقيقته وكذلك أبيه ثم جلست بجوار أمها في سكون تام لا ترفع نظرها ولا تخرج صوتا إلا عندما يوجه لها سؤال من أحدهم استمرت جلستهم لدقاىق طويلة وهو يضحكون ويتبادلون الأحاديث فيما بينهم حتى ارتفع صوت رنين والد رائد الذي استأذن وخرج لشرفة الصالون حتى يتمكن من الرد على الهاتف فاستغلت نرمين الفرصة حتى تترك العروسين على انفراد للحظات وهتفت موجهة حديثها إلى ميرفت وهي تبتسم بمكر 
إني غيرتي الوان المطبخ صحيح ياميرفت حتى أنا والله بفكر قريب أوي اغير الوان البيت كلها 
ضحكت ميرفت بعدما فهمت ما تسعى إليه صديقتها وهبت واقفة تجيب عليها بنفس نظراتها الماكرة 
اه غيرته تعالى افرجك عليه 
هبت نرمين واقفة فورا وأشارت لابنتها بأن تلحق بهم بينما زينة فتابعتهم وهم يغادرون متنهدة بعدم حيلة والقت نظرة خاطفة على رائد الذي كان يجلس أمامها ويتطلع إليها بابتسامة ساحرة ازدردت ريقها بتوتر بسيط واخفضت نظرها تتأمل في حذائها كنوع الهروب من الموقف 
هتف رائد بهدوء جميل 
عاملة إيه 
اضطرت لرفع رأسها ونظرت له وهي تجيب بحياء ملحوظ 
الحمدلله و إنت 
رائد بمداعبة لطيفة وهو يبتسم باتساع 
كويس أوي مبرووك 
ردت عليه بابتسامة صافية 
الله يبارك فيك 
صمت تام لدقيقة كاملة وهو مستمر في التحديق بها بإعجاب لا يتمكن من إبعاد نظره عنها بينما هي تنقل نظرها بين كل شيء معادا وجهه كأنها تتفحص منزلها لأول مرة ! خرج صوته أخيرا هامسا لها 
شكلك حلو أوي على فكرة 
ارتبكت بشدة ورفعت أناملها المضطربة ترجع خصلات شعرها خلف أذنها وردت عليه في نبرة صوت منخفضة بشكل لا إرادي منها 
ميرسي 
انتهى والده من مكالمته وعاد لهم وهو يهتف ضاحكا باستغراب 
ايه ده هما راحوا فين 
زينة بابتسامة رقيقة شبه ضاحكة 
ماما
اخدت طنط نرمين تفرجها جوا على المطبخ
اندفع آدم نحو الحديقة الخارجية للمنزل فور رؤيته لفريدة تجلس بها رأته يتجه نحوها كالعاصفة المدمرة فتركت فنجان القهوة الذي بيدها واعتدلت جالسة
باستغراب وماهي
إلى ثواني حتى أصبح أمامها 
انحنى آدم عليها وهتف بټهديد حقيقي 
هديكي مهلة يومين يافريدة ياتقولي لعدنان كل حاجة بنفسك يا إما صدقيني أنا اللي هفضحك 
دلو من الماء المثلج سكب فوقها لكنها تصنعت الثبات والقوة حيث استقامت واقفة وصاحت به بعصبية تخفي ورائها توترها 
هو إيه ده اللي اقوله بعدين إنت ازاي بتتكلم معايا الأسلوب ده يا آدم متنساش إني مرات اخوك 
تقدم خطوة إليها كالأسد الذي سيلتهم فريسته وتلقائيا تقهقهرت هي للخلف بارتباك ثم وجدته يجيب عليها بغيظ مكتوم 
أنا لغاية دلوقتي عامل حساب إنك لسا مرات عدنان لولا كدا اقسم بالله أنا كنت عملت حجات لا يمكن في حياتك تتخيليها 
فريدة بانفعال وتلعثم 
إنت مچنون إيه اللي
 

39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 86 صفحات