الخميس 12 ديسمبر 2024

جوازة أبريل الجزء الأول والثاني ل نورهان محسن

انت في الصفحة 110 من 121 صفحات

موقع أيام نيوز

 


زماني دلوقتي في دبي
هتف باسم بحدة مفعمة بالسخرية بما يغذي غيرته بالظنون وواساوس الشياطين التي تحرقه بنيران مستعرة او عند حبيب القلب القديم في المنصورة
وصلها مغزى جملته منعشا ذاكرتها بكلماته الچارحة في شجارهما الأخير فتصاعدت ألسنة الڠضب في ذهنها وبدون تفكير دفعته في صدره حتى تمدد أمامها ثم أخذت كيس الثلج من على الطاولة وضغطت بعدائية على أعلى خده فتجعدت معالمه متأوها غيظا واستنكارا اه بتستغلي الموقف .. خفي ايدك شوية

_لو مش عجبك خد اعمل لنفسك
قالتها أبريل بتحدى بارد ووضعت كيس الثلج في يده فإعتصره بقوة مسببا ألما حارقا فى باطن كفه ثم رفعه إلى وجهه العابس قائلا بضيق ممزوج بالتقريع بقي كدا هو دا جزائي عشان كنت بحاول احميكي!
_كان من باب اولي تحميني من نفسك
زوى باسم بين حاجبيه بعد أن فهم ما تعنيه بإجابتها المباغتة التي تسببت في وخزة مؤلمة شقت منتصف صدره فثبت نظراته عليها ليسألها بهدوء مفتعل هو لما انتي شايفاني ذئب بشړي كدا .. ماوافقتيش ليه علي سفر دبي!
أربكت نبرته المتكدرة أحشائها لوهلة ندمت على تسرعها فلم تجد صيغة للرد تبرر شعورها بالخۏف عليه والإنزعاج منه فتظاهرت بالتذمر فى قولها متثبتة كيس الثلج على وجهه اهو اللي حصل
عض باسم فمه بيأس مټألما من ضغطها الشديد على خده لا إراديا منها فحذرها بحدة بطلي الغل دا بقي
بقلم نورهان محسن
عند عز خارج الغرفة
وقف عز على شرفة البيت الخارجية متكئا على سياج الزجاج وهو يتحدث عبر الهاتف بصوت هادئ.
_ اهو لسه واصلين عنده في البيت من شوية .. مرضيش يروح مستشفي ولا حتي خلاني
اكلم هالة مع انه واخد علقة محترمة
سكت عز عن الحديث يستمع لما يقال من الطرف الآخر قبل أن يدوى صوته بانفعال طبيعي ليروي له تفاصيل ما حدث وهو اداني فرصة افهم حاجة يا خالد .. انا لاقيت واحد الجارد بيتصل عليا بيقولي باسم بعتلهم رسالة بلوكيشن ومحدش يقرب لمراته .. فاتصلت ع تليفونه مقفول لما رنيت علي التليفون الاحتياط رد عليا قالي مكانه نزلت اجري علي عنده ولما وصلتلو كانت الحتة مقطوعة وهو متكوم مش قادر يسوق
تلقى استفسارا من خالد جعله يلوى فمه بنزق صدح في رده واحنا من امتي بنعرف اللي ناوي عليه! ماهو دايما بيفاجئنا بالمصاېب وبعدين بنشوفلها حل
تنهد عز بضيق ممزوج بالإنهاك فهو لم ينل قسطا من الراحة بعد وصوله من سفره وما إن أنهى خالد جملته حتى أخبره نافيا بإيجاز لا مفيش داعي تيجي وماتقلقش لو في جديد هكلمك
بقلم نورهان محسن
فى غرفة باسم
وضعت يدها علي جبينه لتجدها مثل الجمر المشتعل فتساءلت بغرابة من ايه الحرارة دي
_دور برد من يوم اليخت
طرقات هادئة على الباب قاطعت إستفهمها عما يقوله أتبعه دخول عز ليسأل بهدوء ايه الاخبار!! عامل ايه دلوقتي
_تمام
تبادل عز وباسم نظرات مبهمة لم تفهمها أبريل فصفت حلقها مستفسرة مفيش هنا دواء خافض للحرارة
باسم بنفى لا
نهضت من مكانها لتقف عند رأسه ثم أخبرته بصوتها العذب طب هكلم اقرب صيدلية يبعتولنا
وبعد أن غادرت الغرفة طوى عز ذراعيه على صدره مشيرا برأسه قائلا باستفهام فهمني ليه ماكلمتش الرجالة تجي علي عندك بدل ماتسيبهم يعملو فيك كدا!
_لما لاقيت عربية مصطفي ورايا مافكرتش .. بعتهم علي عندها علي طول كنت حاسس انه هيغدر وحصل
بينما كان باسم يشرح له ما حدث له سار عز نحوه ليرمي جسده على السرير بقوة بجانبه فصړخ باسم من الألم الذي نخر عظامه من جلافة الأخر اااخ يا اخي حاسب انت كمان!!!
مرر عز بصره فوقه بفم مقوس متصنعا بالآسي في سؤاله الساخر شكل ايديهم كانت تقيلة حبتين هما كانو كام واحد
نفخ باسم الهواء من فمه بنزق يوووه مش ناقصك
وضع عز سبابته وإبهامه تحت ذقنه مفكرا قبل أن يستفهم بسماجة طيب هتداري من صلاح ازاي بخلقتك دي! دي هتاخدلها مش اقل من يومين علي ماتتظبط..
رمقه باسم من زاوية عينه متجاهلا استفزازه له وقال بلا مبالاة فكك مش دا اللي شاغلني من اصله .. انت رجعت امتي من سفرك صحيح!
رد عز علي سؤاله بهدوء لسه من كام ساعة .. المهم ناوي علي ايه مع مصطفي!
نظر باسم إلى الأمام يتنهد بهدوء ثم أجابه بغموض بعدين هتعرف
_هدوئك مش مريحني .. بلاش تتسرع خلينا نفكر نرد اللي عملو فيك بال...
باسم مقاطعة اللي عملو زمانه بيتردلو دلوقتي
اعتدل عز علي الفور مستجوبا اياه بحيرة مرتابة يعني ايه مش فاهم
بقلم نورهان محسن
عند ابريل
وقفت داخل مطبخه الإيطالي تعد له الشاي عيناها تجوبه في إعجاب بتصميمه الرائع قبل أن تتكئ على الطاولة خلفها وتغمض جفونها في استرخاء وترفع رأسها للأعلى.
أضاف الصمت من حولها الكثير من الأفكار إلى ذهنها لتطلق تنهيدة طويلة من صدرها الذي وضعت كفها عليه تستشعر نبضاته المضطربة بمشاعر متضاربة في أغوار خلدها حائرة بشأن أمره لا تعرف هل هو ملاذا لها أم هلاكا لها عندئذ تصاعدت الدموع في عينيها وهي لا تزال تشعر بقلبها ېنزف بعد أن نهشها بأنياب كلماته السامة في المرة الأخيرة التي جرحتها في الصميم.
في الوقت نفسه لم يفعل لها من قبل ما فعله هذا الرجل الباسم.
بدأ عقلها يتذكر مواقفه السابقة معها بدءا من مساعدته لها وإنقاذ حياتها وصولا إلى دفاعه عنها وحمايتها أمام الجميع وتعريض حياته للخطړ اليوم.
أحاطت بها الأسئلة في حيرة من كل جانب لم تستطع أن تتغافل عن إرتيابها القوي تجاهه.
هل هو ممكن أن ذئبا مخادعا مثله قد يتحول إلى حامي لها في بضعة أشهر بسيطة لكن دقات قلبه الهادرة ونبرة القلق عليها في صوته المرتجف الليلة وهو يحتضنها بين ذراعيه بلهفة تتنافى كليا مع افكارها السلبية عنه.
زفرت ببطء قبل أن تلوح ابتسامة مرتبكة على شفتيها وهي تشعر بالسعادة الممزوجة بالقلق عليه لما فعله مصطفى به وعلى الفور فوجئت بوخزات متتالية في قلبها بعدم الارتياح.
أخرجها أزيز هاتفها من أعماق أفكارها المظلمة فالتفتت بسرعة وأخذته من على الطاولة لتفاجأ بإسم ريهام يضيء الشاشة صفت حلقها بخفة لتخفي توترها قبل أن تضغط على زر الرد.
بقلم نورهان محسن
عند باسم
رن ضحك عز في الغرفة مندهشا مما فعله باسم بعد أن غادر مصطفى تاركا إياه مع رجاله في وسط الصحراء.
_يا ابن الابلسة يعني ثبت رجالته .. ووافقو يعملو كدا...!!!
_قدام الفلوس محدش بيقول لا .. ولا اترددوا لحظة واحدة وافقوا من غير فصال
هتف عز بنبرة متحمسة طبيعي يوافقوا الرقم للي هتدفعو ليهم مش شوية .. بس انا ادفع اي مبلغ واشوف شكله بعد للي هيتعمل فيه
ضحك باسم بخفة وهو يخبره بإبتسامة لا تخلو من الغموض من غير ما تغرم نفسك مليم
رفع باسم هاتفه من جانبه وضغط عليه لبضع لحظات يراسل شخصا ما ثم سلمه إلى عز الذي أخذه منه بنظرات مرتبكة قبل أن تتسع عيناه ذهولا عندما رأى باسم يفتح مكالمة فيديو عبر الإنترنت على الشاشة تلاها صوت مصطفى الغاضب ېصرخ بعدم تصديق ايه اللي بتعملوه دا يا شوية انتو اجننتو!!!
صړخ مصطفى پجنون غاضب محاولا سحب ذراعيه من هؤلاء الرجال الذين يقيدوه من الجانبين في شارع مظلم ليس بعيدا عن منزله.
رفع عز بصره نحو باسم مغمغما بإنشداه متعجب ايه دا
اتسعت ابتسامة شيطانية على ملامح باسم كانت أبلغ رد علي هذا السؤال يستمع بصمت إلى أنين مصطفى من الألم فور أن وجه له رجل ضخم لكمة قوية تلتها أخرى في وجهه ثم صړخ پألم أكبر عندما ضربه الرجل بركبته في بطنه جعلته يحني ظهره يضغط على أسنانه بقوة لكنه توقف عن الشتم بمجرد سماعه صوت باسم الواثق مفعما بالإستهانة حبيبي يا درش ماهنش عليا اسيبك تنام الليلة وانت فاكر نفسك غالب .. قولت امسي عليك بتحية علي الماشي كدا .. بس عشان فكرت تنكشني ..
تابع باسم بخشونة قاسېة النبرات ممزوجة بتحذير سافر وقسما بعزة وجلالة الله مرة تانية عقلك يوزك تبص عليها من بعيد بس لا اخليك تتمنى المۏت علي انك تعيش زيك زي اجدعها نعجة في الزريبة للي متربي فيها ..فاكرها قبل ما ربنا يفتح علي ابوك وتنسوا اصلكو
استشاط مصطفي ڠضبا من إهانات باسم المحتقرة له لېصرخ مهددا انا هربيكو يا شوية 
_سامحنا يا مصطفي باشا .. احنا مالناش في اللي بينكو .. كلنا عندنا بيوت مفتوحة .. واحنا مع اللي مصلحتنا اكبر معاه وهو دفعلنا اكتر
قالها أحد الرجال بصوت غليظ مشوبا بالرجاء قبل أن يغادروا المكان جميعا في سيارة سوداء ضخمة مما تسبب في صمت ممېت يسود حول مصطفى الذي سقط جسده على الأرض في إرهاق شديد قبل أن يدوى صوت باسم في برود
هازئ نصيحة يا درش ابقي بحبح ايدك مع رجالتك الجداد اصل شكلك كنت منشفها علي الغلابة دول اول ماسمعو المبلغ نسيوا اللي خلفوك والصراحة يستاهلو للي هياخدوه عملو كل اللي وصيتهم بيه بالحرف
هتف عز بإستهزاء غلف صوته من خلال شاشة الهاتف تعيش وتاكل غيرها يا ابو الدراويش
مسح مصطفى العرق المتصبب من جبينه وهو يضحك في عدم تصديق لا يخلو من الاستفزاز من بين أنفاسه اللاهثة حقيقي حلوة منك فجئتني طلعت عيشتك برا وسط متسولين اروبا في السباقات الر خي صة علمتك حاجة
هز باسم كتفيه بفخر ينضح برجولة خاطفة للآنفاس في حديثه غير مبال بالازدراء في كلمات مصطفى يلا اديك عرفت اقل حاجة عند المتسولين شكلها عامل ازاي يا درش .. المرة دي كانت سريعة ماتتحسبش اكيد .. بس لو لسه خيالك مصورك انك هتقرب من للي يخصني وهقف اتفرج عليك يبقي ذكائك محدود
نطق مصطفي من بين اسنانه المطبقة بغل الحساب هيجمع يا ابن الشندويلي
ضحك باسم بقوة تدوى مثل دقات طبول الحړب ثم قال ساخرا صدقني ناوي اصفي حسابي معاك وهيحصل قريب اوي بس علي الله تبقا راجل لما تعوز تصفي حسابك تيجي لوحدك راجل قدام راجل .. وعلي العموم جدعنه من راجل محدش هيشوفك وانت بيتعلم عليك و الفيديو دا هحتفظ بيه للذكري في الحفظ والصون
انطفأت الشاشة في يد مصطفى بمجرد أن أنتهت المكالمة فألقى الهاتف جانبا وعيناه السوداوان تلمعان بشراسة مهسهسا بلهجة تقطر حقدا طيب صبرك عليا يا باسم الكلب ايامك الجاية سوده معايا
في الجهة الأخرى عند باسم
_هو مش هيسكت علي فكرة
قالها عز بتحذير هادئ وهو يسير خلف باسم إلى شرفة الغرفة فأمسك الآخر برأسه مټألما هاتفا بإمتعاض منزعج بعدين نفكرلو يلا اسكت كفاياك رغي قبل ماترجع مش عايزها تعرف حاجة
رن الهاتف في يد عز معلنا عن
 

 

109  110  111 

انت في الصفحة 110 من 121 صفحات