الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

انت في الصفحة 27 من 86 صفحات

موقع أيام نيوز


واللوحات 
بإعجاب ملحوظ 
أما صغيرتها فكانت ترتدي فستان يشبه امها قليلا لكن اللمسة الطفولية اضفت عليه شكلا مختلفا أكثر رقة ظلت واقفة بجوار أمها تبحث بنظرها عن عمها وأبيها فلمحها آدم أولا اتسعت ابتسامته لنهاية شفتيها واتجه إليها مسرعا لتقبل هي عليه ركضا 
آدم محدثا أياها في مشاكسة 
اتأخرتي يا هنون عليا وكدا المفاجأة قيمتها هتقل

زمت الصغيرة شفتيها بعبوس وقالت وهي تشير إلى أمها بحنق 
دي ماما مش أنا اللي اتأخرت 
قهقهت جلنار عالية بينما هو فنظر لزوجة أخيه وقال بعذوبة 
عاملة إيه ياجلنار 
جلنار بمداعبة ونظرة سعيدة 
عايز الحقيقة فرحنالك بشكل لا يوصف مبروووك وعقبال نجاح كتير أوي جاي أن شاء الله يافنان 
ضحك آدم والټفت برأسه حوله في شيء من الخۏف المزيف وهتف مشاكسا 
مجهزلك مفاجأة بمناسبة الافتتاح بس من غير ما يحس عدنان تاخديها وعلى البيت عدل عشان ده مچنون وممكن يتخانق معايا أنا 
غمزت له ضاحكة وتمتمت بمرح وحماس 
متقلقش اطلع إنت بس بالمفاجأة وملكش دعوة بالباقي
كانت نظرات أسمهان وفريدة معلقة على جلنار ونظراتهم
الحاړقة لو كان بإمكانها إخراج الڼار لحړقت جلنار بأرضها تتابع أسمهان ضحكاتها وتبادلها أطراف الحديث مع ابنها بعفوية وتلقائية وهي تشتعل غيظا بينما الآخرى فكانت تحدجها بأعين كلها وعيد ونقم 
أبعد عدنان نظره بتلقائية عن الرجل الذي يبادله أطراف الحديث ليقع نظره عليها التقطت عيناه فستانها الضيق
والمكشوف من الأعلى شعرها المنسدل بانسايبة جزء منه على ظهرها والجزء الآخر على كتفها عيون الجميع متعلقة عليها يأكلونها بنظراتهم أكلا 
أظلمت عيناه بشكل مخيف ونيران الغيرة تأججت في صدره كان سيندفع إليها كالثور الهائج لكنه تمالك أعصابه لعدم ملائمة المكان والوقت لما يود فعله بها الآن نظر إلى الرجل وقال بصوت محتدم 
استأذنك لحظة ياسامي بيه
هز رأسه الآخر بالموافقة وقال باحترام متبادل 
اتفضل أكيد
سار نحوها وعيناه لا ترى شيء سوى هدفه لدرجة أن من سيتطلع إليه ويرى وجهه سيصاب بالصدمة من مظهره المريب في تلك اللحظة انتهي آدم من حديثه معها وابتعد بهنا عنها قليلا 
التفتت هي برأسها في عفوية على الجانب فوجدته مندفع نحوها ووجهه يشع بشرارة الڠضب وقفت بثبات تام حتى وصل إليها وانحنى عليها يهمس في أذنها بصوت متحشرج محاولا تمالك أنفعالاته 
إيه اللي لبساه ده !
قد عزمت على ارتداء هذه الفستان عمدا حتى تشعله بالنيران كنوع من الكيد ردت عليه ببرود 
فستان ! 
عض على شفاه السفلى ونقل نظره في حركة سريعة بين الزوار
ثم هتف بغيظ مكتوم 
مش عايز استعباط إنتي لبستي ده بالعند فيا يعني رغم إني الصبح منبه عليكي إنك متطلعيش بلبس مكشوف
جلنار بابتسامة سمجة ومستفزة 
وأنا اعند معاك ليه ياروحي كل ما في الحكاية إني بحب الفستان ده وشكله حلو عليا عشان كدا لبسته ودي مش أي مناسبة فكان لازم البس اجمل حاجة 
كور قبضة يده يجاهد في التحكم بنفسه ثم رد عليها بوعيد حقيقي كله سخط 
ماشي ياجلنار حسابك معايا في البيت أنا هربيكي كويس
نظرت إلى الرجل الذي كان يقف معه ولاحظت أنه بين آن والآخر ينظر بتجاههم فقالت ببرود متعمد وهي مبتسمة پشماتة 
روح ياحبيبي عيب تسيب الراجل مستنيك كدا
نظرة مطولة بينهم كانت ڼارية منه وثلجية منها تنضج بالوعيد منه وغير مبالية منها حتى قطعت النظرة هي عندما تركته وابتعدت متجهة إلى اللوحات حتى تشاهدهم 
ظلت مهرة واقفة أمام إحدى اللوحات لدقائق طويلة تحاول فهم المعنى الفني من وراء لوحة عبارة عن تداخل الون وتزاحمها بشكل غير مفهوم فتظهر في النهاية في شكل لوحة فنية ! أين الفن في مزج الون مختلفة بشكل عشوائي لو كان هذا يسمى الفن فما اسهله 
تتطلع إلى اللوحة تارة من جهة اليسار وتارة من اليمين هاتفة لنفسها بتفكير 
أيوة فين المغزي برضوا ماهو أنا عايزة الاقي سبب مقنع يخليني ادفع فلوس في لوحة الشوارع دي 
لوحة إيه !!! 
انتفضت بأرضها على أثر الصوت الذي أتاها من ظهرها والتفتت فورا بكامل جسدها فقابلت نفس الشاب الوسيم أو التركي كما وصفته ! والغريب أن للمرة الثالثة تقابله بمحض الصدفة ! 
تصنعت الثبات وقالت بشموخ 
افندم 
آدم بنظرة قوية 
إنتي كنتي بتقولي إيه دلوقتي على اللوحة ! 
التفتت برأسها إلى اللوحة ورجعت برأسها إليه لتقول بثقة معبرة عن رأيها 
بقول إنها لوحة شوراع 
أشار إلى
لوحته بدهشة وهتف يعيد جملتها بنبرة مستاءة من إھانتها له بمعرضه وأمامه 
دي لوحة شوراع ! 
مهرة بقرف وعدم إعجاب 
أيوة فين الفن فيها
دي شبه شارع السوق عندنا لما بيكون يوم الخميس وتفضل ماشي وسط خلق الله مش شايف حد ولا عارف إنت فين 
مسح آدم على وجهه بغيظ وهتف 
إنتي بتقولي إيه !! وبعدين إزاي ډخلتي
أصلا 
ردت عليه مهرة في نبرة فظة وبغطرسة 
وإنت مالك دخلت إزاي هو كان معرض اهلك بعدين مالك محموق أوي كدا على اللوحة شكلك دفعت فيها الفلوس ومرضيوش يرجعهالك أنا قولت برضوا والله لوحة زي دي خسارة فيها ربع جنية 
انحنى عليها أدم وهمس بنظرة مشټعلة ونبرة محذرة 
بت انتي احترمي نفسك أنا مش عايز أقل ادبي عليكي يعني جاية معرضي وبتغلطي في لوحتي وكمان بتقلي ادبك عليا
رمشت بعيناها عدة مرات تستوعب ما سمعته معرضه ولوحته ! ظلت تتلتفت برأسها بين اللوحة وبينه حتى قالت أخيرا بذهول 
دي لوحتك إنت !!! 
آه تخيلي 
عادت تلقي نظرة متفحصة على اللوحة ثم عادت له وهمست بخفوت وجدية كان ملحوظ في نبرتها 
هو إنت عندك حالة نفسية يعني اهلك كانوا لا مؤاخذة بيضربوك إنت وصغير فطلعت معقد أصل أنا أعرف عيل عندنا في المنطقة كان عنده توحد وحالته شبهك كدا فكان أهله بيدوله كراسة الرسم ويفضل يشخبط بالالوان بس لدرجة أنهم شكوا أنه ملبوس و 
أوقفها عن الكلام وصاح بها منفعلا 
بس إيه العبط اللي بتقوليه ده ! 
ده مش عبط دي دراسات نفسية نصيحة مني الحق نفسك قبل
ما الحالة تتدهور 
جز آدم على أسنانه وقال 
إنتي قولتيلي اسمك إيه ! 
مهرة 
طيب يامهرة برا 
تنهدت الصعداء وقالت باستسلام في وجه متأثر 
طيب خلاص تصدق صعبت عليا هشتريها منك بس مش هدفع فيها اكتر من خمسة جنية وكترت عليها الصراحة 
ابتسم آدم
بسماجة وقال في نبرة فظة 
شرفتيني يامهرة واتمنى تكون آخر مرة نتقابل فيها 
ألقت عليها نظرة ساخرة وهي تلوى فمها ثم قالت وهي تبتعد عنه 
كل الغرور دي على حتة اللوحة دي امال لو رسمتلك كام لوحة تاني كنت هتعمل إيه هتمشي تدوس على الناس برجلك
تابعها بعيناه وهي تبتعد متجهة إلى خارج المعرض بأكمله ونظراته كلها استغراب من هذه الفتاة التي تظهر له بكل مكان الټفت برأسه وتطلع إلى لوحته وبتلقائيا ضحك عندما تذكر محادثتهم وكلماتها ولا يمكنه إنكار أنها فتاة مسلية ! 
لمحت جلنار فريدة التي تقف وتتلفت حولها كأنها تتأكد من عدم متابعة أحد لها ثم أجابت على الهاتف بمكان بعيد عن أنظار الجميع وبعد لحظات قصيرة أنهت مكالمتها واتجهت إلى
خارج المعرض بأكمله ضيقت جلنار عيناها بحيرة واحست أنها تخطط لشيء شيطاني كعادتها ووجدتها فرصة مناسبة حتى تعرف مخططها وتستغله في تحقيق انتقامها 
وقفت وأشارت إلى ابنتها أن تأتي إليها ثم اندفعت إلى الخارج فورا دون أن يلاحظها أحد باستثناء آدم الذي لمحها وهي تنصرف على عجلة ومعها الصغيرة 
نهاية الفصل 
الحمدلله الامتحانات انتهت على خير وهنرجع لمواعيدنا زي ما متعودين من الأسبوع الجاي بس المواعيد هتكون كالآتي 
الفصل الثالث عشر 
ماما هو احنا ليه مشينا !
كان سؤال متذمر من هنا التي تجلس بجوار أمها في السيارة منذ وقت طويل وهي تقود بهم 
ردت عليها جلنار دون أن تحيد بنظرها عن السيارة التي تلحق بها أمامها 
هنرجع تاني ياحبيبتي متقلقيش 
كانت فريدة قد استقلت بسيارتها الخاصة بها وانطلقت بسرعة فاستقلت جلنار أيضا بسيارتها هي وابنتها ولحقت بها دون أن تلاحظ مراقبتها لها خلال الطريق 
بعد وقت طويل من القيادة توقفت سيارة فريدة أخيرا أمام إحدى البنايات الجميلة بأحد المناطق الراقية وترجلت من سيارتها قادت خطواتها إلى بوابة البناية وكان الحارس يجلس على مقعده الخاص أمام البناية وبمجرد رؤيته لها توقف والقى عليها التحية في وجه سمح مما أكد لجلنار أنها ليست المرة الأولى التي تزور بها هذه البناية ويبدو أن تتردد كثيرا لهنا 
انتظرت حتى دخلت واستقلت بالمصعد الكهربائي واختفت عن انظارها فالتقطت شالا من نفس لون فستانها ووضعته على أكتافها ثم انحنت على ابنتها وغمغمت بحنو 
خليكي هنا يا ماما أنا هروح عند عمو اللي واقف هناك ده وهرجعلك علطول متتحركيش من العربية 
هزت هنا رأسها بالموافقة وتمتمت 
حاضر
فتحت جلنار باب السيارة ونزلت ثم عبرت الطريق متجهة إلى البناية وعند وصولها وقفت أمام الحارس الذي طالعها بنظرة متفحصة بسبب فستانها وهيئتها التي توحي بأنها قادمة من إحدى الحفلات الصباحية 
اؤمري ياست هانم اقدر اساعدك في إيه ! 
هتفت جلنار بنظرة دقيقة 
هي اللي طلعت دلوقتي دي طالعة لمين 
قصدك فريدة هانم 
أيوة 
نزل بنظره إليها وبنظرته الخبيرة فهم أنها من الطبقة المخملية فقال بنظرة لئيمة رافضا 
آسف ياست هانم بس
مقدرش افيدك بحاجة 
اطالت جلنار التحديق به حتى توقعت ما يرمي إليه بنظراته اللئيمة فمدت يدها في حقيبة يدها وأخرجت نقود ثم وضعتها في يده بنظرة مشټعلة تفحص النقود وتحقق من عددها بعين لامعة ثم رفع نظره لها وقال مبتسما 
طلعت لواحد اسمه نادر المصري 
ظهر الذهول على محياها فور سماعها لاسم نادر
وبقت للحظات تحدق بالرجل في عدم فهم ثم سألت بترقب لإجابته 
طيب متعرفش طلعت عنده ليه 
رمقها بنظرة جانبية تشبه السابقة وقال 
معرفش 
تأففت جلنار بغيظ ووضعت يدها في حقيبتها مرة أخرى وأخرجت مبلغ أكثر من السابق وقالت بحدة وهي تضعه بيده 
امسك اتكلم يلا ! 
ابتسم الرجل بسعادة من النقود وقال بنظرة ماكرة 
هو أنا مش متأكد بس تقريبا في حاجة مش ولابد بينهم عشان دايما كل ما تطلع عنده الأستاذ نادر بيرن عليا ويقولي لو جه أي حد وسأل عليه اقوله إنه مش موجود في شقته وإني مطلعش اخبط عليه لأي سبب كان 
اتسعت عيني جلنار پصدمة مما سمعته للتو هل يعقل إن يكون ما يدور بذهنها الآن حقيقي وأنها تخون عدنان ! 
طرحت السؤال الثالث في ملامح وجه واضح عليها عدم الاستيعاب 
طيب هي بتيجي كل قد إيه أو كام مرة جات قبل كدا
مفيش وقت محدد يعني ممكن في أي وقت تيجي 
أما بتيجي من إمتي فده من ساعة ما انتقل الاستاذ نادر لهنا يعني من حوالي سنة واكتر وهي بتيجي عنده الله اعلم بقى لما كان في شقته القديمة كانت بتروحله ولا لا 
ردت جلنار پصدمة أكثر 
من سنة !!! 
هتف الرجل في فضول ونظرة ضيقة 
هو حضرتك تعرفي نادر بيه وفريدة هانم ولا إيه ياست الكل 
شردت جلنار لثواني وهي تحاول استيعاب ما عرفته لكنها استفاقت من شرودها على أثر
صوته وردت عليه بنظرة تائهة 
هااا لا كانوا معرفة قديمة 
همت بالاستدارة والمغادرة لكنها
 

26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 86 صفحات