روايه كامله ۏجع الهوى ل زينب مصطفى
التى وصفها لها الطبيب كانت خلاله تطعيه كطفلة صغيرة لا تجرؤ على الاعتراض رغم علمها بعدم حاجتها لها وحين ان وقت النوم وجدته يسحب احدى الوسادات ومعها غطاء متجها الى الاريكة استعداد للنوم فوقها لا يعير محاولاتها لاعتراض بالا يتعلل بحاجتها الى النوم والراحة دون ازعاج منه لتستسلم اخيرا وهى تنظر الى تحركاته بخيبة امل واحباط تعلم جيدا انه لم يغفر لها بعد ما قامت به رغم مرضها
استيقظت على صوته يناديها باعتراض حاد لكنها لم تبالى تفتح عينيها ببطء لتجد انها مازالت لا تدرى كيف ومتى تغيرت وضعية نومهم لكنها لا تهتم فيكفيها انها تشعر شعورا رائعا لا تريده ان ينتهى ابدا لذا
ليله انتى صاحية مش كده
هزت رأسها بالنفى تتوقف انفاسها وهو تشعر به ينهض عن الاريكة يتحرك بها تفرك انفها به لتتوقف خطواته هادر بقوة ينهرها
تحرك مرة اخرى ولكن بخطوات سريعة متوترة يخط بحسدها فوق الفراش ثم يتراجع الى الخلف محاولا الابتعاد ولكنها لم تسمح له بذلك تتشبث به حتى اصبحا وجها لوجه تحدق بعينه قائلة بلهفة
جلال رايح فين!خليك معايا علشان خاطرى
لم تتغير ملامح وجهه وهو مازال يحدق بها ترى بقايا غضبه منها مازالت تلتمع بعينيه لكنها شعرت بتملله قليلا قبل ان تلين ملامح وجهه كانه تذكر حالتها قائلا بصوت رقيق
بحزن واسف تهزه بالموافقة وقد انسدلت خصلات شعرها تخفى عنه ملامحها فشعر بالحيرة والتردد وهو يرى
طيب ايه رايك انزل انا وتبقى تحصلينى براحتك ونفطر سوا
رفعت وجهها تشع ملامحه بالفرحة والسعادة تهتف بلهفة
وانا اللى احضره لينا ايه رايك
كاد ان يهتف بالرفض ولكن توقف حين رأى نظرة الرجاء بعينيها ليهز راسه بالموافقة مبتسما لها ثم يتحرك باتجاه الحمام وفورسماعها صوت اغلاق بابه خلفه حتى ارتمت فوق الفراش تصرخ بانتصار لكنها اسرعت بوضع كفها فورا فوق فمها تكتمها حتى لا تصل الى مسامعه تشعر بانها على اولى خطوات النجاح ولن يوقفها شيئ عن هدفها ابدا
ركزى يا ليله انتى مش فاكرة حاجة ولا فاكرة مين الحية دى كده هتضيعى كل حاجة
اغتصبت ليله ابتسامة تمد يدها بالسلام قائلة بترحاب مزيفة
اهلا يا حبيبتى ازيك اعذورينى انى مش قادرة افتكرك
لااا ولا يهمك بكرة هتفتكرينى كويس
شعرت ليله بقدرتها على تحمل تلك الحية اوشكت على النفاذة لذا اسرعت تتحرك ناحية المطبخ قائلة
طيب عن اذنك هروح احضر الفطار
اتفضلى ياحبيبتى مش عاوزة اعطلك بس عاوزة اعرفك انى بحب الشاى سكر زيادة والبيض ياريت ميكنش مستوى اووى
توقفت ليله تسألها بملامح وجه مبهمة
نعم تقصدى ايه مش فاهمة
اميرة تتظاهر بالبراءة قائلة
مش انتى قلتى هتحضرى الفطار حبيت اعرفك انا بحب فطارى ازاى
ثم اشارت لها بيدها مودعة تتحرك مبتعدة عنها بخطوات بطيئة تترك خلفها ليله تضغط فوق اسنانها غيظا تهمس من بينهم
داهية تاخدك وتاخد تقل دمك
همت بالتحرك باتجاه المطبخ لكن فجأة التمعت عينيها بشدة بفكرة مچنونة فتغير اتجاهها تتحرك ناحية غرفة مكتب جلال وقد قررت تنفيذ فكرتها المچنونة تلك فى كل الاحوال
وقفت امام غرفة مكتبه تتنفس بعمق استعداد لما هى مقدمة عليه ثم دقت بابها بهدوء ليأتيها صوته العميق مجيبا أذنا لها بالدخول لتفتح الباب تدلف الى الداخل ببطء فيرفع جلال وجها خالى من التعبير ولكن حين رأى هى من دخل عليه حتى ارتفع عن مقعده بقلق وهو يرى ملامح الحزن على وجهها يسألها وهو يتقدم منها بلهفة
مالك يا ليلة زعلانة ليه فى حاجة حص
توقفه عن الحديث تهمس برقة لا تخلو من الحزن
متقلقش انا كويسة بس بس
ابتلع جلال لعابه بصعوبةقائلا بصوت مرتجف
بس ايه! اتكلمى قلقتينى
اصل دخلت اعمل لينا الفطار حسيت انى
دوخت ومقدرتش اكمل
زفر جلال بقوة وهو يغمض عينيه فلم تعلم اهى زفرة راحة او تأثرا بها لكن لم تدم حيرتها طويلا حين همس بنبرة اجشة كانه يتألم
خلاص مش مهم يا ليله خلى نجية تحضره
طيب ليه ممكن انا وانت نحضره ومتقلقش لسه محدش صحى فى البيت
هتف جلال بصوت عالى مستنكرا
انتى بتقولى ايه فطار ايه اللى عوزانى احضره
اسفة انا بس كنت عاوزة نعمل انا وانت حاجة سوا بس الظاهر
لم تكمل بل التفتت تنوى المغادرة وسريعا قبل ان ټخونها دموع الخيبة لكن اتت قبضته توقفها عن الحركة وهو يقول بانفاس ثقيلة ونبرة منخفضة
خلاص متزعليش وتعالى وامرى لله نحضر الفطار سوا
يلا بينا قبل ما اللى فى البيت يصحوا وساعتها لو حصل ايه مش داخل المطبخ ده ابدا
وقف مكانه يستند بظهره على قطعة المطبخ يراقب تحركها المحموم فى ارجاء المطبخ تصنع هذا وتضع ذاك يجد ان لا حاجة لها لوجوده فهو لم يتحرك من مكانه منذ لحظة دخولهم المطبخ لكنه لم يقاوم متعة مراقبتها وهى تتحرك هنا وهناك كفراشة صغيرة سعيدة يستمتع بثرثرتها كانها انغام موسيقى عذبة تمتع اذانه يسأل نفسه متى اختفى حنقه وغضبه منها واين ذهبت ثورته عليها ليلة امس لدرجة اوصلته لصفعها فيكره نفسه بسبب فعلته تلك اين ذهب قراره بابعادها عنه والى الابد هل اختفى كل شيئ لمجرد عودتها اليه كصفحة بيضاء لا تتذكر كل ماحدث بينهم من سوء ظن و اټهامات فرحا بعودة ليله السعيدة الخالية من الهموم اليه فيتجاهل كل ما سبق
ويعود هو الاخر جلال العاشق لها ولكل تفاصيلها لا يتستطيع حتى لو
التظاهر بالقسۏة والجمود معها هل حقا اصبحت حالته ميؤسا منها لتلك الدرجة
انتبه من افكاره على صوتها القلق يناديه فيرفع عينيه اليها بتساؤل لتسرع قائلة بلهفة
جلال روحت فين انا عمالة انادى عليك علشان الاكل جهز
ابتسم بضعف لها وهو يتحرك معها لطاولة الطعام يجلسها ويجلس بعدها يشرع بتناول الطعام ولكن توقف متفاجئا حين وجد قطعة من الطعام وهى تبتسم له برقة فلم يدرك سوى وفمه يفتح بطاعة لها يتناولها من بين اناملها لينار وجهها بالفرحة تسرع فى اعداد قطعة اخرى تناوله اياها ثم تتبعها باخرى حتى اوقف اناملها الممتدة بقطعة اخرى اماما فمه يهمس لها
كفاية كلنى انتى انتى مأكلتيش حاجة
لم تستسلم بل ظلت تمد اناملها له وهو تبتسم قائلة
متقلقش انا باكل
اطاعها هذه المرة ايضا لكنه اسرع يوقف حركتها حين وجد انها تستعد لاعداد قطعة اخرى له قائلا باعتراض
كفاية كده انا خلاص شبعت
انتى بقى اللى لازم تاكلى علشان تاخدى علاجك
ايه ده انتوا جهزتوا الفطار وفطرتوا كمان
تقترب من الطاولة وهى تتصنع الابتسام لكن كانت عينيها تطلق شرارت الحقد والغل ناحيتهم تهم بالجلوس لكن تأتى كلمات جلال كدلو مياه مثلجة سقط فوقها تسمرها مكانها قائلا ببرود شديد
الفطار ده ليا انا وليله عاوزة اعملى لنفسك فطار
توترت اميرة قائلة بارتبارك وحرج
مش مهم خلاص هستنى عمتى وحبيبة لما يصحوا
تحركت ناحية الباب مرة اخرى لكنها رمت بنظرة حانقة ناحية ليله لتفاجىء بليله تبادلها النظرة ولكن بابتسامة ساخرة كانها تذكرها بحديثهم السابق لتسرع فى المغادرة بخطوات سريعةتختفى خلف الباب تقف فى الخفاء تسترق السمع لهم كعادتها لتشتعل نيرانها اكثر واكثر تكاد تتفحم اعضائها غيظا وهى تسمع ليله وهى تنهض من مكانها قائلة بخفوت
هقوم اعمل الشاى
اسرعت يدى جلال توقفها يجلسها مرة اخرى ينهض هو قائلا بهدوء
لا خليكى انتى هعمله انا كفاية عليكى انك عملتى الفطار
فتحت فمها بذهول وهى تراه يتحرك بنشاط تنفيذا لكلامه فاخذت تراقب تحركاته بدهشة سرعان ما تحولت لنظرات عشق وهيام وابتسامة سعيدة بلهاء تزين ثغرها
يا بنتى ربنا يهديكى بقى ابعدى نفسك عن جلال ومراته انتى مالك ومالها
نطقت زاهية بتلك الكلمات برجاء وهى جالسة تراقب سلمى والتى وقفت تجوب ارض غرفتها ذهابا وايابا انارات التفكير العميق على وجهها تكمل بحنق
انتى مالك عاوزة افهم ان كانت بتمثل ولا لا هى حرة معه ابعدى انتى وبس عنهم
توقفت سلمى تلتفت لها قائلة
بحزم
ازاى يا ماما مالى ده كان خلاص همشيها ويطلقها وفجأة كده وقعت من طولها وقامت مش فاكرة حاجة دى اكيد بتمثل علشان ميطلقهاش
نهضت زاهية تقترب منها بسرعة تهتف بها بحزم هى الاخرى
ارجع واقولك واحنا مالنا انتى ناسية ان فتحتك على ابنك خالك اخر الاسبوع يعنى خلاص جلال مش ليكى ولا عمره هيبقى ليكى لازم تفهمى حتى ولو طلقها فهو برضه مش نصيبك ولا نسيتى الحرباية امه وبنت اخوها
شحب وجه سلمى بشدة عند تذكرها لزوجة عمها وحساباتها التى اخرجتها منها بطرفة
عين دون لحظة تردد واحدة لكنها تماسكت سريعا هامسة بامل
جلال استحالة هيفكر فيها بعد ما مرات عمى فرضتها عليه مش جلال اللى يعمل حاجة ڠصب عنه
تنهدت زاهية باحباط قائلة برجاء تحاول بث العقلانية فى حديثها
لكن سلمى وقفت كالصنم لا تعير حديثها ادنى اهتمام تصم اذانها عن اى حديث اخر سوى ما يخبرها به عقلها تبحث عن طريقة تستطيع بها اثبات صحة تفكيرها امام الجميع وخاصا امام جلال
الفصل الثالث والعشرون
كانت تقف داخل المطبخ تدندن احدى الالحان بصوت سعيد وهو تتمايل برشاقة مع انغامه وهو تعد قهوته بنفسها بعد ان طلب من نجية اعدادها له لكنها رفضت رافضا قاطعا ان يعدها احد اخر غيرها بينما وقفت نجية تتابعها بأبتسامة حانية وهى تلاحظ حالتها السعيدة قائلة بعد حين
اللى يشوفك دلوقت ميشفكيش من كام يوم يا ست ليله وانتى كنتى بتعملى القهوة لسى جلال برضه
التفتت اليها ليله مبتسمة بفرحة ثم تعاود الاهتمام بالقهوة دون ان تعلق على حديثها تدرك مقصدها تتذكر هذا اليوم وحالتها الغاضبة وقتها من افعال تلك الافعى المسماة باميرة ولكن يأتى صوت سلمى من ناحية الباب مقاطعا افكارها تهتف بسخرية
غريبة يا ليلة يعنى مسألتيش نجية تقصد ايه ولا بتتكلم عن ايه
يعنى مش انتى مش فاكرة حاجة برضه
زفرت ليله بحنق لكنها لم تعيرها اهتماما تكمل عملها بهدوء ليحتقن وجه سلمى غيظا وهى تشير الى نجية
بالخروج والتى هرولت سريعا ناحية الباب لكن اوقفتها سلمى تهمس لها بحنق جعل من وجهها شاحبا
عارفة لو روحتى تنادى لحد محدش هيحوشك من ايدى بعدها
اومأت نجية برأسها ثم هرولت مغادرة لتقف سلمى مستندة فوق اطار الباب تتابع حركة لليله للحظةثم تقدمت بخطوات بطيئة حتى اصبحت خلفها تماما