رواية عشق القاسم بقلم سوما العربي
طب. طب ليه.. ليه انا... ماكان سابنى فى حالى.... ماكان قدامه ستات كتير ليه يعمل فيا كده... ليه.... انا حبيته اووى يا مها.
كانت تتحدث پبكاء واحبال صوتها مچروحه ومبحوحه. صوت دموعها وشهقاتها قطعت نياط قلبه..
دخل الغرفه بلهفه قائلا وانا والله حبيتك اووى.
جودى بصړاخإيه اللي جابك هنا... مش عايزه اشوفك.
جودى بصړاخ اكبركداااااااب... امشى... مش عايزه اشوفك... امشى... خليه يمشى يا مها... خليه يمشى يا ريتا.
تقدمت ريتال منه قائلهلو سمحت اتفضل حضرتك دلوقتي.
قاسم بإصرار لأ لا.. لازم اكلمها لازم افهمها إنها حياتى كلها... مش هعرف اعيش من غيرها.
ريتال بهدوءأى كلام مش هينفع دلوقتي ولا هيفيد خصوصا بحالتها دى.
خرج مسرعا وصعد سيارته وقد ترك قلبه باعلى مع تلك الصغيره الحزينه.
دخل الى بهو الفيلا حيث يجلس والديه.
وقفت والدته قائله بتهكمايه يا قاسم مالك... ده حتى بكره عيد ميلاد النونه بتاعتك.
رفع عينه لها ونظر إليها فسقط قلبها بين قدميها وشهقت وهى تتقدم منه فزعا من هيئته قائله وهي تتفحصهقاسم... مالك يابنى في ايه.
نظر لهم باعين محمره ومكسوره.
مجدى بفزع من سكوته ونظرته تلكفى ايه يابنى.... ماتقلقنيش عليك.
والدته ايه اللي حصل.
قاسم بحزن هتروح منى.... عايزه تسيبنى... عايزه تسيبنى وتاخد روحى معاها.
مجدىهى مين دى... فى ايه.
إلى حصل.
قاسم جودى.... مش ده الى كنتى بتتمنيه... عايزه تسيبنى... عايزه تبعد عنى.. كسرتها بس والله ماليش ذنب.
تبادل والديه النظرات فطوال عمره لم يروه بهذه الحاله وهذا الإنكسار.
تركهم وصعد لغرفته يتحرك بلا روح جسد فقط.
بينما هم يقفون ينظرون لاثره بزهول. فتحدث والده قائلا معقول... انا اول مره اشوف قاسم كده.
مجدىلازم نعرف إيه اللي حصل ونتدخل ونساعده.... ده ابننا الوحيد... لازم نحل المشكله الى بينه وبين خطيبته... انا عمرى ماشفت ابنى سعيد وطاير من الفرحه غير الفتره اللي فاتت
من ساعة ما البنت دى دخلت حياته.
والدته فعلا يا مجدى... انا كنت معترضه عليها عشان حاجات كتير اووى... لكن لو هى الى ابنى سعادته معاها يبقى لازم ارجعهالوا حتى لو بالڠصب... ده ابنى الوحيد.
فى صباح اليوم التالى استيقظت مها بكسل وتذكرت جودى وحزنها وقامت لتذهب اليها كى تحاول تخفيف حزنها عنها.
خرجت من غرفتها ووقفت متسمره فى موضعها وهى ترى جودى تقف فى المطبخ مرتديه يونيفورم مدرستها بكل اناقه وقد أنهت إعداد النسكافيه وذهبت للسفره تحتسيه بجمود. ذهبت مها تجاهها بزهول فقد تفاجئت كليا بها توقعت ان تجدها حزينه متكوره على نفسها فى الفراش رافضه الذهاب للمدرسه او التعامل مع اى شئ وهيئتها وثيابها مزريه للغاية... ولكن ما كل هذا الجمال. حقا
لا تعلم. وقفت قائله باستغرابصباح الخير.
الټفت لها جودى بهدوءصباح النور.
مها يتفحصجودى... انتى كويسة.
جودى بهدوء وقوة اه الحمد لله.
مها بس انتى امبارح.... قاطعتها قائلهده امبارح... النهاردة حاجة تانيه........
استيقظ من نومه وهو يشعر بحزن العالم.. قلبه مثقل بالاوجاع. لا حياة بدونها... هى.. هى نبض حياته وهو قلبه.. صاحبة الألوان في حياته المعتمه. سيذهب لها ويتحدث معها سيخبرها بما حدث هذا اليوم... سيفعل اى شئ.. اى شئ ولكن لا تذهب وتتركه... يعلم هى الآن تبكى... مڼهارة.. يعلم يعلم.
وقف امام باب الشقه وهم بدق الجرس ولكن فوجئ بمها ترتدى ملابس للعمل وتهم بالخروج. نظر لها باستغراب قائلا مها... رايحه فين.
مها الشغل.
قاسم بحدة شغل ايه.. مايولع الشغل.. انتى هتسيبى جودى وهى بالحالة دى وتمشى.
مها بسخرية جودى... جودى فى المدرسه من اكتر من ساعه.
نظر لها بفم مفتوح من الصدمه.. أخذ اكثر من ثلاث دقائق حتى يستوعب أنها الان فى مدرستها... ماذا يحدث حقا.
هبط مسرعا ومها خلفه قاد سيارته ودعا مها كى يقلها للعمل معه.
بعد وقت ترجل من سيارته وذهب بخطى مسرعه صاعدا الى مكتبه.
دخل عليه عادل وهو متعجب من أمره.
عادلفى ايه يا قاسم... ايه اللي حصل.. من امبارح وانت بتأجل الكلام لبعدين ايه اللي حصل.
قص عليه قاسم بصوت مخټنق كل ماحدث وما شاهدته جودى كذلك الصور المبعوثه لها.
عادلوده كله مابربطش الخيوط ببعض ووصلت لأن دنيا هى اللى عامله كل ده.
قاسم وكأنه كان بحاجة للتنبيه يابنت الوحياة امى ما هيسبها... بس حظها انى عندى الأهم دلوقتي.
عادل بس
فى حاجة اهم.
قاسم بنفاذ صبر إيه اخلص.
عادل دنيا مش بالدماغ دى أبدا... دنيا صحيح بتشتغل من زمان ومش ساهله خالص بس مش بالدماغ دى.. فى حد مخطط معاها.
قاسم باعين مظلمة هو.. هو مافيش غيره.
عادل باستفهاممين.
قاسم بتنهيده حاررهمش وقته... كل دول مش وقتهم.. مش مهمين.. هدفعهم التمن بس لما ارجع جودى ليا ثم اكمل بحزنالنهاردة عيد ميلادها يا عادل... النهاردة هتكمل ال... انا مجهز كل حاجه... وكلمت المأذون... حالف من يوم ماشوفتها أنها فى اليوم ده هتتكتب على أسمى.
عادل بيأس وإحباط خلال يا قاسم... هنحاول معاها تانى.. بس انت اهدى.
نظر له بقوه قم هب من مقعده فجأة وقاللأ يا عادل... النهاردة هتكون على أسمى زى نا عاهدت نفسى.
لكن اوقفته منى وهى تقول قاسم بيه... نلغى ترتيبات عيد ميلاد انسه جودى خلاص.
نظر لها بتمعن بطريقه اربكتها قائلا وتلغيه ليه... هو فى حاجة جدت انتى عارفاها وانا لا.
منى بتلعثماا.. ل. لا. بس. اااا. قاطعها قائلا بغموض تمام تمام يا منى.. بس كل الترتيبات تبقى زى ماهيا.
ثم انصرف بخطى ثابته وعو يعد ويحسب عدد الأفراد المشتركة فى الايقاع بينه وبين طفلته.. حسنا حسنا.. حظكم ان لا وقت لى الان بعقابكم فالاهم الان هو امتلاك صغيرتى..
لحق به عادل واستطاع ركوب المصعد معه قائلا بغمزه عين إيه... مش عايز شاهد على العقد ولا ايه.
ضحك بقوه على صديقه الذى يفهمه من دون حديث.. ولما لا وهم رغم اختلاف شخصيتهم إلا أنهم عشرة عمر ويفهون بعض من النظره
امام شقة محمد والد جودى.
وقف يدق جرس الباب بقوه... فتحت لهم امرءه اربعينيه بملابس لا تناسب عمرها ومكياج صارخ. نظرت لهيئة الرجال التى تقف بارتعاد قائلهايه
فى ايه.. عايزين مين.
احد حراس قاسملو سمحتى يا مدام عايزين زوج حضرتك.
نطرت لهم پخوف قائلة ليه.
قاسملو سمحتى يا مدام بسرعه بدل ما نجيبه بالقوة. لم تستطع التحرك من شدة الړعب من هيئته وهيئة رجاله وحراسه ضخام الچثة دو البدل السوداء.
فاقتحموا هم المنزل وقام أحدهم بجلب محمد من على سريره بالقوه.
قاسمتؤتؤ تؤ.. ليه كده بس يا شباب... مش قولت بلاش عڼف.
اول ما نظر اليه محمد وتعرف عليه فورا قائلا بحفاوهأهلا اهلا قاسم بيه.. مش كنت تقولى وانا كنت اجى لحد مكتبك والله.
قاسم بسخرية يا راجل... مانت
عارف من كام شهر انى خطبت بنتك الوحيدة واعلنت انى هتجوزها.. ولا شوفتك سألت عنى ولا عنها.... اقعد اقعد... اتفضل يا مولانا.
نظر محمد للحضور فراى رجل ببذله عملية ودفتر زواج تقدم للجلوس وسطهم.
محمد بزهول هو إيه اللي ييحصل.
قاسم بجفاءايه هتجوز بنتك.. بس للاسف مافيش قدامى ولى غيرك احط ايدى فى أيدو بس مش مهم خليها عليا عشان اوصل لجودى اعمل أى حاجة.
محمد بترحاب مقذذده يوم المنى يا قاسم بيه... ده أنا اجيبهالك لحد البيت.
قاطعه بحدة اوعى تقرب ناحيتها انت فاهم... نظر للماذون قائلا ابدأ اجرائاتك يامولانا عشان مستعجل.
محمد بابتسامة طمع بس مش الاول فى مهى وشبكه وكدا.
نظروا له بازدراء فاردف قاسم مالكش دعوة انت بكل ده... المهر هتاخدوا فى ايدها وشبكتها كمان ده غير الفيلا الى هتتكتب باسمها والعربيه و هقدم لها فى جامعه خاصه تكمل فيها تعلميها..نظر له بجفاؤ
ثم اكمل وهو يخرج دفتر الشيكات من جيبه قائلا المبلغ ده ليك عشان تكتب الكتاب.
حرر الشيك بعد الامضاء واعطاه لمحمد الذى تهلل وجهه وهو يطلع على الرقم المكتوب ووضع يده فى يد قاسم على الفور واخذ يردد خلف المأذون.
زفر براحه كبيره وهو يقولوانا قبلت زواجها. ثم كلمة المأذون الشهيرة بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكم فى خير ابتسم بارتياح وهو يرى نصف مهمته قد تم. ولكن يتبقى الجزء الاهم والأصعب هو توقيعها على عقد الزواج.
فى المدرسه الكندية تجلس تلك الصغيره تحاول اقصاؤ همومها جانبا وان تقوم بالتركيز أكثر مع شرح المعلم محاوله تنفيذ ما عاهدت نفسها عليه صباحا حين استيقظت من نزمها على دموع الامس وهى تحاول ان تقنع نفسها أنها فى فترة مراهقة.. كل ما شعرت به ناحيته وكل هذا التعلق ماهو الا تذبذبات مراهقه حكم عليها به سنها وستزول بالتأكيد... بالتأكيد على مر الأعوام ستتذكر هذه المشاهد وهذا القاسم وتضحك على سذاجة مشاعر مراهقتها هذه.. ربما فى هذا الوقت ستكون قد تزوجت بآخر وانجبت منه أيضا.. وربما... مهلا مهلا... لا جودى انتى تعشقيه وليست مراهقه... لا بلى هى مراهقه... لا.. كفا. كفا.
كفكفت دموعها ونهضت وهى تستعد كى تذهب لمدرستها والاهتمام بمستقبلها كى تريه هذا القاسم انها لم تعد تلك
البريئه الخجوله الهشه ذات الطباع الهادئة التى لا تجيب سوى ب حاضر قاسم.. نعم حبببى.. الى تشوفه.. مش مهم يامن المهم حبيبى ما يزعلش.. تولع الدنيا المهم انت.
خرجت من شرودها على صوت أحد الإحصائيات قد استأذنت للدخول ومعها بعض الاوراق قائلهجود مروننج يا ولاد.. زى مانتو شايفين ده ورق الاستمارات بتاعت الامتحان... وااا... انتو... عارفين.. ااا. اااحنا محتاجين امضتكوا عليها بما ان معظمكوا طلع بطايق شخصيه.
نظر الطلاب لبعض بجهل فهذه الاوراق تمضى فى السنه النهائيه وهم مازالوا فى الصف الثاني.. ولكن ليكن.
نظرت الاخصائيه لهم قائله بتلعثمااا.. الورق بس محتاج امضيتكوا.. يلا ياولاد..
وضعوا أمامها مجموعه من الاوراق كى تقوم بالتوقيغ عليها مثلها مثل جميع الطلاب. أخذت توقع عليها ولكن توقفت وهى ترى من بين الاوراق. ورق مختلف عن باقى الطلاب.. تفحصته بسرعه وبملاحظه شديده. ثم هبت مندفعه وهى تذهب لغرفة المديره و الاخصائيه تركض خلفها تحاول تبرير الموقف الذى وضعوا به بالاجبار.
توقفت بغرفة المديره قائله بقوه وعڼفممكن افهم ايه ده.... ها... عقد جواز.. بتغفلونى... ده اسمه إيه ده.. ها.. حد يرد عليا.
المديره بتبرير افهمى ياجودى... احنا مش اد قاسم مهران... ده قادر يقفل المدرسة دى الصبح.
هزت راسها بيأس ثم خرجت مسرعه.
فى سيارة قاسم التى تقف ويصطف خلفها سيارات الحرس كان يستمع فى الهاتف لحديث مديرة المدرسة ويبتسم.. رغم فشل مخططه ولجوءه الى مخطط آخر لكنه مستمتع فعلا.