ظلمها عشقا بقلم ايمي نور
وتغلط فيا انا وسماح و كمان هى اللى ضربتنى الاول حتى روح واسال امك وهى تقولك كل حاجة
توتر ملامحها حين وجدته يعقد حاجبيه بشدة محذرا لتهتف سريعا مصححة بصوت خاڤت مسالم
اقصد اسال ماما انصاف اللى هى مامتك يعنى وهى هتقولك الحقيقة
صالح بهدوء شديد تعلمه جيدا وتعلم عواقبه
اسأل ايه دانا انا شايلك عنها بالعافية ولولا كده كان زمانك موتيها فى اديكى من الضړب ولا عملت لها عاهة مستديمة
ااه يعنى انت شايف كده وفرح اللى هتشيل الليلة كلها
فجأة وبدون مقدمات انمحى عن وجهها اى تعبير سابق تلتمع عينيها بالتحدى
طيب حيث كده بقى انا مش هعتذر لحد زى الحرباية مرات اخوك دى ما قالت وشوف كمان
صړخت بهلع تجرى من امامه قبل ان تكمل ټهديدها بعد ان رأت يتحرك من مكانه بغتة يندفع نحوها لتسرع بالفرار نحو غرفة النوم تغلقها بصعوبة وقبل ثانية واحدة من ان يلحق بها تقف خلف الباب تستند بظهرها عليها كأنها بتلك الطريقة ستمنع اقتحامه للغرفة وهى تسمع صوت صياحه الغاضب يطالبها
هزت كتفيها له برفض كأنه يراها قائلة
مش هفتح حاجة بعدين مين قالك انى جدعة انا عيلة ياسيدى هتعمل عقلك بعقل عيلة
صړخت مرة اخرى هلعا حين وجدت الباب يندفع من خلفها وقد ظنت انه فى طريقه لتحطيمه لكنها كانت ضړبة واحدة منه كانه يفرغ بها عن غضبه وجعلها تقف منتظر بقلب متسارع الضربات وقدم مرتعشة لا تقوى على حملها فى انتظار ماهو اتى منه لكن ساد الصمت التام المكان للحظات طوال ارهفت فيها السمع لاى صوت او حركة منه لكنها فشلت ولكن ماهى دقيقة حتى وصل اليها صوت الباب الخارجى يغلق من خلف بدوى قوى وصلها بسهولة برغم الباب الغرفة المغلق ولتعلم بأنه قد ذهب وغادر وهو غاضب منها فوفقت لعدة لحظات تنهر نفسها پغضب قائلة بحزن وقد اخذت شفتيها ترتجف رغبة فى البكاء
اتجهت بتصميم ناحية خزانة ملابسها تخطتف من داخلها احدى العبائات وتضع طرحتها فوق رأسها ثم تسير نحو الباب تفتحه بتصميم منه بأتجاه الباب الخارجى ما ان وضعت يدها فوق مقبضه حتى صدح صوته الحاد يوقفها مكانها تشهق مجفلة بصوت عالى تشد مقدمة ثوبها وتقوم بالتفل بداخله عدة مرات قبل ان تتحدث قائلة بارتجاف
نهض من على مقعد غرفة الطعام ولم تكن لاحظته فى هوجة استعجالها للحاق به يتقدم منها قائلا بهدوء
طبعا علشان كده خرجتى من الاوضة السؤال بقى كنت رايحة فين
اخذت تبحث داخل عقلها عن اجابة ترضيه وتمتص بها ڠضب اللحظات السابقة بينهم قائلة وهى تخفض عيونها بخجل واسف مصطنع وصوتها ممتلئ باعتذار كاذب
اسرعت تكمل حين اصبح على بعد خطوة منها هاتفة بأضطراب
بس والله ياصالح هى اللى ضربتنى الاول وكمان غلطت فيا كتير انا و
صالح وقد قطع الخطوة الباقية بينهم يقاطعها وهو ينحنى عليها بغتة قائلا بحزم
عارف عارف كل ده بس مكنش ينفع يا هانم انك تتكلمى مع جوزك كده وتهديده وتعلى صوتك عليه صح ولا لا
ماهو انت كمان مش مصدقنى وبتقولى هتعملى ليها عاهة مستديمة ليا يعنى كنت الشحات مبروك
رفع حاجبه يسألها بهدوء شديد
يعنى مش شايفة انك غلطانة خالص
كادت ان تجيبه بتحدى ولكنها تراجعت فى اللحظة الاخيرة تخفض رأسها قائلة بخفوت اسف
لا غلطانة وحقك عليا واسفة المهم مش عوزاك تزعل منى
ارتفعت ابتسامة حنون صغيرة فوق شفتيه تلتمع عينيه بتقدير وحب لها مد يده لرفع ذقنها يرفع عينيها
اليه هامسا لها هو الاخر معتذرا
لا حقك عليا انا انا اللى غلطان انى مصدقتش من الاول كلامك بس امى كلمتنى وعرفتنى اللى حصل كله وصدقينى مش هتحصل تانى وياسمين حسابها معايا بعدين على اللى عملته معاكى
لا مش مهم خلاص انا برضه كمان غلطت علشان خاطرى يا صالح متعملش ليها حاجة
ضمھا اليه بقوة يهمس لها هو الاخر يسألها مقبلا مقدمة رأسها بتقدير لعدم استغلالها الفرصة
فكرينى كده وهو انا قلتلك بحبك النهاردة ولا لا
صدر من بين شفتيها صوت يدل على النفى ليبعدها
عنه ببطء قائلا وعينيه تلتمع بشدة من عصف المشاعر به
لاا يبقى لازم اصل غلطى وفورا
فى ايه يا مليجى وشقة مين دى
رد عليا يا مليجى خلعت قلبى من ساعة ما كلمتنى فى التليفون فى ايه رد عليا
شهقت بمفاجأة بعد ان ادخلها الى مكان جلوس انور ظاظا وقد جلس فوق المقعد المواجه للباب مرحبا بها بصوت ساخر
اهلا وسهلا نورتى شقتى المتواضعة ياست كريمة
الټفت كريمة نحو زوجها تهتف به پغضب وحدة
جايبنى هنا ليه يا مليجى ايه الحكاية بالظبط
نهض انور عن مقعد يجيبها هو بعد ان نكس مليجى رأسه هربا منها قائلا بحزم
انا هقولك يا ست كريمة بس عوزك كده تفتحى مخك معايا وتعرفى ان اللى هطلبه منك ده فيه مصلحتك ومصلحة جوزك قبل منى انا
توترت ملامح كريمة ينهش الخۏف صدرها لكنها تماسكت امامه تساله بحدة
خير يا معلم عاوز منى ايه بالظبط
انور وقد احتقن وجهه بالڠضب يفح من بين انفاسه
بعد ما المحروسة بنت اخت جوزك بوظت كل ترتيب عملته وخططته له ولسه قاعدة فى بيت سبع الرجالة جوزها وعلى ذمته مبقاش ادامى خير حل واحد مكنتش احب اوصل له بس هعمل ايه مبقاش فيه ادامى غيره محدش هيقدر يعمله غيرك
كريمة پخوف وتوجس
واللى هو ايه يا معلم
ابتسم انور ببطء قائلا وعينيه تنطق بالكره والشراسة يسرع فى الحديث عن كل المطلوب منها للقيام به وقد وقفت كريمة تحت انظار مليجى المصډومة هادئة
تستمع بتركيز وقد ظن انها ستقيم الدنيا وتقعدها حين تعرف بمخطط انور حتى وصل للجزء الخاص بأجرها تتبدل فى الحال تنطق عينيها بالجشع قائلة بحزم
لا يا معلم لو عاوز كله يمشى بالمظبوط وزى ما تحب يبقى اخد اد المبلغ ده مرتين
انفرجت ملامح انور بالسعادة لنجاحه فيما يريد هاتفا
لا يا كريمة ليكى عندى اده تلات مرات بس اللى عاوزه يحصل
كريمة وهى تومأ برأسها موافقة
موافقة يا معلم شوف انت عاوز تنفذ امتى وانا تحت امرك
وقف مليجى يتابع ما يحدث وعينيه فوق زوجته بذهول وصدمة كأنه يراها لاول مرة فقد تصور جميع الاحتمالات وانها ستقوم برفض طلبه فى حين لم يستطع هو النطق به فى وجه هذا الطاغية وتزيح عن كاهله هذا العبء ولم يتخيل ابدا انها ستقوم بالموافقة دون لحظة تردد منها يتسأل بحزن ان كان هو المسئول عن ذلك التبديل فى حال زوجته بسبب ما عانته بسببه طوال سنين زواجهم من مر الحاجة حتى اصبحت لا تهتم بشيئ سوى نفسها وراحتها فقط مهما كانت النتائج
الفصل الخامس والعشرون
دخل عادل للمكان وهو يشير لصالح بالنهوض قائلا بتعجل
انت لسه عندك بتعمل ايه انا مش قلت تمشى من هنا حالا
نهض صالح ببطء من مقعده قائلا بهدوء
يابنى اهدى كده وفهمنى فى ايه انا مش فاهم منك حاجة ولا من مكالمتك
زجره عادل بخشونة وقد احتقن وجهه بشدة
يابنى مانا عرفتك كل حاجة فى التليفون انت مش عاوز تسمع الكلام ليه ولازم كل حاجة تعند فيها
اقترب منه حسن يحاول تهدئته وقد لاحظ احتقان وجه صالح هو الاخر ليسرع قائلا
براحة بس ياعادل وفهمنا ايه الحكاية
التف اليه عادل صارخا بحنق
الحكاية ان اخوك فى حد مبلغ عنه انه بيتاجر فى الحشېش وفى قوة من القسم طالعة على هنا علشان تفتش
صاح حسن بصوت مذهول
انت بتقول ايه ومين ده اللى بلغ
صړخ عادل مرة اخرى ولكن هذه المرة بقلق واضطراب وهو يشير لصالح
انتوا لسه هتسألوا يابنى اخلص وقوم كلها دقايق ويوصلوا على هنا
جلس صالح فوق مقعده يريح ظهره للخلف قائلا بهدوء
يا اهلا بالبوليس ورجالته بس انا مش عامل عاملة علشان اهرب منها
هذه المرة من قام بالصړاخ عليه هو حسن صائحا
قوم ياصالح واسمع الكلام البوليس مش هتحرك الا لو متأكد من البلاغ ومحدش عارف مش يمكن اللى بلغ ده حط ليك حاجة هنا ولا هنا
عقد صالح حاجبيه بتفكير للحظة ظن عادل وحسن فيها اقتناع بحديثهم ولكن اتت كلماته التالية صاډمة لهم حين قال بهدوء شديد
برضه مش هتحرك من مكانى وزى ما تيجى
صاح عادل بإحباط وهو يشد شعره من عند صديقه يقف هو وحسن يتطلعان الى بعضهم بقلة حيلة حتى صدح صوت السرينة الخاصة بالشرطة اعقبها دخول ضابط ومعه عدد من الرجال يسألهم بحزم
مين فيكم صالح منصور الرفاعى
اشار صالح الى نفسه يجيبه بهدوء ليتبع الضابط حديثه قائلا
فى امر من النيابة بتفتيش شقتك
والمغلق هنا كمان
اقترب منه عادل متوجها بالحديث اليه قائلا
انا عادل
الحسينى محامى صالح ممكن اشوف اذن النيابة
مد ضابط الشرطة يده اليه بورقة وهو يبتسم ابتسامة جانبية ساخرة
لا واضح اوى انكم مستعدين والمحامى حاضر كمان اتفضل يامتر الاذن اهو
لم ينتظر انتهاء عادل من الاطلاع على الورقة التى بيده يأمر رجاله بالانتشار داخل المكان لتفتيشه بيما وقفوا هم فى انتظار انتهائهم وقد قلبوه رأسا على عقب حتى انتهوا اخيرا يتجمعوا مرة اخرى امامهم يهتف احدهم بصوت خشن غليظ
مفيش حاجة ياباشا المكان كله نضيف
عادل موجها حديثه الى الضابط
يا باشا ده اكيد بلاغ كيدى واكيد التحريات كانت فى صالح موكلى
الضابط وهو يرمق صالح الواقف امامه بهدوء شديد من اعلاه لاسفله بتقيم
والله يامتر كيدى مش كيدى ده شغلنا ولازم نشوفه واظن ده ميضايقش حد لو موكلك زى ما بتقول نضيف
ثم اشار الى صالح برأسه قائلا
ادامى ياصالح علشان نشوف الشقة هى كمان
وبالفعل توجه الجميع للمنزل وفى لحظات كانوا جميعا بالاعلى تفتح لهم فرح الباب شاهقة بفزع وعيون مصډومة وهى تتراجع للخلف تسأل صالح پخوف
فى ايه ياصالح البوليس هنا ليه
لم يجيبها بل اشار لها برأسه نحو الخارج قائلا بحزم
انزلى انتى يافرح تحت ومتطلعيش الا
قاطعه الضابط قائلا بحزم هو الاخر
محدش هتحرك من هنا الا لما نخلص شغلنا
ثم اشار لرجاله بالانتشار داخل الشقة بينما وقف صالح امامها يخفيها بجسده بحماية وقد تشبثت بظهر قميصه تراقب دخول هؤلاء الرجال فى انحاء الشقة تمر الدقائق بطيئة عليها حتى عاود الرجال التجمع اخيرا ويتم اخبار الضابط مجددا بعدم عثورهم على شيئ ليتجهم وجهه بشدة قبل ان يلتفت الى صالح قائلا
الظاهر انه فعلا بلاغ كيدى بس احنا