جوازة أبريل الجزء الأول والثاني ل نورهان محسن
فم البركان داخل قلبه فتفجرت حمما حاړقة غير مرئية العلامة الوحيدة على حالته هي انعكاس نظرته المظلمة التي تعادل طلقات ڼارية يريد أن يفرغها في صدورهم.
back
غفلت ابريل مكانها من شدة التفكير والارهاق
بقلم نورهان محسن
في نفس التوقيت بالمنصورة
انطلقت صرخات نادية وهي تهرع الي غرفة والدتها ماما الحقي
انتفضت مرجانة من مكانها ونظراتها المذعورة تتوافق مع نبرة صوتها المتسائل جرا ايه يا بنت المسروعة حرامي نط علينا
عقدت مرجانة حاجبيها وهتفت بتعجب يخربيت سنينه ماله المحروس ايه بعتلك ورقتك ولا ايه!
نادية بشهقة لالا تفي من بوقك يا مرجانة .. دا انا لاقيته اتصل بيا يجي اربع مرات لما كنت بحمي زينب .. ولاقيته بيقولي هيجي هنا هو في السكة دلوقتي وعايزني اجهز حاجاتي انا وبس وهنسيب البت معاكي هنا
التفتت نادية في حيرة حول نفسها رددت كلمات مبعثرة من شدة سعادتها مش وقته مش وقته يا ماما جوزي جاي يصالحني وانا لسه عايزة اخد دوش والبس
هتفت بريبة من خلفها استني هنا هو عايز ياخدك لوحدك ليه!! مصېبة يا بت لا يكون ناويلك علي نية سوده
مرجانة پخوف انا مش مطمنة لابن زينب والفار بيلعب في عبي انتي مابتسمعيش عن الجرايم اللي مالية الدنيا يمكن يعمل فيكي حاجة يا بت
نادية بإستعجال انتي هتقلقيني ليه بس .. يالهوي الوقت بيجري هجيبلك زوزو علي ما اخلص يا ماما
فرت من امامها فور انتهائها من الحديث فضړبت مرجانة يدا بيد وتمتمت بأنشداه يا مهبوشة والله انتي اللي هتجيبلي الشلل ربنا يسترها معانا
في صباح اليوم التالى
داخل شقة ذات طراز حديث
_اسفة يا ريم اني جبتلك بدري كدا بس ماقدرتش استني معاد العيادة .. بجد حاسة اعصابي تعبانة ومابقتش عارفة اعمل ايه .. حاسة اني تايهة
أنهت أبريل كلامها بقشعريرة إذ شعرت أنها على وشك الاڼهيار.
قدمت لها ريم الطبيبة النفسية فنجانا من القهوة ليساعدها على الاسترخاء وقالت بلطف اشربي دا هيهديكي
ابريل مغمغمة حاضر
رفعت حدقتاها الدامعتين إليها وأردفت بتساءل مقلق بس انتي شايفة اني اتسرعت في فسخ خطوبتي من مصطفي شكلي اتهورت لما عملت كدا وورطت نفسي
_انا حاسة ان في حاجة جوايا استريحت بعد ماطلعت كل اللي في قلبي و جرحته .. بس دلوقتي بعد ما هديت حاسة اني قاسېة حاسة احساس وحش انا ماشوفتش حاجة وحشة من مصطفي طول السنة اللي عرفته فيها بالعكس كان كويس معايا ..بس فكرة انه يخبي عليا موضوع مهم زي انه متجوز و عنده ولاد صدمتني وخليتني بجرحه من قهرتي وصدمتي فيه .. ياريته هو للي جه و صارحني ..
صمتت لعدة ثواني تجمع أنفاسها المسلوبة والعبرات الساخنة تتساقط بهدوء على خديها لكنها أكملت بخفوت حزين بس اللي حسيته من كلام مراته انه ممكن جدا يرجعو لبعض .. وقتها كل احساس بالراحة والامان اللي كنت برسمهم لحياتي معاه اتبخروا .. والاكيد مابقتش اقدر اثق في اي كلام هيقوله ولا قدرت احطله اي اعذار
استمعت إليها ريم باهتمام وأعطتها الوقت الكافي لتقول كل ما لديها دون مقاطعة حتى تفرغ شحنة الحزن الذي كان يجثو على صدرها بينما تابعت بمرارة ټجرح حلقها دا غير صدمتي في اهلي .. ازاي قدروا يخبوا حاجة مهمة زي دي عليا طول الفترة دي..
زينت شفتي ريم ابتسامة رزينة وهي تقول اول حاجة احمدي ربنا انك عرفتي كل دا في الوقت المناسب قبل الفاس ماكنت وقعت في الراس واتورطتي ورطة اكبر
واصلت حديثها بنبرة اكثر جدية ثانيا انتي من جواكي لازم تتقبلي فكرة ان الراجل المتجوز من حقه يتجوز علي مراته دا شرع ربنا وحلال .. بس كمان ربنا سبحانه و تعالي قال حقه يتجوز في حالات معينة .. و لازم يكون الزوجة الاولي عندها علم و التانية عندها علم برده وموافقة تبقي ضرة .. واكيد انا معاكي طبعا في انك مش عايزة تحسي بقلة قيمة ولا عدم كرامة وتقللي من نفسك ولا تسمحي لحد يدوس عليكي .. كل دا تمام بس انتي جرحتي كرامته جدا لما وافقتي علي العريس اللي انتي برده حشرتيه في قصتك من غير اي ذنب
ابريل بمعارضة ايوه بس هو كمان استغلني يا ريم و...
قاطعتها ريم وهي تخبرها بإبتسامة واثقة وماتنكريش ان جزء كبير منك كان مبسوط بحمايته ليكي رغم افعاله الجريئة معاكي
عضت ابريل شفتيها بحرج لتستكمل ريم برزانة ابريل محدش هيجي من برا يحل مشاكلك يا حبيبتي .. سواء احمد او مصطفي و حتي باسم كمان لازم تواجهيهم وتطلعي اللي جواكي وتبطلي تنسحبي في صمت .. بمعني اصح بطلي تهربي لمجرد ان الدنيا خربت لأن دايما في حلول .. بدل ماتهربي دوري علي حل واتناقشي مرة واتنين يمكن تلاقي اسباب عندهم تعذريهم بيها .. ماتظلميش حد مالوش ذنب في مشاكلك النفسية اللي سببوها مامتك وباباكي ليكي من طفولتك .. انهي كل علاقة فيهم بشكل سليم بعد ماتدي نفسك فرصة تفكري كويس في اللي انتي عايزاه فعلا
بقلم نورهان محسن
في فيلا الشندويلي
داخل غرفة باسم
استيقظ باسم على صوت رنين هاتفه بإسم خالد فأجاب بصوت نائم الدنيا اتهدت عشان تصحيني من النجمة كدا!
انتفض من نومه وهو يمسح آثار النعاس عن وجهه براحة يده ليتساءل في حيرة مشوشة بتقول ايه !! مستشفي ايه
اتسعت مقلتيه بتفاجئ وغمغم بتعجب حاډثة!!
استمع إلى صوته المتعب عبر الهاتف قبل أن يردد بإستنكار و لميس بتعمل ايه معاك من امبارح يا خالد!!
بقلم نورهان محسن
عند ابريل
أوقفها صوت رجولي ينادي باسمها فور خروجها من منزل ريم.
التفتت ابريل في ذهول لتجد ثلاثة رجال بأجساد عملاقة يحدقون بها بنظرات غامضة قبل أن يشرع أحدهم في التحدث بصوت غليظ رغم هدوءه تسمحي تتفضلي معانا بهدوء ومن غير شوشرة
تسارع نبضها مع قلق أنجلي من سؤالها بعد أن ابتلعت ريقها بصعوبة اتفضل معاكو علي فين .. انتو عايزين مني ايه!!
أحس الخۏف والحذر من نظراتها الشفافة فتحدث بنبرة تحذيرية مفعمة بثقة عالية. مافيش داعي للخوف يا باشمهندسة .. ولأخر مرة بطلب منك بلطف تركبي معانا
نهاية الفصل
السادس عشر
الفصل السابع عشر عرض سخي رواية جوازة ابريل 2
نريد كل شيء للأبد.. نريد الجمال أن يبقى للأبد والصحة للأبد والنجاح للأبد والحب والشغف للأبد والسعادة للأبد.. وهذا سبب معاناتنا رغبتنا الشديدة ببقاء أشياءنا للأبد ومقاومة النهايات والتمسك بالأموات والتعلق بالشظايا..نرفض تصديق أن بعض الأشياء ټموت وتنتهي صلاحيتها.. قد ېموت لنا أحبة وهم مازالوا على قيد الحياة وقد ېموت حلم كتبناه منذ طفولتنا قد ټموت نسخة منا وتبدأ نسخة جديدة لا نفهمها ولا نعرفها ولا ننتمي إليها.. عبور الحياة أصعب ما في الحياة.. فالرحلة ليست سهلة على أحد منا.. جميعنا ننمو وننكسر نرتقي ونسقط..نحب ونفقد.. ننجح ونفشل نتعافى ونمرض نتأمل وتخيب آمالنا.. كم من الأحلام التي زرعناها وسقيناها بقلوبنا و رعيناها بكل قدراتنا وماټت في النهاية بدون إختيار منا.. إنها الحياة لا تصفو لأحد وليست وردية على الدوام ما يجعلنا نستمر فيها هو الإيمان.. الذي يجعل من كل التفاصيل الصعبة ممكنة.. ويحول المستحيل إلى يقين بتحقيقه..وما علينا سوى أن نزرع حلم كلما ماټ حلم... وإن اغتالوا كل أحلامنا.. سنحلم ونحلم مادمنا أحياء وللحلم بقية .
عند هالة
_ناوية تقولي امتي ليهم انك فسختي الخطوبة!
وصلها صوت لميس وهي تتساءل بهدوء عبر الهاتف طبعا ماقدرتش
اقول حاجة .. الجو كان مكهرب علي الاخر و كمان عز ومامته بايتين هنا من امبارح فأجلت الكلام في الموضوع .. ومش رايحة المستشفي انهاردة و يدوب الحق اكلم مع بابا قبل مايروح شغله
ردت هاله باضطراب ادعيلي بس ربنا يستر و يعديها علي خير
لم تتلقى اجابة من لميس التى شردت قليلا فى كلماتها مخاطبة نفسها سرا بجزع يعني دعاء و صلاح في نفس البيت ازاي وسام ساذجة كدا
_روحتي فين!!
لميس بإنتباه معاكي .. طيب اخبار عز ايه بعد اللي حصل!!
ختمت لميس جملتها بسؤال إذ أرادت أن تغير مجرى الحديث هربا من التفكير فيهما بمجرد أن تسلل إليها شعورا بالإشمئزاز منهم لتسمع رد هالة بصوت حزين صعبان عليا من لحظة ما رجعنا وهو قافل علي نفسه ومش عايز يكلم مع حد ..
اضافت هاله تستفسر باهتمام بس انتي اللي ماقولتليش ايه اللي حصل مع خالد و حالته ايه دلوقتي
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
في مقهى راقى على ضفتي النيل
عند ابريل
_ مراد .. اسمي مراد .. طبعا بعتذر عن الطريقة اللي طلبت ندردش مع بعض بيها
هكذا تحدث معها بلباقة وهو يجلس على مقعده المقابل لها بينما تنصب نظراتها عليه بتركيز بعد أن نزع النظارة الشمسية لتكشف عن عينيه البنيتين الحادتين مرتديا حلة رسمية من مزيج من اللونين الأسود والرمادي أضافت تميزا لملامحه الرجولية المهيبة فخرج صوتها هادئا لا يخلو من التوتر حصل خير .. ممكن اعرف ايه سبب المقابلة الغريبة دي!
قالت ابريل ذلك لتحثه على الاكمال قيمها بنظرته الثاقبة قبل أن يلقي كلامه ولم تفارق الجدية ملامحه احنا اللي ورا تسريب الاشاعات عن خطيبك السابق و خطيبك الحالي
راقب مراد بتمعن وقع الجملة عليها بينما بهتت ملامحها لثواني معدودة من تصريحه الذي كان بمثابة قنبلة اخترقت أذنيها للتوز وندمت على الفور على مجيئها من الأساس إذ انها تقف الآن على حافة الهاوية بوضع نفسها في هذا المأزق الجديد الذي جعلها تشعر بصعوبة في الاسترخاء.
ساد صمت قصير قبل أن تكسره أبريل قائلة بذهول مفعم بالتوجس وبالبساطة دي بتقولها!
هز مراد منكبيه العريضة قائلا بنبره هادئة قوية سبق و قولت لحضرتك ماعنديش نية للف ولا الدوران و بحب الطرق المستقيمة
ارتفعت حاجبيها الجميلتين دهشة لتسأل بتنعت ونبرة متجهمة إستشفها من تعابيرها الساخرة التي لا تخلو مم اللطافة العفوية فين الاستقامة باللي بتقول عليها دا اسمه تشهيرك بسمعة بنت
اخبرها مراد بلهجة متلهفه موضحا لها ماكنش انتي المقصودة .. طلبي منك انك تحطي ايدك في ايدينا عشان مصلحتنا اولا
استوقفتها