السبت 23 نوفمبر 2024

قدر بقلمي سارة مجدي

انت في الصفحة 9 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز


غاليه و أنه لا يليق بها
طوال الطريق إلى البيت كان الصمت ثالثهما
و لكن كل منهم بداخله شيء مختلف هى تشعر بالخۏف و الحزن على ألمه و هو يفكر كيف سيتحمل فراقها
حين وصلوا إلى البيت لم تترك له الفرصة ليتحدث بل ركعت على ركبتيها و هى تقول بدموعها
أقسم بالله راضية ... و مش عايزه من الدنيا دى كلها غيرك و لو فى يوم قررت تسيبني يبقا تذبحني و تدفنى أرحم ما تبعدنى عنك أموت بالبطىء

ليجلس أمامها بحنان و دموع عينيه تتجمع و تحارب صلابته حتى ټغرق وجنتيه و هو يقول
أنت تاج راسى و ست قلبى و ست بيتى و لو مكنتيش أنت يا سناء مش هيكون فى غيرك فى يوم و قبل ما أذيكى فى يوم هكون مېت
لتبكى بصوت عالى و هى بين ذراعية الحانية وأنحدرت تلك الدمعة الأبيه فوق وجنته و سالت حتى أختفت بين غابات ذقنه التى تزيد من وقاره و هيبته
أغمض عينيه من ألم تلك الذكرى على ذكرى أخرى حين ذهب إلى الطبيب بعد مرور سنه كاملة من العلاج ليبلغه أنه أصبح سليم تماما و يستطيع الإنجاب
و لكن و
لهذه اللحظة لم يحدث و لا يعرفون السبب
أستغفر الله بصوت مسموع و كاد أن يغادر السرير ليصلى ركعتان لله قبل أذان الفجر ليوقفه صوت سناء و هى تقول
ممكن تصلى الفجر هنا فى البيت 
نظر إليها باندهاش لتقول هى برجاء
وحشنى أنى أصلى الفجر وراك يا رمزى
ليبتسم إبتسامة حانيه و هو يقول
طيب يلا قومى أتوضى علشان نصلى ركعتين لله قبل الفجر
لتنهض سريعا و على وجهها إبتسامه صافية خاصة و هى تقول
ثوانى و اكون بين أيديك
حين أغلقت باب الحمام نظر إلى الأعلى و هو يردد بعد أن و ضع يديه فوق خافقه
رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء 
أنتهوا من أداء الصلاة كانت هى تنظر إليه بابتسامة فخر و سعادة ليبتسم ابتسامته المعهودة و قال
باين كده الحلو معجب 
أوى
أجابته سريعا بابتسامة مشاغبه صمت لثوان ثم
قال
بكره رايح أنا وقدر علشان نشوف الأرض
أنت مقتنع باللى هتعملوا معاها
سألته و عيونها ثابته على عينيه ... لينظر إليها بثقه
دى أقل حاجه أعملها ليها و بعدين هى مش بتعمل حاجه غلط بالعكس بقا
أخذت نفس عميق و أقتربت منه أكثر و هى تقول
أنا عارفه أنها مش بتعمل حاجه غلط بس أنا خاېفه عليها الناس هنا تفكيرهم زى أبويا الله يرحمه
ربت على يديها المستريحة فوق فخذيه و قال
متقلقيش أنا فى ظهرها و مش هسمح لحد يمسها بكلمة
اراحت رأسها فوق كتفه و قالت بحب
ربنا يبارك ليا فى عمرك و يقدرنى أسعدك
ليبتسم بحزن و بداخله يردد نفس الدعاء دون إنقطاع
رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء 
فى الصباح كانت تقف أمام قطعه أرض واسعة تصلح لذلك المشروع التى سوف تبدأ به طريقها و كان زوج عمتها يتشاور مع صاحب الأرض فى ثمنها حين سمع صوت شيء أرتطم بالأرض لينظر خلفه ليجدها قدر ... حملها سريعا و عاد إلى البيت بعد أن طلب الطبيب ... تجلس فى سريرها تبكى بصمت بعد أن طلبت من عمتها و زوجها تركها بمفردها ... لقد صفعها أصلان القلم الأخير قبل أن تستطيع الوقوف على قدميها ترك لها أثر لا يمحى و جعلها تتذكر ذلك الأسبوع التى كانت فيه زوجة له بكل ما تحمله الكلمة من معنى ... و لكنها لن تستسلم ... لن تسقط ... لن يعرف و ستحقق ما تريد
فى صباح اليوم التالى ... غادرت غرفتها بكل إصرار و عزيمه و نزلت إلى الأسفل لتجد عمتها تجلس بجانب زوجها الذى يتغزل بها رغم كل تلك السنوات التى مرت على زواجهم ... و رغم عدم أنجابهم للأطفال ... حبه لها لم يقل و لم يخجل يوما من إظهار حبه و إحترامه لها أمام الجميع
أخذت نفس عميق و هى تدعوا لهم فى قلبها رغم ألمه أنها لم يكن لها نصيب فى زوج كرمزى رجل حقيقى كما تحمل الكلمة من معنى ... أصدرت صوت بسيط حتى ينتبهوا لأقترابها منهم
جلست بجانب عمتها التى فتحت لها ذراعيها بحنان كبير ...
 

10 

انت في الصفحة 9 من 38 صفحات