الخميس 12 ديسمبر 2024

تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 36 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز


لايمكن يمر بسهولة أبدا. كله إلا ولادى. أنا صبرت عليها كتير لكن توصل لخړاب البيوت
تابع حسين حديثه معاتبا من أمتى يا عفاف وانت بترديلى كلمة.
قالت عفاف بلوم يا حاج انا سمعت كلامك كتير واتعاملت بالحسنى مع فاطمة. ياما كنت بتقولى معلش غيرانه خديها على قد عقلها لكن الغيرة توصل لكده ومع ولادك وتقولى مفتحش القديم.

نظر لها بحدة قائلا واستفدنا ايه بقى كل اللى اتقال مش هايصلح حاجة وادينى اتصلت بإيهاب ومريم قالتلى مش عاوز يتكلم ونايم من ساعة ما رجعوا البيت. وايمان كمان شيطانها هيألها ان عبد الرحمن كان مصدق الكلام ده. وأنا كمان قلت نأجل زيارتهم لبكرة. أهو يكون عبد الرحمن رجع وتكون النفوس هديت شوية.
ثم الټفت وكأنه تذكر شيئا وقال أومال يعنى مشوفتش يوسف من ساعة ما رجعت.
أنتبهت هي الأخرى وقالت والله ما اعرف راح فين
فجأة كده اختفى
قالت وقد بدا عليها القلق طب والفرح والناس اللى عزمناهم. دى شقة مريم خلاص خلصت وهدومها اترصت فيها هي ويوسف
قال في حسم كل كوم والفرح ده كوم تانى. الفرح هيتعمل في معاده مش هيتأجل يوم واحد
طرقت إيمان باب غرفة إيهاب وهي تقول إيهاب يالا علشان تتغدى
أتاها صوته الحزين ماليش نفس يا ايمان اتغدوا انتوا.
فتحت الباب ودخلت إليه فوجدته يجلس على طرف الفراش واضعا رأسه بين يديه عندما شعر بها قال دون أن يرفع رأسه
لو سمحتى يا ايمان سيبينى لوحدى دلوقتى.
جلست بجواره وربتت على كتفه وهي تنتزع ابتسامتها انتزاعا وقالت يا ايهاب انت قاعد لوحدك من امبارح. لازم تخرج من الحالة دى دلوقتى لازم نتكلم. يوسف عاوز يتكلم معاك كلمتين
رفع رأسه تجاه الباب فوجد يوسف يقف مستندا إلى حافته وقال ممكن أدخل يا باشمهندس.
قال دون أن ينهض أتفضل يا يوسف
قال يوسف متفهما أنا حاسس بيك. بس الحكاية متتاخدش قفش كده. بطل الحمقة بتاعتك دى. ده انت مدتهاش فرصة تنطق.
قالت إيمان على الفور والله فرحة بتحبك أوى يا إيهاب
قال دون أن يتلفت اليها صدمتنى يا إيمان. آخر واحدة كان ممكن اتخيل انها تعمل كده. كنت فاكرها حافظانى وفاهمانى وأى حد هيجيب سيرتى في غيابى هتدافع عنى من غير حتى ما تسألنى.
حاولت أن تداويه وهي المچروحة وقالت متظلمهاش يا إيهاب. أى واحدة في مكانها هاتتلخبط ومتعرفش تفكر.
لم يأتيها منه ردا فقالت بترجى أديها فرصة تدافع عن نفسها يا ايهاب. ده ربنا سبحانه وتعالى بعزته وجلاله مش هيدخلنا الجنة أو الڼار يوم القيامة إلا لما يخلينا نقرأ كتاب أعمالنا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. حتى العبد المؤمن ربنا سبحانه وتعالى هايعاتبه زى ما الرسول عليه الصلاة والسلام قال اما العبد المؤمن يدنيه ربه فيضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه فيقول أتذكر ذنب كذا وكذا أتذكر ذنب كذا وكذا قال حتى إذا ظن أنه قد هلك قال أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته بيمينه.
أومأ برأسه وقد هدأ قليلا وهو يقول عليه الصلاة والسلام. ربنا يبارك فيكى يا ايمان
أخترقت هذه الكلمات قلب وعقل يوسف الذي كان جالسا في شرود ويستمع لها وهي تتحدث
انا كمان مدتش فرصة لمريم انها تدافع عن نفسها. كنت القاضى والجلاد من غير ما اسمع دفاعها. كنت بسمع عنها أسوء شىء في الدنيا وفي نفس الوقت ماكنتش بديها فرصه تتكلم. أزاى احكم من غير ما اسمع من الطرفين ده انا كده ابقى سفيه واستاهل كل اللى جرالى.
أنتبه الجميع على صوت رنين باب المنزل ارتدت مريم أسدال الصلاة وخرجت من غرفتها التي دخلتها بمجرد أن علمت أن يوسف بالخارج فتحت الباب وسمعها الجميع وهي تهتف بدهشة
ماما!
خرجت إيمان وتبعها إيهاب ثم يوسف ليجدوا والدتهم تقف على باب المنزل ويظهر عليها القلق والإضطراب وهي تخطو داخل المنزل وتتجه لتعانق أولادها قال ايهاب وهو يشير إلى يوسف
يوسف ابن عمى يا ماما
ثم الټفت إليها بتسائل هو حضرتك جيتى أمتى.
قالت وبصرها معلق بمريم لسه واصله
وقالت موجهة حديثها لمريم خدت أول طيارة نازلة مصر بعد مكالمتك امبارح
قال يوسف بارتباك طيب استأذن انا بقى
خرج يوسف وجلست أحلام
بين أولادها الثلاثة نظر ايهاب إلى مريم قائلا بحنق طبعا كلمتيها وحكتلها التفاصيل
قالت أحلام پغضب لا مكالمتنيش يا باشمهندس. أنا اللى كلمتها ومعرفتش تفاصيل ولا زفت وبعدين يعنى هي چريمة انها تكلم أمها.
نهض بعصبية قائلا لا مش چريمة. لكن الچريمة اننا نقعد نتجسس على ناس ونخطط علشان في الآخر ناخد فلوس مش من حقنا أصلا
وقفت أمامه وقالت پغضب أتكلم مع أمك كويس يا ولد. أنت نسيت نفسك ولا أيه. وبعدين مين قال أن الفلوس دى مش من حقكم أوعى تكونوا صدقتوهم ونسيتوا كلامى
قالت إيمان بمرارة لا يا ماما أحنا مصدقانهمش أحنا صدقنا الورق اللى شفناه بعنينا.
قالت في تهكم وايه يعنى. هما يعنى هيطلعوا الورق الحقيقى أكيد ورق مزور
وقفت إيمان ونظرت في عينيها وقالت وأعلان الوراثة كمان مزور. والورق اللى بابا مضاه بخط أيده على أنه استلم ميراثه كله يا ماما كل ده مزور مفيش داعى للكلام ده يا ماما أنا اتأكدت من كل حاجة بنفسى. ظهر الإضطراب والتوتر على ملامح أحلام تابع ايهاب بحنق.
طبعا حضرتك مكنتيش متخيلة أنهم هيورونا الورق ده أبدا. مش عارف ليه. يمكن علشان مكنتيش متخيلة أن حد فينا يسأل عن الحقيقة. علشان زرعتى جوانا الخۏف منهم من واحنا صغيرين أفتكرتى أن محدش فينا هتجيله الجرأة ويروح يسأل ويدور ويطلع المستخبى. مش كده
نظرت له أحلام بارتباك وقالت وقالولكوا أيه كمان عنى
قالت ايمان بخفوت الشهادة لله محدش چرح سيرتك قدامنا أبدا.
تنهدت بارتياح ثم قالت بغطرسة ومحدش أصلا يقدر يجيب سيرتى بحاجة
وبدون مقدمات توجه إيهاب لباب المنزل وفتحه وهو يقول بضيق أنا خارج شوية
جلست أحلام بين مريم وايمان وقالت لمريم أنا عاوزه افهم أيه الكلام اللى قلتيهولى في التليفون ده
زاغت نظرات مريم بين والدتها وأختها ففهمت أحلام أنها لا تريد أن تتحدث في وجود ايمان.
ألتفتت إلى إيمان وهي تربت على يدها وهي تقول بغض النظر عن مقابلتك الباردة دى. لكن وحشنى طبيخك هتأكلينى ولا ايه
أبتسمت إيمان أبتسامة باردة ونهضت وهي تقول أنا أصلا كنت بخلص في الأكل قبل ما يوسف يجى. عن أذنكم
وذهبت للمطبخ. تناولت أحلام يد مريم وقالت تعالى نقعد في أوضتك...
دخلت وأغلقت الباب واستدارت لمريم بجسدها كله وقالت بحسم فهمينى معنى الكلام اللى سمعته في التليفون ده. يعنى أيه يوسف وافق يستر عليكى. أنت أيه اللى حصلك بالظبط. عمل فيكى أيه ابن حسين
جلست على طرف الفراش وهي تبكى وقالت بصوت متقطع مش هو اللى عمل يا ماما. أنت اللى عملتى
نظرت لها بحدة وقالت بتقولى أيه يا مريم.
مريم بقولك الحقيقة يا ماما. أنت معلمتنيش ازاى احافظ على نفسى فكان من السهل أى حد ينهشنى. من صغرى وانت بتجبيلى لبس مكشوف لما بقى كشف جسمى شىء عادى.
كنت بالبس قدامك عريان وضيق وكنت بتسبينى اخرج كده من البيت. مكنتيش بتخافى على لحمى للناس تنهشه بعنيها. كل ما كان إيهاب يضايق ويتكلم تقوليلوا دى لسه صغيرة خليها تتمتع بسنها خليها تلبس وتخرج خليتنى معرفش أفرق بين الحړام والعيب. طول ما لبسى في بنات تانية بتلبسه يبقى عادى. وكل ما إيمان تقولك اللبس ده حرام تقوليلها ما أصحابها بيلبسوا كده ولا عاوزاها تبقى نشاز وسط أصحابها. كنت باحكيلك على صحابى الولاد في المدرسة وكنت بتضحكى وتتبسطى ان بنتك كبرت وبقى ليها اصحاب ولاد وكنت بتكبريها في دماغى وتقوليلى وماله بس حافظى على نفسك. هو في حد عاقل يقول نحط وردة في وسط كوم ژبالة وتفضل الوردة محتفظة بريحتها الجميلة. طب ازاى طب احافظ على نفسى ازاى وسط كل ده. أحافظ على نفسى بأنهى مقياس. بمقياس العيب اللى خلانى أقلد اصحابى واقول لو كان عيب مكنش كل البنات دى
عملته. ولا بمقياس الحړام اللى لو كنت مشيت وراه زى ايمان كان زمانى محترمة...
أنهارت أحلام على المقعد وهي تقول أنا كنت بحبك وعاوزاكى تبقى مبسوطة وزيك زى اصحابك
قالت مريم بأنفاس متلاحقة من كثرة بكائها لو كنت بتحبينى كنت سترتى جسمى ولو ڠصب عنى. كنت خفتى عليا اموت وانا كده وادخل قبرى اتحاسب. كنت منعتينى أكلم ولاد وعلمتينى ان ده حرام. كنت علمتينى ازاى أنقى اصحابى وعرفتينى أن مفيش حاجة اسمها ابقى كويسة وصاحبتى وحشة وماليش دعوة وادى النتيجة سمعتى اټشوهت ولحمى اتنهش.
أمسكت أحلام ذراعها بقوة وأوقفتها أمامها وهي تحاول خفض صوتها قوليلى مين اللى عمل فيكى كده. يوسف ولا مين
هزت رأسها نفيا وقالت يوسف معملش حاجة. يوسف هو اللى ستر عليا ووافق يتجوزنى.
ونظرت لها بتهكم قائلة شفتى بقى الناس اللى كنت بعتانى انتقم منهم وألعب على ابنهم وقلتى عليهم انهم سرقوا ابويا وخدوا ميراثنا. هما دلوقتى اللى ستروا بنتك. وعمى ضغط على يوسف لحد ما وافق انه يتجوزنى وماعرفش أى حد أى حاجة ولا حتى اخواتى. مفيش غيرى أنا وهو ويوسف بس. حتى مراته طنط عفاف مقلهاش حاجة وسترنى وستر سيرتى عن كل الناس.
قالت أحلام بذهول أنت بتقولى أيه واللى عمل كده متجوزكيش ليه وراح فين فهمينى
قالت مريم بسخرية لازعة هو اللى عاوز الحلال بيروح للحرام برضة يا ماما ولا حتى بيفضل لحد ما حد يجيبه يصلح غلطته. طبعا بيختفى ومحدش بيعرفله طريق مش ده المهم. المهم انك تعرفى عمى حسين وقف جنبى ازاى هو وابنه علشان تعيشى بقية عمرك تشكريهم وتحمدى ربنا انه رزقنا بناس زى دول يستروا عرضنا.
بكت أحلام لأول مرة بحياتها بمرارة شديدة وهي تتذكر ماكانت تنوى فعله وما كانت تخطط له لتأخذ مال ليس من حقها وفي نفس الوقت يستر هو ابنتها بكل شهامة ورجولة ويخفى الامر عن الجميع ويضغط على ولده ليتزوجها. ظلت تبكى وتبكى بمرارة حتى دخلت عليهم إيمان التي وقفت تنظر إليهما بتساؤل وقالت
بتعيطى كده ليه يا ماما
قالت أحلام بضعف مفيش يابنتى مفيش.
والتفتت إليها قائلة أحكيلى ومټخافيش أخوكى عاوز يطلق مراته ليه
نظرت إيمان إلى مريم التي كانت تنظر إلى امها ودموعها تنهمر في صمت شديد ثم أعادت النظر إلى والدتها وهي تقول
هي مريم محكتلكيش حاجة
ربتت أحلام على ظهرها وهي تقول يابنتى قلتلك قوليلى ومتقلقيش مني. أنا خلاص مبقاش مني قلق. مش عاوزه حاجة من الدنيا غير سعادتكوا وستركوا وبس.
أختلت أحلام بنفسها في غرفة إيهاب وهي تبكى على حالها وماوصلت إليه مريم بسبب سوء تربيتها وبسبب
 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 52 صفحات