رواية الشيطان شاهين الجزئين
سنه... داه حلم العمر و مش حستسلم غير لما أحققه... هزت ديالا كتفيها باستسلام من عنادها قبل أن تسألها طيب هما خلاص يعني مفيش أمل..... تبدلت ملامح ميار الغاضبة إلى أخرى سعيدة لا النهاردة متفقين يروحوا المحامي عشان يكملوا الإجراءات... انا متابعة كل حاجة بنفسي و بستنى بالدقيقة و الثانية إمتى يبقى حر و ساعتها حيبقى ملكي....yes yes yes انا حعمل party بالمناسبة الحلوة دي.. أنهت جملتها بضحكة طويلة تعبر عن مدى سعادتها بانتصارها الرائع الذي حققته دون معاناة... نصر لم تتعب كثيرا لتحقيقه فلم يكن يتطلب منها سوى القليل من الصبر و خطة ذكية حاكتها بذكاء و تمهل شديدين.. و كأن خنجرا حادا تسلل بخفة من بين أضلعها ليصل نحو قلبها ليقسمه شطرين دون رحمة او شفقة....لو لم تسمعها بنفسها لما صدقت...ضحكت بداخلها و عيونها تنهمر دموعا تعبيرا عن ضياعها و
في صورتها التي إنعكست على بلور الباب پضياع...شعر مبعثر و وجه أحمر تملأه الخدوش و بعض الډماء الجافة في أعلى جبينها الملتصقة بشعرها....حمدت الله في سرها أنها لم تجد وقتا في الصباح لوضع مستحضرات التجميل و إلا لكان وضعها أسوأ.... أنهى تأملاتها محمد الذي جذبها بقوة من ذراعها دون قصد قائلا بلهفة و عيناه تتفرسان هيئتها المزريةنور إنت كويسة حصلك إيه.... مين اللي عمل فيكي كده إكتفت بالتحديق به و قد إرتسمت على وجهها إبتسامة بلهاء و هي تؤكد لنفسها للمرة الالف هذا اليوم أنها غبية... فمن التي تضيع من يدها رجلا كمحمد... في غاية الوسامة شعره الأسود الذي يطابق لون عينيه و بشړة وجهه البيضاء المغطاة بلحية خفيفة تعشقها.... أما جسده الرياضي الضخم الذي تمنت في هذه اللحظة أن يحتضنها داخله حتى تشعر بدفئه و حنانه الذي اللي عمل فيكي كده و إيه اللي حصل نور پبكاء لم تعد تحتمل طيبته و إهتمامه بها حتى بعد مافعلته معه أنا... انا اللي عملت في نفسي كده و لو كنت أقدر كنت عملت أكثر.... محمد بذهول و عيناه تجوبان كامل جسدها إنت ليه إستندت نور عليه بعد أن فشلت في تصنع القوة ليتلقفها محمد بحركة خفيفة جعلتها في ثوان بين ذراعيه لم ټقاومه نور او تعترض عندما دلف بها إلى الداخل نحو مكتبه... صعد الدرج بخفة و نور تخفي نفسها داخل أحضانه حتى كادت تختفي كليا و قد ساعدها في ذلك جسدها الضئيل دلف إلى داخل مكتبه ليضغها على اريكة جلدية سوداء اللون كسائر اثاث المكتب... تململت نور لترتاح في جلستها و قد بدأت تشعر الان فقط بآلام في وجهها و ذراعيها.... عاد محمد و في يده علبة صغيرة للاسعافات الأولية ليجلس بجانبها ويضع العلبة على ساقيه.... أشاحت نور بوجهها بعيدا عن يده التي إمتدت لتفحصها ليزفر محمد قائلا خليني على الاقل اعقملك الچروح و الكدمات اللي في وشك.... نور بحرج مش عاوزة أتعبك . أجابها و قد إرتسمت على وجهه إبتسامة ساخرة متقلقيش مش حتعب في حاجة بسيطة زي دي...إثبتي و متحركيش وشك . بعد دقائق قليلة إنتهى محمد من وضع آخر شريط لاصق على چرح بجانب شفتيها لتغمض نور عينيها بقوة و تشرع في البكاء من جديد... ربت على ظهرها بيده بينما يده الأخرى كانت تمسح خصلات شعرها المتناثرة بفوضوية كابحا فضوله القاټل الذي يحثه على معرفة ما يحصل معها.... همس لها بخفوت محاولا تخفيف حزنها كفاية
حد يعرفه....انا مش قادرة أتحمل يا محمد أنا تعبت و مش عارفة اعمل إيه و عشان عبيطة أول حاجة فكرت فيها إني مش حتجوز طول عمري.... أطلقت ضحكة قصيرة مستهزئة مضيفة مش قلتلك عبيطة... مسح محمد وجهه بحيرة غير مصدق لما يسمعه...حقائق غريبة اشبه بالخيال فلطالما تعجب محمد من عشق شاهين المفرط لزوجته حتى أنه تمنى أن في يوم من الايام أن تكون حياته مع زوجته كحياتهما....و هاهي نور الان تصدمه بحقائق مغايرة للواقع.... إلتفت نحو نور التي لم تتوقف عن البكاء ليشعر بالشفقة نحوها...بالرغم من انها لأول مرة تتحدث معه هكذا دون قيود او أقنعة... لأول مرة يعلم ماتفكر به لا و أيضا تشاركه مشاعرها... يبدو أنه يوم المعجزات بالنسبة لمحمد..... هتف بصوت هادئ رغم تزاحم الأفكار داخل رأسه طيب انا ممكن أساعدك في إيه مش عارف يعني لو عاوزة تتكلمي او تفضفضي.. انا موجود.... نظرت نحوه بعينين دامعتين تعكسان مدى ضعفها قائلة برجاء مش عاوزاك تسيبني.... أرجوك.... إتسعت عيناه بدهشة و هو يرمقها بنظرات غير مفهومة قبل أن يهتف تقصدي إيه نور و هي تعض شفتيها بتوتر و دقات قلبها بدأت تتسارع بسبب خۏفها من ردة فعله خلينا مع بعض.. بلاش طلاق عشان خاطري.... و أنا مستعدة أعمل أي حاجة إنت عاوزها . يحق له ان يرفض فبعد كل مالاقاه منها جفاءها و صدها له كلما حاول أن يتقدم بعلاقتهما....لم تهتم به يوما او تشاركه اي تفصيل من حياتها كباقي الأحباء... يركض وراءها من مكان إلى آخر حتى يلفت إنتباهها بالهدايا الفاخرة و دعوتها للخروج بمناسبة او بدونها.... فماذا قدمت له هو... قلبها يكاد يخرج من مكانه و هي تنتظر جوابه...رغم توعدها بداخلها انها لن تتركه مهما كان جوابه.... إستيقظت ليليان من غفوتها القصيرة لتجد نفسها نائمة على سرير في غرفة غريبة تحتوي على خزانة صغيرة و أريكة باللونين الړصاصي....رفعت الغطاء عنها لتتفاجئ بنفسها عاړية... إتسعت عيناها بدهشة و كانت ستصرخ لو لا ذكريات الصباح التي تدفقت داخل رأسها في هيأة مشاهد متفرقة... تمتمت بانزعاج و هي ترمي رأسها على الوسادة إيه اللي أنا عملته داه لفت جسدها بالغطاء ثم بدأت بالبحث عن ملابسها التي للأسف لم تجدها...عادت لتجلس مرة أخرى على الفراش مقابل الباب و هي رأسها