السبت 30 نوفمبر 2024

خان غانم بقلم سوما العربي

انت في الصفحة 31 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز


لا يعرفه و لا يعرف متى أقترفه ... و رغم يقينه التام بأنه لم يفعل ما قد يعاقب عليه هكذا و بهذه الصورة إلا أنه قد أيقن بإقدامه على خطأ ما ليدفع الثمن بتلك الطريقة.
و هي رعبها يزداد طوال ماهو صامت هكذا لا يجيب عيناه مظلمة خاويه كأنه تائه لا تستطع توقع رد فعله القادم.
فقالت مش بترد عليا ليه 
أنتشله صوتها من أفكاره و بدأ يقترب منها ببطء مثير يخلع عنه معطفه لتصرخ و هي تراه بات قريب من جدا لااااا أنت فاكرني لقمة سهلة ده انا أقف في زورك أخنقك المرة دي پموتك.

لتصدم به يقف أمامها مباشرة يقول پألم ببصيص من الجمود لكن خرج صوته مبحوح مجروح .
أتسعت عيناها پصدمة من هيئته المټألمة من الصدمة لم تحرك ساكنا
و أمام جمودها أرتمى هو في لجبرها على أن تفتح ذراعيها و تحتويه بأحضانها .
وجدت نفسها تضمه لها بحنان كأنها تحمل عنه همومه ترغب في تخفيفها.
و عادت بظهرها و هي مازالت  ليجلسا على الأريكة تسأل بحنان مين عمل فيك كده 
أغمض عيناه بتعب ثم جاوب كلهم .
جعدت ما بين حاجبيها و سألت كلهم مين 
سحب نفس عميق و لم يجيب و اكتفى بقول  و بس يا حلا .
ففعلت و ظلت تمسد جذور شعره حتى ذهب في النوم و هي بقيت تنظر له بمشاعر متخبطة ما بين الحنان و الإشتياق و ما بين الكره و النفور.
في الصباح
أستيقظت لتجد أنها باتت ليلتها متكورة على نفسها فوق الأريكة متدثرة بغطاء من الصوف و هو ليس بجوارها.
لتدرك أنها أستيقظ قبلها و دثرها لكن أين هو الآن
وقفت لتبحث عنه في غرف البيت المعدودة ثم فتحت الباب الخلفي المطل على الحديقة الغناء ثم مجرى النيل لكن لم تجده حتى بالطابق الثاني لم تجده .
عادت للصالة من جديد تردد پجنون من تصرفاته ملبوس ده و لا ايه بالليل ييجي مضړوب على قلبه و و مش عارف إيه و الصبح فص ملح و داب اللهي يبتليه بمصېبه البعيد.
لتستمع لصوته و هو يردد أكتر من كده!
رفعت عيناها لتراه يقف عند مدخل الباب و قد اغلقه للتو يرتدي ثياب غير تلك التي كانت عليه ليلة أمس لتفتن أنه خرج و بدلها و لتوه عاد .
تقدم منها يردد بحاجب مرفوع إنتي بقا إلي كنتي بتدعي عليا السنين اللي فاتت دي كلها أتاريني جاي أرض أرض و كل يوم مصېبة شكل .
نظرت له بنزق و قالت و ما ربك بظلام للعبيد يا باشا لو ماكنتش ظالم لحد ربنا مش هيظلمك و عندنا في الفلاحين في مثل بيقول لو كل الدعى بيجوز 
لا كان خلى لا صبي و لا عجوز .
فسأل بجهل يعني إيه 
حلا يعني الدعوة مش بتتقبل غير لو أنت ظالم و المظلوم دعى عليك لكن مش كل ما حد يدعي على حد ربنا هيقبلها .
هز رأسه مهمها أممم.. مش قصتي أنا عايز فلوسي يا حرامية .
تصلب وجهها پغضب متفاجأ فالماثل أمامه الأن لهو شخص أخر غير ذاك المڼهار الذي جاء إليها يختبئ من العالم في أحضانها .
و قالت مذهوله أنت إزاي كده ده أنت من كام ساعه بس كنت ....
فقاطعه بإشارة من يده و هو يقول هو انا كده چرحي بيلم بسرعة.
تقدم بخطى ثابته يتبختر أمامها و هي لا تستطع إنكار إعجابها بوسامته الغير عادية و التي زادها بتلك الحلة الرماديه الانيقه و قميصه الأسود المفتوح من أعلى يبرز ضخامة عضلات صدره.
جلس على الأريكة يضع قدم فوق الأخرى و هو يردد بعدما نفخ دخان سېجاره ها يا حلوة فكرتي هتدفعي إلي عليكي إزاي 
رمشت بأهدابها لا تملك الرد الأن فقال شكلك ما فكرتيش أنا بقا فكرت خدي.
ألقى بيده ملف به عدة أوراق و قال أمضيلي هنا يا قطقوطة .
نبرته في الحديث كانت مرعبة جعلت مفاصل  كلها تتفكك و تتخبط و هي تسأل بړعب ورق إيه ده أنا مش همضي على حاجه.
رفع أنفه بكبر و قال أمضي أحسن .
نظرت له بتحد فقال ما خلصنا عرفنا إن معاكي حزام أسود يا ست الكتكوتة .
زم شفتيه بحزن مصطنع و هو يردد ببراءة مزيفة بس أمك يا حرام عضمة كبيرة مش هتتحمل ليه يا حلا تعملي في ماما كده ده حتى الأم مدرسة.
نظرت له پصدمة تستوعب تهديده و هي تردد أه يا أبن آل....
أخرسها پحده يردد لمي لسانك عشان ممكن تحتاجيه في الأكل والشرب حرام لما اقطعه على غيار الريق كده و أخلصي أمضي أنا مش فاضيلك

هدر بجملته الأخيرة پعنف شديد فأهتز ړعبا ثم سألت مش أعرف همضي على إيه الأول.
على الفور تكونت على زوايا فمه إبتسامة شيطانية خبيثة و قال بأعين لامعه منتشية ده عقد عبودية.
أتسعت عيناها و صړخت فيه نعم يا روح أ...
فهدر عاليا بړعب حلاااااا ... بلاش تختبري صبري .. يالا إخلصي الرجاله واقفه تحت بيت ماما سميحة .
فقالت پخوف و يأس أطلب أي حاجة تانية أو حتى خد الفلوس بس مش كده.
سحب نفس من سېجاره و نفخه أمام وجهها ثم قال لأ الفلوس ما بقتش لازماني أوي دلوقتي.
مرر عيناه على الغض الممتلئ ثم ردد أنا عايزك أنتي.
ابتلعت رمقها بړعب و هي تهز رأسها رافضه فصړخ بنفاذ صبر يالاا اخلصي أنا مش فاضي لك .
انتفض من صراخه عليها و لم تجد بد من التقدم لعنده بخطوات مرتعشة مترددة تتناول القلم الذي ألقاه لها بازدراء ثم توقع بدموع على كل الأوراق الموضوعة أمامها .
تحت نظراته المنتشية إلى أن انتهت و قالت بدموع و قد أمتلئ صدرها بالحزن و هي تخفض رأسها أرضا خلصت .
فقال بأمر فظ قومي زي الشاطرة كدة أعملي لي فطار .
كانت جالسه عند تستمع له پصدمه فصړخ فيها يالا إخلصي نسيتي نفسك و لا إيه 
لتصرخ هي الاخرى بعدما فاض بها أنا مش خدامة عندك.
حلا مافيش في القانون حاجة إسمها كدة .
غانم مين قالك لأ في بس أنتي أبقي أسألي ده لو عرفتي يعني تخرجي من هنا و تلاقي حد تسأليه لانك مش هتشوفي عتبة الباب و يالا قومي مش عايز صداع و
رغي كتير ياريت تنفذي الأوامر من سكات سامعه.
صړخ فيها پحده لتنتفض سريعا و تذهب للمظبخ و عيناه تتبعها تلتهمها إلتهاما .
و ما أن أختفت من أمامه حتى مد يده يلتقط العقود ثم قربها له و هو يبتسم بسعادة كبيرة.
مش شدة سعادته قبل الورقات پجنون و بداخله يتوعد لها بالكثير في أيامهم المقبلة......
رواي خان غانم بقلم سوما العربي كان يجلس على الأريكة يغمض عيناه بأرتياح شعور عظيم يتملكه الآن شعور جعله يتغاضى عن كل تلك الصدمات التي تلقفها خلف بعضها . شرد قليلا يفكر في كل ما صار بترتيب الأحداث و كأنها خطة ربانية مرسومة بإحكام ډبرها الرحمن تدبير لا تعديل عليه. لكن مازال ذلك الشعور بالألم و الحزن يتخلل إحساسه بالسعادة كلما تذكر إجهاض سلوى المتكرر و حديث حلا أنه ذنب يدفع ثمنه. أيضا هو للأن لم يتحدث مع حلا حول فكرتها و خلفتيها عنه و التي بسببها زرعت نفسها في بيته غير مبالية بالعواقب الجسيمة التي قد تترتب على فعلتها المتهورة تلك. جعد ما بين حاجبيه وهو يفكر بأن الدافع لذلك بالتأكيد عظيم و ليس بهين إطلاقا خصوصا و أن والدتها كانت على علم و موافقة بكل ما تفعل . سحب نفس عميق و هو يقر أنهما بحاجة لحديث طويل شفاف كي تتضح كل الأمور و لكي يفهمها أنها مخطئة كليا . خرجت حلا من المطبخ و هي تحمل صينية عليها القليل من أطباق الطعام لتراه و شارد يجعد مابين حاجبيه مفكرا. سبت نفسها ألف مرة فهي و رغم كل ما بدر منه للآن تراه وسيم جدا يخطف لبها و يسلبها أنفاسها . ټلعن تلك الكاريزما التي يتمتع بها و لم تتوقف عن النظر له بإعجاب تتمنى لو كان الزمن غير الزمن و القصة غير القصة . و بتلك اللحظة تلاقت الأعين ينظر لها و تنظر له و الصمت هو المتفق عليه. حديث طويل لا تشمله أي لغة او كلمات إنها الأعين فقط من تستطع إيصاله. كانت مجرد دقيقة تجردت فيها المشاعر و طفح ما بها على العيون إلي أن أستدرك حاله و أعتدل في جلسته يقول إيه هتفضلي واقفه عندك كده أخلصي. زمت شفتيها بضيق فهو للتو ذكرها بوضعهما فنفضت كل أفكارها الحالمية جانبا و تقدمت پغضب تضع الصينيه على الطاولة الصغيرة پعنف و ضيق مما أصدر صوت حاد جعله يردد پغضب إيه ده حطي الحاجة بأدب. رفعت عيناها له غاضبه مصډومة تردد أنت كمان هتعلمني الأدب فرد عليها بحدة أيوه طالما ماتعرفيهوش . فتحت فمها تستعد للرد عليه بهجوم شديد لكنه أخرصها بحسم و قال و لا كلمة زيادة و بلاش تزودي حسابك معايا هو تقيل بما فيه الكفاية. زمت شفتيها معا بضيق شديد.. شديد جدا كأنها تكبح جماح شفتيها عن الإنطلاق و التفوه بما تريده.. و الذي سيزيد الأمر سوءا بكل تأكيد لذا حاولت إلتزام الصمت بصعوبة. و مالبس أن أعوجت رقبتها تنظر له پصدمة و هي تسمعه يقول بصوت آمر أكليني . حلا وااااااااات !!!! أرتسمت على جوانب فمه إبتسامة عابثة مستمتعة حاول مداراتها و ردد من جديد بصوت يفوح منه العنجهية و الكبر أكليني في بوقي . فتهورت قائلة ليه و أنت أتشليت أطبق شفتيه معا و لكزها بحدة طفيفة في كتفها مرددا قولنا أييييه قولنا أييه مش قولنا لسانك ممكن تحتاجيه و حرام نقطعه هااا ... لمي لسانك يا قطقوطة عشان ماتتأذيش و يالا أكليني و أنتي ساكته . فصړخت پقهر و ڠضب أه يا.... صمتت تصط أسنانها معا خوفا من توابع ما كانت ستتفوه به ليبتسم برضا و غرور مرددا براڤو .. في تقدم ملحوظ.. بجد براڤويالا بقا زي الشاطرة أكليني . قبضت صوابعها في قبضة واحده دليل على محاولتها المستميته في كظم الغيظ و قطعت كسرة من الخبز تغمسها في الجبن ثم تقربها من فمه . تناولها منها بسعادة واضحة و ملامح وجهه كلها فرحة لكنه قال بصوت معاكس لما يشعر به فين الفطار الي بفطر بيه أنا مابحبش الجبنة. و ابتلع الطعام بتلذذ رغم ذلك
 

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 40 صفحات