رواية في هويد الليل بقلم لولا نور
والده ففرحته اليوم لا تقدر بثمن فهتف متخدثا بما سيقلب موازين ذلك القابع بجانبه لا ابدا الموضوع مش كده الحكايه اني اتقدمت لليلي بنته من يومين وكان بيبلغني بموافقتهم ومستنبنا بكره انا وابويا وجواد علشان نقرأ الفاتحه . بمجهود يحسد عليه استطاع جودت الحفاظ علي هدوءه الظاهري وتحكم في غضبه فقط ملامحه وعيونه التي توحشت وومضت ببريق مخيف ولكن عتمه الطريق ساعدته في عدم ظهورها والا كان افتضح أمره. هتف من بين اسنانه المطبقه بجد الف مبروك الله يبارك فيك يا جودت عقبالك انت كمان ده جواد كان قالي ان في واحده انت عينك متها وعاوز تتقدم لها .. اوقف جودت سيارته امام بوابه منزله واستدار ناظرا الي فارس بكره شديد قريب اوي يا فارس قريب هتسمع اخبار حلوه وهتكون ليا انت عارف انا مفيش حاجه بعوزها ما بخدهاش!!!! هتف فارس بسماحه نفس ربنا ينولك اللي في بالك يا جودت انا هدخل لجواد انت مش داخل معايا اسبقني انت وانا هحصلك !!!! ترجل فارس من سياره جودت الذي يشيعه بنظرات حارقه هاتفا بغل لو مش ليا يبقي عمرها ما هتكون لغيري . كان المصري افندي يسير علي شط الترعة مرتاح البال هاديء النفس وقد اتخذ قراره السليم فيما يتعلق بابنته فقارس رجل بمعني الكلمه يستطيع ان يتركها معه وهو مرتاح البال . فجاة في وسط ظلام الطريق الذي ينيره بعض اعمده الاناره المتفرقه علي الطريق ومعظمهم لا يعمل مما بجعل الظلام يغلب علي المكان . ظهر ظل طويل وقف امامه حجب عنه الرؤيه وغطي بطوله المديد عليه فانتشر الظلام اكثر وجعله كوحش مخيف امامه !!!! هتف المصري افندي بنبره مرتجفه بسم الله الرحمن الرحيم انت مين جاؤه صوته الكريه بقي مش عارف انا مين انا قدرت اللي انت اتحديته ووقفت قصاده وما سمعتش كلامي لما قلت لك مش جودت مهران اللي يتقدم لواحده وترفضه ومش اي واحده ده واحده هو اختارها من وسط بنات حوا كلهم وعاوزها وانت بعندك وبكبرك وقفت قصادي ورفضتني !!!! تعرف عليه من صوته البغيض وهتف يحدثه تهزاء اه هو انت امشي من هنا روح شوف انت رايح فين طريقك غير طريقي ربنا يهديك انا سبق وقلت لك معنديش بنات للجواز !!!! هدر فيه جودت بۏحشيه لا طريقي هو طريقك واسمع بقي خلاصه الكلام علشان انا مش بحب الكلام الكتير انت مش هتقابل فارس وابوه بكره وموافقتك علي جوازه بنتك منه كانها لم تكن تبلها وتشرب مايتها وبكره بعد العشاء هكون عندك انا وابويا ومعانا المأذون علشان هكتب كتابي علي بنتك بكره سواء سوا وافقت او لاء !!! نظر له المصري افندي باحتقار من اعلي لاسفل هاتفا بازدراء اعلي ما في خيلك اركبه ولو ھموت بنتي عمري ما اجوزها لشيطان ذيك وبكره بعد صلاه الظهر كتب كتاب بنتي علي فارس !!! توحشت عيون حودت بشړ مطلق وكان تلبسه شبطان مخيف وهتف بنره حاقده مغلوله يبقي انت اللي جنبت علي روحك وفي لحظه كان يدفع المصري افندي بيديه الغليظه في ه بقوه مما جعل جسده الضعيف يختل توازنه وسقط في مياه الترعه خلفه !!!! وقف جودت يطالعه وهو يصارع مع المياه حتي يستطيع النجاه بنفسه لعده دقائق حتي سكنت حركته وغاص جسده اسفل المياه !!!! الفصل الرابع الفصل الرابع مر عام سريعا عام تغير فيه الكثير والكثير . التحقت ليلي بالجامعه وانهت عامها الاول به. ازدهرت شركه جواد وفارس واشتهرت في الاوساط المعماريه بفضل جهد وتعب فارس الذي حمل علي عاتقه كافه الاعمال عوضا عن جواد الذي انشغل مع والده بعد حاډثه شقيقه والذي ترتب عليه تاجيل موعد زفافهم احتراما لحاله الحزن التي تمر بها عائله مهران!!! واليوم هو اليوم الذي طال انتظاره وحلم به الكثير يوم زفاف جواد مهران وشقيقه وتؤام روحه فارس المصري وقف الحج ليل يتابع الترتيبات النهائية لحفل الزفاف فقد اقام حفلا كبيرا في سرايا آل مهران ودعي اليه كل كبرات البلد والبلاد المجاوره هتف في العمال مثنيا عليهم تحسان الله ينور يا رجاله تسلم ايديكم همتكوا معانا عاوزين نخلص بدري ما العرسان يوصلوا المأذون والمعازيم علي وصول . رد عليه احد العمال معقبا خلاص يا حج قربنا نخلص.. الف مبروك وربنا يتمم علي خير ثم استدار عائدا للداخل ورفع رأسه ينظر لغرفه ابنه الغارفه في الظلام هاتفا بحرقه كان نفسي افرح بيك يا جودت يا ابني.. بس هقول ايه لله الامر من ومن بعد واكمل سيره للداخل باكتاف محنيه وخطي ثقيله حزينه علي ابنه البكري واخذ يسبح علي مسبحته مستغفرا ربه راضيا بقضاء الله وحكمه..! وصل كلا من فارس وجواد الي مركز التجميل المسؤل عن تجميل الئس في مركز المحافظه ترجل كل س من سيارته والتي آصر جواد علي ان يستقلا كلا منهم مع عروسه سياره مكشوفه ذات مقعدين فقط ويتولي كل س قياده السياره بنفسه دون الحاجه لسائق خاص حتي يستطيع كلا منهم الانفراد بعروسه . كانوا يخطفون الانفاس بطلتهم الساحره وهم متألقين في حله عرسهم . فكان جواد يرتدي حله س مكونه من بنطال اسود و ابيض ومعه رابطه صغيره علي شكل فيونكه سوداء اللون وجاكيت ابيض اللون حليق الذقن ومصفف شعره للخلف بطريقه ذاته وسامه علي وسامته بينما كان فارس علي النقيض منه فارتدي حله توكسيدو كامله سوداء اللون ورابطه مماثله لرابطه جواد وهذب لحيته البنيه الخفيفه فازداد سحرا خاصه مع لمعان زرقه عينيه فاصبح مثل نجوم السينما. ترجل كل منهم من سيارته وفي يد كل منهم باقه رائعه من الورد الاحمر الجوري سيهديها الي عروسه. اخد جواد يردد كلمات احدي الاغاني الشعبيه التي يتم ترديدها في الافراح وهو ينظرفي المرايه الجانبيه للسياره ليعيد ضبط خصلاته السوداء الحريريه التي تشعثت قليلا بفعل الهواء ياولاد بلادنا يوم الخميس هكتب كتابي وابقي س . ثم الټفت الي فارس الذي ضحك ساخرا عليه وهتف بمرح اكبر وهو يقترب منه يلف ذراعه حول صديقه يا ولاد بلادنا بوم الخميس كتب كتابنا وبقي لينا اجمل ونيس!!! ازاح فارس زراعه هاتفا بتوبيخ يا ابني اعقل وبطل جنانك ده هتبوظ لي البدله!!! تابع بنفس النبره المرحه لا ا ايدك كله الا البدله احسن ماټي تعلقنا علي باب البيت وما ترضاش تتم الجوازه شاركه فارس المزاح علي رايك دي وريتني الويل السنه دي بس علي قد كده ست جدعه وطيبه وبميت رجل هتف جواد مؤكدا لا في دي عندك حق ثم استند بظهره علي مقدمه السياره بجانب فارس هاتفا بسعاده ياااه..اخيرا يا ابو الفوارس هنتجوز سوا في يوم واحد زي ما حلمنا طول عمرنا . ربط فارس علي فخده بقوه هاتفا بمحبه صادقه الحمد الله يا جواد ربنا يخالينا لبعض ونفضل العمر كله ضهر وسند لبعض العمر كله وان شاء الله ولادنا يكملوا اللي احنا بدأناه ويحافظوا عليه آمن جواد علي حديثه امين يارب ثم تطلع علي الوقت في ساعه معصمه فوجد انه قد حان وقت خروج الئس مش يالا بقي زمانهم خلصوا ومستنينا جوه قالها وتحركوا معا الي داخل مركز التجميل يحملون قلوبهم المرتجفه شوقا وعشقا لنصفهم الاخر مثلما يحملون باقات الورد ودقات قلبهم المرتفعه تسبق خطواتهم اشتياقا للتمتع بقرب الحبيب بعد سنوات طوال من الانتظار وقد حان وقت الاقتراب!!! الفصل الخامس الفصل الخامس داخل سنتر التجميل... انتهت كل من ليلي ودانيلا من وضع اللمسات النهائية والتاكد من اكتمال مظهرهن قدوم العرسان.... هتفت ليلي بتوترتسال دانيلا عن مظهرها ها كده تمام شكلي كويس ولا لا.. انا حاسه ان شكلي وحش اوي وش مش مظبوط!!!! اجابتها دانيلا متزمره وهي تضع بعض قطرات من العطر المفضل لجواد علي ها للمره الالف بقولك انتي زي القمر يا ليلي بطلي توتر وقلق بقي .... بصي اقولك اوعي تبصي في المرايا تاني لحد ما فارس يجي .. ده انا اللي المفروض عروسه زيي زيك ومش قلقانه كده مالك اجمدي شويه... اجابتها ليلي بتوتر اكبر وهي تفرك راحتيها ببعض اجمد ايه بس ده انا حاسه ان قلبي هيقف من كتر الدق وايديا وجسمي متلجين اوي.... هتفت دانيلا بشقاوه لا ما تقلاقيش اول بس ما فارس ياخدك في حضنه جسمك ده هيبقي زي الڼار...!!! هتفت ليلي بتوبيخ تداري خجلها بطلص قله ادب ولا انتي جواد بهت عليكي !!! ضحكت دانيلا بصوت عالي ولكن ضحكتها صوت احدي العاملات التي جاءت تخبرهن بوصول العرسان مما جعل ملامح كل منهم تتدرج بالوان الطيف قلقا وخجلا وتوترا...!!!! كان جواد اول من دلف الي الداخل وقف يعدل من رابطه ه ممسكا بباقه الورد ناظرا الي الباب الذي يتواري خلفه حلم طال انتظاره... دقائق وانفتح الباب وظهرت من خلفه معشوقته وهي ترتدي فستانها الابيض الرقيق مطرقه الرأس وخصلاتها الشقراء تخفي عنه جمالها ... الخطوات الفاصله بينهم في خطوه واحده وقف امامها مشدوها بجمالها الساحر وهتف بنبره مرتجفه من شده تأثره وهو يضع يده علي ذقنها يرفع وجهها ليملي عينه من جمالها داني...!!! نظرت له بخجل ووجه محمر مما جعله يهتف بمزاح شقي ايه ده انتي هتتكسفي من اولها كده لا اجمدي ده التقيل جاي ورا.... احمرت وجنتيها اكثر وهتفت بخجل وهي تنظر الي عامله السنتر التي تتطلع في جواد بفم مفتوح من شده وسامته جواد بس بقي الناس تقول علينا ايه !! تابع بنفس المزاح وهو يحاول السيطره علي نفسه بدلا من الااض عليها واشباعها تا حتي تزهق روحها هتقول اني بحبك وبموت فيكي وما فيه صدقت انك بقيتي ليا بعد الصبر ده كله... خفق قلبها پجنون ولمعت عينها بوميض الحب وهتفت بكلمه واحده جمعت فيها كل مشاعرها نحوه بعشقك يا جواد... حمحم جواد بخشونه مسيطرا علي ذاته باعجوبه ومد زراعه لها كي تتعلق به وتحرك صوب سيارته عازما علي الطيران نحو البلده لاتمام مراسم الزفاف رع وقت ممكن!!!! كانت كل دقيقه تمر علي فارس وليلي تزيدهم قلقا وتوترا وما ان حانت اللحظه الحاسمه حتي تعالي وجيب قلبيهما بشكل كبير حتي ظنوا ان كل من حولهم يستمع لصوت نبضات قلبهم العاليه.. وها هو نفس المشهد يعاد مره اخري ففارس وقف في نفس مكان جواد حاملا نفس باقه الزهور منتظرا