تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن
وننزل الجنينة شوية يغير جو. تيجى معانا
ايهاب اجى وانا بيهمنى يعنى
قالت عفاف متسائلة أومال فرحة فين
عبد الرحمن في البلكونة جوه بتكلم صاحباتها
أومأ ايهاب قائلا انا قلت كده برضة
دخل يوسف الحمام وجلس عبد الرحمن بجوار إيهاب واستند إلى ظهر مقعده الوثير وأغمض عينيه يحاول الأسترخاء تصنع إيهاب الامبالاة وقال
مش عارف يا اخى ايمان بقت عصبية كده ليه.
مط ايهاب شفتيه وقال لما قلت لمريم على طلب يوسف لقيتها كده اتعصبت وقالت الاتنين طباعهم مختلفة
ثم نظر إلى عبد الرحمن وتفحص في عينيه وهو يتابع وقالت ان ممكن يكون عمى حسين هو اللى ضغط عليه
هرب عبد الرحمن ببصره وقال بحذر وأيه اللى خلاها تفتكر كده.
خرجت فرحة من غرفة يوسف فرأتهما يجلسان بجوار بعضهما والصمت هو سيد الموقف فقالت وحدووه
ألتفت إيهاب إليها ونظر لها نظرة شوق طويلة أخفضت بصرها في خجل وهي تقول أومال فين يوسف
قام ايهاب وهو يقول بياخد دش يا برنسيسة
رفعت حاجبيها وهو تقول بتتريق حضرتك.
قالت بعناد بكلم أصحابى يا ايهاب بلاش يعنى
لا بلاش ليه كلميهم بس ابقى أفتكرينى بكلمتين انا كمان
قالت بدلال طب خلاص متزعلش هفتكرك بتلات كلمات
أمسكها من يدها وقال لعبد الرحمن طب يا عبد الرحمن عاوز حاجة أحنا ماشين.
قال ايهاب بدهشة مصطنعة أنا قلت كده. مش فاكر أصل انا ساعات بتكلم وانا واقف. أدعيلى ربنا يشفينى
وسار بخطوات سريعة وهو يجر فرحة من يدها وهي تكاد تكون تعدو خلفه لتلحق بخطواته الكبيرة.
و
فى المساء بينما كانت إيمان لاتزال
نائمة انتبهت على صوت مريم وهي توقظها بهدوء أعتدلت وهي تمسح وجهها لتزيل آثار النوم عنه فقالت مريم بخفوت
قالت إيمان بجدية لا مش هروح
نظرت لها مريم بحيرة وقالت ازاى يعنى يابنتى مينفعش
ايمان مش هينفع أسيبك وانت تعبانة كده
مريم لا متتلككيش بيا انا بقيت كويسة من ساعة ما شفتكوا. يالا بقى روحى شقتك.
قالت إيمان بسخرية من ساعة ما شوفتينا ولا من ساعة ما عرفتى ان يوسف عاوز يتجوزك
أطرقت مريم رأسها بحزن فرفعت ايمان رأسها بيدها وقالت أنت مخبية عليا حاجة. انت مش مريم اللى اعرفها
هزت رأسها نفيا وهي تقول ماما مالهاش دعوة بالموضوع ولسه أصلا متعرفش أنه طلبنى للجواز
قالت ايمان برفق طب حبتيه أمتى ده ده أنتوا مكنتوش طايقين بعض.
شعرت مريم بجفاف حلقها ونغز شديد في صدرها وهي تقول بتماسك حبيته لما عرفت انه بيحبنى
تابعت ايمان متسائلة هو قالك انه بيحبك
أجابتها مريم بجمود ايوه قالى
ثم شردت وهي تقول قالى يوم فرحك انت وايهاب
سمعت صوته يدوى في عقلها يزلزلها وهو يقول أنت متستهليش الحب اللى حبتهولك يا حقېرة
فوضعت كفيها على أذنيها بانفعال بشكل لاأرادى أمسكت ايمان يديها وهي تقول بقلق
مالك يا مريم.
رفعت عينيها وهي تقول باجهاد وكانها كانت تحارب لا مفيش أظاهر أن ودنى ملتهبة شوية. أنا هقوم ارتاح في أوضتى.
قضت ايمان ليلتها تصلى وتبكى بين يدى الله عزوجل وقلبها تعتصره الالآم هو حتى لم يسأل عنها ولو لمرة واحدة منذ أن تركته في الأسفل وصعدت إلى أختها شعرت بكبرياء أنوثتها يتحطم على صخرة هذه الزيجة الغير مرغوب فيها وأخذت تدعو و تدعو وظلت على حالها هكذا حتى غفت مرة أخرى وهي ساجدة فرأت رؤية أثلجت قلبها كثيرا.
رأت نفسها ساجدة وهي باكية العيون والقلب ثم رأت من بعيد حمامتان في غاية الروعة والجمال شفافتان كالثلج من شدة بياضهما يحملان صدفة كبيرة بينهما فوقفا أمامها فوجدت نفسها تنهض وتعتلى الصدفة المصقولة بالحرير طارت بها الحمامتان بعيدا حتى أتت على أرض خضراء واسعة مليئة بالزهور والرياحين ظلت تشم وتستنشق عبيرها وشذاها حتى استفاقت من سجودها فوجدت نفسها كما هي لازالت ساجدة فابتسمت لتلك الرؤية الرائعة وشعرت بسعادة قلبية ورضى لم تشعر بهما من قبل.
خرجت إلى الشرفة لتتنسم الهواء الطلق وتستنشقه بقوة حتى امتلأت رئتيها بالهواء النقى فزفرت في بطء شديد وهي تنظر إلى الأسفل وجدته نائما تحت المظلة في الحديقة واضعا يديه تحت رأسه وينظر إلى السماء في شرود.
تلقى الحاج حسين أتصالا من أخيه وهو في مكتبه في الشركة فأجابة السلام عليكم
الحاج ابراهيم عليكم السلام. أيوا يا حسين انا هروح اتغدى في البيت علشان في ضيف جايلى واحتمال مرجعش النهاردة تانى وعموما وليد مش جاى معايا هيفضل هنا في مكتبى لو احتجت حاجة منه
قال حسين بانتباه خير يا ابو وليد مين اللى جايلك.
ابراهيم ده واحد معيد كان في كلية وفاء وجاى يتعرف علينا هو ووالدته وأخوه علشان طالبها للجواز
أبتسم حسين قائلا طب مش كنت تقولى يا ابراهيم واجب ابقى موجود علشان اشوفه انا كمان ولا هي وفاء بنتك لوحدك
ابراهيم أنا مرضتش اعطلك النهاردة انت كنت مشغول من ساعة ما يوسف تعب وفي شغل كتير بقى فوق راسك وخصوصا ان عبد الرحمن هو كمان أجازة
حسين تعطلنى ايه بس يا ابراهيم أسمع انا نص ساعة واحصلك.
أنهى حسين المكالمة ثم اتصل على عبد الرحمن يخبره بأمر الضيف وأمره أن يستعد لاستقباله مع عمه ابراهيم حتى يلحق بهم
صعدت فاطمة إلى
عفاف التي رحبت بها فقالت فاطمة والله يا عفاف أنا تعبت من كتر الناس اللى بتيجى لوفاء يارب بقى توافق على ده وتريحنا
أبتسمت عفاف وقالت طالما جاى عن طريقها يبقى هتوافق...
ثم تابعت هو الحاج حسين وصل عندكوا ولا لسه.
فاطمة ايوا ياختى لسه داخل حالا. يالا بقى هاتى فرحة وإيمان ومريم وتعالوا علشان الست والدته جاية معاه
عفاف طب ثوانى هكلم إيمان ومريم ينزلوا
حاولت إيمان أن تأخذ مريم معها ولكنها رفضت وقالت معلش يا ايمان انزلوا انتوا. أنا أصلى تعبانة شوية
ايمان خلاص وانا كمان مش هنزل
قالت مريم بسرعة لا أنزلى طنط عفاف كلمتنا بنفسها كده هتزعل وبعدين كمان علشان وفاء متزعلش.
توجهت ايمان إلى الطابق الأول حيث شقة عمها إبراهيم التي نادرا ما تتوجه إليها طرقت الباب ففتح عبد الرحمن ووقف ينظر إليها فقالت وهي تتحاشى النظر إليه
السلام عليكم
أبتسم قائلا عليكم السلام. تعالى ادخلى
دخلت وألقت التحية على أعمامها وزوجاتهما وفرحة ووفاء التي جلست بجوارها وقالت مداعبة
مش كنتى بتقولى عليه فيونكة أديكى هتلبسيه.
ضحكت الفتاتان فنظر عبد الرحمن لإيمان مندهشا كان يتوقع أن تكون حزينة ومغلوب على أمرها ولكنه وجدها تتحدث وتمزح وتضحك ظل ينظر إليها بتعجب وهو يحادث نفسه
أنا كنت فاكرها هتبقى زعلانة ومضايقة مالها كده كأنها مصدقت أبعد عنها.
بعد قليل حضر العريس بصحبة والدته وأخيه وبعد التعارف جلس الجميع في غرفة الصالون الكبيرة ولم يكن يبدو على وفاء أنها هي العروس فكانت كعادتها دائما تمزح وتتكلم بسلاسة مع الجميع. قال عبد الرحمن للعريس
طبعا أنت بقى يا أستاذ عماد. وفاء كانت مجنناك في الكلية والسكاشن مش كده. مبتسبش حقها أبداااا
قال عماد وهو ينظر لوفاء الآنسه وفاء مثال رائع للطالب اللى بيحب يفهم مش يحفظ وبس.
ثم تابع بمزاح ومن ناحية بتحب تاخد حقها فهى بتاخد حقها تالت ومتلت
وفاء بس بالعدل كده. مش انا أول واحدة فتحت موضوع اننا نعمل مقارنة بين الشريعة والقانون الوضعى في غير وقت السكاشن للطلبة
ضغطت أمها على يديها وقالت لها هامسة وهي تتصنع الأبتسامة هو ده وقته يا بت هتجبيلى نقطة
وفاء ايه يا ماما هو انا قلت حاجه غلط.
عفاف دى كانت يابنى داوشانا بالموضوع ده كل جمعه لازم تاخد وقت الغدا كله كلام على الحكايه دى
قالت وفاء وكأنها قد انتبهت فجأه اه صحيح
ثم أشارت لايمان وقالت دى بقى ايمان اللى كنت قلتلك أنها هتساعدنى في الدراسة دى
نظر لها عماد قائلا ايه ده بجد أتشرفت بيكى جدا هو حضرتك خريجة أيه
قالت ايمان بجدية كلية شريعة جامعة الازهر.
لفتت عبارتها الأخيرة نظر محمد أخو عماد فقال ماشاء الله. انا كمان جامعة الازهر بس أنا كنت قسم تفسير
قالت ايمان بهدوء اهلا وسهلا
محمد اهلا بحضرتك
أقتربت والدة عماد ومحمد بالقرب من إيمان وربتت على ظهرها وهي تقول بابتسامة هو أنت عندك كان سنه يا ايمان
23يا طنط
قالت والدتهما وهي تنظر لابنها محمد ماشاء الله ماشاء الله.
أبتسم محمد وهو يلقى نظرة أخرى على ايمان قائلا بصراحة عماد أخويا كانت ليه وجهة نظر معينة كده في الحكاية دى. ومكنتش عارف أقنعه لحد ما الآنسه وفاء أبتدت تتناقش معاه وتقنعه بالحجة المناسبة لزمانا دلوقتى
قالت وفاء الحق يتقال يا أستاذ محمد كل اللى كنت بقوله في مناقشاتى مجبتوش من عندى ده كلام ايمان بنت عمى هي اللى أقنعتنى وحمستنى أنى أوصله للطلبة
عندنا في حقوق.
قال عماد شارحا وانا كمان أتحمست وقررنا نعمل ندوات ثقافية للطلبة وهيبقى حقوق وغيرها. الندوة هتبقى مفتوحة. ياريت لو تساعدينا في تجميع المادة اللى هتتكبت وتتوزع على الطلبة
تحدثت ايمان بطلاقة وأريحية وقالت انا معنديش مانع خالص. أنا كان نفسى من زمان أساعد في الموضوع ده. هبقى إن شاء الله ابعت الورق مع وفاء وانتوا بقى راجعوه واكتبوه على الكمبيوتر علشان انا بحب اكتب بخط أيدى بحس بالكلام اكتر.
قال محمد وهو ينظر لها بإعجاب وبعد اذنك يعنى لو ممكن حضرتك تحضرى معانا الندوات دى وتشرحى بعض الأجزاء بنفسك ثم قال وهو ينظر إليها
اصلك عندك طلاقة في الكلام ماشاء الله وبتقدرى توصلى المعلومة
نظرة محمد الأخيرة وتصرفات والدته استفزت عبد الرحمن جدا فنهض وأخذ مقعده ووضعه بجوار مقعد ايمان ووضع ذراعه على ظهر مقعدها ومال عليها وقال وهو يضغط حروف كلماته بضيق موجها حديث ل محمد.
ايمان. مراتى. معندهاش وقت تروح تشرح كفاية عليها هتساعد بالكتابة بس يدوب كده علشان وقت بيتها
وأشار إلى صدره وهو يتابع وجوزها
تجهم وجه محمد أخو عماد وهو يقول بتلعثم اه طبعا مفيش مشكلة
تجهم وجه محمد استفز عبد الرحمن أكثر إذن فهو صدم عندما علم أنها متزوجة
لم تغب تلك التصرفات عن عينين الحاج حسين الذي كان يتابع بصمت ويراقب ردود الافعال.
قالت فاطمة بنفاذ صبر منور يا عريس منوره يا ام عماد مش نتكلم في التفاصيل بقى ولا أيه
أنتهت الزيارة بالأتفاق على ميعاد الخطوبة بعد أسبوع وبعد انصراف الضيوف قال الحاج حسين وهو