جواز إضطراري ل هدير محمود
أنها طبيبة جراحة حقا .....
استعدت مريم للعملية وارتدت الزي المخصص لها وتعقمت ودخلت العمليات وما إن قام دكتور التخدير ب حقن أدهم بالمخدر حتى غفا بعدما نظر لها نظرة طويلة ثم أغمض عينيه بعد تلك النظرة زفرت مريم من أعماقها زفرة حارة وبدأت في
تشغيل عقلها بدلا من قلبها وتخيلت أن الراقد أمامها الآن شخص آخر غير حبيبها حتى تستطيع إجراء تلك الجراحة وبالفعل بعد حوالي أكثرمن ساعة أستطاعت أستخراج الطلقة وكانت تبتعد عن قلبه ب سنتيميترات قليلة ف لولا تنبيه ليلة لهم لأصابت الطلقة قلبه وماټ من يتعلق قلبها به لكن دوما قضاء الله به رحمة ولطف ف بالرغم من
لم تستطع أن تجيبه إلا بابتسامة مټألمة ثم نكست رأسها في خزي فهي تحمل نفسها ذنب ما حدث له ف لولا خروجها في هذا التوقيت ما تعرض لكل هذا ثم خرجت من الغرفة باكية لم يستطع أن يثنيها عن خروجها فهو يعلم مدى الضغط الذي تعرضت له الليلة وما إن خرجت من الغرفة حتى توجهت مسرعة إلى الحمام لتبكي بشدة وتشهق حتى أفرغت ما في جعبتها من دموع ف هدأت واستكانت...
حازم حمد لله عل سلامتك يا معلم عمر الشقي بقي
أدهم تسلم البركة فيك يا صاحبي
حازم لأ يا عم البركة في مراتك بعد ربنا ربنا يباركلك فيها باين عليها بتحبك أووي بس الصراحة أنتا محظوظ بيها والله حاجة كده بسكوتة ف نفسها و....
قاطعه أدهم في حدة قائلا متلم نفسك يا حازم ديه مراتي
ادهم شكل ليل
حازم الدكتورة زميلتكم اللي كانت مع مراتك
أدهم ليلة لأ عادي يكش تولع فيها هي أصلا السبب ف كل البلاوي ديه بت شمال أصلا لو توجب معايا وتظبطهالي هي كمان يبقا كده عملت الصح مع صاحبك البت ديه تقولش شيطان يا جدع
مريم مين ديه اللي شيطان يا أدهم
أدهم متركزيش يا مريم كبري دماغك متنساش بقا يا صاحبي اللي اتفقنا عليه
حازم متقلقش كله هيبقا تحت السيطرة وهظبطهالك ثم نظر لمريم
قائلا هنحتاجك بكره يا مدام الساعه 10 الصبح عشان ناخد أقوالك
حازم طيب هستأذن أنا بقا وهجيلك الصبح إن شاء الله يا أدهوم عشان اطمن عليك ثم توجه بحديثه ل مريم قائلا لو حضرتك تحبي أوصلك للفندق وبعدين اروح القسم مفيش مشاكل
هنا رد أدهم قبل أن تجيب هي قائلا لأ يا حازم مريم هتبات معايا أمشي أنتا عشان تلحق تروح للواد ده
أدهم بعد طول تفكير وجد أنه الحل الوحيد طيب ماشي يا حازم بس تاخد بالك منها
حازم متخافش ديه مرات أخويا يا جدع.. يلا تصبح على خير ..سلام
أدهم وأنتا من أهله .. سلام
بعد خروج حازم من الغرفة نظرت مريم إلي أدهم متسائلة
مريم أنتا كنت بتتكلم عن مين يا أدهم
أدهم أمتا
مريم دلوقتي لما دخلت عليك
أدهم بخبث مش فاكر
مريم وهي غير مصدقة بجد والله !
أدهم محاولا التنصل منها لأنه يعلم أنها حتما ستدافع عنها وتبرر لها كما تفعل دوما مع كل الناس مريم أنا
تعبان دلوقتي وعايز أنام مش قادر أتكلم
تنهدت مريم قائلة ماشي تصبح على خير أنا هفضل جنبك لو احتاجت حاجة هتلاقيني
أدهم شكرا
مريم العفو
نام أدهم وظلت مريم جالسة بجواره ..
أما ليلة ف أخذها حازم معه للقسم لأخذ أقوالها
وهناك كان زميله عمرو هو الضابط النبطشي لكن حازم طلب منه أن يأخذ أقوالها هو بالرغم أنه لا يعمل في هذا القسم ولا حتى في نفس المحافظة هو فقط في عطلة ومكان عمله في القاهرة لكنه أراد ذلك ...
لا يعلم لماذا تضايقه تلك الفتاة هل لأنها شتمته أم لأنها ضړبته وأصابته في جبهته بينما كانت تفر من الحرس أم لا هذا ولا ذاك وأنها تستفز رجولته بقوة شخصيتها ف هو دوما يكره النساء الضعيفات يعشق القويات منهن فقط وليلة من النوع الذي لم يره في حياته من قبل بالرغم من قوتها ولسانها الطويل بداخلها أنثى رقيقة شعر بهذا حينما لمح خۏفها وهي تجري من ذاك الحارس الخاص ل جاسر لتحتمي به وتختبأ خلف ظهره وقتها شعر بأحساس لم يشعر به من قبل عند تلك النقطة توقف حازم عن التفكير في تلك الواقفة أمامه بهذه الطريقة خاصة حينما تذكر كلمات أدهم عنها وتذكر جملته عندما قال بت شمال نفض عن رأسه كل تلك الأفكار وسألها بحدة
أيه اللي وداكي هناك ف الوقت ده كنتي بتعملي أيه ولا
كنتي مواعدة الواد ده هناك
ليلة پغضب مواعدة مين يا بتاع أنتا وبعدين أنتا بتوجهلي كلام ليه أنتا مالك أصلا أنت مش الضابط المسئول وبعدين أنا مش متهمة أنا مجني عليها
نظر حازم ل عمرو وعينيه يتطاير منها الشرر معلش يا عمرو باشا أستأذنك بس تسيبنا لوحدنا وأنا هاخد أقوالها بنفسي
عمرو براحتك المكتب مكتبك يا باشا
حازم شكرا يا عموور
خرج عمرو وتركها مع حازم الذي قام من مقعده
حسبي الله ونعم الوكيل ياريتني ما استنجدت بيك كنت فكراك راجل بس اللي أنتا عملته وقولته أصعب من لو كنت سبتني للحيوان التاني يخطفني صدقني لو كنت سبتني ليه كان أرحم
صړخ حازم في العسكري الواقف أمامه يلا خدها من قدامي حالا
أخذها العسكري وهو يشدها پعنف وقد لمح حازم الدمعة التي كانت ټقاومها تغالبها وتسقط رغما عنها اختفت ليلة مع ذاك العسكري وخرج هو مسرعا نحو سيارته ليقودها پجنون لا يعلم إلى أين هو ذاهب فقط يريد الابتعاد عنها لكن وجهها الدامي ودمعتها الحزينة لا تفارق مخيلته ألبته فجأه وجد نفسه يعود للمستشفى حيث أدهم ليسأله هل ليلة حقا فتاة سيئة لما قال عنها ذلك هل صدر منها شيء أكد له ذلك أم أنها مجرد شكوك من صديقه لمجرد مظهرها الحر وما إن وصل المستشفى حتى وجد مريم تقف
خارج غرفة أدهم ويبدو أنها كانت تحضر شيئا لتشربه وما إن رأته حتى سألته بقلق
خير حضرتك في حاجة حصلت
حازم لأ يا دكتورة مفيش حاجة أدهم صاحي
مريم لأ نام بردوتأثير البنج والعملية والمجهود اللي بذله كان كتير عليه ف مجرد ما غمض عينه نام علطول بعد ما أنتا خرجت من عنده
حازم أممم تمام
مريم هي ليلة رجعت الفندق صح
حازم لأ
مريم أمال راحت فين
صمت حازم ولم يجيب ف تسائلت مرة آخرى بلهفة
مريم أمال راحت فين يا حضرت الرائد أوعى تكون عملت معاها حاجة أو أذيتها
لم يجيب حازم تلك المرة أيضا ..فسألته مريم
هو أدهم كان بيتكلم عنها لما دخلت عليكوا صح بالله عليك طمني عليها أدهم ميعرفش حاجه هوه ظالمها بجد
حازم في دهشة ظالمها أزاي يعنيوميعرفش أيه
مريم هو حكم عليها من مظهرها لبسها ومكياجها الأوفر بس كل ده ڠصب عنها هي كانت عايشة بره ف كان اللبس ده عادي أحنا مش ربنا عشان نحكم على الناس ونقول ده كويس وده وحش ربنا وحده هو اللي مطلع على القلوب صدقني ليلة طيبة أووي
حازم هو أنتي تعرفيها من زمان
مريم لأ أعرفها من النهارده بس
ضحك حازم بسخرية قائلا وهو من يوم واحد يخليكي تدافعي عنها كده الظاهر أنك أنتي اللي طيبة أوي يا دكتورة
مريم قصدك ساذجة يعني بس صدقني أنا مش كده أنا ست وأعرف أقرا الست اللي زيي كويس
حازم طب تقدري تقوليلي أيه اللي كان منزلها في توقيت زي ده مش يمكن تكون متفقة مع جاسر عليكي مثلا
مريم بدهشة لتفكيره متفقة معاه أزاي! إذا كنت أنا اللي روحت الأول مش هية
حازم بعدم فهم مش فاهم ممكن تحكيلي اللي حصل
مريم أنا كنت متضايقة أوي ومخڼوقة وكنت محتاجة أشم هوا البحر وليلة كانت معايا في الأوضة يعني عشان مكنش في أوض وهي البنت الوحيدة غيري اللي موجودة معانا من المستشفى ف قعدنا ف أوضة واحدة أنا وهي ولما لاقتني خارجة قولتلها إني هروح البحر شوية صغيرين وهرجع ولما أتاخرت قلقت عليا ولبست ونزلت تدور عليا ومكنتش تعرف حتى أنا قاعده فين يبقا أزاي بقا كانت متفقة معاه! تقدر تقولي واحدة تشغل بالها تلف وتدور على واحد لسه تعرفها النهارده بس وتستحمل سخافة كلام أدهم وكمان لما تهرب من جاسر تجيبك وترجع عشان تنقذني وتنقذه وهي عارفة أنه مبيطقهاش وانقذته مرتين مش مرة واحدة بس المرة التانية لما نبهته وندهت عليه ولولا تنبيها ده كانت الړصاصة ممكن تيجي ف قلبه وبعد الشړ تموته و بالرغم من كل ده لسه أدهم شايفها شيطان بس صدقني هي ابعد ما يكون عن الوصف ده تفتكر واحدة عملت كل ده ممكن نقول عنها كلمة زي ديه ممكن أصلا نقول أنها مش كويسة لأ كويسة وكويسة أوي كمان ويمكن أحسن مني ومن أدهم هو أصلا شايف كل الستات شياطين هو بيكرههم وعشان كده قال عنها الكلام ده عارف هي بس ناقصها أن الناس تسيبها ف حالها وربنا هيهديها وهتعدل لبسها وتلبس الحجاب بس هيكون ساعتها عن اقتناع مش لمجرد أنها ترضيهم وهما كده كده بيتكلموا صدقني هي ممكن تكون أحسن من ناس كتير مظهرهم يقول شيوخ لكن حقيقتهم لو عرفتها تخجل منها عمر ما كان المظهر دليل على أي حاجة ومش معنى ده أنها صح بس اللي بيحاسب واللي أدرى بالنفوس هو ربنا مش أحنا ..ليلة كويسة أوووي يا حضرت الرائد ليلة متستحقش غير الاحترام والحب والمساعدة ....
ظلت كلمة كويسة يتردد صداها في أذنيه أكثر من مرة وهو يتذكربشاعة ما فعله بها وما قاله لها والأدهى ما تركها فيه وجد نفسه يعتذر من مريم وجرى مسرعا بسيارته عائدا مرة آخرى للقسم محاولا أن ينقذها من براثن هؤلاء النسوة ترى ماذا فعلن بها في تلك الدقائق الماضية ترى هل آذاتها أحداهن حتما فعلن ..لم يكن يوما بمثل تلك القسۏة ..لم يكن ممن يضربون المتهمين حتى يحصل على اعترافهم إذا لما فعل كل هذا بها وهو بينه وبين نفسه يعلم أنها مجني عليها أنها لم تفعل
شيء تعاقب عليه !
حاول أن يبرر لنفسه ما فعله بأنها هي من استفزته هي من بدأت