الخميس 09 يناير 2025

رواية بقلم نورهان لبيب

انت في الصفحة 15 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز


خد الاستاذه نجاة وروقها انت والرجاله على
الآخر مش عايز ها تشتكى من حاجة أنت فاهمنى أصلها مديرة المنزل يا سيدى يلا يا نجاة روحى معاه
أخذ رأفت نجاة من يدها بقسۏة لكى ينفذ أوامر جاسر حيث أمر رجاله بضړب نجاة
للغاية فهو سينتقم من الجميع لمريم ولنفسه
أيضآ من الجميع ولكن فل ينتظروا
عند شريف 
كان يقف فى منطقة مقطوعة تحديدا طريق الإسكندرية الصحراوى ومعه بعض الرجال الخاصة بالحراسة كأنه ينتظر شخص ما حتى وصلت مجموعة سيارات آخرى وقفت السيارات ونزل منها

الحرس يفتح أحدهم الباب لرب عملهم فنزل منها
رجل فى نهاية الخمسينات من عمره يرتدى ملابس
كلاسيكيه فرغم كونه من الصعيد إلا أنه لم يمت للصعيد ولا حتى لقيمه وأخلاقه نزل توفيق من السياره فتوجه له شريف 
شريف ازيك يا باشا عامل إيه ليك وحشة والله
توفيق فى إيه يا شريف ايه إللى مخاليك طالبنى فى الوقت ده
شريف كنت عايز اى وسيلة تطلعنى بره مصر صالح الصياد خلاص خد منى كل حاجة لا وكمان
طردنى من الشركة بتاعة فكلم أى حد من الكبار
يطلعنى بره البلد
توفيق وأنت عايز تطلع بره البلد عشن خسړت فلوسك وصالح طردك ولا فيه حاجه تانيه
شريف اممم بص أنا هقولك لأن مش قدامى غير الحل ده جاسر صحبى
وأنا دلوقتى ضعيف وبقيت فلوسى فى سويسرا ده
غير أن أنا دلوقتى ضعيف مش هقدر اوجهه
توفيق بعد إللى أنت قولته ده عن الورق إللى سلمه صالح عنك إنك بقيت ورقه محروقه لينا يا شريف 
بس أنا هساعدك وهتوسط ليك عندهم وده هيبقى ليه مقابل طبعا
شريف وهو يبتلع ريقه وإيه هو المقابل ده يا باشا
توفيق بأب إنك تدينى نص الفلوس إللى معاك واللى أنت مسافر عشانها
شريف بقلق مش كتير ده
يا باشا
توفيق بهدوءلا مش كتير اولا هتنال حريتك إللى ممكن تفقدها فى أى وقت ثانيا بقى هتبقى جنب فلوسك ولو عايز تسافر أنا ممكن اسفرك دلوقتى وحالا
شريف بشحوب أنتوا عرفتوا إزاى
توفيق إحنا نعرف عنك كل حاجة بتحصل فى حياتك حتى دبة النمله يا شريف عشان كده الورق إللى هتطلع بيه جاهز معايا
شريف بعد تفكيروأنا موافق يا توفيق بيه
توفيق بأبتسامه عين العقل يا شريف بص هتاخد جواز الصفر ده وهتطلع من البلد عن طريق ميناء
أبوقير رجالتنا هيكونوا محاوطينك من كل حته وكمان هيكون فى حد معاك يستلم منك الفلوس
لو فكرت تلعب بديلك هتم تصفيتك فورا وشفيق
هيكون معاك لحد ما توصل الميناء
شريف طب أقدر ارجع البلد أمتى
توفيق كمان تلات سنين يلا انت لازم تتحرك دلوقتى
ركب شريف السيارة مع ذلك الذى يدعى شفيق متوجهين ناحية مدينة الإسكندرية لكى يستطيع
شريف الهرب إلى خارج البلاد والفرار من العداله
اما فى بلد آخرى
تحديدا فى المملكة المتحدة بالعاصمة لندن فى منزل صغير يبدو عليه الفخامه خرجت مريم من الحمام وهى تلف جسدها بمنشفه وقفت أمام المرأه تطلع
لها بحزن شديد اه يا رب أنا عايزه أنسى إللى حصلى بقى
قطع حديثها صوت طرقات صغيره على الباب ويسبقها صوت والدها الحنون
فارس يلا يا مريم يا حبيبتى الغدى بقى جاهز
مريم بأبتسامة ماشى يا بابا أنا جايه أهو ثوانى بس هغير هدومى
فارس طب يلا عشان الأكل ما يبردش
رحل فارس وبدأت مريم فى تغير ملابسها وارتدت ستره باللون المستردى والبنطال أبيض اللون ثم
خرجت لوالدها الذى كان يجلس فى غرفة المعيشه
وجلست بجانبه
فارس بأسف معلش يا مريم ما قدرتش أعمل ليكى اكل واضطريت أطلبه من المطعم اكل صينى زى ما
أنتى بتحبى
مريم 
بأبتسامه ياه يا بابا أنت لسه فاكر أنا بحب إيه
فارس بحنان ابوىوإذا ما كنتش أفتكر الحاجه إللى أنتى بتحبيها يبقى هنسى إيه يلا كولى بقى وكفاية رغى أنتى مش شايفه وشك أصفر إزاى
بدأ فارس فى تناول الطعام بينما ظلت مريم تعبث فى طعامه بشرود وحزن لاحظ فارس شرود ابنته
وعبثها بالطعام فتحدث لكى يفيقها
فارس مالك يا مريم سرحانه ومش بتاكلى ليه يا بنتى
مريم بدموع تلقائية بفكر فى إللى حصل يا بابا أنا عملتله إيه عشان يعمل فيا كل ده ذنبى إيه ذنبى أنى اتجوزته اشمعنا أنا اللى يحصل فيا كده
فارس بحزن استغفرى الله يا بنتى أنا أسف يا بنتى أنى ما كنتش موجد عشان احميكى منه ما أنتى عارفة إيه إللى حصل بس أنتى
حاولى تنسى إللى فات خليكى بنت النهارده يا بنتى
مريم بدموع عارفه يا بابا عارفه بس صدقنى إللى فات قبل ما يألمنى من بره كسر قلبى من جوه
يا بابا الأيام إللى فاتت دى كنت بصحى على كوابيس
فارس بتنهيده بصى يا مريم أنا عارف
ان إللى حصل مش سهل وصعب تتخطيه بس صدقينى مفيش
حاجة تستاهل إنك تضيعى حياتك عشانها أنا عايزك
قوية وما تضعفيش مهما حصل ماشى يا حبيبتى
مريم وهى تزيل دموعها هحاول يا بابا مع انه شئ بشع ما يتنسيش بس أنت كمان لازم تساعدنى فى
ده بابا أنا عايزه أفتح مطعم ومن الصفر
فارس مطعم وده هتقدمى فيه اكل إيه ده يا مريم 
مريم بحماس اكل عربى يا بابا إحنا عندنا تراث كبير يا بابا لازم نعتز بيه وعشان كده مش هميز بلد عن
التانيه وهاخد من كل بلد كام أكله مشهوره ولذيذه
وهعمل بيها قائمه تتغير كل أسبوع مع هقدم حجات مختلفها هنا فى ناس ما يعرفوش عن بلدهم دورنا إحنا نوريهم حتى لو بأكله بسيطه مع ديكور شرقى ينقلهم على بلدهم وهما فى مكانهم
فارس وأنا معاكى لأنها بجد فكره حلوه بس هتجيبى شيف منين
مريم أكيد ربنا هيوقع حد فى طريقى
أثناء حديثهم صدح صوت الجرس يعلن عن قدوم أحدهم فصدمت مريم عندما وجدت سيده ترتدى ملابس زاهيه فى منتصف الأربعينات تقف أمامها وتبتسم ابتسامة غريبة وتحمل فى يدها شئ
فى المساء
كان جاسر يجلس فى غرفته فى القصر ويحمل هاتفه ويتحدث مع مهاب ابن خالته
جاسر الو يا مهاب بص عايزك تركز البحث عن مريم فى المطارات مريم بره البلد مش جوه إحنا كل ده كنا
بنضيع وقت كثف البحث أرجوك مش عايز أبعد عنها أكتر من كده أنت
فاهم
مهاب بس أنت مين إللى قلك انها بره مصر
جاسر جدى يا سيدى هو إللى هربها وهو كمان إللى خرجها من البلد
مهاب بترددبس جدك واخد حزره كويس يا جاسر يعنى مش هتعرف توصلها غير بأزن منه
جاسر بتسأولوانت إيه إللى خليك تقول كده
مهاب پخوف اصل أنا سبق ودورت فى المطارات والموانئ ومريم الصياد وأبوها ملهمش أى أثر
جاسر وهو يبتلع ريقه يعنى إيه
مهاب يعنى أحتمال ما تشفش مريم تانى
دب الړعب فى قلب جاسر وصدح نقوس الخطړ فهل ما يقوله صديقه صحيح يعنى أنه لن يرى مريم مره
أخرى إذا هذا هو العقاپ الذى اختاره الله له ان يبعدها عنه لا يا الله عقبنى بأى شئ لكن لا تبعدها
عنى لا تكسر قلبى بتلك الطريقه ولكن لا يجب على أن استسلم سوف أبحث عنها واجدها حتى لو كانت
تحت سابع أرض سوف أجدها
الحلقة 14
فتحت مريم الباب فوجدت أمامها امرأه فى الأربعينات من عمرها ترتدى ملابس غريبة الون فقد كانت ألوانها زاهيه للغاية تحمل فى يدها عمود للطعام وتبتسم بأتساع وسذاجه وبجوارها فتاة فى
العشرينات من العمر ويبدوا عليها العبوث وتكتف
السيدة إزيك يا حبيبتى عامله إيه أنا أول ما عرفت ان أنتوا جيران جداد وجايين من مصر قولت ما بدهاش لازم اجى أسلم عليكم بنفسى
الفتاة بأحراج ماما بالرحه على البنت ھتموت فى إيدك خلاص بقى كفاية
مريم لا عادى سبيها براحتها بالمناسبة أنا مريم 
الفتاة بأبتسامه وأنا سهى ودى تبقى ماما واسمها أميرة
مريم أتشرفت بمعرفتكم اتفضلو
أتى صوت فارس من الداخل يسأل عن هوية الطارق
فارس مين إللى بيخبط يا مريم 
مريم دول جيرانا يا بابا مصريين يا بابا اتفضلوا مش معقول هتقفوا على الباب كده
دخلت مريم بصحبتها أميرة وسهى إلى البيت وجلسوا فى الصاله أخذن يتبادلا أطراف الحديث
مع بعضهم البعض
مريم أنتوا بقى اديلكم كام سنة هنا شكلكوا تعرفوا البلد كويس
أميرة بصى يا ستى هاتى أطباق وحطى الأكل وكلى أنتى وباباكى الأول عشان شكلوكوا ما أكلتوا وأنا هحكيلك حكايتى من طقطق لسلامة عليكم
مريم بأبتسامه طيب ماشى أنا هجيب أطباق لينا كلنا شكلك جايبه اكل للكل ويبقى أكلنا عيش وملح مع بعض
نهضت مريم وأحضرت بعض الاطباق
للجميع وبدأت فى تقديم الطعام ودعت الجميع كانت مريم تأكل بنهم كأنها لم تأكل فى حياتها فقد طعام أميرة شهى ولذيذ للغاية فهو مصنوع بحب وحنان ورعاية واهتمام من يد بارعه للغاية
مريم بأبتسامه الله أنا أول مره أكل أكل باللذه دى والطعامة دى بجد تسلم إيدك أنتى طباخه هايله
سهى بمرحأمال أنتى فاكرة إيه يا بنتى ماما ما بتحبش حاجة فى الدنيا غير أنها تعمل أكل ده
عشق بالنسبة ليها وبسببها دخلت سياحه وفنادق عشان أبقى زيها بس بردوا ولا جيت جنبها حاجة
مريم بتسأولأنتى ما فكرتيش تفتحى مطعم يا مدام أميرة
أميرة بأبتسامه اولا بلاش مدام دى عشان حساها مكبرانى ههههه واه فكرت ده كان حلمى بس المطعم كان هياخد كل وقتى وخاصة وأنا مش معايا حد يهتم بسهى ويراعيها معايا
مريم طب إيه رأيك تشتغلى معايا أنتى وسهى أنا عايزه افتح مطعم شرقى بس كنت بدور على شيف
وادينى لقيتك لا وكمان جيالى لحد البيت أنا رأى ما
ترفضيش لأن دى شكلها لعبة القدر إللى وقعتك فى
طريقى صح ولا إيه يا بابا
فارس بهدوءصح يا مريم يا بنتى صح جدا على الأقل يبقى حققتى حلمك وعملتى المطعم
إللى بتحلمى بيه ها قولت ايه
سهى بسرعة موافقه طبعا هى هتلاقى فرصة أحسن
من كده فين يلا يا ماما قولى ماشى بقى
أميرة عشان خاطركم أنتوا بس هوافق
مريم بتسقيفاهو هو ده الكلام أنا هروح اعمل نسكافية لينا إحنا الكل وهاجى أسمع حكايتك
نهضت مريم لصنع النسكافيه وبعد ذلك أحضرت اربع ماجات للجميع مسكت أميرة الكأس
وبدأت
فى سرد حكايتها
أميرة بتنهيده من عشرين سنة كنت متجوزه واحد إسمه مصطفى وخلفت من بنتى سهى أنا ومصطفي كنا بنحب بعض وكبر حبنا لما جت بنتى سهى للدنيا بس بالرغم الحب إللى بينى وبين مصطفى إلا أن كان فى ناس معارضة الجوازه دى وأولهم اخو مصطفى إللى شاف فى جوازنا فقدانه
السيطرة على أخوه ونصيب أخوه فى الورث وخاصة
أنه كان عايز يجوز أخوه لواحده فقيره منكثره من البلد يقدر يسيطر عليها بس حبى أنا ومصطفى
كان أقوى من أى حد أخوه كان بيحاول يخلق المشاكل بينا بس ما قدرش لحد ما صحيت فى يوم
على صوت خبط ورزع على الباب فتحت لقيت محامى جوزى هو إللى بيخبط لقيته جايب معاه
أوراق وجوزات سفر ليا أنا وسهى بنتى وقلى لازم
أنا وبنتى ولما قولتله
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 33 صفحات